لجنة «سقوط الموصل» تنجز 90 % من تحقيقاتها.. وتؤجل نشر أسماء إلى ما بعد رمضان

تنتظر أجوبة الثلاثة الكبار.. ومصدر مقرب من أسامة النجيفي يؤكد أنه رد على أسئلتها

لجنة «سقوط الموصل» تنجز 90 % من تحقيقاتها.. وتؤجل نشر أسماء إلى ما بعد رمضان
TT

لجنة «سقوط الموصل» تنجز 90 % من تحقيقاتها.. وتؤجل نشر أسماء إلى ما بعد رمضان

لجنة «سقوط الموصل» تنجز 90 % من تحقيقاتها.. وتؤجل نشر أسماء إلى ما بعد رمضان

أعلن رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة بالتحقيق في سقوط الموصل حاكم الزاملي أن لجنته أنجزت 90 في المائة من عملها في الأسباب التي أدت إلى سقوط المدينة في العاشر من يونيو (حزيران) عام 2014 بيد تنظيم داعش، بالإضافة إلى التوصل إلى المتورطين الذين سيتم الإعلان عن أسمائهم خلال الفصل التشريعي المقبل للبرلمان العراقي الذي يبدأ بعد شهر رمضان رعم الضغوط التي تتعرض لها اللجنة لحرف مسار التحقيق في الأحداث.
وقال الزاملي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان أمس إن اللجنة «أنجزت 90 في المائة من كتابة تقرير التحقيق»، مشيرا إلى «أننا استغرقنا خمسة أشهر في التحقيق واستمعنا لإفادات وشهادات واستضافة 82 شخصية ووصلت ساعات الاجتماعات إلى 100 ساعة، وبعض الشخصيات استغرق التحقيق معها ثماني ساعات متواصلة، ونحن لم نأخذ عطلات أو إجازات وحتى عطلة الفصل التشريعي لم نتمتع بها». وأكد الزاملي أنه «ليس من المنطق أن نحقق لأكثر من خمسة شهور، وكل هذه الساعات ولا توجد هناك أسماء متورطة، بل نقول إن هناك شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية متورطة في سقوط الموصل، ونتعرض لضغوط واتهامات من جهات، تعرف نفسها، متورطة بالأحداث، وانهم سيحالون إلى القضاء وما يمتلكونه من أموال وقنوات فضائية مع وجود بعض الإعلام الداعشي يحاولون من خلاله أن يحرفوا مسار التقرير والتحقيق».
ولفت إلى أن لجنة التحقيق «تتعرض لهجمة إعلامية بسبب وجود نتائج، وسيكون هناك متهمون، وهذه اللجنة ليست بسيطة وإنما لجنة رأي عام ومؤلفة من 26 نائبا، وسنرفع توصيات وستكون نتائجها ملزمة إلى القضاء والحكومة لأننا صرفنا جهدا ووقتا كبيرا ولم نصرف دينارا واحدا طيلة مسار التحقيق وإنما كانت بجهود ذاتية».
وعن آلية وطريقة توجيه الأسئلة إلى رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي حول أحداث يونيو 2014، أوضح رئيس اللجنة النيابية «بداية وبعد جمع إفادات الشخصيات التي استضفناها وما جمعناه من ملفات ووثائق احتجنا لبعض الاستفسارات وطرحنا طلب استضافة المالكي وبارزاني والنجيفي على التصويت داخل اللجنة، لكن لم يحصل على الأغلبية فاتجهنا إلى كتابة الأسئلة إليهم تحريريًا».
وبينما أعلن رئيس إقليم كردستان رفضه الإجابة عن أسئلة اللجنة في بيان رسمي صدر مؤخرا عن رئاسة الإقليم، فإن رئيس الوزراء والقائد العام السابق للقوات المسلحة نوري المالكي تجاهل هو الآخر الرد حتى الآن عن أسئلة اللجنة بينما اتهم مؤخرا ما سماه «أطراف سنية» سعت إلى إسقاط التجربة الشيعية من خلال تسهيل دخول تنظيم داعش إلى المحافظات الغربية بدءا من الموصل.
أما بالنسبة للنجيفي، رئيس البرلمان السابق والنائب الحالي لرئيس الجمهورية، فقد كشف مصدر مقرب منه لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، أن «النجيفي أكمل الإجابة على أسئلة لجنة التحقيق، وسيقوم بإرسالها إلى اللجنة قبل المدة التي حددتها اللجنة للمسؤولين الثلاثة». وأضاف أن «النجيفي كان يشغل منصب رئيس البرلمان ولم يكن قائدا عسكريا أو مسؤولا تنفيذيا، وبالتالي فإنه لا يجد غضاضة في الإجابة عن أي سؤال يتعلق بحيثيات سقوط الموصل قدر معرفته به».
من جهته أكد عضو البرلمان العراقي عن المجلس الأعلى الإسلامي وعضو لجنة التحقيق سليم شوقي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «السبب الذي جعلنا نتجه لاتباع آلية توجيه الأسئلة إلى كل من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي هو أنه عند البحث عن قرار باستضافتهم تم التصويت على استضافة المالكي أولا، غير أن الغالبية صوتت ضد مبدأ استضافته في اللجنة، وهو ما جعلنا نتخذ قرارا بعدم التصويت بشأن استدعاء بارزاني والنجيفي والاكتفاء بتوجيه أسئلة مكتوبة لهم». وأضاف شوقي أن «اللجنة ماضية في إجراءاتها، وقد تم التوصل إلى معرفة جوانب كثيرة عن حيثيات سقوط الموصل بما في ذلك تورط شخصيات سياسية وعسكرية ممن بينها قيادات محلية في محافظة نينوى بسقوطها، لكننا آثرنا عدم الكشف عن الأسماء حتى بداية الفصل التشريعي المقبل للبرلمان، حيث سيتم إعلان أسماء المتورطين والمقصرين، وستتم إحالتهم إلى القضاء لأن قرارات اللجنة ملزمة للحكومة وللقضاء».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.