اللاجئة السورية هالة لـ «الشرق الأوسط»: أنجيلينا جولي قالت إننا مثل أولادها.. وستساعدنا لنتعلم

بقيت الزيارة طي الكتمان قبل أن تكشف عنها مجلة «بيبول» المختصة بأخبار المشاهير

هالة ابنة الـ 12 سنة مع عائلتها في خيمتهم وتعرض ما كتبته بحضور أنجيلينا جولي («الشرق الأوسط»)
هالة ابنة الـ 12 سنة مع عائلتها في خيمتهم وتعرض ما كتبته بحضور أنجيلينا جولي («الشرق الأوسط»)
TT

اللاجئة السورية هالة لـ «الشرق الأوسط»: أنجيلينا جولي قالت إننا مثل أولادها.. وستساعدنا لنتعلم

هالة ابنة الـ 12 سنة مع عائلتها في خيمتهم وتعرض ما كتبته بحضور أنجيلينا جولي («الشرق الأوسط»)
هالة ابنة الـ 12 سنة مع عائلتها في خيمتهم وتعرض ما كتبته بحضور أنجيلينا جولي («الشرق الأوسط»)

لم تكن اللاجئة السورية إلى لبنان هالة (12 عامًا) لتتصور أنها ستتمكن من «فك الأحرف» خلال ساعة، قبل أن تساعدها الفنانة العالمية أنجيلينا جولي. فالفتاة التي استرعت انتباه العالم أول من أمس، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنجيلينا جولي جلست وابنتها إلى جانبها لأكثر من ساعة، وحملت الهدايا لهم، وجاءت إلى لبنان خصيصًا لرؤيتهم، كما ساعدتها على الكتابة والرسم.
في خيمة صغيرة ومتواضعة، يسكن فيها 9 أشخاص من اللاجئين السوريين من سراقب (ريف إدلب)، تجتمع هالة وأفراد عائلتها، بغياب الأم والأب، فالأم، توفيت قبل عامين بعد لجوئها إلى لبنان، أما الأب فيعد من المفقودين جراء الحرب السورية.
ويقول أبناء المخيم إنها الأشد فقرا منذ توفيت والدتها حميدة منذ سنتين، فهي تعمل وشقيقها نمر على إعالة أفراد عائلتها التسعة قبل أن تتزوج إحدى شقيقاتها. فأكبر أشقائها، كمال، يعاني من مشكلة صحية، ويعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة. أما نمر فقد تزوج أيضًا، ويسكن وزوجته مع أفراد عائلته في الخيمة نفسها، ويتقاسمانها مع شقيقاته الخمس، وأشقائه الثلاثة.
ولم تكن هالة وقصتها لتُعرف إلى العلن، لولا أن خصصت أنجيلينا جولي زيارتها إلى لبنان، للقاء هالة فقط، يوم الجمعة الماضي. وبقيت الزيارة قيد الكتمان، قبل أن تكشف عنها مجلة «بيبول» المختصة بأخبار المشاهير. وتعرفت أنجيلينا إلى هالة قبل عام بالتمام، حين زارت مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة زحلة في وادي البقاع (شرق لبنان)، وعادت قبل يومين لتعرف هالة إلى ابنتها شيلوه البالغة من العمر 9 سنوات.
وتوضح هالة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة الأولى كانت مع مترجمتها تاتيانا، بينما الزيارة الثانية كانت خاطفة قبيل مغادرة أنجيلينا وابنتها إلى تركيا. وتضيف: «لقد جاءت خصيصًا هذه المرة لتعرف ابنتها علي وعلى وضعي الاجتماعي، وكيف أعيل أسرتي مع شقيقي نمر».
وتضيف: «سألتنا أنجيلينا عن احتياجاتنا، فلم نطلب أي شيء منها إلا زياراتها لنا وتفقدنا». وتشير إلى أن أنجيلينا جولي «قالت لنا أنتم مثل أولادي وسأعمل على تأمين عمل لثلاثة من أفراد العائلة، هم ريما وشقيقها نمر وزوجته فاطمة».
ولفتت هالة إلى أن جولي «وعدتنا أيضا بمدرس يدرس العائلة، لأننا في هذا المنزل كلنا أميون، وحاولت أنجيلينا تعليمي كتابة اللغة الأجنبية والرسم لأكثر من ساعة». كما أشارت إلى أن أنجيلينا «لم تنسَ حميدة ابنة شقيقي نمر البالغة من العمر خمسة أشهر، وقد حملت لها هدية». وهالة، تعمل في سهل زحلة في قطاع الزراعة لأجل إعالة عائلتها. ونادرًا ما تجد عملاً يكفيها، واسترعت انتباه أنجيلينا جولي منذ الزيارة الأولى إلى مخيمات اللاجئين في البقاع، نظرًا إلى معاناة هذه العائلة.
وكشفت مجلة «بيبول» أول من أمس، أن جولي، أحضرت معها ابنتها شيلوه (9 سنوات) وقضيتا بعض الوقت مع اللاجئة التي تعرفت إليها جولي خلال زيارتها الأولى قبل نحو سنة.
وقالت جولي لمجلة «People» إن ابنتها شيلوه «تعرف جيدًا أنها تولي اهتماما كبيرا للعائلات اللاجئة وطالبتني بإحضارها لهذه المهمات، وهي سمعت عن هالة منذ أن أتيت للبنان وكانت تريد أن تقابلها». ووصفت جولي لقاء ابنتها باللاجئة السورية الطفلة هالة بأنه كان «رائعًا»، حيث «لعبتا سويًا واكتسبت ابنتي الأصدقاء. وقد سمعت من اللاجئين الأطفال عن أقسى الأمور التي خسروها. هالة لا أهل لديها وهي تعيش مع 5 أطفال آخرين في البقاع»، في إشارة إلى أنها يتيمة، وفقدت أمها ووالدها في الحرب السورية، وتقيم مع أشقائها الخمسة في وادي البقاع في لبنان.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.