«فقاعة» ديفيد مويس معرضة لخطر الانفجار في وستهام

هل سيضل النادي الطريق بتحوله إلى التعاقدات الغريبة؟

رغم تحسن نتائج وستهام فإن صعوبة الدوري قد تهدده في الجولات المقبلة (الموقع الرسمي لنادي وستهام)
رغم تحسن نتائج وستهام فإن صعوبة الدوري قد تهدده في الجولات المقبلة (الموقع الرسمي لنادي وستهام)
TT

«فقاعة» ديفيد مويس معرضة لخطر الانفجار في وستهام

رغم تحسن نتائج وستهام فإن صعوبة الدوري قد تهدده في الجولات المقبلة (الموقع الرسمي لنادي وستهام)
رغم تحسن نتائج وستهام فإن صعوبة الدوري قد تهدده في الجولات المقبلة (الموقع الرسمي لنادي وستهام)

على المستوى الفردي، لم تكن أي من مباريات وستهام الثلاث الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بهذا السوء. لقد واجه النادي سوء حظ في المباراة التي خسرها أمام نوتنغهام فورست، ثم خسر أمام مانشستر سيتي القوي للغاية، ويمكن أن يكون برايتون خصما عنيدا لأي فريق، وخاصة وستهام، الذي لم يفز عليه في 11 مباراة. ومع ذلك، فإن هذه الهزائم الثلاث، التي لم يُسجل فيها وستهام أي هدف، جعلت الفريق يتذيل جدول الترتيب. وبالتالي، دخل وستهام مباراته أمام أستون فيلا وهو يواجه ضغوطاً هائلة، لكنه نجح في رفع الكثير من هذه الضغوط من خلال الفوز بهدف دون رد وحصد نقاط المباراة الثلاث.
وأطلقت جماهير وستهام صافرات وصيحات الاستهجان بعد نهاية مباراة الفريق أمام برايتون على ملعب لندن. ربما كان السبب في ذلك هو الأداء المتواضع للفريق في تلك المباراة أكثر من أي شيء آخر، لكن وستهام خسر الآن ثمانية من آخر 10 مباريات، وكان الفوز الوحيد الذي حققه - قبل الفوز على أستون فيلا - أمام نوريتش سيتي الذي يعاني بشدة.
لكن من المهم للغاية وضع الأمور في سياقها الصحيح، حيث كان الفريق يعاني من إرهاق شديد قرب نهاية الموسم الماضي، وكان يركز بشكل واضح ومفهوم على مباريات الدوري الأوروبي. ولا يستطيع أحد أن يشكك في العمل الكبير الذي قام به ديفيد مويس منذ عودته إلى قيادة النادي.

ديفيد مويس خلال مواجهاته مع الإعلام (الموقع الرسمي لوستهام)

لكن ما الذي كان سيحدث لو خسر الفريق أمام أستون فيلا؟ سوف يلعب وستهام مباريات قوية للغاية بعد ذلك أمام تشيلسي ونيوكاسل وإيفرتون، وهي المباريات التي يمكن أن يخسرها وستهام كلها. وبحلول فترة التوقف الدولي الشهر المقبل، ربما يكون الفريق في موقف لا يحسد عليه لأنه ربما سيكون بالفعل في المنطقة المؤدية للهبوط إلى دوري الدرجة الأولى. وربما يكون الشيء الوحيد الذي يقلل من حدة ذلك هو مشاركة الفريق في مباريات دوري المؤتمر الأوروبي. لكن من المؤكد أن اللعب أمام ستيوا بوخارست الروماني في دوري المؤتمر الأوروبي لن يكون بنفس جاذبية تلك الليالي الرائعة ضد إشبيلية وليون في الدوري الأوروبي الموسم الماضي.
ربما لا يعني هذا أكثر من أن الطريق أمام أندية بمكانة ووضع وستهام دائما ما يكون صعبا. ويكاد يكون من المستحيل على النادي الوصول إلى مراكز أعلى من المركز السادس أو المركز السابع في جدول الترتيب؛ بينما يكون البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز غير مضمون أبدا. وغالبا ما يكون التفاخر بقوة المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز عبارة عن هراء إلى حد كبير (الجميع يشير إلى أن الدوري الإنجليزي الممتاز ليس مثل نظيره الألماني الذي يسيطر عليه ناد واحد وهو بايرن ميونيخ)، لكن الحقيقة هي أنه لا يمكن لأي فريق بعيدا عن الأندية الستة الكبار أن يشعر بالأمان التام.
وبالنسبة للمديرين الفنيين، يكون الخط الفاصل بين العبقرية والاحتيال رفيعا وضعيفا بشكل خطير. وبعد سنوات جيدة مع كل من بريستون وإيفرتون، تراجعت سمعة ديفيد مويس كثيرا بسبب فتراته المخيبة للآمال مع مانشستر يونايتد وسندرلاند وريال سوسيداد. وكان هناك شعور حينها بأن اللعبة قد تطورت كثيرا، وأن مويس قد تخلف عن الركب وأصبح من أصحاب الفكر القديم.
وكان رده بعد الرحيل عن ريال سوسيداد هو إعادة تقييم أساليبه التدريبية، وإعطاء الأولوية للتواصل مع اللاعبين، وإعادة تعريف نفسه من جديد. ولفترة من الوقت، نجح مويس في ذلك. لقد أنقذ وستهام من الهبوط قبل أن يتم الاستغناء عن خدماته، لكنه عاد مرة أخرى وقاد الفريق لتحقيق نتائج رائعة، وأصبح أول مدير فني يقود وستهام لاحتلال أحد المراكز السبعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات متتالية.
وأصبحت هناك إعادة تقييم لمسيرة مويس التدريبية بعد الفترة التي قضاها مع إيفرتون، وكان تولي القيادة الفنية لمانشستر يونايتد خلفا للسير أليكس فيرغسون خطوة محفوفة بالمخاطر دائما، ثم عمل مع ريال سوسييداد بالخارج، وتولى قيادة سندرلاند البائس والذي يعاني من العديد من المشكلات.
ربما كان سندرلاند يعاني من الفوضى، لكن كان لديه ثمانية مدربين بعد صعوده للدوري الإنجليزي الممتاز في 2007 ولم يهبط النادي لدوري الدرجة الأولى تحت قيادة أي منهم. وحل مويس محل سام ألارديس عندما رحل لتولي القيادة الفنية لمنتخب إنجلترا، وبالتالي فإنه لم يتول قيادة ناد يعاني من الأزمات، لكنه تولى قيادة ناد في أفضل حالاته منذ عهد بيتر ريد.
ويمكن أن يكون هناك العديد من التساؤلات بشأن الصفقات التي يبرمها الفريق – رفض تحويل عقد إعارة يان مافيلا إلى عقد دائم، في الوقت الذي دفع فيه النادي 13.6 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع ديدييه ندونغ في أكبر صفقة في تاريخ النادي، وهو الأمر الذي لا يزال غير مفهوم بالمرة، رغم أنه لا يزال أقل غموضا من شراء بابي جيلوبودجي! وعلاوة على ذلك، بدت السلبية الفورية لمويس غريبة، والدليل على ذلك أن مباراة سندرلاند الأخيرة على ملعبه تحت قيادة ألارديس انتهت بالفوز بثلاثية نظيفة على إيفرتون، بينما كانت مباراته الثانية على أرضه تحت قيادة مويس أمام نفس الخصم انتهت بالخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
وربما هناك أصداء مقلقة هذا الموسم. لقد تحسن وستهام بفضل التعاقدات التي أبرمها مويس بشكل واضح، من خلال التعاقد مع لاعبين يمتلكون خبرة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى اثنين من اللاعبين التشيكيين المجتهدين. ورغم ذلك، يشهد الصيف الحالي تحولا غريبا، حيث تعاقد النادي مع ثلاثة لاعبين من الدوري الفرنسي الممتاز، بالإضافة إلى جيانلوكا سكاماكا من ساسولو. وحتى إيمرسون بالميري، الذي يعد أفضل من آرون كريسويل، لم يلعب سوى 20 مباراة كأساسي في الدوري مع تشيلسي، بينما لم يلعب ماكسويل كورنيه مع بيرنلي سوى موسم واحد فقط. وظهر ثيلو كهرر، القادم من باريس سان جيرمان، بشكل كارثي في أول مباراة له مع الفريق أمام برايتون. وبالتالي، فمن الواضح أن هؤلاء اللاعبين لا يناسبون طريقة لعب ديفيد مويس، بل وربما لا يثق بهم المدير الفني الاسكوتلندي من الأساس!
أضف إلى ذلك اعتزال مارك نوبل، الذي فعل أكثر من أي شخص آخر للحفاظ على شخصية وهوية النادي، وبالتالي فربما يكون النادي قد فقد الهوية وضل الطريق. وبعد مباراة برايتون، ربط مويس صراحة بين غياب نوبل وفشل بعض اللاعبين في تحمل المسؤولية، وقال: «لقد كان مهما للغاية لهذا النادي. لذا يمكن للأشياء الصغيرة أن تحدث فرقا كبيرا في بعض الأحيان».
وأمام مانشستر سيتي، بدا وستهام «مستسلما» تماما. لكن خلال الموسم الماضي، نجح وستهام على ملعب لندن في التعادل أمام مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي وتوتنهام، لكن الأمر يبدو مختلفا تماما هذه المرة. ربما يكون هناك شعور بالتعب والإرهاق، لا سيما مع مشاركة ديكلان رايس، وجارود بوين، وتوماس سوتشيك، وفلاديمير كوفال في منافسات بطولة دوري الأمم الأوروبية في يونيو (حزيران) الماضي.
ربما تكون مواجهة لاعب بارع في استغلال المساحات الخالية خلف خط الدفاع مثل إيرلينغ هالاند قد شجعت مويس على اللعب بتكتل دفاعي، لكن، وكما كان الحال في العديد من المباريات في سندرلاند، كان هناك شعور وكأن مويس يريد الخروج بأقل الخسائر - على النقيض من الطريقة التي لعب بها وستهام أمام مانشستر سيتي في مباراة الجولة قبل الأخيرة الموسم الماضي، والتي خلق فيها الكثير من المتاعب والمشاكل لبطل الدوري.
وبعدما تحول ملعب لندن بشكل غير المتوقع إلى مسرح نابض بالحياة، خاصة في تلك الليالي الأوروبية، عاد مرة أخرى إلى ساحة من التذمر والاستياء خلال الموسم الحالي، حيث قاطع بعض المشجعين منافذ بيع الطعام والخمور بسبب ارتفاع الأسعار، وتهدد النادي بمقاضاة مُلاك الملعب.
قد يعني هذا ببساطة تكرار ما حدث مع إيفرتون. يمكن أن يقود مويس فريقا محدودا للوصول إلى مستويات جيدة، لكن يوجد سقف - وعندما تتراجع النتائج، ستكون هناك فئة من اللاعبين الذين سيغضبون من الخطة التكتيكية التي، عندما لا تؤدي إلى النتائج المرجوة، يشعرون بأنها تُقيد قدراتهم وربما تؤدي إلى نتائج عكسية.
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز الحديث، ليس هناك هامش للأخطاء التي ارتكبها مويس خلال السنوات التي قضاها مع إيفرتون، نظرا لأن منتصف جدول الترتيب هذه الأيام أصبح صعبا للغاية!


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.