بعد أن كانت قمة مرتقبة ينتظرها جمهور كرة القدم عبر المعمورة، ستكون مواجهة إنجلترا ضد الغريمة الأزلية ألمانيا اليوم بالجولة السادسة والأخيرة للمجموعة الثالثة بدوري أمم أوروبا هامشية، في وقت تتطلع فيه المجر لاستعادة أمجادها وحجز بطاقة نصف النهائي على حساب إيطاليا.
ووضع كل من المجر وإيطاليا كثيرا من الضغوط على منتخبي ألمانيا وإنجلترا بخروجهما بانتصارين بالجولة الخامسة بنتيجة 1 - صفر، خاصة أن هذه المناسبة الدولية الأخيرة قبل خوض المعترك العالمي في مونديال قطر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وبينما تأكد هبوط إنجلترا إلى المستوى الثاني لدوري الأمم، وخروج ألمانيا من المنافسة، أصبح صراع المنافسة على قمة المجموعة بين المجر المتصدرة بفارق نقطتين عن إيطاليا ويكفيها التعادل على أرضها اليوم لحجز بطاقة إلى نصف النهائي.
لاعبو إنجلترا أمام اختبار أخير لاستعادة الثقة قبل المونديال (رويترز)
وبدلا من النظر إلى مباراة «ويمبلي» بين الغريمين إنجلترا وألمانيا على أنها قمة المرحلة باتت المباراة هامشية، لكن جماهير أصحاب الأرض يشعرون بغضب كبير من مدرب منتخبهم غاريث ساوثغيت عقب المسيرة المحبطة في البطولة المستحدثة في نسختها الثالثة.
ومنذ الخسارة 4 - صفر من المجر في يونيو (حزيران) الماضي، انقلبت الجماهير الإنجليزية على ساوثغيت الذي واجه صيحات استهجان أيضا من المشجعين الذي سافروا معه عقب الهزيمة 1 - صفر من إيطاليا في ميلانو الجمعة.
وما زال ساوثغيت الذي قاد إنجلترا إلى الدور قبل النهائي بكأس العالم 2018 وإلى نهائي بطولة أوروبا 2021 يرى نفسه الرجل المناسب لقيادة المنتخب في مونديال قطر وقال: «نعم نريد استقرارا أكبر دون شك، ولا أظن أن الأداء أمام إيطاليا كان سيئا، وأعرف أنني سأتعرض للسخرية بسبب سلسلة الهزائم، لكن أعتقد أنني الشخص المناسب لقيادة الفريق في المونديال المقبل، إن هذا يضمن استقرارا أكبر».
ويرى ساوثغيت أن الخبرة المكتسبة من مواجهة منافسين من الصف الأول في دوري الأمم ستساعد في تخطي التحديات في نهائيات كأس العالم التي تنطلق 20 نوفمبر، وأوضح: «اللاعبون الشبان بالتحديد الذين خاضوا هذه المباريات تعلموا الكثير، ونعرف أننا سنتحسن».
فليك واثق من الارتقاء بمستوى ألمانيا (د.ب.أ)
وينتقد خبراء اللعبة ساوثغيت لعدم اعتماده على تشكيلة ثابتة وواضحة، وأنه دائم التغيير والدفع بالشباب، رغم أن المنتخب يحتاج اللاعبين أصحاب التجربة القادرين على تغيير الأمور.
وقلل هاري كين قائد إنجلترا من حالة الهلع المثارة ضد المنتخب رغم تفهمه لأسباب إحباط المشجعين، وقال مهاجم توتنهام: «لن نهلع وندرك أننا نريد التحسن، كنت مشجعا لإنجلترا وما زلت، وأتفهم ذلك، التقييم الحقيقي هو عما سيحدث في نوفمبر إذا نجحنا في كأس العالم، لست متأكدا من انشغال الجمهور بهذه الفترة السابقة من الصيف».
من جهته ناشد المدافع الدولي هاري مغواير الجماهير الإنجليزية بمواصلة الدعم للمنتخب لأن هذا ما يحتاجه الفريق حاليا قبل التوجه لكأس العالم. وقال مغواير الذي يعيش أيضا تحت ضغط الخروج من التشكيلة الأساسية لفريقه مانشستر يونايتد: «نحن مجموعة قوية ذهنيا. وقد أسعدنا الجمهور كثيرا طوال خمسة أعوام أو نحو ذلك. نحن في مرحلة يتعين علينا فيها التلاحم سويا. الجمهور ربما يشعر بالإحباط وعليه الوقوف إلى جانبنا لأن أمامنا بطولة كبرى نستعد لها». وأضاف «للفوز بهذه البطولة أو التقدم فيها نحن بحاجة إلى الجمهور بجانبنا. لذا فإنه بغض النظر عما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية فإننا نعمل بلا كلل أو ملل من أجل التحسن والعودة إلى سابق تألقنا. أمامنا مهمة كبيرة في الشتاء وهي كأس العالم، ويتعين علينا ضمان الاستعداد لها بأقوى مجموعة وسنفعل ذلك».
مانشيني لحصد بطاقة نصف النهائي وتعويض فشل المونديال (أ.ف.ب)
وقدمت إنجلترا نسخة كارثية في دوري الأمم، بخسارتها ثلاث مرات وتعادلها مرتين حتى الآن، مع هدف يتيم في سجلها جاء من ركلة جزاء متأخرة لهاري كين ضد ألمانيا ذهابا.
ولم تنجح إنجلترا بصناعة الفارق هجومياً، رغم امتلاكها لاعبين من طراز رفيع مثل كين، فيل فودن ورحيم سترلينغ، لكن يعيب على ساوثغيت عدم الثبات على تشكيلة وكثرة تجريب الوجوه الشابة. وتلعب إنجلترا، حاملة لقب 1966 ضد إيران والولايات المتحدة وويلز في دور المجموعات في كأس العالم.
في المقابل وعلى عكس إنجلترا تثق الجماهير الألمانية في مدربها هانزي فليك رغم خروج المنتخب من المنافسة على صدارة المجموعة بدوري الأمم بعد الخسارة أمام المجر بهدف نظيف في الجولة السابقة بمدينة لايبزيغ، خاصة أنه تسلم زمام الأمور منذ عام تقريبا خاض فيه 14 مباراة وخرج بنتائج مقبولة.
ولم يعد بإمكان ألمانيا إنهاء مباريات المجموعة الثالثة في الصدارة، لكن المنتخب يتطلع لإنهاء البطولة بشكل جيد لأنها ستكون آخر مباراة للفريق قبل اختيار القائمة التي ستشارك في كأس العالم.
وأشار فليك إلى أن الهزيمة أمام المجر كانت بمثابة جرس إنذار وتذكير للاعبين بأنهم ما زالوا بحاجة إلى التحسن في الشهرين المقبلين قبل انطلاق المونديال، وأوضح: ««الفريق تلقى للتو جرس إنذار. من الأفضل أن تشعر بالإحباط عندما تخسر ولا تتصدر مجموعتك في دوري الأمم... من الأفضل أن يحدث ذلك الآن بدلا من حدوثه في كأس العالم. إنه أيضا دافع شخصي للجميع لتقديم كل شيء ضد إنجلترا، لقد فتحت الهزيمة أعيننا».
من جهته قال أوليفر بيرهوف مدير المنتخب: «نريد استعادة مستوانا والثقة، ومباراة إنجلترا فرصة لإثبات الذات قبل إعلان قائمة المونديال».
وسيفتقد المنتخب الألماني جهود مهاجمه لوكاس نميتشا أمام إنجلترا لمعاناة من مشاكل في الركبة. وترك نميتشا معسكر المنتخب هو وزميله أنطونيو روديغر مدافع ريال مدريد الذي سيغيب عن المباراة للإيقاف.
وبعيدا عن القمة التي أصبحت هامشية تتطلع المجر لمواصلة نتائجها الرائعة في مجموعة تضم 3 أبطال عالميين، حيث يكفيها التعادل اليوم مع ضيفتها إيطاليا التي تتخلف عنها بنقطتين، لحجز بطاقة في نصف نهائي دوري الأمم.
وتدخل المجر، الغائبة عن كأس العالم منذ 1986 واللاهثة خلف استعادة أمجادها الماضية حين حلت وصيفة عامي 1938 و1954 وحلت ثالثة في كأس أوروبا 1964 ورابعة عام 1972 وأحرزت الذهبية الأولمبية ثلاث مرات بين 1952 و1968 إضافة إلى فضية وبرونزية، إلى الجولة الأخيرة وهي تملك فرصتين لحصد بطاقة نصف النهائي سواء بالفوز أو التعادل.
في المقابل تحتفظ إيطاليا التي فشلت في حجز مكان لها في مونديال قطر، بفرصة انتزاع بطاقة نصف النهائي، لكن على فريق المدرب روبرتو مانشيني حصد الفوز ولا بديل على المجر في عقر دارها. وقال مانشيني عقب الفوز على إنجلترا: «إنه انتصار مهم للغاية، لأنه يمنحنا إحساسا بالهدوء لنكون المصنف الأول في القرعة، وكذلك منحنا الفرصة لتصدر المجموعة». «طريقة اللعب شيء لكن المهم هو شخصية الفريق، نريد أن نثبت جدارتنا في اللقاء الحاسم ضد المجر».