من سيقود «القاعدة» ويخلف الظواهري؟

تقديرات الخبراء تشير إلى نمو فرص سيف العدل والمغربي

أيمن الظواهري (رويترز)
أيمن الظواهري (رويترز)
TT

من سيقود «القاعدة» ويخلف الظواهري؟

أيمن الظواهري (رويترز)
أيمن الظواهري (رويترز)

من سيقود تنظيم «القاعدة» الإرهابي ويخلف قائده أيمن الظواهري، عقب مقتله في غارة أميركية نُفذت السبت الماضي في أفغانستان، في أكبر ضربة للتنظيم الإرهابي منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011، خبراء مصريون أشاروا إلى نمو فرص محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان، المعروف بسيف العدل، وأبو عبد الرحمن المغربي صهر الظواهري، لقيادة الـتنظيم.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1554440627030413314
والظواهري (71 عاماً) تولى زعامة «القاعدة» عام 2011 خلفاً لأسامة بن لادن، كما تولى قيادة «الجهاد» في مصر. ورصدت واشنطن في وقت سابق مكافأة تقدر بـ25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. وقال أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الأصولية بمصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «سيف العدل، هو أبرز المرشحين لخلافة الظواهري، خصوصاً أنه تولى المسؤولية بشكل مؤقت عند وفاة بن لادن»، مضيفاً أن «سيف العدل يرجح بشكل كبير أنه موجود في إيران»، لافتاً إلى أن «هناك فرصاً أخرى لعبد الرحمن المغربي، وهو صهر الظواهري». ووفق تقارير الأمم المتحدة، يُعتقد أن سيف العدل موجود في إيران.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1554437817094356992
وحسب مراقبين وخبراء، فإن «سيف العدل من مواليد محافظة الشرقية بدلتا مصر، وهو ضابط سابق، انضم إلى جماعة (الجهاد)، وتم توقيفه في مصر مطلع مايو (أيار) 1987 على خلفية قضية إعادة تشكيل (تنظيم الجهاد)». وخرج «سيف العدل من مصر في نهاية الثمانينيات إلى أفغانستان، وانضم إلى (القاعدة) على غرار الظواهري، وهناك تولى مهام قتالية وتدريبية عالية وارتبط بالظواهري وبن لادن، وبعد عام 1993 توجه إلى إيران، وتم توقيفه هناك في عام 2003».
ويرى المراقبون والخبراء أن «سيف العدل لعب دوراً جوهرياً في بناء قدرات تنظيم (القاعدة) لتنفيذ مهمات بأفغانستان، وفي توجيه المجموعات القتالية لاختيار أماكن جديدة بعيداً عن أفغانستان».
وتتهم واشنطن، سيف العدل، بإنشاء معسكرات تدريب في السودان والصومال وأفغانستان، وبالضلوع في تفجيري سفارتيها في نيروبي ودار السلام عام 1998، كما قام بإعداد بعض خاطفي الطائرات في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وظهر على قائمة الإرهابيين المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي... وعرضت واشنطن في وقت سابق مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
أما المغربي، وهو رئيس اللجنة الإعلامية في «القاعدة»، وقيادي بارز في التنظيم، لديه قدرات في «فنون التخفي والتمويه»، حسب الخبراء.
المراقبون والخبراء أيضاً رشحوا أسماء أخرى قليلة لقيادة التنظيم، لكن بفرص أقل، وهم أبو عبيدة يوسف العنابي أو مبارك يزيد، وهو جهادي جزائري، والأمير الحالي لتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب، وأيضاً أحمد عمر، المعروف باسم «أبو عبيدة الصومالي»، وهناك كذلك عمر ديري، أمير حركة «الشباب» الصومالية.
يشار إلى أنه رغم أن التنظيم فقد قيادات بارزة، خلال العقدين الماضيين منذ هجمات نيويورك وواشنطن، ظلت له أفرع نشطة من الشرق الأوسط إلى أفغانستان وإلى غرب أفريقيا. ووفق الخبراء، فإن «التنظيم فقد عدداً من القيادات البارزة، أبرزهم أبو فراس السوري، وأبو الخير المصري، وأبو خلاد المهندس، وأبو خديجة الأردني، وأبو أحمد الجزائري، وسياف التونسي، بالإضافة إلى مقتل 17 قيادياً من ذراعه (جبهة النصرة)». وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2020 قتلت قوات الأمن الأفغانية حسام عبد الرؤوف المعروف بـ«أبو محسن المصري»، المسؤول الأول عن إعلام «القاعدة».
وعن مستقبل «القاعدة» بعد مقتل الظواهري، أكد الخبير أحمد بان، أن «مستقبل التنظيم بعد الظواهري هو مستقبله في حياة الظواهري، عبارة عن (خلايا متشظية) تفتقر لقيادات تاريخية، ويتباين نشاطها بحسب الجغرافيا»، مضيفاً أن «زعامة الظواهري وسياساته قد جنتا على التنظيم، خصوصاً بعدما أصبح في السنوات الأخيرة غير قادر على التواصل السريع مع الفروع، فضلاً عن عدم القدرة على منح رأى سريع في مسائل تعرض لها التنظيم، خصوصاً (جبهة النصرة)»، موضحاً: «عملياً لم يعد الظواهري رقماً صعباً في المعادلة، فهو لا يتواصل مع عناصر التنظيم، وعلاقته بـ(القاعدة) خلال السنوات الماضية لا تتجاوز تسجيلاً صوتياً». وأوضح أن «التشظي ظهر في التنظيم منذ لحظة الحرب الأميركية في أفغانستان، فضلاً عن التهام تنظيم (داعش) الإرهابي لكثير من مجموعات (القاعدة) مما أضعف التنظيم».
حول تهديدات متوقعة لـ«القاعدة» ثأراً لمقتل الظواهري، قال أحمد بان: «عقب مقتل بن لادن ثار التنظيم وهدد بالثأر ولم يحدث شيء، وقد يحدث هذا الآن بعد مقتل الظواهري؛ لكن التنظيم ضعيف الآن عن تنفيذ أي تهديدات؛ وقوته أقل مما كانت عليه وقت مقتل بن لادن».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.