فيديو تجاهل أوباما للعبادي يسرق الأضواء من مشاركته في قمة السبع

الحكومة العراقية أشادت في اجتماعها الأسبوعي أمس بالنتائج

فيديو تجاهل أوباما للعبادي يسرق الأضواء من مشاركته في قمة السبع
TT

فيديو تجاهل أوباما للعبادي يسرق الأضواء من مشاركته في قمة السبع

فيديو تجاهل أوباما للعبادي يسرق الأضواء من مشاركته في قمة السبع

سرق فيديو لم يستغرق أكثر من دقيقة، يظهر تجاهل الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأضواء من مشاركة الأخير في مؤتمر قمة مجموعة السبع الذي اختتم أعماله في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا أول من أمس.
وكان العبادي شارك برفقة وزير التخطيط والقيادي في تحالف القوى العراقية سلمان الجميلي في القمة بناء على دعوة رسمية من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بهدف بحث العديد من القضايا الاقتصادية والأزمات الدولية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب.
وأظهر الفيديو العبادي والجميلي وهما يحاولان الاقتراب من أوباما الذي كان منشغلا بالحديث مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. وركز الفيديو على خطوات المسؤولين العراقيين المتعثرة والجلوس المرتبك على مصطبة كان يجلس عليها الرئيس أوباما مع من يحدثهما، فضلا عن محاولات بدت منهما للفت نظره إليهما في محاولة على ما يبدو للحصول على كلمة منهما لكن دون جدوى. ويتضح من خلال مشاهدة الفيديو استمرار الرئيس أوباما في تجاهلهما، فحين انتهى حديثه وقف أوباما متجاهلا وجود العبادي خلفه، الأمر الذي أجبر العبادي على تلافي التجاهل بطريقة عفوية، والنظر لساعته ثم غادر المكان من دون أي انتباه منهم.
الحكومة العراقية التي عقدت أمس الثلاثاء اجتماعها الأسبوعي برئاسة العبادي، العائد من برلين وهو يحمل على كاهله تبعات هذا الفيديو، استمعت إلى شرح قدمه رئيس الوزراء لما تحقق من نتائج خلال تلك الاجتماعات، بينما تجاهلت أمر هذا الفيديو الذي أظهر ارتباكا في الأداء السياسي على مستوى البروتوكول.
وقوبلت الحادثة بانتقادات في الشارع السياسي العراقي. إذ أكد عضو البرلمان العراقي عن التحالف المدني الديمقراطي فائق الشيخ علي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «العبادي كان يجب ألا يجلس على تلك المصطبة، حيث كانت هناك بدائل كثيرة للجلوس خصوصا أن الجو لم يكن رسميا»، مشيرا إلى أن «زعماء الدول، خاصة الغربيين، هم في الأجواء غير الرسمية يتصرفون بعفوية ودون قيود»، مشيرا إلى أن «العبادي اختار المكان الخطأ في الجلوس».
بدوره، وتعليقا على إلحاح أوباما على رئيس الوزراء العراقي بضرورة إشراك بقية المكونات، خاصة العرب السنة، في القرار العسكري والسياسي، قال عضو البرلمان عن تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في البرلمان العراقي)، رعد الدهلكي، إن «المجتمع الدولي بات يدرك أن السياسات الخاطئة التي لا تزال للأسف مستمرة في جوانب كثيرة هي السبب في كل ما يعانيه العراق اليوم». وقال الدهلكي، لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من واشنطن حيث يرافق رئيس البرلمان سليم الجبوري في زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة الأميركية، إن «ما حصل في بافاريا يؤكد الحاجة إلى القيام بإصلاحات حقيقية في البلاد، وذلك لجهة مشاركة الشركاء في القرار السياسي، وليس مجرد مشاركة في المناصب والمواقع»، موضحا أن «هذه المسألة لم تعد هي المعيار في التقييم حتى على المستوى الدولي، لأن ما يعانيه العراق، وما باتت تدفع ثمنه المنطقة والعالم، هو بسبب سياسات التجاهل والإقصاء والتهميش التي مورست على نطاق واسع ضد العرب السنة في العراق».
وردا على سؤال بشأن طبيعة المباحثات التي يجريها الجبوري في واشنطن قال الدهلكي إن «الآراء التي استمعنا إليها ومن خلال ما قدمناه للمسؤولين الأميركيين سواء في الإدارة أم الكونغرس أو مراكز الأبحاث، أكدت أن الإصلاحات الحقيقية التي ينبغي القيام بها هي معيار الوقوف إلى جانب العراق في مشاكله وأزماته»، موضحا أن «هدف المسؤولين الكبار سواء ما يقوم به رئيس الوزراء في ألمانيا أو البرلمان في أميركا يجب أن يترجم إلى عمل حقيقي، حتى نتمكن من المحافظة على وحدة العراق، لا سيما أن الرسائل التي أوصلها الآخرون للحكومة العراقية وعلى مختلف الصعد والمستويات باتت بليغة جدا».
وبينما التزمت الحكومة العراقية الصمت حيال الفيديو فإن العبادي أطلع مجلس الوزراء على نتائج زيارته لمؤتمر التحالف الدولي في باريس. وقال بيان لمكتب العبادي إنه «في بداية الجلسة أطلع رئيس الوزراء أعضاء الحكومة على نتائج المباحثات في مؤتمر باريس ومجموعة الدول السبع الكبرى (...) وما تحقق للعراق من دعم وتأييد ودولي واسع». كما قدم العبادي شرحا عن الانتصارات المتحققة في مختلف مناطق المواجهة ضد عصابة «داعش» الإرهابية، مشيدا بشجاعة المقاتلين الأبطال.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.