ناقوس خطر المجاعة والأوبئة يدق في عاصمة حضرموت اليمنية

ارتفاع أصوات الاستغاثة.. والمطالبة بتعجيل وصول سفن الأمم المتحدة

رجال قبائل يمنية يقفون على دبابتين استولوا عليها في قاعدة {شهر} العسكرية شرق محافظة حضرموت (رويترز)
رجال قبائل يمنية يقفون على دبابتين استولوا عليها في قاعدة {شهر} العسكرية شرق محافظة حضرموت (رويترز)
TT

ناقوس خطر المجاعة والأوبئة يدق في عاصمة حضرموت اليمنية

رجال قبائل يمنية يقفون على دبابتين استولوا عليها في قاعدة {شهر} العسكرية شرق محافظة حضرموت (رويترز)
رجال قبائل يمنية يقفون على دبابتين استولوا عليها في قاعدة {شهر} العسكرية شرق محافظة حضرموت (رويترز)

دق ناقوس خطر انتشار المجاعة والأمراض الوبائية في حضرموت والمحافظات الشرقية، وارتفعت أصوات الاستغاثة تنادي بتعجيل وصول سفن الأمم المتحدة، نظرا للحاجة الملحة التي تستدعي سرعة توفير الدواء والغذاء.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه التقارير الصحية انتشار الأمراض والأوبئة التي بدأت الفتك بالمواطنين، وذلك بسبب تجمعات القمامات وغياب النظافة وبرامج الإغاثة الإنسانية الشاملة في اليمن.
وأمام ذلك، قال الدكتور عادل باحميد محافظ حضرموت لـ«الشرق الأوسط»، إن جميع المحافظات الشرقية تواجه كارثة محدقة في حال استمرار تجاهل الوضع الإنساني من قبل (اللجنة العليا للإغاثة) والمنظمات الدولية، التي لم تحرك ساكنًا حتى اللحظة أمام النداءات التي أطلقتها المؤسسات العاملة في الجانب الإغاثي في حضرموت.
وركز على أن «ناقوس الخطر يدق بقوة في ظل تردي الوضع الصحي والغذائي مع التقصير من لجنة الإغاثة في الرياض ومنظمات الأمم المتحدة، بعد مرور أكثر من شهرين على تردي الأوضاع التي تتفاقم يوما بعد آخر في المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
وشدد باحميد على أن حضرموت تستحق إغاثة عاجلة وهي التي احتضنت آلاف الأسر التي فرت من مناطق الصراع، ومنها محافظة عدن، مبينًا أنه يتم حاليا تجهيز 26 مركز إيواء للنازحين في حضرموت التي استقبلت حتى أمس أكثر من 50 ألف نازح، إضافة إلى تسجيل نحو 35 ألفا منهم لدى لجنة استقبال النازحين بحضرموت.
وبين محافظ حضرموت أن السلطات في المحافظة ما تزال تنتظر وصول سفن الأمم المتحدة ومساعدات لجنة الإغاثة التي تتخذ من الرياض مقرا لها، إلى ميناء المكلا بعد تأمين طرق وصول المساعدات إلى مطارات المكلا وسيؤون والمهرة، وميناءي المهرة والمكلا، أو من خلال المنافذ الحدودية مع السعودية وعمان.
وتدهورت كل الأوضاع في اليمن منذ نحو 10 شهور بسبب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام وبسبب توسع دائرة الصراعات، وما رافقها من عمليات نزوح ولم تتمكن الأجهزة المختصة من محاصرة الأمراض السارية، وهو ما أدى إلى اتساع رقعتها.
وكشف محافظ حضرموت عن أن المشكلات الصحية تفاقمت في الشهور العشرة الماضية بسبب الأحداث القائمة، ما أدى إلى عودة انتشار الأمراض المعدية، ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية في حال عدم تعجيل تطويق الوضع الإنساني المتردي.
وكانت هناك برامج يعمل عليها اليمن منذ سنوات مع الدول المانحة والمنظمات الدولية من أجل مكافحة الأمراض السارية في البلاد، إلا أن توقف تلك البرامج والمشاريع بسبب الأحداث تسبب في عودة تلك الأمراض.
وحول مطالبة البعض بعودته إلى ممارسة مهامه من حضرموت، قال المحافظ باحميد إن العبرة بتحقيق الأهداف والفائدة للمواطنين، وإن موقع أداء العمل ليس القضية.
وشدد في هذا الخصوص على أن القدرة على الحركة والتواصل والإنجاز، هي المعيار الحقيقي لاختيار المكان المناسب لأداء الواجبات الموكلة له من قبل السلطة الشرعية للبلاد.
وأوضح أنه ظل بالمكلا لقرابة الأسبوع بعد سيطرة «القاعدة» عليها في أبريل (نيسان) الماضي، وأنه ظل خلال تلك الفترة على تواصل مع كل القطاعات الأمنية والمدنية والعسكرية، مشيرًا إلى أنه لو كانت الإدارة من مدينة سيئون في وادي حضرموت ستؤدي إلى نتائج وفائدة أفضل من الوضع الحالي، ما تردد لحظة في البقاء فيها.
وأبان أن المتابعات والجهود اليومية الحثيثة التي يباشرها من الرياض، ساهمت في تأمين بعض احتياجات المحافظة في جوانب اقتصادية وصحية ومعيشية، ومنها توفير بعض الأدوية الخاصة بالمرضى، ولا سيما المصابين بالسرطان والسكر، فضلا عن تأمين رواتب العاملين في مؤسسات خدمية من بينها المستشفيات، والكهرباء، والمياه، وذلك رغم كل الظروف والتعقيدات وحالة الحرب التي تمر بها البلاد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».