«الناتو» يلح لـ«تفتيش» محطة زابوريجيا وماكرون يدعو روسيا للانسحاب منها

أوكرانيا تهدد بـ«تفكيك» جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (إ.ب.أ)
TT

«الناتو» يلح لـ«تفتيش» محطة زابوريجيا وماكرون يدعو روسيا للانسحاب منها

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (إ.ب.أ)

عدّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، أنه من «الملح» أن تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تفتيشاً» في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا والتي تسيطر عليها روسيا، بينما تتكثف الضربات والاشتباكات في محيطها. وقال خلال مؤتمر صحافي: «هذا يشكل تهديداً خطيراً للأمن ويزيد من خطر وقوع حادث نووي (...) من الملح السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش، وضمان انسحاب جميع القوات الروسية» من الموقع.
وجاء كلام ستولتنبرغ بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القوات الروسية إلى الانسحاب من المحطة النووية، مشدداً على «المخاطر» التي يشكلها وجودها على سلامة الموقع. وأكد أثناء محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على قلقه «بشأن التهديد الذي يشكله وجود القوات المسلحة الروسية ونشاطاتها وأجواء الحرب مع النزاعات الجارية حول أمن وسلامة المنشآت النووية الأوكرانية»، ودعا إلى «انسحاب» هذه القوات؛ بحسب الإليزيه. كما أعرب عن «دعمه» اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إرسال بعثة إلى الموقع «في أقرب وقت ممكن» لتفقده. وتحدث الرئيسان حول «سبل تنفيذ هذه المهمة»، وفق الرئاسة الفرنسية.
ويجري ماكرون «اتصالات منتظمة» مع غروسي حول هذه «المهمة» التي يطالب بإرسالها «منذ التحذيرات الأولى»، وفق ما أوضحت مصادر من محيطه. وأضافت المصادر نفسها: «نحن نعمل منذ أشهر مع شركائنا لصالح هذه المهمة».
وكان زيلينسكي دعا الأوكرانيين إلى مواصلة جميع الجهود لـ«إرهاق» روسيا كي لا تتمكن من مواصلة حربها على بلاده. وأضاف في كلمته مساء الثلاثاء: «نحن بحاجة إلى القيام بكل شيء، لكي تسأم روسيا من القتال». ودعا الأوكرانيين إلى «مواصلة جميع الجهود لإرهاق روسيا؛ سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، حتى لا تتمكن من مواصلة شن حربها في أوكرانيا».
إلى ذلك؛ هددت أوكرانيا، الأربعاء، بتفكيك جسر «كيرتش» الذي شيدته موسكو بتكلفة عالية لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، على «تلغرام»: «هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية، ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة، وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمداً أم لا».
ويُعد جسر «كيرتش»؛ الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو (أيار) 2018 والممتد على طول 19 كيلومتراً، مشروعاً ضخماً ومكلفاً استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد 4 سنوات على ضمها.
وجاء التهديد المستتر من بودولياك بعد سلسلة انفجارات في مستودع ذخيرة يتبع موقعاً عسكرياً قرب قرية دجانكوي في شمال شبه جزيرة القرم، قالت موسكو إنها كانت نتيجة عمل «تخريبي»، من دون أن تتهم أي جهة بالوقوف خلفه. وقبل ذلك، في 9 أغسطس (آب) الحالي، أبلغت موسكو عن انفجار ذخائر في قاعدة عسكرية جوية ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين وتدمير عدد من الطائرات الحربية.
ولم تتبن أوكرانيا رسمياً أي هجوم؛ لكن مسؤولين أدلوا بتعليقات في أكثر من مناسبة تدفع إلى الظن أن القوات الأوكرانية قد تكون منخرطة في هذه الهجمات... مع الإشارة إلى أن الرئيس الأوكراني يؤكد أن كييف «لن تتخلى أبداً» عن نيتها استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا. على الجانب الآخر؛ نقل بيان؛ صادر عن «جهاز الأمن الاتحادي الروسي»، عن مسؤول كبير في شبه جزيرة القرم قوله الأربعاء، إن الجهاز «فكك خلية إرهابية مؤلفة من 6 أشخاص تابعة لجماعة إسلامية محظورة». وقال المسؤول سيرغي أكسيونوف على تطبيق «تلغرام»: «تم اعتقالهم جميعاً. جرى تنسيق أنشطة الإرهابيين، كما هو متوقع، من أراضي دولة أوكرانيا الإرهابية»، مشيراً إلى أن المشتبه فيهم أعضاء في جماعة «حزب التحرير» الإسلامية المحظورة في روسيا. ولم يصدر تعليق فوري من أوكرانيا، فيما لم يذكر بيان «جهاز الأمن» ما إذا كان المحتجزون على صلة بالتفجيرات التي وقعت الثلاثاء في القاعدة العسكرية بشمال شبه جزيرة القرم، وبتفجيرات الأسبوع الماضي في القاعدة العسكرية الجوية في غرب القرم، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية تدمير 8 طائرات حربية روسية.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.