بعثة «الطاقة الذرية» في زابوريجيا لـ«تفادي حادث نووي»

مع استمرار تبادل اتهامات بين موسكو وكييف حول قصف محيط المحطة

رئيس الوفد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييلو غروسي لدى وصوله إلى مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا برفقة وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو (رويترز)
رئيس الوفد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييلو غروسي لدى وصوله إلى مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا برفقة وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو (رويترز)
TT

بعثة «الطاقة الذرية» في زابوريجيا لـ«تفادي حادث نووي»

رئيس الوفد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييلو غروسي لدى وصوله إلى مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا برفقة وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو (رويترز)
رئيس الوفد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييلو غروسي لدى وصوله إلى مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا برفقة وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو (رويترز)

تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال مهمتها إلى «تفادي حادث نووي» في محطة زابوريجيا الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية، مع استمرار تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف حول القصف الذي تعرضت له المنطقة القريبة من أكبر محطة نووية في أوروبا، كما صرح رئيس بعثة التفتيش الدولية. ووصل الفريق الدولي قبيل ظهر الأربعاء إلى مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا التي تبعد نحو عشرين كيلومترا عن المحطة النووية التي تحمل الاسم نفسه. ودخل موكب يضم نحو عشرين سيارة يحمل نصفها شعار «الأمم المتحدة» وسيارة إسعاف، إلى المدينة بعد ظهر الأربعاء. ويحتل الجيش الروسي المحطة منذ مطلع مارس (آذار) بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط). ومنذ أسابيع، تتبادل كييف وموسكو الاتهامات في شأن قصف متكرر طاول موقع قريبة منها.
وقال رئيس الوفد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييلو غروسي الأربعاء: «إنها مهمة تسعى إلى تفادي حادث نووي والى الحفاظ على هذه المحطة النووية المهمة، الأكبر في أوروبا». وتضم المحطة ستة مفاعلات تبلغ قدرة كل منها ألف ميغاواط. وفصلت لفترة وجيزة الأسبوع الماضي عن شبكة الكهرباء للمرة الأولى في تاريخها إثر أضرار لحقت بخطوط كهربائية.
وتعتزم البعثة تفتيش المحطة بعد قصف أراضيها مرارا خلال الشهر الماضي مع إنحاء كل من أوكرانيا وروسيا باللوم على الآخر في شن هذه الهجمات.
وقال جيرمان جالوشينكو وزير الطاقة الأوكراني لرويترز في مقابلة أمس الأربعاء إن مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا تمثل خطوة نحو «إنهاء الاحتلال ونزع السلاح» من هذا المكان. وأضاف جالوشينكو في مدينة زابوريجيا التي تبعد 55 كيلومترا فقط من المحطة أن من المهم السماح للبعثة بالتحدث إلى الموظفين في الموقع. وقال جالوشينكو: «من المهم من وجهة نظرنا... أن تتحدث البعثة إلى الموظفين وأن تحصل على المعلومات الحقيقية وليس المعلومات الروسية بشأن ما في الداخل». ويواصل الموظفون الأوكرانيون تشغيل المحطة تحت إشراف القوات الروسية المحتلة.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا مجددا الاتهامات الأربعاء بقصف مناطق محيطة بالمحطة. وتتهم كييف موسكو بنشر مئات الجنود وتخزين ذخائر فيها. وقالت إن روسيا قصفت مدينة تقع بقربها المحطة. وقال مسؤول إدارة نيكوبول الواقعة قبالة انيرغودار على الضفة المقابلة لنهر دينبر عبر تلغرام: «الجيش الروسي يقصف انيرغودار. الوضع خطر بسبب هذه الاستفزازات». كما دعت كييف الأربعاء موسكو إلى الكف عن قصف الطريق المؤدي إلى المحطة. وكتب المتحدث باسم الدبلوماسية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على فيسبوك: «يجب أن تتوقف قوات الاحتلال الروسية عن إطلاق النار على الممرات التي يستخدمها وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وألا تتدخل في أنشطته في المحطة».
وفي موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية مرة أخرى القوات الأوكرانية الأربعاء بـ«استفزازات» تهدف إلى «تعطيل عمل بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مؤكدة أن قصفا مدفعيا أوكرانيا أصاب (الثلاثاء) «مبنى لإعادة معالجة النفايات المشعة». ونقلت وكالة تاس الروسية عن مسؤول موال لموسكو أن البعثة ستصل إلى المحطة الخميس. وقال غروسي صباح الأربعاء في كييف: «لدينا مهمة بالغة الأهمية ننجزها هناك لتقييم الوضع الفعلي وللمساعدة في ضمان استقرار الوضع قدر الإمكان. سنمضي بضعة أيام هناك». وأوضح أنه تلقى ضمانات أمنية من جانب السلطات الروسية والأوكرانية. وأضاف: «هذه العمليات بالغة التعقيد. نتوجه إلى منطقة حرب، نتوجه إلى أرض محتلة».
وكان الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قد استقبل الثلاثاء خبراء الوكالة الذين وصلوا الاثنين إلى كييف، مشددا على أن الأسرة الدولية يجب أن تحصل من روسيا على «نزع فوري للسلاح» في المحطة. وأضاف أن هذا يشمل «انسحاب كل العسكريين الروس مع كل متفجراتهم وأسلحتهم» من هذا الموقع الذي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصفه. وتابع: «للأسف لا توقف روسيا استفزازاتها، وتحديدا في المسارات التي يفترض أن تصل منها البعثة إلى المحطة» محذرا من أن الوضع «خطر للغاية». وأكد أن «مخاطر كارثة نووية نتيجة أعمال روسيا لا تتراجع ولا حتى لساعة». وكان حاكم المنطقة أولكسندر ستاروخ أفاد قبل بضع ساعات عن إطلاق صواريخ على مدينة زابوريجيا.
وقال يفغيني يفتوشينكو مسؤول إدارة نيكوبول الواقعة قبالة إنيرغودار على الضفة المقابلة لنهر دينبر عبر تلغرام: «الجيش الروسي يقصف إنيرغودار». وأضاف أن «الوضع خطر بسبب هذه الاستفزازات».
من جانبه نشر دميترو أورلوف رئيس بلدية إنيرغودار المؤيد لكييف الذي يقيم في المنفى حالياً، صورا على تطبيق تلغرام للمجلس البلدي لهذه المدينة وقد تضررت واجهته. ويقع هذا المبنى على بعد كيلومترات عن موقع محطة الطاقة النووية. وأكد يفتوشينكو أن الروس الذين يسيطرون على إنيرغودار والمصنع قصفوا المدينة لإلقاء اللوم على القوات الأوكرانية. وأضاف أن «الهدف من هذا العرض هو الإيحاء بذلك لبعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.