الريمي.. من مدرب بـ«الفاروق» إلى قائد للتنظيم

قادر على تفخيخ الطرود والملابس الداخلية والأحذية

الريمي.. من مدرب بـ«الفاروق» إلى قائد للتنظيم
TT

الريمي.. من مدرب بـ«الفاروق» إلى قائد للتنظيم

الريمي.. من مدرب بـ«الفاروق» إلى قائد للتنظيم

يعد اليمني قاسم الريمي، الذي بات زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعد مقتل قائده ناصر الوحيشي في غارة بطائرة (درون) أميركية، المدرب الأساسي في معسكر الفاروق في أفغانستان، التابع لتنظيم القاعدة الأم هناك، حيث شكل الريمي المخطط الأول لجميع خطط الاغتيالات والتفجيرات التي تتبناها «قاعدة اليمن»، نظرًا لخبرته الانتحارية في مقدرته على تشريك المتفجرات، وتفخيخ الطرود، والملابس الداخلية، والأحذية، وأشرطة الفيديو، والسيارات.
وشغل الريمي الملقب أيضا بأبي هريرة الصنعاني، واسمه الحقيقي قاسم عبده محمد أبكر، منصب القائد العسكري للتنظيم منذ تأسيسه في 2009 بعد دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة، حيث كان قبل ذلك من أبرز قياديي القاعدة في اليمن، وأحد المطلوبين لدى السلطات السعودية واليمنية، إضافة إلى أن واشنطن حددت مكافأة بنحو خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتله أو إلقاء القبض عليه.
وقاسم الريمي، من مواليد مدينة جدة (غرب السعودية)، والتقى أكثر من مرة بزعيم تنظيم «القاعدة» في السعودية عبد العزيز المقرن الذي قتل في مواجهة أمنية بالرياض في 18 (تموز) (حزيران) 2004، وتم اللقاء بينهما في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وخرج (الريمي) من السعودية عن طريق التهريب.
يسعى الزعيم الجديد للتنظيم باليمن، إلى الزج بالسعوديين بعد التغرير بهم وانضمامهم إلى «قاعدة اليمن»، في تنفيذ العمليات الانتحارية، خصوصا بعد أحداث 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، كون أن وجود اسم سعودي في عملية إرهابية، أقوى وقعا على الشبان السعوديين من اليمني إعلاميا، حيث وافق الريمي على مقترح سعيد الشهري، بأن ينفذ الانتحاري عبد الله عسيري، محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية (آنذاك) في 2009.
وكان الريمي ينوي خلال التخطيط والإشراف على محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وضع شظايا من الحديد مع المادة المتفجرة، لكنها سهلة الكشف عند مروره عبر البوابات التفتيش، وفكر أيضا بالحجارة لكنها ستذوب مع الحرارة، ولم يفكر في وضع مادة سامة سائلة تقتل الشخص خلال خمس ثواني من أي جرح بسيط إلى بعد إعداد المتفجرات.
ويعد الريمي، من أشهر المدربين المشهورين في معسكر الفاروق، حيث تخرج على يدها كثير من الانتحاريين، من بينهم منفذ هجوم 11 سبتمبر 2001.
وحاول التنظيم أيضا تحت القيادة العسكرية للريمي، في نهاية 2009 تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة فضلا عن محاولته إرسال طرود مفخخة إلى هذا البلد في 2010.
وكان الريمي في تلك المرحلة مع الوحيشي ضمن مجموعة المقاتلين الذين عملوا تحت إشراف زعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وبعد اجتياح أفغانستان، انتهى الأمر بالريمي في سجن الأمن السياسي الشهير في صنعاء مع عدد من المتشددين المعروفين العائدين من أفغانستان.
وفي فبراير (شباط) 2006، كان الريمي بين الفارين الـ23 من سجن الأمن السياسي في صنعاء مع القتيل ناصر الوحيشي وغيره.
وغيرت عملية الهروب المثيرة مصير حراك المتشددين في اليمن وأسس لاندماج الفرعين السعودي واليمني للقاعدة في 2009 بعد أن نجحت السعودية في التضييق لدرجة كبيرة على التنظيم ضمن أراضيها.
وأتاحت عملية الفرار تنشيط تنظيم القاعدة في المنطقة بعد ضربات متكررة تلقاها لا سيما مع مقتل القيادي البارز قائد سالم سنان الحارثي عام 2002 بضربة طائرة (درون) أميركية من دون طيار .
وفي يوليو (تموز) 2007، ارتبط اسم قاسم الريمي بالهجوم الذي استهدف مجموعة مع السياح الإسبان وأسفر عن مقتل ثمانية منهم في مأرب بوسط اليمن، وفي 2009، عين الريمي قائدا عسكريا لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الوليد، ولعب دورا مهما في تجنيد الجيل الحالي من المتشددين.
واستفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية في اليمن ومن طبيعة البلاد الجغرافية والقبلية إضافة إلى الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011، لتوسيع انتشاره في البلاد.
وسيطر التنظيم على مناطق واسعة من جنوب وشرق اليمن، فيما سيواجه الريمي إصرار واشنطن على الاستمرار في استهداف قيادات القاعدة من خلال الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.