الحكومة اليمنية تتجه لإضافة أسماء وفد المتمردين في جنيف إلى لقائمة العقوبات الدولية

مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»: الميليشيات تواصل استهداف المدنيين.. والوفد يمثلهم

الحكومة اليمنية تتجه لإضافة أسماء وفد المتمردين في جنيف إلى لقائمة العقوبات الدولية
TT

الحكومة اليمنية تتجه لإضافة أسماء وفد المتمردين في جنيف إلى لقائمة العقوبات الدولية

الحكومة اليمنية تتجه لإضافة أسماء وفد المتمردين في جنيف إلى لقائمة العقوبات الدولية

علمت «الشرق الأوسط» من مسؤول يمني، أن الحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي، تتجه لرفع أسماء وفد الحوثيين وحلفائهم الذين شاركوا في مؤتمر جنيف اليمني الذي فشل مشاوراته، إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك لفرض عقوبات دولية عليهم، وتجميد أرصدتهم، مشيرًا إلى أن الحكومة نفسها ستقدمهم أيضا إلى القضاء اليمني، بعد عودتها وفرض سيطرتها على المدن، وذلك لمشاركتهم في الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها الميليشيات المسلحة على اليمنيين.
وأوضح المسؤول في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة اليمنية الشرعية، دونت أسماء الذين حضروا في مؤتمر جنيف ضمن وفد الانقلابيين على الشرعية من دون أن يبدوا حسن النيات في الدعم الذي قدم لهم من الأمم المتحدة، في محاولة لانسحاب المسلحين من المدن، ووقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية. وقال المسؤول إن الجهات المختصة اليمنية الذي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرًا لها للعمل مؤقتًا، قامت بجمع الأسماء لرفعها للأمم المتحدة، لفرض عقوبات دولية بحقهم، تضاف إلى أسماء السياسيين والعسكريين التي رُفعت في وقت سابق، وينتظر إنزال العقوبة بحقهم.
وأشار المسؤول إلى أن الوفد الانقلابي وهم ممثلون عن الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وحزبي اللقاء المشترك والحراك الجنوبي، وصلوا إلى جنيف بعد الموافقة على دعوة الأمم المتحدة للتشاور مع المحكومة الشرعية على القرار الأممي 2216، إلا أنهم فشلوا في التشاور، وفرضوا شروطًا تعجيزية، ولم يلتزموا برسالة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، ومع ذلك لا يزال القصف الحوثي والموالين للرئيس المخلوع صالح، مستمرًا، حيث شهدت مدينة عدن فجر أمس قصف عنيف من قبل المتمردين.
وأضاف أن «الوفد، وعددهم نحو 30 شخصًا، بعضهم أدرجت أسماؤهم بعد بدء (عاصفة الحزم) التي استمرت 27 يومًا، ومنهم الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني السابق، وعارف الزوكا، الأمين العام لمؤتمر الشعبي العام، والذراع اليمنى للرئيس المخلوع صالح، وفائقه السيد أحمد باعلوي المساعدة للأمين العام لمؤتمر حزب الشعب، وحمزة الحوثي، وغالب مطلق ممثل الحراك الجنوبي، وعبد الرحمن السقاف أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، إضافة إلى آخرين».
وذكر المسؤول أن الوفد الحوثي وحلفاءهم الذين وصلوا إلى جنيف بعد مماطلات من قبلهم، يمثلون الميليشيات المسلحة بأجمعه، الذين انقلبوا على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حيث استمر القصف على المدنيين، خلال فترات المؤتمر، وعقب انتهاء المؤتمر أيضًا.
وأكد المسؤول أن الحكومة اليمنية التي كسبت تأييد الدول واعترافها بالشرعية الرئيس هادي، من حقها أن تجري أي خطوات في صالح الشعب اليمني، كون المسلحين استهدفوا المدنيين، وكذلك منعوا إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية، للشعب اليمني، لا سيما أن المسلحين قطعوا الطريق أمام بعض الشاحنات التي تحمل المساعدات، وجرت مصادرتها.
ولفت المسؤول إلى أن جميع من رفعت أسماؤهم عبر الحكومة اليمنية الشرعية إلى الأمم المتحدة، لفرض عقوبات دولية عليهم، سيحالون أيضا إلى المحكمة القضائية في اليمن، فور عودة الحكومة إلى اليمن، لا سيما أن الميليشيات المسلحة، بدأوا يفقدون هيبتهم بعد فشلهم سياسيًا، وعدم وضوح رأيهم ومطالبهم أمام المجتمع الدولي.
وأكد المسؤول أن الميليشيات الحوثية قامت بتفجير منزل اليمنية ذكرى العراسي التي قذفت حمزة الحوثي، رئيس وفد الحوثيين في جنيف، بالحذاء، وذلك بعد أيام من انتهاء المؤتمر بعد فشله، حيث تعرض منزله في عدن إلى تفجير من الميليشيات الحوثية، بعد أن تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية الحادثة.
وكان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، أكد في وقت سابق لوسائل الإعلام العربية والأجنبية، أن جميع الخيارات ما زالت مطروحة في اليمن، وأن طيران التحالف سيبقي على غاراته الجوية على مواقع الميليشيات بعد نفاد كل الخيارات السلمية الأخرى، مشيرًا إلى أن التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن مؤشر على تجاهل طهران علاقات حسن الجوار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.