الكاظمي يبحث في نيويورك أزمات العراق والمنطقة

كرر عشية مغادرته بغداد دعوة القوى السياسية إلى حوار هادئ

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ف.ب)
TT

الكاظمي يبحث في نيويورك أزمات العراق والمنطقة

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (أ.ف.ب)

يبحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ملفات عراقية وإقليمية.
الكاظمي، الذي سبق له أن رعى خلال الشهر الماضي جلستين للحوار الوطني شارك فيهما كل القوى السياسية في العراق باستثناء «التيار الصدري»، كرر عشية مغادرته بغداد إلى نيويورك، مساء الاثنين، الدعوة إلى حوار هادئ، وسرد في بيان ما قامت به حكومته على صعيد الملفات الخارجية، قائلاً: «عملنا خلال العامين الماضيين على إقامة أفضل العلاقات مع جيراننا ومع المجتمع الدولي، ورفعنا من مستوى حضور العراق في المحافل الدولية، وعززنا التعاون والشراكة مع الجميع؛ بما ينعكس إيجاباً على مصالح شعبنا بكل المستويات». وأضاف الكاظمي أن «تجربة الحكومة أكدت استطاعة العراق أن يؤدي دوراً مهماً في تثبيت الاستقرار بالمنطقة، وأن يكون ساحة لتقريب وجهات النظر بين الجميع، وهذا منهج يجب أن يأخذ مداه على كل المستويات».
وفي الشأن الداخلي، أشار الكاظمي إلى أن «الأزمة السياسية الحالية صعبة، لكن أبواب الحل ما زالت مفتوحة، وهذا يتطلب حواراً هادئاً وصريحاً يضع مصلحة العراق وشعبه فوق الجميع»، داعياً القوى السياسية إلى «التحلّي بالهدوء والصبر، والركون إلى لغة الحوار والعقل، والتسلح بإرادة صلبة، وروح وطنية عالية». وكرر الكاظمي القول: «لنعبر ببلدنا من هذه المرحلة إلى بر الأمان في هذه اللحظة التاريخية، عبر حوار وطني قادر على إنتاج حلولٍ تنهي الأزمة الراهنة».
وفي حين تأتي مشاركة الكاظمي في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام في ظل أعقد أزمة سياسية يواجهها العراق بعد سقوط نظام صدام حسين قبل 19 عاماً؛ فإن المفارقة اللافتة للاهتمام أن الكاظمي، وهو رئيس وزراء انتقالي بخلاف أسلافه، تمكن من وضع العراق على خريطة الدول القادرة على الإسهام في حلحلة أزمات المنطقة. فالولايات المتحدة الأميركية التي رعت النظام الحالي في العراق والتي وجدت نفسها في اشتباك مع إيران من داخل أراضيه، وجدت نفسها الآن بحاجة إلى جهود الكاظمي على صعيد نقل الرسائل بينها وبين طهران، وهو ما كان من سبل التمهيد لمفاوضات فيينا النووية. كما أن الكاظمي؛ الذي نقل رسائل بين إيران والسعودية كانت سرية في بدايتها ومن ثم تلتها جلسات حوار عدة بين البلدين طوال العام ونصف العام الماضي، بدا عمله أيضاً مؤشراً على قدرة العراق على العودة إلى دوره السابق.
وقال الدكتور حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الكلمة التي سيلقيها الكاظمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «ستحدد بشكل واضح نهج السياسة الخارجية للبلاد، وهو نهج التوازن وحل المشاكل بالمساعي السلمية، بالإضافة إلى منظور الحكومة العراقية في صناعة مسارات السياسة الدولية في مجال التعاون الدولي والمناخ والتنمية والأمن الدولي والإقليمي وأمن الطاقة العالمي». وأوضح علاوي أن «أجندة الحكومة العراقية في اجتماعات الأمم المتحدة ستذهب إلى تعظيم دور العراق الإقليمي والدولي من خلال المساعي الحميدة لتطوير الحوارات الإقليمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط».
في السياق نفسه، يرى أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت، الدكتور غالب الدعمي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الكاظمي تسلم مسؤوليته رئيساً للوزراء في وقت حرج جداً، وعمل على التواصل مع القوى والأحزاب السياسية، ومنحهم حرية التصرف، لكنهم؛ خصوصاً بعض قوى (الإطار التنسيقي)، عملوا على محاربته بينما كانوا هم من وافقوا عليه في ظل تلك الظروف الحرجة، وبالتالي؛ فإن دعواته للحوار تأتي من منطلق البحث عن حل بينما القوى السياسية الرافضة لن تستجيب إلا إذا شعرت بأن وجوده لصالحها، وإنها يمكن في النهاية أن تستجيب بعد أن يتبلور موقف دولي واضح يضع (الإطار التنسيقي) على المحك بحيث لا يسمح لهم بتشكيل حكومة تمثل طرفاً واحدا بعيداً عن التوازن». وكشف أن «التحالف الدولي يدعم الصدريين ليس لأنه يتفق معهم في التوجه؛ ولكن لأنه يشعر بأن الصدريين يحققون التوازن أمام (الإطار)».
على صعيد آخر ذي صلة، قال قيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» إن «التفاهم مع (الاتحاد الوطني) وصل لمرحلة متقدمة»، وإن الطرفين اتفقا على توحيد «الجبهة الكردية في بغداد عبر تقديم مطالب أساسية قبل الاشتراك في الحكومة، أبرزها مسألة النفط والشركات الأجنبية، وتسوية وضع المناطق المشتركة بين حكومتي بغداد وأربيل».
وأكد القيادي أن مسألة «منصب رئيس الجمهورية تركت لظرف آخر، على أن تتطور حالة التفاهم الحالية بين الحزبين للخروج بمرشح توافقي». وقال مصدر سياسي مقرب من بافل طالباني، زعيم «الاتحاد الوطني»، لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات لم تحسم ملف الرئاسة، وما زال الحزب متمسكاً بالمنصب»، لكن مصدراً آخر توقع «القبول بمرشح (الديمقراطي الكردستاني) إذا تولت شخصية قيادية من (الاتحاد الوطني) منصب رئيس حكومة الإقليم، لتوازن القوى بين الطرفين».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

غزة: مقتل 7 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين

طفل فلسطيني يجلس في موقع غارة إسرائيلية (رويترز)
طفل فلسطيني يجلس في موقع غارة إسرائيلية (رويترز)
TT

غزة: مقتل 7 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين

طفل فلسطيني يجلس في موقع غارة إسرائيلية (رويترز)
طفل فلسطيني يجلس في موقع غارة إسرائيلية (رويترز)

أعلن الدفاع المدني في غزة، اليوم (السبت)، أن سبعة فلسطينيين على الأقل قُتلوا وأصيب 12 آخرون في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في القطاع، وفق «رويترز».

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتحرى هذا التقرير.

وكان الجيش قد ذكر في وقت سابق اليوم أنه استهدف مسلحين من حركة «حماس» داخل مجمع مدارس في مدينة غزة، وأنه اتخذ إجراءات لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

وذكر مسعفون أن من بين القتلى امرأةً وطفلها. ولم يتضح بعد ما إذا كان باقي القتلى من مقاتلي «حماس».

وتنفي «حماس» أن مقاتليها ينشطون في أماكن وجود المدنيين في غزة.