تجدد قصف زابوريجيا يفاقم الخطر النووي

ترجيح استخدام مسيّرات في «هجوم القرم»

جندي يقف خارج محطة زابوريجيا النووية في 4 أغسطس (رويترز)
جندي يقف خارج محطة زابوريجيا النووية في 4 أغسطس (رويترز)
TT

تجدد قصف زابوريجيا يفاقم الخطر النووي

جندي يقف خارج محطة زابوريجيا النووية في 4 أغسطس (رويترز)
جندي يقف خارج محطة زابوريجيا النووية في 4 أغسطس (رويترز)

تبادلت كييف وموسكو، أمس (الخميس)، الاتّهامات بشن ضربات جديدة استهدفت محطة زابوريجيا، فيما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر «كارثة»، وحثّ على الوقف الفوري للنشاط العسكري قرب المحطة الكبرى في أوروبا.
وتبادل مسؤولون محليون، عيّنتهم كل من روسيا وأوكرانيا، الاتهامات عن قصف أمس. وقال فلاديمير روغوف، عضو إدارة الإقليم التي عيّنتها روسيا، إن 3 ضربات على الأقل وقعت بالقرب من منشأة تخزين النظائر المشعة، فيما قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية «إنرغواتوم» إن منطقة المحطة تعرضت للقصف 5 مرات، في مواقع قريبة من مخزون المواد المشعة، لافتة إلى تضرر عدة أجهزة استشعار للإشعاعات.
من جهتها، دعت الولايات المتحدة روسيا إلى وقف كل عملياتها العسكرية داخل المحطات النووية الأوكرانية ومحيطها، مؤكدة تأييدها إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا.
في سياق متصل، أظهرت صور نشرتها شركة «بلانيت لابز»، المختصة في الأقمار الصناعية، تدمير ما لا يقل عن 8 طائرات حربية روسية في «الانفجارات» التي تعرضت لها قاعدة جوية روسية في القرم. وكشفت الصور عن دمار كبير لحق بالقاعدة، تسبب فيه هجوم رجّحت مصادر أوكرانية أن قوات كييف تقف وراءه. وتتعارض هذه الرواية مع تصريحات موسكو التي قالت إن حريقاً نشب في مستودع للذخيرة أثناء عملية نقل للوقود. ورغم رفض كييف تأكيد مسؤوليتها، رجّح خبراء عسكريون أن الهجوم نُفذ بـ«طائرات مسيّرة»، جرى تشغيلها من قبل قوات سرية في مكان قريب من القاعدة الجوية.
... المزيد


مقالات ذات صلة

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقتل شخصاً يشتبه بأنه عميل لأوكرانيا

أوروبا عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقتل شخصاً يشتبه بأنه عميل لأوكرانيا

أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنّه قتل رجلاً يشتبه بأنّه تمّ تجنيده من قبل أوكرانيا لتنفيذ هجمات في روسيا، وفق وسائل إعلام في موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على أكثر من 500 كيلومتر في أوكرانيا خلال العام الحالي

أعلنت روسيا أنها استولت على عدة مئات من الكيلومترات المربعة من الأراضي الأوكرانية منذ بداية العام الحالي، بينما قتلت أيضا أكثر من 100 ألف من القوات الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (الخارجية الروسية عبر تلغرام)

موسكو تحذر واشنطن ولندن وبروكسل من أي أعمال عدوانية ضد القرم

حذرت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن ولندن وبروكسل من شن أي «أعمال عدوانية» ضد القرم.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (رويترز)

الكرملين: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا «خطرة للغاية»

نددت الرئاسة الروسية، الجمعة، بتصريحات «خطرة للغاية» أدلى بها إيمانويل ماكرون، ولم يستبعد فيها إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا حال اخترقت موسكو «خطوط الجبهة».

«الشرق الأوسط» (موسكو )
خاص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)

خاص ماكرون يطرح تدخلاً عسكرياً بأوكرانيا... مخاوف أمنية أوروبية وأهداف داخلية فرنسية

شدّد رئيس فرنسا ماكرون على أنّ طرحه مجدداً احتمال إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، تُحرِّكه مخاوف كبيرة على أمن أوروبا في حال تحقيق روسيا انتصاراً في أوكرانيا.

شادي عبد الساتر (بيروت)

الدوري السعودي: نصر رونالدو لإبقاء «الآمال» من شباك الوحدة

رونالدو جاهز لقيادة النصر في المباراة (النصر)
رونالدو جاهز لقيادة النصر في المباراة (النصر)
TT

الدوري السعودي: نصر رونالدو لإبقاء «الآمال» من شباك الوحدة

رونالدو جاهز لقيادة النصر في المباراة (النصر)
رونالدو جاهز لقيادة النصر في المباراة (النصر)

يسعى فريق النصر لمواصلة رحلة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين، وذلك عندما يخوض مواجهة سهلة في الجانب الفني أمام ضيفه الوحدة على ملعب الأول بارك بالعاصمة الرياض، مع ختام منافسات الجولة 30 من البطولة.

وكان النصر قد بلغ نهائي بطولة كأس الملك عقب فوزه على الخليج بثلاثية مقابل هدف؛ لذا فهو يدخل مباراته أمام الوحدة منتشياً بالعبور إلى المباراة النهائية لأغلى البطولات المحلية.

واكتمل خط هجوم النصر مؤخراً بعودة ساديو ماني للمشاركة مجدداً بعد غيابه عن مباراة الخليج دورياً بداعي الإيقاف لتراكم البطاقات، حيث يعود مرة أخرى إلى جانب النجم البرتغالي رونالدو الذي غاب قبل ذلك عن لقاء الفيحاء بسبب الإيقاف الذي تعرض له عقب حصوله على بطاقة حمراء في نصف نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي.

ويحتل الأصفر المركز الثاني، ولديه في رصيده 71 نقطة، وعلى الرغم من اقتراب الهلال المتصدر من حسم اللقب، فإن النصر يمضي لحصد مزيد من النقاط كونه بات ضامناً للمركز الثاني وكذلك تأهل إلى المشاركة في دوري أبطال آسيا «كأس النخبة» في نسختها المقبلة، وشكلها الجديد الذي سينطلق، الموسم المقبل، إضافة إلى المشاركة في كأس السوبر السعودي.

اكتمال صفوف النصر لم يكن بعودة ماني فقط، بل ستشهد مباراة الوحدة عودة البرتغالي لويس كاسترو المدير الفني للفريق الذي غاب الفترة الماضية بسبب عارض صحي ألمَّ به، وسجَّل عودته بدءاً من مباراة الخليج الأخيرة في كأس الملك.

أما الوحدة الذي يتولى قيادته اليوناني دونيس فإنه بات يتراجع بصورة كبيرة، وقد يجد نفسه مهدداً بالهبوط في حال استمرار إخفاقاته، إذ يملك في رصيده حالياً 32 نقطة، وبفارق ليس كبيراً عن الفرق التي تحضر خلفه في الترتيب.

ويسجل فرسان مكة نتائج سلبية غير متوقعة كما حدث في الجولة الماضية بخسارتهم أمام الحزم الفريق الذي يصارع من أجل البقاء، ويعيش لحظات عصيبة هذا الموسم.

وعلى الرغم من أن الوحدة سجله جيد في مبارياته الأخيرة قبل الخسارة من الحزم وذلك بانتصاره على الفيحاء ثم تعادله أمام الأهلي وبعدها الاتفاق على أرض الأخير، فإن خسارته أمام الحزم كانت مفاجئة لأنصاره الذين أظهروا غضباً كبيراً على إدارة النادي المكي.

وفي العاصمة الرياض، يدخل الشباب لقاءه أمام الرائد باحثاً عن خطف النقاط الثلاث والتي ستسهم في تحسين مركزه.

ويعيش الشباب لحظات معنوية إيجابية بانتصاراته الأخيرة، وكان آخرها أمام الاتحاد الذي قاده للتقدم في لائحة الترتيب بصورة كبيرة.

ويعيش الشباب تحت قيادة البرتغالي فيتور بيريرا أياماً مثالية بعد فترة عصيبة مرت بالفريق قبل أن يحسم أمر بقائه بين الكبار بصورة كبيرة؛ حيث سيمثل انتصاره أمام الرائد ضمان بقائه بشكل مؤكد دون النظر لأي نتيجة أو حسابات أخرى.

انسيلمو خلال تدريبات الوحدة الأخيرة (الوحدة)

الشباب الذي حقق الفوز 3 مرات في آخر 4 مواجهات لعبها ومن بينها تعادل وحيد كان أمام الطائي، يملك حالياً في رصيده 38 نقطة، ويبدو قريباً من تحسين مركزه ومنافسة الفتح والاتفاق على المركز السادس.

أما فريق الرائد فسيبحث عن تحقيق الفوز من أجل حصد مزيد من النقاط في رحلة البقاء وتأكيده بصورة رسمية، إذ يعيش مرحلة متذبذبة تحمل مؤشرات خطيرة للفريق الذي تعادل في مباراته الأخيرة أمام الرائد، وخسر قبلها أمام الفتح، ويملك في رصيده 31 نقطة.

ولا يبدو الرائد في مأمن من خطر الهبوط رغم تقدمه النقطي، ولكنه ليس بفارق كبير عن أقرب المنافسين له، ما يجعله يدخل لقاء الشباب ببحث أكثر عن النقاط الثلاث.

وفي مدينة حائل يستضيف الطائي نظيره الخليج على ملعب مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الرياضية في مواجهة يبحث معها صاحب الأرض عن النقاط الثلاث لاستغلال تعثر الأخدود والرياض بالتعادل في هذه الجولة من أجل الخروج من المراكز الثلاثة المهددة بالهبوط المباشر.

ويملك الطائي حالياً 26 نقطة، وتراجع في لائحة الترتيب عقب خسارته أمام الفيحاء في الجولة الماضية، ويطمح للفوز أمام الخليج على أرضه قبل الذهاب لملاقاة الرائد الجولة المقبلة في مدينة بريدة.

أما الخليج فقد ودع مؤخراً بطولة كأس الملك من نصف النهائي بخسارته أمام النصر، والتي أنهت الحلم الجميل للفريق كما وصف ذلك البرتغالي بيدرو إيمانويل مدرب فريق الخليج.

ويدخل الخليج المباراة وهو يملك في رصيده 35 نقطة، ويبحث عن الفوز لتأكيد بقاءه بصورة رسمية دون تأجيل ذلك للجولات المقبلة أو التعثر الذي قد يعيد الفريق في دائرة حسابات الهبوط، ويسعى لتجاوز الحالة المعنوية عقب الخسارة من نصف النهائي.


اليوم... أنظار عشاق «كرة الطاولة» شاخصة نحو «سماش السعودية»

من المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس بجدة لتسليط الضوء على البطولة العالمية (تصوير: علي خمج)
من المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس بجدة لتسليط الضوء على البطولة العالمية (تصوير: علي خمج)
TT

اليوم... أنظار عشاق «كرة الطاولة» شاخصة نحو «سماش السعودية»

من المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس بجدة لتسليط الضوء على البطولة العالمية (تصوير: علي خمج)
من المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس بجدة لتسليط الضوء على البطولة العالمية (تصوير: علي خمج)

تنطلق، اليوم (السبت)، في جدة، منافسات بطولة «سماش السعودية» الحدث الرياضي العالمي لكرة الطاولة، الذي سيجمع نجوم الرياضة العالميين ويُعد أكبر حدث لكرة الطاولة تستضيفه السعودية في تاريخها.

ومن المتوقّع أن يجذب الحدث أنظار محبّي هذه الرياضة في المملكة والعالم، في تجسيد للطموح الرياضي اللامحدود للمملكة التي أصبحت موطناً للرياضة العالمية في مختلف الألعاب ووجهة رئيسية لنجوم الرياضة من دول العالم كافة.

وستشهد رياضة كرة الطاولة في مدينة جدة النابضة بالحياة زخماً غير مسبوق، مدعومة بالانطلاق الكبير لبطولة «سماش السعودية» في مدينة الملك عبد الله الرياضية من 4 إلى 11 مايو (أيار)، بتنظيم من الاتحاد السعودي لكرة الطاولة، وإشراف وزارة الرياضة، وبالتعاون مع المنظمة العالمية لكرة الطاولة.

وسيسهم الحدث في نمو هذه الرياضة محلياً، وفي حصول نجوم المملكة على فرصة لإظهار مواهبها والتنافس مع أبرز نجوم العالم، وإلهام الجيل الجديد من اللاعبين السعوديين لملاحقة أحلامهم والوصول إلى أعلى المراكز العالمية. كما سيؤكّد هذا الحدث توجّه المملكة للارتقاء بواقع الرياضة وتعزيز أنماط الحياة النشطة بين الأفراد.

وقد شهدت كرة الطاولة نمواً كبيراً في جميع أنحاء المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، وسطع نجمها في المشهد الرياضي المحلي مدعومة بالاستثمارات والمبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الاتحاد السعودي لكرة الطاولة بالتعاون مع وزارة الرياضة، إذ ارتفع عدد الأندية المسجلة في المملكة بنسبة 50 في المائة ليصل إلى 181، مع مشاركة نحو 5000 لاعب في هذه الرياضة، ما يؤكد على التحول المجتمعي الكبير تجاه نمط الحياة الرياضي والصحي بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.

وستسهم «سماش السعودية» في تعزيز مكانة المملكة على الخريطة العالمية لكرة الطاولة، إذ تستقطب أفضل لاعبي العالم، كما أنّها تتخطّى مجال الرياضة والمنافسات لتكون بمثابة احتفال ضخم يُعنى بالمهارة والروح الرياضية ويعزز التزام المملكة بإلهام شعبها للارتقاء بنمط الحياة الصحية.

ومن المقرر أن يمثل المملكة في هذا المشهد الرياضي الكبير كل من علي الخضراوي وعبد العزيز بوشليبي وتركي المطيري وخالد الشريف وهادي أبو الرحى، وسالم السويلم، ومحمد القصاب، الذين سيلهمون الأجيال القادمة من عشاق كرة الطاولة.

وستلعب بطولة «سماش السعودية» دوراً أساسياً في تأكيد التحوّل غير المسبوق في القطاع الرياضي تحت مظلّة رؤية المملكة 2030، حيث يشهد هذا القطاع اليوم تعزيز المشاركات الرياضية الأسبوعية بنسبة 40 في المائة، ويسهم بتوفير اقتصاد رياضي متنامٍ نابض بالحياة. وستوفّر البطولة منصة تجمع نخبة المحترفين، إلى جانب تعزيز المشاركات المجتمعية وترسيخ مكانة المملكة بوصفها وجهة رئيسية لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى.

وستكون هذه البطولة إضافة مميزة للأثر الإيجابي الكبير للرياضة على المجتمع، حيث زادت نسبة المشاركة الرياضية بنحو 300 في المائة منذ عام 2015. وقد بات واضحاً التحول الذي تشهده المملكة في ثقافة اعتماد أنماط حياة مفعمة بالنشاط والصحة، والدور الذي تقوم به بطولة «سماش السعودية» في تعزيز تلك الإحصائيات والذي يكمن في استقطابها أنظار مختلف الجماهير وزيادة شغفهم برياضة كرة الطاولة.

وتواصل كرة الطاولة نموها في المملكة مدفوعة بالشغف والرؤية، ومن المؤكد أن «سماش السعودية» هي إحدى أبرز البطولات على التقويم العالمي لكرة الطاولة، وستصبح حدثاً عالمياً يجمع بين الرياضة والترفيه ويستقطب جميع فئات المجتمع.


الخليج... ملف التجديد مع بيدرو معلق بنقاط «البقاء» اليوم

مارتينيز من الأسماء المرشحة للاستمرار مع الخليج (الخليج)
مارتينيز من الأسماء المرشحة للاستمرار مع الخليج (الخليج)
TT

الخليج... ملف التجديد مع بيدرو معلق بنقاط «البقاء» اليوم

مارتينيز من الأسماء المرشحة للاستمرار مع الخليج (الخليج)
مارتينيز من الأسماء المرشحة للاستمرار مع الخليج (الخليج)

تتجه إدارة نادي الخليج لحسم ملف التجديد مع المدرب البرتغالي بيدرو مانويل للاستمرار موسماً ثالثاً على التوالي في قيادة الفريق الكروي، شريطة تجاوُز حسابات البقاء نهائياً من خلال مباراة أمام الطائي، اليوم، ضمن الجولة 30 من بطولة الدوري السعودي للمحترفين.

وفي وقت سابق، جرى التوافق شفهياً بين إدارة النادي برئاسة المهندس علاء الهمل والمدرب بيدرو على التجديد لموسم ثالث، لكن رغبة الطرفين تتركز على حسم الأمور بشكل رسمي بعد تحقيق هدف البقاء، وهو ما سيحدث فعلياً في حال الفوز على الطائي الذي سيبعده عن مراكز الهبوط 12 نقطة قبل 4 جولات من الختام، كما أن الخليج يتفوق على الفرق التي تتصارع في هذه المراكز بفارق المواجهات المباشرة والتي يجري اللجوء إليها في حال التساوي بعدد النقاط.

واتجهت بعثة فريق الخليج من العاصمة الرياض إلى مدينة حائل بعد أن خسر الفريق حلم الوصول إلى نهائي كأس الملك بالخسارة أمام النصر في الدور نصف النهائي حيث كان الوصول للنهائي من أهم الأهداف في هذا الموسم، إلا أن الخروج لم يهز الثقة بين الإدارة والمدرب.

وسيجري بحث ملفات اللاعبين الأجانب والمحلين المقرر بقاؤهم لموسم جديد، حيث يتوقع ألا يقل عدد الأسماء الراحلة من قائمة الأجانب عن 4 مع بحث الخيارات المتاحة خصوصاً في خط الهجوم الذي ظهرت معاناته كثيراً في هذا الموسم.

بيدرو سيقود الخليج موسما ثالثا بعد ضمان البقاء (الخليج)

ويرجح أن يقتصر البقاء على الحارس البوسني إبراهيم سيتهش والألماني خالد ناري والبرتغالي فابيو مارتينيز، على أن يجري البحث عن لاعبين أفضل في بقية المراكز عن اللاعبين الموجودين بما يتناسب مع الإمكانات المادية للنادي.

وكان الخليج قد استبدل قبل بداية هذا الموسم جميع اللاعبين الأجانب عدا فابيو مارتينيز الذي يحمل شارة القيادة، إلا أن الرغبة المشتركة هي أن يجري تقليص عدد الأسماء الجديدة في الفريق من أجل الحفاظ على أكبر قدر من الاستقرار والانسجام بين اللاعبين.

وعملت إدارة النادي على الجانب النفسي بعد الخروج من بطولة كأس الملك، حيث أشادت بما قدمه اللاعبون في المباراة مبينة أن الخسارة كانت أمام فريق كبير ومتمرس وعلى أرضه وأمام جماهيره، وطالبتهم بتقديم أفضل ما لديهم في المباريات المتبقية من بطولة الدوري، مؤكدة الثقة بأن الخليج سيعود أفضل خلال الفترة المقبلة.

وقال المهندس علاء الهمل إن الوصول لنصف نهائي كأس الملك يمثل في حد ذاته وصولاً تاريخياً يمنحهم حافزاً أكبر في المستقبل.

وأقر الهمل بأن هدفهم كان الوصول إلى النهائي الكبير، لكن كانت هناك تفاصيل صغيرة في المباراة من أهمها فقدان التوازن سريعاً قبل مرور النصف ساعة الأولى من مباراة النصر نتيجة الخطأ من الحارس إبراهيم سيتهش، ومن ثم حصول النصر على ركلة جزاء والتقدم بهدفين كان له أثر في النتيجة، إلا أنه رفض التقليل من القيمة الكبيرة التي يمتلكها حارس فريقه، مؤكداً أنه من الحراس المميزين.

وعلى الرغم من تعرض شباكه لثلاثة أهداف فإن حارس الخليج سيهتش اختير ضمن تشكيلة الدور نصف النهائي لبطولة كأس الملك بعد أن تصدى لعدد من الهجمات النصراوية الخطيرة في المباراة.

ورأى الهمل أن فريقه على مسافة نقاط قليلة من ضمان البقاء في دوري المحترفين، ويمكن أن يحسمها من خلال مباراة اليوم أمام الطائي.

ومن جانبه رأى بيدرو مانويل أن ما تحقق للخليج هذا الموسم مبعث فخر كونه بات من الأندية الأربعة التي تنافست على أغلى الكؤوس السعودية، مشيراً إلى أن الحلم كان الوصول للنهائي، لكن هذا قد يجري في المستقبل كاشفاً أهمية التركيز على بقية المشوار في الدوري.


الدوري السعودي لإنتاج سلسلة وثائقية «عالمية»

الدوري السعودي بات محط أنظار عشاق الكرة بعد سلسلة التعاقدات الضخمة (الشرق الأوسط)
الدوري السعودي بات محط أنظار عشاق الكرة بعد سلسلة التعاقدات الضخمة (الشرق الأوسط)
TT

الدوري السعودي لإنتاج سلسلة وثائقية «عالمية»

الدوري السعودي بات محط أنظار عشاق الكرة بعد سلسلة التعاقدات الضخمة (الشرق الأوسط)
الدوري السعودي بات محط أنظار عشاق الكرة بعد سلسلة التعاقدات الضخمة (الشرق الأوسط)

تجري رابطة الدوري السعودي، محادثات لإنتاج سلسلة وثائقية يأمل في بيعها لشركات تطبيقات الأفلام والمسلسلات ومنها نيتفليكس وذلك وفقًا لمصادر بلومبيرغ.

ويريد الدوري السعودي للمحترفين إظهار تأثيره على صعيد كرة القدم العالمية بعد التعاقد مع مجموعة من اللاعبين النجوم في السنوات الأخيرة حيث تجري رابطة دوري المحترفين محادثات لتعيين شركة إنتاج مستقلة.

وأصبحت الأفلام الوثائقية وسيلة مهمة للرياضة للتواصل مع مشجعين جدد حيث أثبتت نجاحات سابقه مثيلة في كرة القدم من خلال بيعها الى المنصات مثل نيتفليكس وامازون.

وتعد الجاذبية العالمية للنجوم في الدوري السعودي عاملاً رئيسياً في تأمين صفقات بث لمباريات الدوري في أكثر من 130 منطقة، بمعدلات ذكرت بلومبيرغ أنها أعلى بأربع مرات من معدلات الموسم السابق وستلعب نفس الجاذبية فرصة لبيع المنتج.


«فيتش» تعدل النظرة المستقبلية لمصر من «مستقرة» إلى «إيجابية»

قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)
قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)
TT

«فيتش» تعدل النظرة المستقبلية لمصر من «مستقرة» إلى «إيجابية»

قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)
قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)

عدلت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، اليوم (الجمعة)، النظرة المستقبلية لتصنيف مصر إلى «إيجابية» من «مستقرة».

كما أبقت الوكالة في تقرير لها تصنيف مصر دون تغيير عند«-B».

وقالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ بسبب اتفاق "رأس الحكمة» مع الإمارات العربية المتحدة، والانتقال إلى سعر صرف مرن، وتشديد السياسة النقدية، وهو ما أدى أيضاً إلى إتاحة تمويل إضافي من المؤسسات المالية الدولية وعودة تدفقات أجنبية إلى سوق الدين المحلي.

وذكرت مؤسسة التصنيف الائتماني أن اتفاق رأس الحكمة يؤكد قوة الدعم المالي الذي تقدمه دول مجلس التعاون الخليجي لمصر، مشيرة أيضاً إلى أن لدى فيتش «ثقة أكبر إلى حد ما» في أن مرونة سعر الصرف ستكون أكثر استدامة مما كانت عليه في الماضي.

وقالت فيتش إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الخطوات الأولية لاحتواء الإنفاق خارج الموازنة من شأنها أن تساعد في الحد من مخاطر القدرة على تحمل الدين العام.


هل ينجح حراك الجامعات في تغيير موقف أميركا من إسرائيل؟

كوفيات وأعلام فلسطينية يرفعها الطلاب المحتجون في قلب حرم جامعة كولمبيا بنيويورك (غيتي)
كوفيات وأعلام فلسطينية يرفعها الطلاب المحتجون في قلب حرم جامعة كولمبيا بنيويورك (غيتي)
TT

هل ينجح حراك الجامعات في تغيير موقف أميركا من إسرائيل؟

كوفيات وأعلام فلسطينية يرفعها الطلاب المحتجون في قلب حرم جامعة كولمبيا بنيويورك (غيتي)
كوفيات وأعلام فلسطينية يرفعها الطلاب المحتجون في قلب حرم جامعة كولمبيا بنيويورك (غيتي)

يُجمع عدد من المراقبين والمحللين على القول إن حركة الناشطين لدعم الحقوق الفلسطينية في الولايات المتحدة وخصوصاً في جامعاتها ليست أمراً جديداً أو طارئاً فهي تمتد لعقود شهد خلالها الموقف من إسرائيل تغيراً لم تعهده من قبلُ الجامعات الأميركية والرأي العام الأميركي عموماً. ويتفق هؤلاء على أن هذا التغيير ارتبط خلال السنوات الأخيرة بالصعود المتزايد للمجموعات اليسارية الشابة ونشاط حركات الدفاع عن الحريات التي اخترقت النسيج الاجتماعي ولا سيما في أوساط الأقليات بما فيها اليهود أنفسهم والسود واللاتينيون (الهسبانيكيون) والعرب والمسلمون. بيد أن هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والحرب التي شنتها إسرائيل بعده على قطاع غزة فرضا حضوراً متجدداً لهذه القضية بالنسبة للكثير من الطلاب. وعلى مدى الأشهر السبعة الماضية اندلعت الاحتجاجات الطلابية حيث كانت أخبار الحرب ومشاهدها غالباً ما تكون هي الحافز لاشتداد وتيرتها أو تراجعها. ومع امتداد الاحتجاجات من جامعة إلى أخرى ومن الساحل الشرقي للولايات المتحدة مروراً بوسطها ووصولاً إلى ساحلها الغربي تجاوزت الاعتقالات أكثر من ألف ومائتي طالب وكذلك ازدادت الضغوط على قادة الجامعات والأساتذة والخريجين والعائلات ناهيك من المشرّعين الأميركيين و«المؤسسة» السياسية الأميركية والإدارة نفسها. إلا أن الطلاب المحتجّين ومناصريهم من الأكاديميين ما زالوا مُصرين على تحقيق أبرز مطلبين لهم وهما وقف الحرب ووقف الاستثمارات الجامعية مع إسرائيل

حتى اللحظة، ليس ثمة ما يشير إلى أن حركة الاحتجاج في الجامعات الأميركية على وشك الانحسار، على الرغم من تفكيك مخيمات الاعتصامات في عدد من الجامعات، والاشتباكات التي بدا بعضها مشبوهاً بين المؤيدين لإسرائيل والفلسطينيين. إلا أن الاحتجاجات غير الطلابية - رغم ضآلتها مقارنة بتحركات الطلاب - لم تعد تتصدر عناوين الأخبار، وهذا، مع احتجاجات خارج الأحداث السياسية التي سبقت الانتخابات، إذ توقفت حركة المرور على الجسور والطرق الرئيسة في مدن كسان فرنسيسكو ونيويورك. أما في شيكاغو وسياتل فقد أغلق المتظاهرون مداخل المطارات الدولية، وسار الصحافيون في العاصمة واشنطن بين المتظاهرين خارج حفل عشاء جمعية مراسلي البيت الأبيض، يوم السبت الماضي.

جدير بالذكر أنه مع بدء شهر مايو (أيار)، وإنهاء غالبية الطلاب سنتهم الدراسية، تبدأ غالبية الجامعات الأميركية تحضيراتها لحفلات التخرج السنوية. ومن الناحية العملية، ما كان ممكناً أن تشهد الاحتجاجات، التي اندلعت في الربع الأخير من شهر أبريل (نيسان) الماضي، هذا الزخم لو لم يُنهِ الطلاب امتحانات آخر العام. لكن مع بدء العطلة الصيفية، وعودة الطلاب إلى منازلهم، تُطرح التساؤلات عن مصير الاحتجاجات، وعمّا إذا كانت ستستمر بزخمها الحالي، وأيضاً تُطرح تساؤلات عن التداعيات السياسية المتوقعة في السباق الانتخابي المحموم، وعمّا إذا كان بإمكانها النجاح في تغيير البوصلة تجاه إسرائيل، أو في التحول إلى «حركة سياسية» تكسر هيمنة «ثنائية» الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

أزمة سياسية ودستورية

في أي حال، احتجاجات اليوم تحولت إلى أزمة سياسية ودستورية، إذ تواجه إدارات الجامعات العامة (الحكومية)، مثل جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس تحدّيات قانونية تُلزمها باحترام «التعديل الأول للدستور الأميركي» الذي يضمن حرية التعبير، أكثر من تلك التي تواجهها الجامعات الخاصة العريقة كجامعة كولمبيا وجامعة ييل.

وفي حين دافع الجمهوريون، وروّجوا لقانون حرية التعبير في الحُرم الجامعية العامة، وسط شكاوى من أن ما يُسمى «ثقافة الإلغاء» قد «استولت على التعليم العالي» وأصبحت «معادية» لوجهات نظرهم المحافظة، فإنهم يواجهون الآن مع الديمقراطيين معضلة التوفيق بين حرية التعبير وكبح التظاهرات التي «خرجت عن السيطرة». وبالفعل، تصاعدت مطالباتهم للجامعات بمراجعة وتحديث قواعد التعبير الخاصة بها، بحلول هذا الصيف؛ لمعالجة الحوادث الموصوفة بأنها «معادية للسامية»، والتأكد من أن المنظمات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين تواجه «الانضباط» بسبب انتهاك تلك السياسات.

ومن جهتها، انتظمت الطبقة السياسية الأميركية وممثلوها من كلا الحزبين في إطلاق المواقف التي تدعو إلى وضع حد لاحتجاجات الطلاب، من كبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، إلى زعيم الغالبية الديمقراطية السيناتور تشاك شومر، وصولاً إلى مطالبة رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بنشر «الحرس الوطني»، إذا لزم الأمر، وهو ما دعا البعض إلى القول إن حركات الاعتراض التي شهدتها الولايات المتحدة، سواءً على قضايا السياسات الخارجية أم الداخلية، لا تزال عاجزة عن زحزحة سيطرة قبضة النظام الذي أظهر، ولا يزال، قدرة كبيرة على امتصاص «الصدمات» التي يتعرّض لها.

لكن قوة النظام هذه تستند أيضاً إلى رأي عام لا يزال ينظر إلى الأزمة الحالية بقدر من اللامبالاة. وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي نراه في صفوف الشباب للقضية الفلسطينية، أظهر استطلاعٌ أجرته جامعة هارفارد عن القضايا التي تهم الشباب، في ربيع هذا العام، أن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 سنة، يميلون إلى اعتبار التضخم والهجرة، من بين معظم القضايا الرئيسة الأخرى، أكثر أهمية من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. ورغم ذلك يفضل الشباب «دعم سياسات جديدة»، ووقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة بنسبة 5 إلى 1.

السيناتور تشاك شومر (رويترز)

من فيتنام إلى غزة

في سياق موازٍ، تعيد الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب في غزة إلى الأذهان موجات من المظاهرات العارمة التي شهدتها الولايات المتحدة في الماضي. ولعل أهمها الاعتراض على حرب فيتنام، ودعم حركة الحقوق المدنية التي أسهمت بإنهاء التمييز ضد الأميركيين السود، ومناهضة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ثم لاحقاً، التحركات الأحدث التي شهدتها الجامعات فيما عُرف بحركة «احتلال وول ستريت» ضد المصارف والشركات العملاقة عام 2008، إلى حركة الاعتراض على مشروع خط نفط داكوتا، ووقوف طلاب الجامعات عام 2016 مع أبناء القبائل الأميركية الأصليين أصحاب الأرض التي تضامن فيها معهم نشطاء مدافعون عن البيئة، إلى حركات النساء «مي تو (أنا أيضاً)»، وتظاهراتها الضخمة التي نُظمت ضد الرئيس السابق دونالد ترمب بعد يوم واحد من تنصيبه عام 2017، ووصولاً إلى تحركات ما سمي «حياة السود مهمة» ضد عنف الشرطة وسياسات ترمب عام 2020، التي امتدت إلى الشارع الأميركي بعد مقتل الرجل الأسود جورج فلويد.

هذا، وفي حين اتخذت بعض الاحتجاجات منحى دموياً في بعض الأحيان، حيث غالباً ما تتدخل الشرطة وتفض الاعتصامات والتحركات بالقوة، كما جرى في عام 1970، حين قُتل 4 طلاب في جامعة كنت ستايت بولاية أوهايو، تتكرّر، اليوم، الاعتداءات والاعتقالات على الطلاب، والكادر التعليمي، والنشطاء، وغيرهم.

بين جنوب أفريقيا وإسرائيل

من ناحية أخرى، مقابل الدعوات التي تطالب بوقف الاستثمارات الجامعية والتعاون مع إسرائيل، يحذّر البعض من أن الرهان على تكرار حركة المقاطعة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، قد لا يكون رهاناً جيداً. وكتب جيمس ماكينتوش، في صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالة رأي مطوّلة، قائلاً ما معناه إن حملة سحب الاستثمارات، إلى جانب مطالبة الطلاب بقطع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، لا يمكن أن تنجح إلا من خلال عزل إسرائيل ثقافياً، وليس من الناحية المالية، وأن فرصتها الوحيدة لتحقيق نتائج هي أن تدفع الإسرائيليين إلى العزلة، ونتيجةً لهذه العزلة ومعاملتهم على أنهم أشرار، قد يدفعون حكومتهم إلى تغيير اتجاهها.

وأضاف ماكينتوش أن حركة مقاطعة جنوب أفريقيا استمرت لعقود من الزمن، وشملت المستهلكين في المقام الأول لا المستثمرين، وكان لها آثار مالية خطيرة على صادرات البلاد. وتابع أن الشركات الأكثر أهمية للجيش الإسرائيلي، أو لإنتاج الوقود الأحفوري، الذي صدرت في السابق دعوات لسحب الاستثمارات الجامعية منها، تنتمي إلى الحكومات أو تدعمها. وبالتالي، حتى لو نجحت عملية سحب الاستثمارات بطريقة أو بأخرى في شركات أخرى، فإنها لن تنجح هنا، إذ إن إسرائيل تتلقى دعماً عسكرياً أميركياً كبيراً بتمويل من الحكومة، (كان آخره توقيع بايدن على أكبر حزمة مساعدات أقرّها الكونغرس لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار)، وهكذا سيتواصل تدفق الأسلحة عليها، بغض النظر عما يفعله مستثمرو القطاع الخاص، ولن يتمكن من إيقافها سوى الكونغرس أو البيت الأبيض.

السيناتور ميتش ماكونيل (رويترز)

لماذا فشلت الحراكات بالتحول لكيانات سياسية؟

أمر آخر يستحق التساؤل هو لماذا فشلت التحركات الاعتراضية والاحتجاجية - حتى تلك التي تمكنت من ترك تأثيرات عميقة على المجتمع والمشهد السياسي الأميركي، كإقرار قوانين الحقوق المدنية - في التحول إلى كيانات سياسية ناشطة مستمرة؟

قد يُعد تبوء الفئات الشابة الطلابية قيادة تلك التحركات أمراً مفهوماً في المجتمعات كافة، وهو ما حصل في عدد من البلدان على امتداد العقود الحديثة الأخيرة. غير أن نجاحها في إحداث التغيير ما كان ممكناً لو لم تنضمَّ إليها فئات اجتماعية صاحبة مصلحة فعلية في إحداث هذا التغيير. وفي الولايات المتحدة، مثلاً، لم تستطع احتجاجات الطلاب المطلبية التحول إلى إنجازات إلّا بعد توسعها لإشراك قوى اجتماعية أخرى، وتحويل مطالبهم معها إلى مصالح مشتركة، وهو بالضبط ما جرى خصوصاً في سنوات الحراك الاجتماعي الكبير للمطالبة بالحقوق المدنية، فقد كان لافتاً أن حراك الطلاب غالباً ما ينتهي إلى تفرقهم وتشتت قياداتهم؛ لأن الحيوية التي يتمتع بها الشباب و«ثوريتهم» فقط لا تكفيان لإحداث التغيير السياسي.

من فيتنام إلى غزة... لماذا فشلت الاحتجاجات الشعبية

في كسر ثنائية الحزبين المهيمنة؟

كلمات تحذيرية

الكاتب والصحافي سيرج شميمان كتب، في مقالة بصحيفة «نيويورك تايمز»، أن الناظر في تحرّكات جامعات أميركا يرى تكراراً للأحداث الطلابية عام 1968، لكن مع فارق أساسي هو أن الانقسامات الطلابية تتجه لتكون انقسامات شخصية وقبيحة في كثير من الأحيان، بين الطلاب اليهود والطلاب العرب أو المسلمين، أو أي شخص يُنظر إليه على أنه يقف على الجانب «الخاطئ» من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. ولقد أدى هذا الوضع إلى دفع الاحتجاجات بشكل مباشر إلى سياسة الاستقطاب السائدة في البلاد، حيث يصوّرها السياسيون والنقاد، وخصوصاً من اليمين، على أنها مظاهر خطيرة «لمعاداة السامية»، و«اليقظة»، ويطالبون بإنهائها وحضّ إدارات الجامعات على استدعاء الشرطة للقيام بذلك تماماً.

وما يُذكر أنه في عام 1972، نجح الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون في استمالة «الأغلبية الصامتة» من قدامى المحاربين، التي وقفت ضد «الغوغاء» التي اجتاحت البلاد، على خلفية الحرب في فيتنام، وفاز بغالبية 60 في المائة بانتخابات ذلك العام. واليوم يُخشى أن تنجح الهجمة التي تتعرّض لها احتجاجات الطلاب لـ«شيطنة» مطالباتهم بسياسات جديدة تجاه إسرائيل والفلسطينيين، إذا ما سيطر الجناح الذي يعتقد أن شعار «من البحر إلى النهر» صالح لاستقطاب الرأي العام الأميركي. وكانت وسائل الإعلام الأميركية، بما فيها تلك المحسوبة على الليبراليين، قد نشرت، في الآونة الأخيرة، تقارير عن رفع شعارات وأعلام «حماس» و«حزب الله»، المصنّفين على لائحة الإرهاب الأميركية، والأقنعة والكوفيات، التي اختفت، إلى حد كبير، من الحياة الأميركية، بعد سنتين من تفشي وباء «كوفيد»، كسمة مميزة لثقافة «الاحتجاج اليسارية المتضخمة» في أميركا، ما يشير إلى «الخطورة» التي قد يتعرض لها الحراك الطلابي ومستقبله، في حال سيطرة هذا الجناح عليه.

 

مبنى قاعة هاميلتون الشهير (آ ب)

 

انتفاضات الحُرم الجامعية الأميركية... وتداعياتها المحتملة

صعّدت المجموعات الاحتجاجية تحركاتها حين أعلن الطلاب في جامعة كولمبيا، إحدى أعرق الجامعات الأميركية وأغناها ومهد تلك الاحتجاجات، احتلال قاعة هاميلتون الشهيرة؛ «حتى تلبية مطالبهم»، لكن الشرطة تدخلت وأخرجتهم منها مُزيلة مخيم الاعتصام أيضاً. للعلم، فإن للقاعة التي افتُتحت عام 1907، وتحمل اسم ألكسندر هاميلتون، أول وزير خزانة للولايات المتحدة، تاريخ حافل، إذ احتلها الطلاب عام 1968؛ احتجاجاً على حرب فيتنام، وعام 1972؛ احتجاجاً على قرارات جامعية، ثم في عام 1985، احتلها الطلاب؛ لمطالبة الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي تتعامل مع دولة جنوب أفريقيا (العنصرية يومذاك)، الأمر الذي تحقّق، في وقت لاحق من ذلك العام، عندما صوّت مجلس الأمناء على بيع جميع أسهم الجامعة في الشركات الأميركية التي تعمل هنا. ومجدداً في عام 1992، احتلت احتجاجاً على قرار إدارة الجامعة تحويلها إلى مسرح ومجمع أبحاث طبي، فيما عُدّ طمساً لتاريخها في الدفاع عن حركة الحقوق المدنية، وخصوصاً أن مالكوم إكس، شريك مارتن لوثر كينغ، اغتيل فيها عام 1965. وفي حين يعتقد البعض أن معارضة الطلاب للحرب في غزة قد لا تنتهي مع بدء العطلة الصيفية، فهم يذكّرون باحتجاجات 1968، ضد حرب فيتنام، حين خطط المنظمون لاحتجاج كبير، أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس (آب)، بمدينة شيكاغو؛ للتصديق على مرشح الحزب الرئاسي في ذلك العام. وكما حدث عام 1968، سينتهي العام الدراسي الحالي قريباً، وسيغادر هؤلاء الطلاب للصيف، ما قد يتيح لهم مزيداً من الوقت والتحضير، لتركيز جهودهم على اجتماع المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، الذي سينظَّم، هذا العام أيضاً، في شيكاغو خلال أغسطس المقبل. وتخطط الجماعات المناهضة للحرب بالفعل لتنظيم احتجاجات كبيرة، في المؤتمر. ونقلت صحيفة «شيكاغو تريبيون» عن ناشطين من شبكة الجالية الفلسطينية الأميركية قولهم إنهم سينظمون مسيرات في هذا المؤتمر الأهم منذ 1968، عندما نظَّم المتظاهرون في حرب فيتنام وحركة تحرير السود مظاهرات حاشدة جرى قمعها بعنف. ووسط الغضب المتزايد إزاء حصيلة القتلى المرتفعة في غزة، خصوصاً بين فئة الشباب الأميركيين، تحاول إدارة بايدن الموازنة بين دعمها لإسرائيل، وتخفيف تأثيره على إعادة انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن حملته الانتخابية بدت وكأنها تراهن على انتهاء التظاهرات، وتلاشي المشاعر الملتهبة، واصطفاف الناخبين الديمقراطيين في نهاية المطاف، عندما يقترب يوم الانتخابات، ويصبح الاختيار بين بايدن وترمب أكثر وضوحاً، وهو ما يحذر منه البعض ويعدُّونه مقامرة متهورة. وحقاً، يُظهر استطلاع للرأي، أجرته جامعة كوينيبياك، يوم 24 أبريل (نيسان)، أن 53 في المائة من الديمقراطيين يعارضون إرسال مزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل، لدعم جهودها في الحرب ضد غزة. وفي استطلاع أخير أجراه مركز «بيو» للأبحاث، وجد أن الأميركيين السود أقل ميلاً لدعم معاملة إسرائيل للفلسطينيين، مقارنة بالأميركيين البيض. وبينما تبيَّن أن 38 في المائة من الأميركيين البيض يؤيدون، في الغالب أو كلياً، إسرائيل في الحرب على غزة، فإن 13 في المائة فقط من الأميركيين السود يؤيدون ذلك. ويوم الثلاثاء، أيدت «منظمة الحزب الديمقراطي» في الكليات الأميركية، الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، ودعت الرئيس بايدن إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وفي بيان وافق عليه المجلس التنفيذي للمنظمة بأغلبية 8 أصوات مقابل صوتين، أشاد ديمقراطيو الكليات بالطلاب المحتجّين؛ «لامتلاكهم الوضوح الأخلاقي لرؤية هذه الحرب على حقيقتها: مدمرة وإبادة جماعية وغير عادلة»، وأدانوا مديري الكليات؛ لاستدعاء الشرطة لإلقاء القبض على الطلاب.


46 رياضة في دورة الألعاب السعودية الثالثة 2024

الملاكمة من بين الرياضات المعتمدة في الدورة (الشرق الأوسط)
الملاكمة من بين الرياضات المعتمدة في الدورة (الشرق الأوسط)
TT

46 رياضة في دورة الألعاب السعودية الثالثة 2024

الملاكمة من بين الرياضات المعتمدة في الدورة (الشرق الأوسط)
الملاكمة من بين الرياضات المعتمدة في الدورة (الشرق الأوسط)

كشفت اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب السعودية، عن قائمة الرياضات المشاركة في النسخة الثالثة من الدورة والمقرر إقامتها الثالث من أكتوبر المقبل وعلى مدى أسبوعين في العاصمة الرياض.

وضمت القائمة 46 رياضة هي "السهام - ألعاب القوى - الريشة الطائرة - البلوت - كرة السلة 3×3 - كرة السلة 5×5 - كرة الطائرة الشاطئية – كرة القدم الشاطئية – الجت سكي - البلياردو - البولينغ - الملاكمة - سباق الهجن - الشطرنج - التسلق - الدراجات - الفروسية - الرياضات الالكترونية - المبارزة - كرة قدم الصالات - الغولف - الجمباز - كرة اليد - التجديف الداخلي - الجودو - الجوجيتسو- الكاراتيه- الكارتينغ - الملاكمة التايلاندية - البادل - الملاحة الشراعية- الرماية - الاسكواش - السباحة – كرة الطاولة - التايكوندو- التنس - السباق الثلاثي - كرة الطائرة- رفع الأثقال – المصارعة - الروبوت والرياضات اللاسلكية - التزلج اللوحي - الرقبي - الكريكت - فنون القتال المختلطة".

أما على صعيد الرياضات البارالمبية فقد تم اعتماد كرة قدم خماسيات للصالات (الصم) – كرة الهدف – البوتشيا– ألعاب القوى البارالمبية – كرة الطاولة البارالمبية – رفع الأثقال البارالمبية – كرة السلة (كراسي).

وكانت اللجنة المنظمة أعلنت في الرابع من أبريل الماضي عن مواعيد الدورة لهذا العام 2024 حيث قررت أن تكون خلال الفترة ما بين 3 وحتى 17 اكتوبر فيما سيتم الإعلان عن انطلاقة جولة شعلة النسخة الثالثة والتسجيل خلال الفترة القادمة.

يذكر أن النسخة الثانية من دورة الألعاب السعودية التي أقيمت من 26 نوفمبر حتى 10 ديسمبر 2023، لاقت تفاعلاً كبيراً بمشاركة أكثر من 9 آلاف رياضي، مثلوا أكثر من 147 نادٍ من مختلف أنحاء المملكة، تنافسوا على منصات الذهب عبر 53 رياضة، ما بين فردية وجماعية، تضمنت 6 رياضات مخصصة للبارالمبية، وما يقارب 31 منشأة رياضية مجهزة لاستقبال المنافسات.


دانيال نوبوا... رئيس الإكوادور الشاب الطامح إلى النجاح في وجه رياح عاتية

معظم الطروحات التي تضمنها برنامجه الانتخابي استهدفت تحسين أوضاع الشباب، وإيجاد فرص العمل لخفض مستويات البطالة التي بلغت أرقاماً قياسية في السنوات الثلاث المنصرمة
معظم الطروحات التي تضمنها برنامجه الانتخابي استهدفت تحسين أوضاع الشباب، وإيجاد فرص العمل لخفض مستويات البطالة التي بلغت أرقاماً قياسية في السنوات الثلاث المنصرمة
TT

دانيال نوبوا... رئيس الإكوادور الشاب الطامح إلى النجاح في وجه رياح عاتية

معظم الطروحات التي تضمنها برنامجه الانتخابي استهدفت تحسين أوضاع الشباب، وإيجاد فرص العمل لخفض مستويات البطالة التي بلغت أرقاماً قياسية في السنوات الثلاث المنصرمة
معظم الطروحات التي تضمنها برنامجه الانتخابي استهدفت تحسين أوضاع الشباب، وإيجاد فرص العمل لخفض مستويات البطالة التي بلغت أرقاماً قياسية في السنوات الثلاث المنصرمة

في عام 1998 قرّر ألفارو نوبوا صاحب أكبر ثروة في الإكوادور الترشح لرئاسة الجمهورية جرياً على عادة كبار الأغنياء الذين يشكلون الغالبية الساحقة من رؤساء تلك البلاد إلا أن الثروة الضخمة التي جمعها من تجارة الموز وعشرات الشركات التي أسسها في القارتين الأميركية والأوروبية بجانب المشروعات الخيرية الكثيرة التي يموّلها لتقديم الخدمات الصحية والتعليمية لم تكن كافية لفوزه في تلك الانتخابات. بعد تلك المحاولة الأولى الفاشلة عاد ألفارو ليجرب الترشح مرة أخرى عام 2002 ومن ثم كرّر التجربة 3 مرات متتالية حتى أصبح صاحب الرقم القياسي في الترشح للانتخابات الرئاسية من غير أن يحالفه الحظ في الوصول إلى سدة الحكم الأولى. ولكن في ربيع العام الماضي شغر منصب رئاسة الجمهورية في الإكوادور إثر استقالة الرئيس اليميني غيّيرمو لاسّو تحت وطأة فضائح فساد مالي، فقرّر رجل الأعمال الشاب دانيال نوبوا (35 سنة) نجل ألفارو خوض غمار المعركة الانتخابية التي انهزم فيها والده 5 مرات متتالية. وحقاً تمكّن في الجولة الثانية من الفوز على منافسته اليسارية ليصبح أصغر رئيس في تاريخ جمهورية الإكوادور ويتولى أقصر فترة رئاسية تنتهي في ربيع العام المقبل مع نهاية ولاية الرئيس المستقيل.

بدأ دانيال نوبوا ولايته الرئاسية أواخر العام الماضي بعدما هزم لويزا غونزاليس، مرشحة الحزب والتيار السياسي اليساري الذي أسسه الرئيس الأسبق رافايل كورّيا، الخصم الذي كان هزم والده 3 مرات ويعيش حالياً في المنفى فاراً من وجه العدالة التي تلاحقه بتهم الفساد واختلاس المال العام.

عندما قرّر ألفارو نوبوا التخلّي عن حلمه الرئاسي في عام 2013 بعد هزيمته الانتخابية الخامسة، كان نجله دانيال يتابع تحصيله العلمي في أبرز الجامعات الأميركية من نيويورك إلى جورج واشنطن مروراً بنورثويسترن وهارفارد، ويعدّ العدة لاقتحام المعترك السياسي الذي امتنع على والده، حريصاً باستمرار على إظهار صورة أكثر اعتدالاً وعصرية، تمشياً مع المتطلبات الاجتماعية الحديثة.

ذلك أن نوبوا (الأب) كان يجسّد حقاً صورة المرشح اليميني المحافظ المتجذّر في المعتقدات والقيم القديمة والخطاب الصدامي في وجه اليسار. أما نجله دانييل فقد حرص منذ اليوم الأول على وصف نفسه بأنه يمثل «وسط اليسار»، وأعلن دعمه للمجموعات الجنسية المختلفة والسكان الأصليين، كما أبدى اهتماماً خاصاً بالتعليم والشباب والعاطلين عن العمل. مع أن هذه الصورة التي جهد لإظهارها وساعدته على استقطاب التأييد في الأوساط الشعبية المعتدلة، لم تحجب يوماً عند المراقبين حقيقة هويته وانتماءاته السياسية اليمينية.

ثقافة وخبرة اقتصادية وتكنولوجية

يتميّز دانيال نوبوا عن والده بإلمامه الواسع بشؤون الاقتصاد والتكنولوجيا الحديثة، وخطابه البليغ المباشر الذي كان منصّة القفزة الكبرى التي حققها في مسيرته القصيرة نحو الرئاسة، ولا سيما المناظرة التلفزيونية عشية الجولة الأولى من الانتخابات مع بقية المرشحين. والواقع أنه قبل أيام قليلة من تلك الجولة في 20 أغسطس (آب) من العام الماضي كان دانيال نوبوا خارج كل الرهانات للوصول إلى الجولة الثانية. لكن عندما أتيحت له فرصة المواجهة المباشرة مع منافسيه، وخاصة المرشحة اليسارية لويزا غونزاليس، التي كانت كل الاستطلاعات ترجح فوزها، أظهر معرفته الواسعة والعميقة بأوضاع البلاد ومشكلاتها والحلول المناسبة لها، راسماً بذلك ملامح المرشح الشاب العصري المؤهل للوصول إلى الرئاسة.

ويجمع المحللون على أن تلك المناظرة التلفزيونية، بالذات، هي التي كانت بابه إلى الفوز خارج المواجهة الغارقة فيها البلاد منذ عقود بين اليمين التقليدي المحافظ والتيارات اليسارية الكلاسيكية المتشددة. ولقد أظهرت نتائج الانتخابات لاحقاً أن غالبية الناخبين توّاقة إلى الخروج من دوامة تلك المواجهة التي شلّت العمل السياسي، وعطّلت حركة النمو الاقتصادي، وأرخت سدل العنف والفلتان الأمني، الذي بلغ ذروته خلال الأشهر الأخيرة.

بعدها، قبيل الجولة الثانية كان دانيال نوبوا يتصدّر جميع الاستطلاعات، وليس مدفوعاً فقط بالتجاوب الشعبي الواسع مع الطروحات التي قدمها لمعالجة المشكلات الاقتصادية والأمنية، بل أيضاً بسبب انحسار التأييد للتيار الثوري اليساري الذي فشلت قياداته في استعادة الشعبية التي كان يتمتع بها إبان فترة رئاسة مؤسسه رافايل كورّيا. وحقاً، تبيّن تحليلات النتائج الانتخابية أن نوبوا نجح في استمالة الشباب الذين جذبهم هذا الخيار السياسي الجديد ومقترحاته لمعالجة المشكلات الكثيرة التي تعاني منها الإكوادور... من البطالة... إلى تراجع الخدمات الاجتماعية الأساسية والهواجس الأمنية التي رفعت معدلات الإجرام إلى مستويات قياسية.

طروحات وحلول للمشكلات

معظم الطروحات التي تضمنها برنامج نوبوا الانتخابي استهدفت تحسين أوضاع الشباب، وإيجاد فرص العمل لخفض مستويات البطالة التي بلغت أرقاماً قياسية في السنوات الثلاث المنصرمة. فالبطالة غدت المصدر الأساسي للقلق الاجتماعي الذي يسود الإكوادور بسبب تدهور الأوضاع الأمنية نتيجة أعمال العنف والسطو التي تمارسها المنظمات الإجرامية وعصابات تجارة المخدرات، حتى أصبحت البلاد من أخطر البلدان في أميركا اللاتينية.

وكمثال، دعا نوبوا إلى إصلاح نظام السجون وتشديد العقوبات على جرائم الاتجار بالمخدرات. واقترح نقل أخطر المجرمين، الذين يشكلون 17 في المائة من إجمالي المعتقلين، إلى سفن عائمة في البحر لمنعهم من مواصلة أنشطتهم داخل السجون، علماً بأن هذه السجون صارت بفعل الفساد والرشوة تمنح المجرمين المعتقلين فيها معاملة تضاهي معاملة الفنادق الضخمة وتتيح لهم إدارة عملياتهم الإجرامية. وهنا يشار إلى أن المرشح الشاب جاب البلاد إبان حملته الانتخابية مرتدياً سترة واقية من الرصاص بعد اغتيال أحد المرشحين في مستهل الحملة.

من جهة ثانية، تضمن برنامج نوبوا الاقتصادي المحافظة على التعامل بالدولار الأميركي في العقود والصفقات التجارية الرسمية، وتعهداً بجذب شركات أميركية لتصنيع منتوجاتها في الإكوادور من أجل المساهمة في إيجاد فرص العمل للعموم. وكذلك اقترح إلغاء الضرائب المفروضة على خروج رؤوس الأموال من البلاد، الأمر الذي استجلب انتقادات واسعة من خصومه الذين عدّوا هذا الاقتراح لا يعود بالمنفعة سوى على الشركات الكبرى، وتحديداً تلك التي تملكها أسرته.

معالجة الأمن أولاً

نوبوا، منذ اليوم الأول لتسلمه مهام الرئاسة أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وجد نفسه مضطراً لتنحية البنود الاقتصادية والاجتماعية في برنامجه الانتخابي - التي فعلياً كانت رافعته إلى الفوز - كي يتفرّغ للأزمة الأمنية التي أصبحت هاجس المواطنين الأساسي بعدما وقعت البلاد تحت رحمة التنظيمات الإجرامية التي تسيطر على مناطق كثيرة، بما فيها بعض أحياء العاصمة والمدن الكبرى، زارعةً الرعب بين المواطنين.

وفي مطلع عام الحالي، أي بعد شهر تقريباً من جلوس الرئيس الجديد، تابع المواطنون مباشرة على شاشات التلفزيون كيف اقتحم 10 مسلحين ملثمين استوديو إحدى القنوات، وهددوا المشاركين في البرنامج طيلة نصف ساعة قبل أن تتدخل الشرطة لاعتقالهم.

ثم بعد أيام من تلك الحادثة، نشرت وزارة الداخلية تقريراً يفيد أن عدد ضحايا العنف والاغتيالات على يد المنظمات الإجرامية خلال عام الماضي ناهز 8 آلاف، أي بزيادة 65 في المائة عن العام السابق.

في غضون ذلك، كانت 6 سجون في قبضة معتقلين مسلحين يحتجزون عشرات الرهائن داخلها، وكان أحد أخطر مجرمي الإكوادور قد فرّ من السجن برفقة 4 من حراسه بعد اعتقاله بـ3 أيام. ومن ثم، بلغت الأزمة الأمنية مستوى من الخطورة وعجز الأجهزة عن ضبطها، ما دفع البلدان المجاورة التي كانت تتابع تطورات الوضع بقلق متزايد إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق المتاخمة للإكوادور، وعرض بعضها على حكومة نوبوا المساعدة في ضبط الحدود.

أمام هذا المشهد، أعلن الرئيس نوبوا حالة الطوارئ العامة في البلاد لفترة 3 أشهر. وأوكل مهام حفظ الأمن في المدن والأرياف إلى القوات المسلحة. وقرّر أن يدعو في نهايتها إلى إجراء استفتاء شعبي حول حزمة من التعديلات الدستورية، لها صلة بالأمن، أملاً في تمكين الدولة من أدوات تسمح لها بمواجهة العنف المتزايد في البلاد. وضمن هذه التعديلات تكليف الجيش صلاحيات دائمة لمؤازرة الشرطة في الحفاظ على الأمن، وتوسيعها لتمكينه من البقاء في المدن، وتعجيل طلبات استرداد المجرمين، وتسهيل إجراءات تسليمهم، وإجراء تعديلات واسعة على قانون العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى تعديلات أخرى لتشجيع الاستثمار الخارجي وإضفاء مزيد من المرونة على قانون العمل.

وكان قد سبق للرئيس المستقيل أن دعا إلى إجراء استفتاء مماثل مطلع العام الماضي، لكنه قوبل بالرفض بنسبة عالية. ورغم أن قانون الطوارئ الساري منذ بداية العام الحالي يعدّ البلاد في حالة نزاع داخلي مسلح، وينصّ على تكليف الجيش مهام الحفاظ على الأمن في المدن والأرياف، فإن الاستفتاء الذي طرحه نوبوا مؤخراً يهدف إلى إعطاء القوات المسلحة، وليس الشرطة، صلاحيات دستورية لوضع السياسة الأمنية والإشراف على تنفيذها، ويمهد لاستعادة الدولة هيبتها وإشاعة بعض الاطمئنان في مجتمع فقد ثقته بالمؤسسات العامة وقدرات الأجهزة على حمايته من عنف المنظمات الإجرامية .

مجازفة ناجحة... ولكن

هنا تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الجديد كان يدرك أن الاستفتاء يحمل مجازفة كبيرة، من شأنها أن تقضي على حظوظه في تجديد ولايته في انتخابات العام المقبل، بيد أنه كان يعرف أيضاً أن ترك الأمور على حالها سيؤدي إلى خروج الوضع الأمني عن السيطرة، ويفقده الشعبية التي رافقته خلال الأشهر الأولى من ولايته عندما أعلن الحرب على العصابات الإجرامية. غير أن مجازفة نوبوا نجحت، فجاءت نتائج الاستفتاء لتعزز موقعه، وتطلق يده لعسكرة السياسة الأمنية من دون اللجوء إلى إعلان حالة الطوارئ... كما كان يحصل غالباً عند التفاقم المتكرر للأزمات.

في المقابل، نجاح الاستفتاء وموافقة المواطنين على 9 من أصل 11 اقتراحاً لتعديل الدستور وتشديد الاستراتيجية الأمنية، لا يعالج بلا شك الجذور الهيكلية للأزمة، أي التفاوت الاجتماعي العميق، وانسداد الأفق أمام المجموعات الفقيرة والمهمشة وغياب الدولة عن المناطق الأكثر تأثراً بتداعياتها.

وبناءً عليه، لا يستبعد المراقبون، في حال استمرار تدهور الأوضاع الأمنية ولجوء الحكومة إلى مزيد من الإجراءات المتشددة، بل انتهاك حقوق الإنسان، على غرار ما يحصل في السلفادور مع رئيسها نجيب أبو كيلة، أن ينقلب السحر على الساحر... ويجد نوبوا نفسه في مأزق منحى تصعيدي يصعب جداً أن يخرج منه ظافراً.يضاف إلى ما سبق أن الأزمة المفتوحة التي نشأت عن عملية اقتحام السفارة المكسيكية مطلع الشهر الماضي لاعتقال نائب الرئيس الأسبق المطلوب من العدالة، والتي تمّت بأمر مباشر من نوبوا، استقطبت إدانة واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتترك حكومته بلا غطاء، في حال إقدامها على مزيد من التجاوزات.


الأزمة مع المكسيك... تتفاعل سياسياً وقضائياً

لوبيز اوبرادو (رويترز)
لوبيز اوبرادو (رويترز)
TT

الأزمة مع المكسيك... تتفاعل سياسياً وقضائياً

لوبيز اوبرادو (رويترز)
لوبيز اوبرادو (رويترز)

> مطلع أبريل (نيسان) الماضي أقدمت فرقة تابعة لوحدات الشرطة الخاصة في الإكوادور على اقتحام مقر السفارة المكسيكية في العاصمة كيتو. وهناك ألقت القبض على نائب الرئيس الأسبق خورخي غلاس، الذي كان لجأ إليها بعد صدور حكم مبرم بسجنه لضلوعه في فضيحة فساد مالي واسعة إبان ولاية الرئيس الأسبق رافايل كورّيا... المطلوب هو أيضاً من العدالة، والموجود حالياً في بلجيكا.

الرئيس المكسيكي خوسيه مانويل أوبرادور كان قد منح غلاس، الذي يحمل أيضاً الجنسية الألمانية، حق اللجوء السياسي قبل ساعات قليلة من اقتحام السفارة وإلقاء القبض عليه. وبعد عملية الاقتحام سارعت الحكومة المكسيكية إلى اتهام الإكوادور بانتهاك المعاهدات والمواثيق الدولية. وأعلنت من ثم رفع شكوى أمام محكمة العدل في لاهاي، وتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن لفرض عقوبات على الإكوادور وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة.

غلاس (رويترز)

على الأثر، ردّ رئيس الإكوادور دانيال نوبوا، من جهته، بالقول إنه ليس نادماً إطلاقاً على إصداره الأمر باقتحام السفارة... قبل أن يدعو الرئيس المكسيكي إلى تناول المقبّلات والتحاور.

نوبوا شدد على أنه اتخذ «القرار الصائب»، متهماً بعض الحكومات باستخدام سفاراتها كواجهة لمنح اللجوء السياسي، بينما هي وسيلة لإفلات المجرمين من العقاب. وأكد أنه «اضطر لاتخاذ القرار» بعد معرفته بوجود خطة وشيكة لفرار غلاس. ثم إن نوبوا قال إن المعاهدات الدولية، مثل «معاهدة فيينا حول الحصانة الدبلوماسية» و«معاهدة كاراكاس حول اللجوء السياسي»، تحتاج إلى تعديل، لأنه من غير المقبول أن تمنح الدول اللجوء السياسي إلى الذين يخضعون لأحكام قضائية «لكون ذلك يشكل تدخلاً في سيادة الدول وأنظمتها القضائية».

ولكن، وبعدما رفعت المكسيك شكواها إلى «محكمة العدل الدولية»، مدعومة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، أعلنت أنها ستقدم اقتراحاً بطرد الإكوادور من الأمم المتحدة إذا ثبت أنها انتهكت الميثاق التأسيسي للمنظمة الدولية. ثم دعا الرئيس المكسيكي إلى فرض عقوبات صارمة على الإكوادور كي لا يتكرر مثل هذا الانتهاك للقانون الدولي، مؤكداً المضي في طلب طردها من الأمم المتحدة في حال رفض الاعتذار والتعهد بألا يتكرر ما حصل. وشدد الرئيس لوبيز أوبرادور على أهمية اللجوء السياسي وحق الدول في منحه وفقاً لأحكام القانون الدولي «لأن المضطهدين لأسباب سياسية يستحقون الدعم والحماية، وهذا من ركائز السياسة الخارجية للمكسيك».

كورّيا (رويترز)

أيضاً دعت المكسيك إلى عقد اجتماع استثنائي لـ«منظمة البلدان الأميركية»، حيث حصلت على إدانة شديدة ضد الإكوادور بغالبية ساحقة من الأعضاء، ودعم شبه كامل من دول أميركا اللاتينية والكاريبي، باستثناء السلفادور التي امتنعت عن التصويت. غير أن نوبوا رد على التصعيد المكسيكي برفع شكوى أمام «محكمة العدل الدولية» ضد لوبيز أوبرادور بتهمة «التدخل في الشؤون الداخلية» لبلاده عند منحه اللجوء السياسي إلى غلاس، الذي يراكم عدة أحكام مبرمة بتهم الفساد، وكان على وشك أن يَصدر حكم آخر بحقه عندما لجأ إلى سفارة المكسيك. وراهناً تطلب السلطة الإكوادورية، في شكواها إلى «محكمة العدل الدولية» إدانة الرئيس المكسيكي بتهمة انتهاك مبدأ امتناع التدخل في الشؤون الداخلية للدول عندما أدلى بتصريحات تشكك في شرعية الانتخابات الرئاسية التي فاز بها نوبوا العام الماضي.

الواقع، أن مانويل لوبيز أوبرادور كان قد أدلى في أحد مؤتمراته الصحافية اليومية بتصريحات أوحى فيها بأن نوبوا فاز في الانتخابات بفضل اغتيال أحد المرشحين على يد إحدى المنظمات الإجرامية، عندما كانت مرشحة «الثورة المدنية» متقدمة بعشر نقاط على نوبوا في استطلاعات الرأي. وتجدر الإشارة، إلى أن غلاس ينتمي إلى حزب «الثورة المدنية» الذي يتزعمه الرئيس الأسبق رافايل كورّيا الذي تربطه علاقة شخصية وسياسية وطيدة بالرئيس المكسيكي، وينتمي كلاهما إلى معسكر اليسار في أميركا اللاتينية.


غاياردو يغيب… و موسيماني: سنقاتل من أجل البقاء

غاياردو مدرب الاتحاد في حديث مع أحد مساعديه (تصوير: عدنان مهدلي)
غاياردو مدرب الاتحاد في حديث مع أحد مساعديه (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

غاياردو يغيب… و موسيماني: سنقاتل من أجل البقاء

غاياردو مدرب الاتحاد في حديث مع أحد مساعديه (تصوير: عدنان مهدلي)
غاياردو مدرب الاتحاد في حديث مع أحد مساعديه (تصوير: عدنان مهدلي)

رفض مارسيلو غاياردو المدير الفني لفريق الاتحاد، الظهور في المؤتمر الصحافي بعد خسارة فريقه أمام أبها الجمعة بثلاثية مقابل هدف.

وغاب غاياردو عن حضور المؤتمر الصحافي لأول مرة منذ قدومه إلى الدوري السعودي، يشار إلى أن غاياردو في مؤتمراته الأخيرة لا يتحدث عن المواجهة في بداية المؤتمر كما هو الدارج في كافة المؤتمرات ويبدأ بطلب الأسئلة مباشرة.

من جانبه، قال بيتسو موسيماني المدير الفني لفريق أبها: "قدمنا مباراة كبيرة وأظهرنا الجدية والقتالية من أول لحظة لآخر لحظة هذا ما كان ينقصنا في المباريات الماضية"

وأضاف: لا أمتلك نجوم ونعمل وفق الخطط التكتيكية التي لدينا ونؤمن بروح الفريق الواحد وأظهرنا ذلك اليوم ونأمل بالاستمرار بالنتائج الإيجابية والبقاء في الدوري.