قوى مؤيدة للرئيس التونسي تلوح بمقاطعة الانتخابات البرلمانية

بحجّة التخوف من إقصاء الأحزاب السياسية من السباق

من اجتماع حركة «تونس الى الأمام» (موقع الحركة)
من اجتماع حركة «تونس الى الأمام» (موقع الحركة)
TT

قوى مؤيدة للرئيس التونسي تلوح بمقاطعة الانتخابات البرلمانية

من اجتماع حركة «تونس الى الأمام» (موقع الحركة)
من اجتماع حركة «تونس الى الأمام» (موقع الحركة)

انتقدت أحزاب سياسية تونسية تضارب المواقف بين رئاسة الجمهورية وهيئة الانتخابات حول مشاركتها من عدمها، في الحملة الخاصة بالانتخابات البرلمانية المقررة نهاية السنة الحالية.
وفي الوقت الذي دعا فيه رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارة إلى ولاية (محافظة) نابل (شمال شرقي تونس) كل «من يرى في نفسه القدرة على النجاح في الانتخابات التشريعية، إلى تقديم ترشحه، لأن القانون لا يقصي أحداً»، فإن أطراً حزبية ومنظمات حقوقية، تابعت باهتمام تصريحات محمد التليلي المنصري المتحدث باسم «هيئة الانتخابات» عن منع الأحزاب التي ستقدم مرشحين لها من المشاركة في الحملة الانتخابية، وهو ما دفع بعدد منها مؤيدة لتوجهات سعيد إلى التعبير عن خشيتها من هذه الخطوة «التي قد تكون تمهيداً لحظر الأنشطة الحزبية وإخراج كل الأحزاب من المشهد السياسي».
وفي هذا السياق، طالب عبيد البريكي رئيس حركة «تونس إلى الأمام» المؤيدة لمسار 25 يوليو (تموز) 2021، الرئيس سعيد، «بتوضيح موقفه» من الأحزاب السياسية بعد تضارب التصريحات عن منع الأحزاب المشاركة في الانتخابات المقررة نهاية السنة، من تنظيم حملات لفائدة المرشحين. وقال على هامش انعقاد مجلسه المركزي يومي 1 و2 أكتوبر (تشرين الأول) بصفة طارئة لتحديد «آليات التعامل مع الانتخابات البرلمانية المقبلة»، إن اللقاء الأخير الذي جمعه برئيس الجمهورية، «لم يتطرق إلى أي موقف فيه إقصاء للأحزاب». وأبدى البريكي تخوفه «من الارتباك الحاصل في موقف هيئة الانتخابات من الأحزاب، وهو ما قد يجعل قيادات حركة تونس إلى الأمام تراجع موقفها». وهدد بمقاطعة «مجمل المسار الانتخابي»، معتبراً أن «واقع إدارة الحملة الانتخابية في تونس، يتجه نحو تفعيل مقولة من تحزب خان»، على حد تعبيره. وتابع: «إن ثبت للمجلس المركزي للحركة قصدية إقصاء الأحزاب، فتجب علينا مراجعة مسائل عدّة أهمها دعم مسار الانتخابات، إذ لا ديمقراطية من دون أحزاب سياسية».
وكشف البريكي، أمام وسائل الإعلام المتابعة لاجتماع المجلس المركزي للحزب،عن تخوفه «من تعمد إقصاء الأحزاب السياسية، وإضعاف الإقبال على صناديق الاقترع في ظل ما تمر به تونس من إرباك على مختلف الأصعدة».ولم يمنع الرئيس التونسي الشاط عن الأحزاب السياسية بعد إعلانه التدابير الاستثنائية يوم 25 يوليو (تموز) 2021، وقرر في المقابل، حل الحكومة، وإبطال عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب الممثلين لعدد من الأحزاب الفائزة في انتخابات 2019، لكنه وفق عدد من المتابعين، «همش دور تلك الأحزاب، ولم يشركها في صياغة الدستور التونسي الجديد، كما لم يشركها في صياغة القانون الانتخابي الأخير، وغيّر طريقة التصويت لتصبح على الأفراد بدل القوائم الانتخابية المدعومة من قبل الأحزاب السياسية في السابق».
يذكر أن مسارالعملية المقررة يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تعرض لانتقادات عدّة من بينها إشهار مجموعة من الجمعيات والمنظمات التونسية عدم رضاها عن طريقة تمويل الحملة الانتخابية، ومطالبتها بالعودة إلى نظام التمويل العمومي مع إخضاعها للمراقبة، محذرة «من فتح الأبواب أمام السمسرة والرشوة وشراء الذمم». وكان المتحدث باسم هيئة الانتخابات، أعلن في تصريح، منع الأحزاب السياسية من القيام بحملات انتخابية، كما أكد أن الأحزاب المقاطعة لتلك لانتخابات، لا تحق لها المشاركة في أنشطتها.
ويضاف هذا المنع إلى ثلاثة موانع أخرى أعلنت عنها «هيئة الانتخابات»، وهي: منع نشر نتائج استطلاعات الرأي في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومنع الإشهار السياسي (مثل المعلقات الإعلانية)، إضافة إلى منع استعمال الموزع الصوتي والهاتف في الدعاية، وهو ما مثل محور جدل سياسياً حاداً بين مختلف الأطراف السياسية، سواء الداعمة لخيارات قيس سعيد أو الرافضة لها.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».