بايدن يتهم روسيا بإلقاء تهديدات نووية «غير مسؤولة» وانتهاك الميثاق الأممي

الرئيس الأميركي جو بايدن (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (د.ب.أ)
TT

بايدن يتهم روسيا بإلقاء تهديدات نووية «غير مسؤولة» وانتهاك الميثاق الأممي

الرئيس الأميركي جو بايدن (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (د.ب.أ)

اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن روسيا، أمس الأربعاء بإلقاء تهديدات «متهورة» و«غير مسؤولة» باستخدام الأسلحة النووية، وقال إن موسكو انتهكت المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة بغزوها لأوكرانيا.
وفي حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، انتقد بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن حرب غير مبررة دفعت نحو 40 من أعضاء الأمم المتحدة لمساعدة أوكرانيا في القتال بالتمويل والأسلحة.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء، أمر بوتين بتعبئة قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا ووجه تهديداً ضمنياً باستخدام الأسلحة النووية، فيما وصفه حلف شمال الأطلسي بأنه عمل يائس و«متهور» في مواجهة هزيمة تلوح في الأفق لروسيا.
وأيد بايدن تصريحات الحلف. وقال: «مرة أخرى، اليوم فقط، يوجه الرئيس بوتين تهديدات نووية علنية لأوروبا في تجاهل متهور لمسؤوليات نظام منع انتشار (الأسلحة النووية)... لا يمكن لأي طرف كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبداً».
وأشار بايدن إلى أن لا أحد هدد روسيا رغم زعمها عكس ذلك وأنه لا أحد سوى روسيا سعى إلى الصراع، متعهداً باستمرار الولايات المتحدة في تضامنها مع أوكرانيا.
وأضاف: «أقدم عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على غزو جاره وحاول محو دولة ذات سيادة من الخريطة. هكذا انتهكت روسيا بكل وقاحة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة».
وتابع: «هذه الحرب تهدف إلى محو حق أوكرانيا في الوجود كدولة، بكل بساطة وسهولة، وحق الأوكرانيين في الوجود كشعب. أينما كنت وحيثما تعيش ومهما كانت معتقداتك، هذا يجب أن... يشعرك بالفزع».
ولم تعلق بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق على تصريحات بايدن، بينما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك لحضور اجتماع الأمم المتحدة وكان نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في القاعة لسماع كلمة بايدن.
وفي وقت متأخر الأربعاء قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض للصحافيين إن إعلان بوتين «يشير إلى بيئة مفعمة بالضغوط في روسيا»، لكنه ذكر أن من السابق لأوانه معرفة مدى جدية الاحتجاجات المناهضة للتعبئة العامة في روسيا.
وقال المسؤول إن بوتين اضطر إلى «اللجوء إلى أمر من الواضح أنه لم يكن يريده، الأمر الذي يعكس فشل حملته في أوكرانيا».
* صراع على النفوذ
تتنافس الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون مع روسيا على النفوذ الدبلوماسي. وتعترف الولايات المتحدة بأن بعض الدول لديها مخاوف من أن الحرب في أوكرانيا تصرف انتباه العالم عن أزمات أخرى.
وتخوض واشنطن صراعاً آخر على النفوذ مع بكين منذ فترة طويلة.
وقال بايدن: «دعوني أتحدث بصراحة عن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. بينما ندير الاتجاهات الجيوسياسية المتغيرة، تعتبر الولايات المتحدة نفسها قائداً حكيماً».
وتابع: «لا نسعى للصراع. لا نسعى لحرب باردة. لا نطلب من أي دولة أن تختار بين الولايات المتحدة أو أي شريك آخر».
كما انتقد بايدن الصين بسبب تعليقها التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة بشأن محادثات المناخ بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان.
وقال: «الولايات المتحدة ستعمل مع كل دولة، بما في ذلك منافسونا، على حل المشكلات العالمية مثل تغير المناخ. دبلوماسية المناخ ليست رفاهية للولايات المتحدة أو أي دولة أخرى والتخلي عنها يضر بالعالم كله».
وأعلن بايدن عن تمويل إضافي بقيمة 2.9 مليار دولار لمكافحة انعدام الأمن الغذائي العالمي، وذلك بعدما تعهد بالفعل بتقديم 6.9 مليار دولار هذا العام لتعزيز الأمن الغذائي حول العالم.
وصبت الولايات المتحدة تركيزها على الأمن الغذائي منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي إلى تفاقم أزمة الغذاء حول العالم، والتي كانت متفاقمة بالفعل بسبب تغير المناخ وجائحة «كوفيد - 19». وتعتبر روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للحبوب والأسمدة وتسببت الحرب في تعطيل شحناتهما من هذه السلع الحيوية.
وعارض بايدن الشكاوى الروسية من أن العقوبات الغربية تضر بصادراتها، مؤكداً أن العقوبات الأميركية تسمح صراحة لروسيا بتصدير المواد الغذائية والأسمدة وأن «حرب روسيا هي التي تفاقم انعدام الأمن الغذائي».
كما حث الدول على عدم تخزين الحبوب بينما يعاني الكثير من الناس قائلاً: «في كل دولة في العالم، بغض النظر عما يفرقنا، إذا كان الآباء لا يستطيعون إطعام أطفالهم، فلا شيء، لا شيء آخر يهم».
واتهمت الولايات المتحدة الصين بتخزين الحبوب. وقدّر مجلس الحبوب الدولي مخزونات الحبوب في الصين حتى نهاية موسم 2021 و2022 بنحو 323.5 مليون طن، أي أكثر من نصف الإجمالي العالمي البالغ 602.9 مليون طن. وتعد هذه الكمية كبيرة جداً، مقارنة بتلك الموجودة في الولايات المتحدة، أكبر مصدر للحبوب في العالم، والتي قُدرت بنحو 57.5 مليون طن.
كما دفع بايدن باتجاه تمديد الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز)، ويسمح لأوكرانيا باستئناف تصدير الأغذية والأسمدة من البحر الأسود.


مقالات ذات صلة

«توسعة عملية» لصلاحيات «اليونيفيل» تشمل ملاحقة الأسلحة في جنوب لبنان

المشرق العربي آلية لقوات «اليونيفيل» ضمن قافلة تمر من مدينة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«توسعة عملية» لصلاحيات «اليونيفيل» تشمل ملاحقة الأسلحة في جنوب لبنان

عكس إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الخميس، عن الرد على مصادر النيران إثر تعرض إحدى دورياتها لإطلاق نار في جنوب لبنان، تحوّلاً في تجربتها

نذير رضا (بيروت)
أفريقيا لاجئون فارون من السودان إلى تشاد في أكتوبر الماضي (أ.ب)

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان

حذر مسؤولو الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة من أن تصاعد العنف المسلح في السودان يعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
المشرق العربي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا (أ.ف.ب)

مسؤول أممي: انتشار الجيش في جنوب لبنان «محوري تماماً» لأي حل دائم

أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام أنّ إعادة انتشار الجيش في جنوب لبنان «محوري تماماً» لأي حل دائم يؤدي إلى وقف الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يستقبل المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان (الخارجية المصرية)

مصر قلقة من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان

أعربت مصر، الخميس، عن قلقها من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وأكدت حرصها على الانخراط بفاعلية في مختلف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

لجنة أممية: ممارسات إسرائيل في غزة «تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية»

رأت لجنة تابعة للأمم المتحدة، الخميس، أن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة «تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية»، متهمة إياها بـ«استخدام التجويع أسلوباً من أساليب الحرب».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

شي لبايدن: بكين ستعمل من أجل «انتقال سلس» في العلاقات الصينية - الأميركية

الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ قبل لقائهما في ليما (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ قبل لقائهما في ليما (أ.ب)
TT

شي لبايدن: بكين ستعمل من أجل «انتقال سلس» في العلاقات الصينية - الأميركية

الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ قبل لقائهما في ليما (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ قبل لقائهما في ليما (أ.ب)

قال الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأميركي جو بايدن، يوم السبت، خلال لقاء جمعهما في ليما عاصمة البيرو، قبل شهرين من عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، إن الصين «ستسعى جاهدة من أجل انتقال سلس» في العلاقات مع واشنطن، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وفي المحادثات التي عُقدت على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، قال الرئيس الصيني لنظيره الأميركي إنه يتعين على البلدين «مواصلة استكشاف الطريق الصحيح» للتفاهم و«تحقيق تعايش سلمي على المدى الطويل».

واللقاء بين رئيسي أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم يأتي قبل شهرين من تولي ترمب منصبه في يناير (كانون الثاني)، وسط مخاوف من حروب تجارية جديدة واضطرابات دبلوماسية.

وفي ولايته الرئاسية الأولى، انخرط الرئيس الجمهوري في حرب تجارية مع الصين، وفرض رسوماً جمركية على مليارات الدولارات من المنتجات الصينية، في خطوات ردّت عليها بكين بتدابير انتقامية.

وفي حملته الانتخابية الأخيرة، تعهّد ترمب اتّباع سياسات تجارية حمائية بما في ذلك فرض رسوم على كل الواردات، خصوصاً على تلك الصينية.

وحذّر شي، السبت، من أن العلاقات بين البلدين قد «تشهد تقلبات وانعطافات أو حتى تراجعاً» إذا اعتبر أحد الجانبين الآخر خصماً أو عدواً.

وحضر المحادثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومسؤولون آخرون.

وضم الوفد الصيني تساي تشي، المسؤول الرفيع في الحزب الشيوعي الصيني، ووزير الخارجية وانغ يي ووزير التجارة وانغ وينتاو.