مقتل العشرات من مسلحي تنظيم داعش في أطراف الموصل

مسؤول كردي: غارات مكثفة لطيران التحالف وقصف مدفعي للبيشمركة

مقتل العشرات من مسلحي تنظيم داعش في أطراف الموصل
TT

مقتل العشرات من مسلحي تنظيم داعش في أطراف الموصل

مقتل العشرات من مسلحي تنظيم داعش في أطراف الموصل

قتل العشرات من مسلحي تنظيم داعش في غارات جوية للتحالف الدولي وقصف من جانب قوات البيشمركة لمواقعهم في جنوب وغرب مدينة الموصل، فيما تعرضت عدة مواقع أخرى للتنظيم في قضاء الحويجة (جنوب غربي كركوك) إلى هجمات مسلحة، قتل خلالها أكثر من عشرة مسلحين من التنظيم.
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «قتل سبعة مسلحين من تنظيم داعش في انفجار سيارة أثناء محاولتهم تفخيخها في منطقة وادي عكاب (جنوب الموصل)»، مضيفًا أنه «بحسب معلوماتنا كان أحد قياديي التنظيم من العرب غير العراقيين ضمن القتلى، ويدعى (أبو زهراء السوداني)، في حين قتل أكثر من 11 مسلحا إثر قصف قوات البيشمركة لمواقع التنظيم في قرية (تيزخراب) التابعة لناحية بعشيقة».
في الوقت ذاته، تستمر حالات الهروب اليومية من صفوف التنظيم، إذ أفادت مصادر بأن العشرات من مسلحي (داعش)، بينهم قياديون، بدأوا منذ فترة بالهروب نحو سوريا وخصوصا باتجاه مدينة الرقة، عاصمة التنظيم المتطرف. وبحسب المصادر المطلعة ينقل هؤلاء الهاربون معهم كل ما استولوا عليه من أموال أثناء سيطرتهم على مدينة الموصل في يونيو (حزيران) من العام الماضي. وفي هذا السياق، أكد مموزيني أن 18 مسلحا هربوا أمس إلى الرقة في سوريا.
من جهته، قال العقيد دلشاد مولود، المتحدث باسم قيادة قوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة)، لـ«الشرق الأوسط» أن قوات البيشمركة الزيرفاني قتلت أمس أحد قناصي تنظيم داعش في قرية عاشق المقابلة لتقاطع الكسك (غرب الموصل).
بدوره، أعلن غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، أن طيران التحالف الدولي واصل أمس غاراته المكثفة على مواقع وتجمعات تنظيم داعش في أطراف الموصل، حيث استهدفت غارة جوية إحدى مقرات التنظيم في قرية ندرلي التابعة لقضاء تلعفر (غرب الموصل) مما أسفر عن مقتل ستة مسلحين وإصابة ثمانية آخرين، وكان من بين القتلى اثنان من أبرز قياديي التنظيم وهما كل من (محمد مصطفى الندرلي) و(عبد سلمان أحمد)». وأضاف: «كما قصفت رتلا مكونا من عشر سيارات تابعة لـ(داعش) بالقرب من قرية الجدعة التابعة لناحية القيارة (جنوب الموصل)، وقتل في القصف نحو 50 مسلحا وأصيب العشرات بجروح، وشوهدت سيارات التنظيم وهي تنقل جثث قتلاه إلى مستشفى الطب العدلي في الموصل، فيما نقلت سيارات الإسعاف المصابين من مسلحيه إلى المستشفى العسكري في وادي حجر في الجانب الأيمن من الموصل».
وأضاف سورجي «إن (12) عجلة حِمل تابعة لـ(داعش) كانت تنقل كميات كبيرة من الأسلحة والتجهيزات العسكرية من مدينة الموصل إلى مخزن تمويل التنظيم في قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين تعرضت أثناء دخولها المخزن إلى ضربة جوية أسفرت عن تدمير كل العجلات والمخزن، وقتل في القصف العشرات من المسلحين».
في غضون ذلك، تعرضت نقاط تفتيش تابعة لتنظيم داعش في القرى الواقعة في أطراف قضاء الحويجة (جنوب غربي محافظة كركوك) لعدة هجمات مسلحة، وقال عاصي علي، نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، لـ«الشرق الأوسط»: «هاجم مسلحون من مجموعة الضباط الأحرار خلال اليومين الماضيين أربع نقاط تفتيش تابعة لتنظيم داعش قرب قرية المصنعة في أطراف الحويجة، وقتل خلال الهجوم عدد من مسلحي التنظيم»، مشيرًا إلى أن التوترات ما زالت قائمة بين أهالي قرية المصنعة من عشيرة الجُميلة ومسلحي التنظيم ويتعرض عناصر (داعش) أثناء الليل لهجمات مسلحة في حدود هذه القرية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.