يمثل الفوز في الجولة الأولى أهمية بالغة للأندية الكبرى والمنافسة على ألقاب الدوري، كونها تترك انطباعا أوليا عن الصورة التي قد تظهر بها في البطولة، وفي الدوري السعودي للمحترفين «دوري روشن» بدأت تلك الأندية بشكل مثالي، إذ انتصر الهلال حامل لقب النسخة الأخيرة بثنائية أمام الخليج وكسب وصيفه الاتحاد العدالة بثلاثية، فيما فاز النصر على الوحدة بهدف وحيد دون رد واستعرض الشباب قوته بثلاثية أمام الباطن.
الهلال المتوج باللقب في آخر ثلاث سنوات لم يتغير شكله الفني أو حتى هويته في الملعب بعد أن أمضى صيفه الحالي دون أي انتقالات بسبب إيقافه لفترتين على خلفية أعقاب قضية محمد كنو، وكذلك استمرار الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني رامون دياز.
ولم يعان الهلال أمام الخليج إذ فرض سيطرته الكاملة والمطلقة وأنهى المباراة لصالحه في وقت مبكر بعد ثنائية النيجيري إيغالو الذي بدأ بشهية مفتوحة للأهداف بعد أن توج باللقب في الموسم الأخير، وشاطره التهديف المهاجم المالي موسى ماريغا.
ولم تكتمل صفوف الفريق الأزرق في ظل غياب سلمان الفرج والبرازيلي ميشايل والكوري الجنوبي جيانغ سو وياسر الشهراني وعبد الإله المالكي وصالح الشهري ومتعب المفرج وذلك لظروف الإصابات والتأهيل بالإضافة إلى الموقوف محمد كنو الذي سيعود بعد الجولة القادمة.
النصر حقق فوزاً صعباً على الوحدة (تصوير: عبد العزيز النومان)
وستكون الإضافة الجديدة بالنسبة للهلال هو دخول عبد الإله المالكي للقائمة الأساسية بعد غيابه عن المشاركة مع الفريق في أي مباراة نظير الإصابة التي تعرض لها فور انضمامه للفريق العاصمي، بالإضافة إلى العائد من الإعارة الأرجنتيني لوسيانو فييتو والذي سيبدأ رحلة مختلفة تحت قيادة مواطنه دياز.
أما فريق الاتحاد فعلى الرغم من انتصاره بثلاثية أمام العدالة الصاعد حديثاً لدوري السعودي للمحترفين، فإن غياب المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله بدا جليا وواضحا في ظل تسجيل المدافع أحمد شراحيلي أول أهداف الفريق وتأخر الهدفين حتى الوقت الأخير من المباراة والذي سجله أيضا المدافع حمدان الشمراني والمهاجم البديل هارون كمارا.
وعلى الرغم من امتلاك الاتحاد لعدد من الحلول الهجومية فإن الفريق لم يتعود بعد على تعويض غياب حمد الله خاصة في ظل إيقافه المتأخر قبل انطلاق الدوري بأيام قليلة.
ولن تكون أزمة الاتحاد كبيرة في ظل النشوة الهجومية الكبيرة التي يمتلكها البرازيلي رومارينهو أحد هدافي الفريق في سنواته الأخيرة والذي سيكون مهاجم الفريق الأول في الفترة القادمة.
وحقق النصر فوزاً ثمينا أمام نظيره الوحدة العائد مجدداً لمنافسات الدوري السعودي للمحترفين، ولم يظهر النصر بقوة حقيقة تنذر عن ظهور مختلف للفريق العاصمي إلا أن الفريق لم تكتمل صفوفه بعد خاصة في ظل غياب البرازيلي تاليسكا أحد أبرز مفاتيح اللعب وكذلك سلطان الغنام، إذ يغيب الأول للإيقاف والثاني للإصابة.
وكانت أبرز ملامح النصر الجميلة لموسمه الجديد الكولومبي أوسبينا حارس المرمى الذي بدا جليا أنه سيكون أحد أسباب أهم تفوق الفريق العاصمي الذي عانى في الموسمين الأخيرين من الهشاشة في حراسة المرمى بعد رحيل الأسترالي براد جونز.
الاتحاد أحرز ثلاثية مثيرة في مرمى الخليج (تصوير: مشعل القدير)
أما الشباب الذي بدأ بتحركات مثالية جداً هذا الصيف فقد استعرض قوته في شباك الباطن بثلاثية نظيفة وكان أبرز الكبار ظهوراً في هذه الجولة، ورغم الضعف الفني الواضح لفريق الباطن الذي يعيش أزمة حقيقية لعدم قدرته على تسجيل اللاعبين الجدد بسبب عدم حصوله على شهادة الكفاءة المالية إلا أن الشباب فرض قوته وأفضليته.
وسجل ثنائي الشباب الجُدد بداية مثالية لهما وخاصة الغابوني آرون بوبيندزا الذي سجل هدف فريقه الأول وساهم في صناعة الهدفين الأخيرين التي حملت توقيع كارلوس جونيور وسانتي مينا المهاجم الإسباني الذي وضع بصمته في الحضور الأول.
وبدأت الأرقام منصفة للمستوى الفني المميز لفريق الشباب الذي أظهر قوة هجومية مُنذرة لبقية فرق الدوري، إذا تصدر لاعبه الغابوني بوبيندزا قائمة صانعي الأهداف وحضر حسين القحطاني كأكثر اللاعبين تمريرات بـ103 تمريرات يليه زميله في الفريق اللاعب البولندي كريتشوفياك بـ99 تمريره ثم حسان تمبكتي بـ85 تمريرة ويحضر خلفهما كويلار لاعب الهلال بـ82 تمريرة.
وكذلك كانت الكرات العرضية من لاعبي الشباب هي الأعلى في الجولة الأولى التي أرسلها فيها فواز الصقور 15 عرضية بحسب موقع رابطة الدوري السعودي للمحترفين و12 عرضية من متعب الحربي ويليهما توفيق بوحيمد من الفتح بثماني عرضيات بالتشارك مع زميله في الفريق المحترف البيروفي كويفا.
أما صناعة الفرص فقد تصدرها لاعب الاتحاد عبد الرحمن العبود بخمس فرص، فيما حل خلفه الغابوني بوبيندزا لاعب فريق الشباب بأربع فرص وهو الرقم الذي شاركه فيه الجزائري أمير سعيود لاعب الطائي وفواز الصقور من الشباب وكويفا من الفتح.
ونجح الرباعي «الهلال والاتحاد والنصر والشباب» بالخروج بشباك نظيفة في مبارياته خلال الجولة الأولى، وكان الهلال وحيداً من بينها يدخل موسمه الجديد بالحارس عبد الله المعيوف في الوقت الذي يواصل فيه البرازيلي غروهي حضوره في الاتحاد، فيما استعان النصر بخدمات الكولومبي أوسبينا، واتجه الشباب للخيار الأجنبي بعد موسم ونصف منذ رحيل فاروق مصطفي إذ أتم الليث تعاقده مع الدولي الكوري الجنوبي سيانغ كيم.
وشهدت الجولة الأولى غياب التعادل عن جميع المباريات التي أقيمت موزعة على مدى ثلاثة أيام، إذ كانت نسبة الانتصارات للفرق خارج أرضها هي الأكبر بعدد خمس مباريات مقابل ثلاثة انتصارات للفرق على أرضها. ونجح ضمك بانتزاع الفوز أمام الفيحاء في المجمعة، وعاد الهلال من الدمام بنقاط الخليج، وذات الحال للطائي الذي كسب مباراته أمام الاتفاق ونجح الاتحاد بالفوز أمام العدالة من الأحساء، وحقق التعاون فوزا ثميناً أمام الفتح على ملعب الأمير عبد الله بن جلوي بمدينة الأحساء.
وسجل الشباب الفوز الأول للفرق على أرضها هذه الجولة بعد انتصاره على الباطن بثلاثية، قبل أن يكسب النصر لقاءه أمام الوحدة في مرسول بارك، وانتزع أبها نقاط مباراته أمام الرائد التي أقيمت في المحالة بمدينة أبها.
بداية مثالية للبطل والوصيف... والنصر يعبر بشق الأنفس
الشباب يستعرض قوته في أولى جولات «دوري روشن السعودي»
بداية مثالية للبطل والوصيف... والنصر يعبر بشق الأنفس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة