ارتفع عدد ضحايا الفيضانات في إيران إلى 34 شخصاً فيما أطلقت فرق الإنقاذ حملة عن مفقودين في الأنهار، التي فاضت مياهها، وأكوام الأنقاض في محاولة للعثور على الأشخاص المفقودين بعد انهيارات أرضية وسط توسع نطاق السيول التي نجمت عن أمطار غزيرة.
ونقلت وسائل إعلام حكومية عن رئيس هيئة الهلال الأحمر الإيراني أن عدد الضحايا في أنحاء البلاد ارتفع إلى 34 شخصاً فيما لا تزال عمليات البحث متواصلة بحثاً عن نحو 25 مفقوداً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1553109011431669766
ودعت السلطات المواطنين إلى توخي الحذر، متوقعة تأثر 21 من أصل 31 محافظة بالفيضانات.
وقال مهدي ولي بور، رئيس عمليات الطوارئ في هيئة الهلال الأحمر، للتلفزيون الحكومي إن 100 بلدة و300 قرية في 18 محافظة إيرانية تأثرت بالفيضانات في الأيام الماضية.
وتم إغلاق معظم الطرق السريعة في البلاد. وقال محسن منصوري حاكم طهران للتلفزيون الرسمي إن أكثر المناطق التي تضررت الجمعة هي فيروز كوه التي تقع عند سفح جبال البرز في شمال شرقي طهران حيث لقي ما لا يقل عن عشرة أشخاص حتفهم. وتابع أن نحو 16 شخصاً في عداد المفقودين.
وأفاد منصوري بأن السيول استمرت في اجتياح المناطق الشمالية من محافظة طهران الجمعة، مضيفاً أنه رغم التحذيرات المتكررة لا يزال المتنزهون يتجهون صوب فيروز كوه.
وتعتبر بلدة فيروز كوه، على بعد نحو 140 كيلومتراً من طهران، مقصداً مفضلاً لقضاء العطلات بسبب درجات الحرارة المنخفضة في الصيف. وتعج طرقها المزدهرة بالنباتات بالمتنزهين أيضاً.
وأوضح منصوري أن هذه المنطقة الجبلية على مسافة نحو 130 كلم شرق العاصمة كانت «الأكثر تضرراً جراء انجراف صخري».
وتتأثر مناطق واسعة من إيران اعتباراً من الأربعاء، بتساقط كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة، ما انعكس سيولاً وفيضانات وجرفاً للتربة.
وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي الجمعة إن 18 محافظة من أصل المحافظات الـ31 في البلاد، تواجه سيولاً وفيضانات جراء الأمطار الغزيرة، منها مازندران وألبرز ومركزي وأصفهان ويزد، إضافة إلى طهران.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وحيدي الذي توجه الجمعة إلى يزد (وسط)، قوله إن «الطرق غمرتها المياه، لا سيما في الوسط التاريخي» للمدينة، المدرج على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم الخميس في انهيار أرضي ناجم عن سيول اجتاحت قرية «إمام زاده داود» في شمال غربي طهران وألحقت أضراراً أيضاً بضريح ديني هناك. وتم الإبلاغ هناك عن فقد ما يصل إلى 14 شخصاً.
وتسببت السيول في مقاطعة فارس بجنوب البلاد يوم السبت في مقتل 22 شخصاً. ويعد المناخ في جنوب إيران ووسطها جافاً إلى حد كبير، إلا أن هذه المناطق شهدت فيضانات في مراحل متعددة كان آخرها الأسبوع الماضي.
وأعلن مسؤولون السبت مقتل 22 شخصاً على الأقل جراء سيول ضربت الجمعة مناطق في محافظة فارس (جنوب). وفي يناير (كانون الثاني)، قضى ثمانية أشخاص على الأقل، غالبيتهم في فارس، جراء فيضانات نتجت من أمطار غزيرة. وأدت فيضانات واسعة النطاق في إيران في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2019 إلى مقتل 76 شخصاً على الأقل وأضرار قدرت قيمتها بنحو ملياري دولار.
ويرى العلماء أن التغير المناخي يزيد من حدة مظاهر المناخ القصوى، بما يشمل الجفاف إضافة إلى احتمال ارتفاع حدة العواصف والمطر. وفي رسالة نصية قصيرة بعثت بها، حضت جمعية الهلال الأحمر الإيرانيين على تفادي الاقتراب من مجاري الأنهار أو زيارة مناطق التنزه في الجبال حتى الاثنين، مع استمرار التوقعات بهطول الأمطار في هذه الفترة.