ديفيد دين: الأموال أصبحت تتحكم بكل شيء في عالم كرة القدم وعلينا أن نتقبل الواقع

رئيس آرسنال السابق يتحدث عن إنجازاته وإخفاقاته مع النادي ومستقبل اللعبة

ديفيد دين تعاقد مع المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر إلى جانب لاعبين بارزين (غيتي)
ديفيد دين تعاقد مع المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر إلى جانب لاعبين بارزين (غيتي)
TT

ديفيد دين: الأموال أصبحت تتحكم بكل شيء في عالم كرة القدم وعلينا أن نتقبل الواقع

ديفيد دين تعاقد مع المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر إلى جانب لاعبين بارزين (غيتي)
ديفيد دين تعاقد مع المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر إلى جانب لاعبين بارزين (غيتي)

يضع رئيس آرسنال السابق، ديفيد دين، قلماً في جيبه دائماً، ولا يتركه في أي مكان يذهب إليه. وحتى خلال الليل، عندما يذهب إلى النوم، فإنه يضع هذا القلم بجانبه على منضدة بجوار الفراش. يعمل دين في مجال الأعمال التجارية منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وكان أحد الدروس الأولى التي تعلمها، هو أنه من المفيد أن يكون لديك قصة ترويها. ولذا، فهو يحمل هذا القلم الآن أمام الكاميرا: قلم من ماركة «مونت بلانك» الذي استخدمه في توقيع عقود ضم كل من دينيس بيركامب، وتيري هنري، وسول كامبل، وكثيرين غيرهم، لآرسنال.
لكن هذا لا يعني أن دين بحاجة إلى من يذكره بالأوقات السعيدة. يبلغ دين من العمر 79 عاماً، ولا يزال يتذكر كل شيء بأدق التفاصيل، منذ أن كان مشجعاً لآرسنال وحتى أصبح مالكاً للنادي. كما أن أبرز إنجازاته على الإطلاق مع نادي آرسنال، كانت: لقب الدوري الإنجليزي في عام 1989، والحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد مع «فريق آرسنال الذي لا يقهر» في عام 2004، والتعاقد مع المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر الذي لم يكن معروفاً آنذاك؛ لكنه حقق إنجازات استثنائية مع «المدفعجية».
هذه هي الذكريات التي كتبها دين في كتابه الجديد، والذي يحمل اسم «استدعاء الطلقات». لكن هناك قصصاً مؤلمة أيضاً: في عام 1984، تعرضت شركته التي كانت تعمل في مجال تصدير السكر، لعملية احتيال بمبلغ 15 مليون جنيه إسترليني من قبل محتال إجرامي، وهي المحنة التي لم يتحدث عنها دين من قبل. لكن الذكرى الأكثر إيلاماً على الإطلاق يتذكرها دين بتاريخ ووقت محددين؛ حيث يقول: «الثامن عشر من أبريل (نيسان) عام 2007، الساعة الخامسة مساء». كانت تلك هي اللحظة التي دخل فيها بيتر هيل وود، رئيس آرسنال (الشريك الأول في ملكية آرسنال ويملك صلاحية إقالة دين) إلى مكتبه، لكي يخبره بأنه أقيل من منصبه ويتعين عليه الرحيل عن النادي. لقد كان دين منخرطاً على مدار أشهر في نزاعات داخلية في مجالس الإدارة حول تمويل الاستاد الجديد، وخطته لجذب استثمارات خارجية للتغلب على المشكلات المالية التي يعانيها النادي. وأخيراً، تلقى دين أمراً بحزم أمتعته ومغادرة المبنى على الفور. أخرج دين هاتفه لإبلاغ عائلته؛ لكنه اكتشف أن الشركة قد قطعت حتى الاتصال عن الهاتف.
يقول دين الآن: «لم أتحدث إلى أي شخص منذ 15 عاماً عن الطريقة التي رحلت بها عن آرسنال. أنا لست من نوعية الأشخاص الذين يحبون الحديث عن الأشياء السلبية. لكن ليس لدي ما أخجل منه. أريد أن يقوم النادي بعمل جيد، بغض النظر عن الطريقة التي رحلت بها، أو الطريقة التي رحل بها آرسين فينغر، وهو الأمر الذي كان مؤلماً بالقدر نفسه. يشعر كل منا بألم شديد؛ لأننا لم ننتهِ من الأعمال التي كان من المفترض أن نقوم بها. كان لدينا شيء مميز حقاً، وعندما سقط هذا الشيء كان ذلك مؤلماً للغاية».
وكانت الأجزاء الأكثر متعة في الكتاب هي تلك التي تتحدث عن فريق «آرسنال الذي لا يقهر»، وهو الفريق الذي كان دين يقدره تماماً مثل عائلته. يقول عن ذلك: «لقد كانت لحظة استثنائية من الزمن. أتذكر أنني بعد كل مباراة كنت أذهب إلى غرفة خلع الملابس وأصافح الأولاد. ولا تزال كلمات سول كامبل ترن دائماً بصوت عالٍ وواضح في أذني، عندما كان يقول لي إنه يتعين علينا جميعاً أن نواصل المضي قدماً، ونستمر في تحقيق الانتصارات. وقد فعلوا ذلك بالفعل. قمنا بتجميع مجموعة من اللاعبين الرائعين الذين كانوا يلعبون معاً بتناغم كبير، وكأنهم يعزفون مقطوعة موسيقية».
وبعد إقالته من منصبه، كان دين يشاهد آرسنال من بعيد، بينما كان صديقه القديم فينغر يكافح من أجل الحفاظ على هذه المؤسسة التي بدأت تتراجع. يقول دين عن مجلس الإدارة الحالي: «لقد ارتكبوا أخطاء بلا شك. أخطاء سيئة على مر السنين في سوق انتقالات اللاعبين، وفي طريقة إدارة النادي. لكن الخبر السار هو أنه مر 15 عاماً منذ رحيلي، ويبدو أنهم الآن في مسار تصاعدي. لقد استقرت السفينة أخيراً».
لا يزال دين يذهب لمشاهدة أكبر عدد ممكن من المباريات التي يلعبها آرسنال على ملعبه. لكنه لا يملك الكثير من الوقت هذه الأيام؛ حيث يعمل سفيراً للدوري الإنجليزي الممتاز والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، كما عمل في ملف استضافة إنجلترا لنهائيات كأس العالم 2018، وهو الأمر الذي أخفق في نهاية المطاف، وعمل في عديد من لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا). لكن المشروع الذي يجعله يشعر بحماس أكبر هو «مشروع التوأمة»، وهو مخطط إرشادي تنظم فيه أندية كرة القدم دورات في السجون المحلية، وهو ما يسمح للنزلاء بتعلم المهارات والمؤهلات الأساسية. لقد زار جميع السجون الـ113 في إنجلترا وويلز، وشاهد بنفسه الخلل الوظيفي في هذا النظام.
يقول دين: «يمكنني التحدث معك لفترة طويلة حول هذا الموضوع. لقد عانوا نقص التمويل، وكثير منهم يعانون نقصاً في الموظفين هذه الأيام. يقضي السجناء وقتاً طويلاً جداً خلف القضبان. لا يمكنك أن تضع كلباً في قفص لمدة 20 ساعة في اليوم؛ لكن بعض السجناء يقضون مثل هذه المدة الطويلة خلف القضبان. فرصة إعادة التأهيل ضئيلة. الأمر يتكلف 48 ألف جنيه إسترليني سنوياً لإبقاء شخص ما في السجن. إنهم بشر، لقد فقدوا حريتهم وفقدوا وظائفهم، لذلك فهم بحاجة إلى فرصة ليكونوا أشخاصاً أفضل».
لقد أصبحت المنافسة مع الأندية العملاقة التي تتلقى تمويلاً من الدول أمراً صعباً للغاية بالنسبة لفينغر في سنواته الأخيرة مع آرسنال، وهناك مفارقة هنا: لم يعمل أحد خلال فترة دين في آرسنال بجدية أكبر لجذب ملياردير لشراء النادي أكثر من دين نفسه الذي يقول عن ذلك: «لم يكن لدينا مستثمر مالي قوي. كنت أرى الطريقة التي تسير بها الأمور في مانشستر يونايتد، ثم في مانشستر سيتي، وأخيراً في نيوكاسل. لقد كنا بحاجة إلى مستثمر قوي، بحاجة إلى ملياردير. لم أكن أريد أن يتخلف آرسين فينغر عن الركب».
لكن هل هذا شيء جيد لكرة القدم؟ يجيب دين قائلاً: «هذا هو ما وصلنا إليه الآن. إنها صناعة تنافسية. وأخشى -لا سيما في المستوى الأعلى- أن الأموال هي التي أصبحت تتحكم في كل شيء. أعتقد أن مُلاك الأندية يعملون بإخلاص شديد، وأعتقد أن دوافعهم جيدة. يمكننا التحدث عن دوري السوبر الأوروبي الذي كان كارثياً؛ لكن غالبية ملاك الأندية يتوقعون الحصول على عائد من الأموال التي يستثمرونها».
وربما تكون هذه هي مفارقة دين: رجل رحلته الكروية تكتنفها الرومانسية؛ لكنه في الوقت نفسه واحد من أصعب وأذكى الأشخاص الواقعيين. ويمكن وصف دين بأنه «صندوق ذكريات» يمشي على الأرض، ويؤمن بأن كُلاً من ناديه ورياضته قد تغيرا بشكل لا رجعة فيه. ويقول: «إنه أمر لا مفر منه يا جوناثان. لا يمكنك أن توقف هذا المد».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.