غوتيريش: العالم يعاني شللاً... وكوكبنا يحترق

عشرات الزعماء على منبر الجمعية العامة... والملك عبد الله الثاني يشدد على إنصاف الفلسطينيين وإردوغان يطالب بوتين بالانسحاب

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال كلمته أمام الجمعية العامة أمس (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال كلمته أمام الجمعية العامة أمس (د.ب.أ)
TT

غوتيريش: العالم يعاني شللاً... وكوكبنا يحترق

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال كلمته أمام الجمعية العامة أمس (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال كلمته أمام الجمعية العامة أمس (د.ب.أ)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من أن العالم دخل في «خطر كبير» ويعاني «الشلل» بسبب الانقسامات المتزايدة بين الشرق والغرب، بسبب حرب روسيا ضد أوكرانيا التي قلبت الأولويات الدولية رأساً على قلب، مما أدى إلى مضاعفة المخاوف على الأمن الغذائي وأمن الطاقة والأمان النووي بعدما كانت المنظمة الدولية أعدت برنامج عمل طموحا لمواجهة تغير المناخ في «كوكب يحترق»، ووسعت الهوة بين دول الشمال الغنية وبلدان الجنوب النامية وصرفت الأنظار عن قضايا أخرى مهمة، مثل البرنامج النووي الايراني وجهود إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، بحسب ما طالب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمتيهما أمام الجمعية العامة أمس.

العاهل الأردني خلال إلقاء كلمته أمس (رويترز)

وعاد المحفل الدولي الأكبر الثلاثاء إلى سابق عهده قبل جائحة «كوفيد - 19» التي فرضت قيوداً على شروط الصحة العامة وتباعداً شخصياً بين الدبلوماسيين الذين اعتادوا على تبادل أطراف الأحاديث والمفاوضات همساً في آذان بعضهم البعض وهم يجوبون أروقة المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك. وفي موشر رمزي على تجاوز فترة الوباء، دخل ما يصل إلى 85 من رؤساء الدول واثنان من نواب الرؤساء و51 من رؤساء الحكومات والمئات من كبار المسؤولين من دون أقنعة وكمامات الى القاعة الرئيسية للجمعية العامة، حيث توالى الزعماء في الصعود إلى المنصة الرخامية الخضراء الشهيرة لإلقاء كلماتهم بعدما استعاضوا عن ذلك بكلمات مسجلة خلال سنوات الجائحة.
وكان هذا التجمع العالمي انعقد افتراضياً تماماً في عام 2020 بسبب الوباء، ومختلطاً في عام 2021. أما هذا العام، فتعود الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً إلى الخطب الشخصية، مع استثناء واحد: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وعلى الرغم من اعتراضات روسيا وحفنة من حلفائها، صوتت الجمعية العامة الأسبوع الماضي للسماح للزعيم الأوكراني بتسجيل خطابه مسبقاً لأسباب خارجة عن إرادته، وتتمثل بـ«الغزو الأجنبي المستمر» والأعمال العدائية العسكرية التي تتطلب منه تنفيذ «دفاعه الوطني» و«واجبات أمنية».
وانعقد هذا الاجتماع في أوج أخطر أزمة تواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، والمتمثلة في حرب روسيا ضد أوكرانيا، والتي تسميها موسكو «عملية عسكرية خاصة»، مما أطلق العنان لأزمة غذاء عالمية وفتح انقسامات بين القوى الكبرى بطريقة لا مثيل لها منذ الحرب الباردة. وعلى الرغم من أن الدبلوماسيين كانوا، قبل هذه الحرب، يعدون جدول أعمال طموحاً يركز على مواجهة الأزمات المتعلقة بتغير المناخ ومكافحة الجوع وإيجاد تسويات سلمية للنزاعات والحروف في نقاط ساخنة عديدة عبر العالم. لكن الحرب في أوكرانيا صعدت إلى صدارة الاهتمام، قالبة الأولويات رأساً على عقب. وصار ملف الأمن الغذائي وأمن الطاقة ووقف الحرب ومنع حصول كارثة نووية في رأس الأولويات.

- «عالمنا يحترق»
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذه الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة، فحذر زعماء العالم من أن الدول «عالقة في اختلال وظيفي عالمي هائل» وباتت غير قادرة على مواجهة التحديات التي تهدد مستقبل البشرية. لكنه استدرك أن «الأمل باق» رغم الحرب في أوكرانيا وتكاثر النزاعات حول العالم، التي أضافت أعباء على حال الطوارئ المناخية والوضع المالي المتردي للبلدان النامية والنكسات في أهداف الأمم المتحدة لعام 2030 بما في ذلك إنهاء الفقر المدقع والتعليم الجيد لجميع الأطفال. وأشار إلى السفينة الأولى التي استأجرتها الأمم المتحدة لنقل الحبوب من أوكرانيا، كجزء من صفقة مع روسيا وتركيا، إلى القرن الأفريقي، حيث يعيش ملايين الأشخاص على حافة المجاعة، معتبراً ذلك مثالاً للوعد والأمل في «كوكب يحترق» و«عالم يعج بالاضطراب». وشدد على أن التعاون والحوار هما السبيل الوحيد للمضي قدماً، وهما مبدآن أساسيان للأمم المتحدة منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية. وحذر من أنه «لا توجد قوة أو جماعة بمفردها يمكنها اتخاذ القرار».
ولفت إلى أن «الخلاف بين البلدان المتقدمة والنامية، بين الشمال والجنوب، بين المتميزين والبقية، أصبح أكثر خطورة يوماً بعد يوم»، موضحاً أن «جذور التوترات الجيوسياسية وانعدام الثقة هي التي تسمم كل مجال من مجالات التعاون العالمي، من اللقاحات إلى العقوبات إلى التجارة».
كما حذر غوتيريش مما سماه «غابة من الأعلام الحمراء» حول التقنيات الجديدة رغم التقدم الواعد في علاج الأمراض والترابط بين الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبراً أن الذكاء الصناعي «يضر بسلامة أنظمة المعلومات والإعلام والديمقراطية نفسها».
وقال غوتيريش إن «هناك معركة أخرى يجب أن ننهيها - حربنا الانتحارية ضد الطبيعة»، في إشارة إلى «أزمة المناخ»، مضيفاً أنه «يجب خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 ليكون لديك أمل في الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050».
وعرض غوتيريش لبعض القضايا الساخنة، فأشار أولاً إلى أفغانستان، حيث «الاقتصاد في حالة من الفوضى، ويعاني أكثر من نصف السكان مستويات شديدة من الجوع، بينما تنتهك حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق النساء والفتيات». وقال إنه في ليبيا «تستمر الانقسامات في تعريض البلاد للخطر»، وفي العراق «تعمل التوترات الحالية على تقويض الاستقرار»، وفي إسرائيل وفلسطين «تستمر دورات العنف تحت الاحتلال وتواصل آفاق السلام على أساس حل الدولتين في الانحسار»، وفي سوريا «لا يزال العنف والمشقة سائدين». وأضاف أن «هناك بعض بصيص الأمل»، لافتاً إلى اليمن، حيث «الهدنة الوطنية هشة لكنها لا تزال قائمة».

الرئيس التركي يتحدث أمام الجمعية العامة (أ.ف.ب)

- البرازيل
وعلى جاري العادة، ألقى الرئيس البرازيل جايير بولسونارو الكلمة الأولى لزعماء الدول المشاركة، فقال إن النزاع في أوكرانيا «مبعث قلق كبير ليس فقط في أوروبا، ولكن في كل أنحاء العالم»، مؤكداً أن بلاده «تسترشد بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، ولذلك «نحن ندافع عن وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وغير المقاتلين، والحفاظ على البنية التحتية الحيوية لمساعدة السكان والحفاظ على جميع قنوات الحوار بين أطراف الصراع». وأضاف: «هذه هي الخطوات الأولى نحو تحقيق حل طويل الأمد ومستدام»، داعياً في الوقت ذاته إلى «الحد من الآثار الاقتصادية لهذه الأزمة. ولكن لا نعتقد أن أفضل طريقة هي اتخاذ عقوبات أحادية وانتقائية، تتعارض مع القانون الدولي».
وتلاه الرئيس السنغالي ماكي سال عوض أن تكون الكلمة الثانية للرئيس الأميركي وفقاً للتقليد المتبع منذ عشرات السنين. غير أن كلمة الرئيس بايدن أرجئت إلى اليوم التالي (الأربعاء) نظراً لسفره إلى المملكة المتحدة حيث شارك في جنازة الملكة إليزابيث الثانية.

- الأردن... سلام بعيد المنال
وألقى الملك عبد الله الثاني بن الحسين كلمة الأردن، قائلاً في مستهلها: «نجتمع اليوم في الجمعية العامة، بينما يدق ناقوس الخطر من حولنا جميعاً»، مشيراً إلى تكاثر الأزمات بسبب التغير المناخي وانعكاسات جائحة «كورونا» والعنف والتطرف والتضخم والكساد الاقتصادي، مع انعدام الأمن الغذائي. وأوضح أنه لا يمكن لأي بلد بمفرده أن يعالج أثر تغيّر المناخ، مضيفاً أن الأردن «يعمل على بناء شراكات قوية لإدارة واستدامة الموارد المائية، ونرى المزيد من الفرص للعمل مع شركائنا للحفاظ على مواقع التراث العالمي والبيئات الطبيعية المميزة بالمملكة، كالبحر الميت ونهر الأردن والشعاب المرجانية في خليج العقبة، المهددة جميعها بفعل التغير المناخي». وأكد أن الأمن الغذائي «أولوية عالمية أخرى»، لافتاً إلى أثر الأزمة في أوكرانيا على «تعثر سلاسل توريد الغذاء العالمية».
وذكّر العاهل الأردني بأنه «على مدار عقود، ارتبط الشرق الأوسط بالصراعات والأزمات»، داعياً إلى «العمل لتحقيق الازدهار للجميع» لأن «هذه الجهود لن تؤتي ثمارها إن كانت إقصائية». ودعا إلى «شمول الفلسطينيين في المشاريع الاقتصادية الإقليمية». وقال إنه في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي «لا يزال السلام بعيد المنال»، مضيفاً: «لم تقدم الحرب ولا الجهود الدبلوماسية إلى الآن حلاً لإنهاء هذه المأساة التاريخية». وذكر بأن «أحد أبرز المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة هو حق جميع الشعوب في تحديد مصيرها، ولا يمكن إنكار هذا الحق للفلسطينيين وهويتهم الوطنية المنيعة، فالطريق إلى الأمام هو حل الدولتين - وفقا لقرارات الأمم المتحدة - الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمن وازدهار». وأكد أن «مستقبل مدينة القدس يشكل مصدر قلق ملح، فهي مدينة مقدسة للمليارات من أتباع الديانات السماوية حول العالم، وإن تقويض الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها يسبب توترات على المستوى الدولي ويعمق الانقسامات الدينية»، مؤكداً في الوقت ذاته «انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فنحن ملتزمون بالحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وحماية أمن ومستقبل هذه الأماكن المقدسة».

أمير قطر مخاطباً الجمعية العامة أمس (إ.ب.أ)

- إردوغان لانسحاب روسيا
وطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمته روسيا بإعادة الأراضي المحتلة التي احتلتها بعد الحرب التي بدأت في 24 فبراير (شباط)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، لسيادة أوكرانيا، مصرّاً بصفته وسيطاً توسط في الاتفاق التاريخي بين كييف وموسكو مع أنقرة والأمم المتحدة لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، على أنه «إذا كان السلام سيحقق في أوكرانيا، بالطبع، فإن عودة الأراضي التي تعرضت للهجوم ستكون مهمة للغاية». وأضاف أن «الأراضي، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ستعاد إلى أوكرانيا». وحض المجتمع الدولي على دعم جهود تركيا لحل النزاع في أوكرانيا سلميا الذي يقترب الآن من شهره السابع. وقال إن «النزاع يتصاعد ونحن نبذل جهودا جبارة من أجل ضمان إنهاء الحرب»، مناشداً «جميع المنظمات الدولية ودول العالم دعم المبادرات السلمية لتركيا» من أجل «تسوية هذا الخلاف بشكل نهائي».
ودعا الرئيس التركي أيضاً إلى إنهاء «المستوطنات غير القانونية»، في انتقاد معتدل نسبياً لإسرائيل. وقال: «نحن بحاجة إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بشكل نهائي من خلال إقامة حل الدولتين»، داعياً إلى «الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية للقدس وعلينا احترام الحرم الشريف». وأكد أنه «علينا وقف الاستيطان غير الشرعي في المناطق المحتلة، وتحقيق الأمن لأرواح الفلسطينيين وسلعهم». وأكد أن هذا «سيكون من أجل المصلحة العليا للعالم، وللشعب الفلسطيني، وللشعب الإسرائيلي وللمنطقة». وعبر عن قلقه من البرنامج النووي الإيراني. وانتقد اليونان بسبب سياساتها الخاصة باللاجئين وتعهد «الدفاع عن حقوقنا» في شرق بحر إيجة.

- أمير قطر
من جهته، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في كلمته أمام الجمعية العامة «إننا نواجه اليوم أزمة طاقة غير مسبوقة وربما كانت أزمة الحرب في أوكرانيا جديدة، ولكن الأوضاع التي تتحول فيها الأزمات السياسية إلى أزمة طاقة ليست جديدة، فقد كانت تتفاقم بصمت حتى قبل الحرب في أوكرانيا». وتحدث عن أزمة النووي الإيراني فقال: «نؤمن في قطر بضرورة التوصل إلى اتفاق عادل حول البرنامج النووي الإيراني يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة، ويضمن خلو المنطقة من السلاح النووي، وحق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية».


مقالات ذات صلة

أول بعثة أممية إلى الفاشر في السودان تتحدث عن مدنيين في حالة «صدمة» وظروف عيش «مُهينة»

شمال افريقيا فتاة سودانية نازحة في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب) play-circle

أول بعثة أممية إلى الفاشر في السودان تتحدث عن مدنيين في حالة «صدمة» وظروف عيش «مُهينة»

حذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان دينيس براون، الاثنين، عقب عودتها من الفاشر بغرب البلاد، عن حالة «صدمة» يعيشها السكان في «ظروف مُهينة».

«الشرق الأوسط» (بورت سودان (السودان))
الولايات المتحدة​ سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أميركا تتعهد بتقديم مليارَي دولار لدعم الجهود الإنسانية للأمم المتحدة

تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مليارَي دولار لدعم ​الجهود الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص «الذكاء الاصطناعي في العالم المادي» على شاشة أمام مشاركين بمؤتمر لعرض التطورات في تكنولوجيا القيادة الذاتية بكاليفورنيا في 11 ديسمبر 2025 (رويترز) play-circle

خاص تسونامي الذكاء الاصطناعي يجرف ملايين الموظفين إلى البطالة

يحقق الذكاء الاصطناعي أرباحاً بمليارات الدولارات لشركات مثل OpenAI وGoogle وMicrosoft، بينما يواجه ملايين الموظفين حول العالم خطر البطالة، ولا سيما في الوظائف الروتينية والإدارية.

مالك القعقور (لندن)
شمال افريقيا نازحون من شمال كردفان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: أكثر من عشرة آلاف نازح خلال ثلاثة أيام في السودان

نزوح أكثر من عشرة آلاف شخص في غضون ثلاثة أيام خلال الأسبوع الحالي بولايات شمال دارفور وجنوب كردفان بالسودان وسط استمرار المعارك بين الجيش وقوات «الدعم السريع»

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))
آسيا صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)

ملايين الأفغان يواجهون خطر الجوع

يقوم مواطن أفغاني يدعى رحيم الله، ببيع الجوارب على عربته في شرق العاصمة الأفغانية كابل، لنحو 10 ساعات يومياً، حيث يجني من ذلك ما يتراوح بين 4.5 و6 دولارات.

«الشرق الأوسط» (كابل)

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
TT

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)

دعت عائلات ضحايا هجوم شاطئ بونداي في أستراليا، الاثنين، رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إلى تشكيل لجنة ملكية فيدرالية للتحقيق في «التصاعد السريع لمعاداة السامية» في البلاد.

واتُهم الهندي الأصل ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد أكرم (24 عاماً) بقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بإطلاقهما النار على تجمع للاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في 14 ديسمبر (كانون الأول)، في هجوم وصفته السلطات بأنه معادٍ للسامية.

وفي رسالة صدرت، الاثنين، دعت 17 عائلة ألبانيزي إلى «إنشاء لجنة ملكية للتحقيق في التصاعد السريع لمعاداة السامية في أستراليا» ولمراجعة «إخفاقات قوات إنفاذ القانون والاستخبارات والسياسة التي أدت إلى مذبحة شاطئ بونداي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُعدّ اللجان الملكية في أستراليا أعلى هيئات التحقيق العامة مستوى، وتتمتع بصلاحيات واسعة للتحقيق في قضايا فساد والاعتداءات الجنسية على الأطفال وحماية البيئة.

وقالت العائلات في الرسالة: «أنتم مدينون لنا بإجابات. أنتم مدينون لنا بالمساءلة. وأنتم مدينون للأستراليين بالحقيقة»، معتبرة أن تصاعد معاداة السامية يمثل «أزمة وطنية» و«تهديداً متواصلاً».

وقُتل الأب خلال الهجوم، أما ابنه البالغ (24 عاماً)، المولود في أستراليا ويحمل الجنسية الأسترالية، فهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة.

ورفضت حكومة ألبانيزي دعوات عائلات ضحايا هجوم بونداي لإجراء تحقيق ملكي فيدرالي، ورأت أن ذلك «سيمنح أسوأ الأصوات المعادية للسامية منصة»، وفقاً لموقع «الغارديان».

وقال رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي إن لجنة التحقيق الملكية ستكون بطيئة جداً، وليست الآلية المناسبة للتحقيق في الهجوم، متمسكاً باختياره لمراجعة أقصر لوكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون، وهي خطوة استهجنتها قيادات المجتمع اليهودي والعديد من أعضاء البرلمان الفيدرالي باعتبارها غير كافية.

وأوضح: «المشكلة أن لجان التحقيق الملكية قد تكون جيدة في تحديد الحقائق. وما ستفعله مراجعة ريتشاردسون هو تحديد الحقائق. أما ما لا تجيده لجان التحقيق الملكية فهو النظر في الأمور غير المتفق عليها، حيث يختلف الناس في وجهات النظر».

ورأى وزير الشؤون الداخلية توني بيرك أن اللجنة الملكية «ستوفر منصة عامة لبعض أسوأ التصريحات وأسوأ الأصوات»، قائلاً إن هذا الشكل «سيعيد فعلياً إحياء بعض أسوأ أمثلة معاداة السامية خلال العامين الماضيين».

لكن أليكس ريفشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، قال إن لجنة تحقيق ملكية أمر حاسم، بما في ذلك التحقيق في أنظمة الهجرة وأمن الحدود.

وتحدث ريفشين على قناة «إيه بي سي» بعد مؤتمر ألبانيزي الصحفي، قائلاً إن اللجنة الملكية الفيدرالية هي «أقل ما يمكن فعله».

وأضاف: «لقد تحدثت العائلات بوضوح شديد، وتحدث المجتمع، والنهج الذي أعلنت عنه الحكومة اليوم من قبل رئيس الوزراء كان مؤشراً على كيفية تعاملهم مع هذه الأزمة لأكثر من عامين الآن. إنهم يماطلون، ولا يصغون للخبراء والمجتمع، ثم ما يقترحونه هو إجراء نصف فعال».

كان ألبانيزي قد أعلن، يوم الاثنين، أن المراجعة التي سيجريها رئيس جهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي السابق دينيس ريتشاردسون سُتكلّف بالتحقيق في صلاحيات وكفاءة وأنظمة ومشاركة المعلومات لدى وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية.

ستركز مراجعة ريتشاردسون، التي سترفع تقريرها بحلول أبريل (نيسان)، بشكل خاص على الشرطة الفيدرالية وجهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي، وستتحقق في كيفية تقييم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية للمشتبه بهم، وما الذي كان معروفاً عنهم قبل الهجوم، وأي عوائق حالت دون اتخاذ السلطات إجراءات أفضل، وما الإجراءات التي يجب اتخاذها في المستقبل، بما في ذلك ما إذا كانت صلاحيات الوصول إلى البيانات وإصدار أوامر التفتيش كافية.

وقال بيرك إن تحقيق ريتشاردسون سيرفع نتائجه بسرعة أكبر بكثير مما تستطيع أي لجنة ملكية، مضيفاً أن عناصر الأمن القومي في التحقيق «لا تصلح للتحقيق العلني».

وأشارت حكومة ألبانيزي أيضاً إلى لجنة التحقيق الملكية لولاية نيو ساوث ويلز، قائلة إن الوكالات الفيدرالية ستعاون مع ذلك التحقيق.

غير أن زعيمة المعارضة سوزان ليه قالت إن هناك حاجة إلى لجنة تحقيق ملكية وطنية للتحقيق في معاداة السامية عبر أستراليا، مشيرة إلى الحوادث الأخيرة في أنحاء البلاد، وحثت ألبانيزي على الاستماع إلى طلب عائلات ضحايا بونداي.

وأضافت: «بدلاً من الاستماع إلى الأكثر تضرراً، قرر رئيس الوزراء التحدث فوق أصواتهم. بدلاً من الحقيقة، يختبئ وراء الإجراءات. من خلال التحدث فوق ضحايا وعائلاتهم والإعلان أن مساره هو الصحيح، فإن رئيس الوزراء قد أهان في الواقع أولئك الذين تحملوا ما لا يمكن تخيله».

وتابعت: «الأستراليون لا يحتاجون إلى حجب الحقيقة عنهم. نحن نكرم حياة الذين فقدناهم بمواجهة الحقائق المزعجة. أن نخبر العائلات الحزينة وأمة مصدومة أنهم في حال أفضل بجهلهم الحقيقة، هذا التصرف ليس قيادة، إنه عدم احترام».


خروج قطار ركاب عن مساره في جنوب المكسيك

مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
TT

خروج قطار ركاب عن مساره في جنوب المكسيك

مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)

خرج قطار يقل 241 راكباً و9 من أفراد الطاقم عن مساره في ولاية واهاكا في جنوب المكسيك، الأحد، حسبما أعلن سلاح البحرية المكسيكي الذي يشغّل الخط، فيما لم يرد أي إعلان حتى الآن عن وقوع ضحايا.

وقال سلاح البحرية، في بيان، إن «القاطرة الرئيسية للقطار خرجت عن مسارها» و«تم إسعاف الركاب على الفور» من قبل أجهزة الطوارئ، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويربط القطار المكون من قاطرتين و4 عربات ركاب، خليج المكسيك بالمحيط الهادئ ويستخدم عادة في الشحن ونقل الركاب.


إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
TT

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن، اليوم (الخميس).

وأُحرقت السيارة الخالية التي وُضعت على سقفها لافتة كُتب عليها «عيد حانوكا سعيد» بينما كانت متوقفة عند منزل، بحسب ما أظهرت صور بثّتها شبكة «إيه بي سي».

وذكرت شرطة فيكتوريا، في بيان، أن «الحريق المشبوه» وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن.

وتم إخلاء المنزل كإجراء احترازي.

وقالت الشرطة إن «المحققين تعرّفوا على شخص قد يكون قادراً على مساعدتهم في تحقيقهم ويجرون عمليات بحث بشأن مكانه».

وشددت السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية بعد إطلاق النار الذي استهدف حفلاً لمناسبة «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وقال الحاخام إيفي بلوك من كنيس حاباد في سانت كيلدا إنه من الواضح أن حادثة إحراق السيارة تندرج في إطار الاعتداءات المعادية للسامية.

وأفاد لوكالة الصحافة الفرنسية: «نشكر الله لأن أحداً لم يتعرض إلى الأذى... لكن ما يجري هو تصعيد متواصل مع تكرار هذه الأحداث».

وأضاف: «لا يشعر أفراد جاليتي اليهودية في سانت كيلدا وملبورن بالأمان في منازلهم وبلدهم».