السلطات الفرنسية قد تنقل الحوت العالق في السين بالمروحية

يزن نحو 800 كيلوغرام

مشهد للحوت أثناء السباحة في نهر السين الفرنسي (أ.ف.ب)
مشهد للحوت أثناء السباحة في نهر السين الفرنسي (أ.ف.ب)
TT

السلطات الفرنسية قد تنقل الحوت العالق في السين بالمروحية

مشهد للحوت أثناء السباحة في نهر السين الفرنسي (أ.ف.ب)
مشهد للحوت أثناء السباحة في نهر السين الفرنسي (أ.ف.ب)

تعتزم السلطات الفرنسية، حسب ما أعلنت أمس (الاثنين)، انتشال حوت بيلوغا من نهر السين ونقله إلى البحر في محاولة لإنقاذه.
وقالت المسؤولة المحلية إيزابيل دورليا بوزيه، «بدا لنا أن من الممكن التفكير ربما في نقل (الحوت) إلى البحر، ومن الممكن محاولة ذلك لمصلحته ونحن نعمل بجد على ذلك». وأضافت: «نحن جميعاً سعداء جداً بالعمل على هذا الخيار»، لكنها أقرت بأن نجاح المحاولة غير مضمون.
ولم يكن في وسع بوزيه تحديد توقيت هذه العملية الدقيقة ومكانها وكيفية تنفيذها، نظراً إلى صعوبة نقل حيوان بهذا الحجم يزن نحو 800 كيلوغرام، إضافة إلى كونه مريضاً.
كذلك يشكل بُعد المسافة عن بحر المانش عامل صعوبة آخر، إذ إن النقطة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمال غربي باريس، التي دخل منها الحوت الجمعة، تبعد نحو 130 كيلومتراً من مصب البحر.
وأوضحت سلطات إقليم أور (غرب باريس) لوكالة الصحافة الفرنسية، أن نقل الحوت يمكن أن يكون بواسطة مركب أو براً أو بواسطة مروحية.
وأفادت جمعية «سي شيبرد» بأن حوت البيلوغا الذي رصد في نهر السين في شمال فرنسا، كان في حالة مستقرة صباح الاثنين.
وفي الأيام الأخيرة، بذلت العديد من المحاولات لإطعام هذا الحيوان «الضعيف جداً»، وفق الإدارة المحلية للمنطقة، لكن دون جدوى، ما يقلل من فرص بقائه على قيد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تركه في المياه الراكدة الدافئة المختلفة عن بيئته المائية المعتادة، يضر بصحته.
وكان حوت أوركا علق في مايو (أيار) الفائت في نهر السين، ولم تنجح محاولات إنقاذه فنفق في نهاية المطاف بسبب الجوع.
وأشار مرصد «بيلاجيس»، المتخصص في الثدييات البحرية، إلى أن هذا الحوت هو الثاني من نوع بيلوغا يتبين وجوده في فرنسا، إذ سبق أن انتشل صياد واحداً عند مصب نهر لوار (وسط فرنسا) عام 1948.



براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين
TT

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

لطالما كانت منطقتنا في طليعة التطورات العلمية والفكرية على مر العصور، إذ كانت بلاد ما بين النهرين، التي غالباً ما يُشار إليها باسم «مهد الحضارة»، مركزاً لأقدم أشكال الكتابة والرياضيات والهياكل الاجتماعية المعقدة.

السومريون والبابليون

وابتكر السومريون، الذين سكنوا هذه المنطقة نحو 3000 قبل الميلاد، نظام الكتابة المسمارية على ألواح الطين، ما أتاح لهم توثيق بعض أقدم الخوارزميات المسجلة. وقد استخدمت هذه الخوارزميات لأغراض متعددة مثل حساب مساحات الأراضي، وتوزيع الموارد، والرصد الفلكي.

ثم جاءت الحضارة البابلية التي حققت تقدماً كبيراً في مجال الرياضيات. إذ طوّر البابليون نظاماً عددياً يعتمد على قاعدة 60، ما زال يُستخدم اليوم في قياس الوقت والزوايا. كما أبدع الرياضيون البابليون خوارزميات لحل المعادلات التربيعية والمشكلات الرياضية الأخرى. وهذه الطرق الحسابية الأولية وضعت الأساس لتفكير خوارزمي أكثر تعقيداً، مما مهّد الطريق لاستخدام الخوارزميات في مجالات أخرى كثيرة لاحقاً.

العصر الذهبي الإسلامي: ازدهار المعرفة

امتد العصر الذهبي الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر، وكان فترة ملحوظة من الإنجازات الفكرية والعلمية. فقد قدم العلماء في العالم الإسلامي إسهامات كبيرة في الرياضيات والفلك والطب والهندسة. ومن بين الشخصيات البارزة كان الخوارزمي، عالم الرياضيات، الذي قدم مفهوم الخوارزمية. وفي الواقع، اشتقت كلمة «الخوارزمية» من اسمه.

ألف الخوارزمي كتاب «الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة»، الذي وضع أسس علم الجبر. كانت طرقه في حل المعادلات الخطية والتربيعية ثورية، وأثرت في الرياضيات الإسلامية والأوروبية. ولعبت ترجمات أعماله إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر دوراً حيوياً في تطور الرياضيات في العالم الغربي.

علم التشفير والمنطق

وقدّم علماء آخرون مثل الكندي والفارابي إسهامات كبيرة في علم التشفير والمنطق، وهي مكونات أساسية في الذكاء الاصطناعي الحديث. إذ عمل الكندي على تحليل الترددات ووضع الأساس للتقنيات التشفيرية الحديثة، بينما أثرت استكشافات الفارابي في المنطق والفلسفة في التطورات اللاحقة في نظرية الحوسبة.

بهذا فإن أجدادنا قد وضعوا أسس الذكاء الاصطناعي من خلال اكتشاف اللغة المكتوبة والخوارزميات وعلم المنطق والتشفير، وهي الأساس الذي نبني عليه اليوم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تشكل جزءاً من حياتنا اليومية.