«الصدريون» يعلنون استرداد 15 عقاراً مغتصباً لعراقيين مسيحيين

منسق خاص أكد استعادة جميع الممتلكات في نينوى

أملاك كثيرة للعراقيين المسيحيين تضررت وصودرت خلال حقبة «داعش» (أ.ف.ب)
أملاك كثيرة للعراقيين المسيحيين تضررت وصودرت خلال حقبة «داعش» (أ.ف.ب)
TT

«الصدريون» يعلنون استرداد 15 عقاراً مغتصباً لعراقيين مسيحيين

أملاك كثيرة للعراقيين المسيحيين تضررت وصودرت خلال حقبة «داعش» (أ.ف.ب)
أملاك كثيرة للعراقيين المسيحيين تضررت وصودرت خلال حقبة «داعش» (أ.ف.ب)

أعلنت اللجنة المكلفة من قِبل زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، استرداد العديد من العقارات والأملاك المغتصبة التابعة لمواطنين مسيحيين ومن بقية المكونات الإثنية والدينية الصغيرة التي تعرضت أملاكها لتجاوزات ومصادرات واسعة من قِبل عصابات تزعم ارتباطها بفصائل وميليشيات مسلحة.
الإعلان الصدري جاء بعد يوم من اقتحام أتباع «التيار الصدري» مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء وسط بغداد؛ احتجاجاً على ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء من قِبل خصومهم من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية.
وفي حين لم يصدر عن دائرة الأوقاف المسيحية أي بيان ينفي أو يؤكد قضية الاسترداد، قالت اللجنة التي شكلها الصدر قبل نحو عام وتخضع لتوجيهاته، في بيان الخميس، إنها «قامت باسترداد 15 عقاراً في بغداد خاصة بالإخوة المسيحيين». وأضافت، أن «العقارات تضم عدداً من المنازل والمحال التجارية، وهي الخطوة التي باركها أصحاب العقارات، مقدمين شكرهم للصدر ورجاله الشجعان لما وصفوه بالوقفة الوطنية المشرفة التي أنصفت المظلومين، وساهمت بإرجاع الحق إلى أهله».
وأكد بيان اللجنة، أنها «تواصل استرداد وإرجاع الأملاك المغتصبة إلى ذويها، حيث تم استرداد 288 عقاراً منذ بدء عمل اللجنة إلى الآن، وبإسناد مباشر من قِبل سرايا السلام» (الجناح العسكري لتيار الصدر).
من جهة أخرى، يتحدث مسؤول مسيحي رفيع عن عدم علمه بما تقوم به اللجنة الصدرية. ويقول المسؤول الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة ليس لدينا أدنى فكرة عما تقوم به لجنة الصدر، جهودهم مشكورة، لا أدري ربما قاموا فعلاً باسترداد عدد من العقارات، لكنهم لم يطلعونا على تفاصيل ذلك، وكيف تمت عمليات الاسترداد، إن كانت بطرق قانونية أم عبر القوة أم عن طريق التراضي بين الأشخاص».
ويضيف «تعرضت أملاك المسيحين وبقية المكونات بعد عام 2003، إلى عمليات مصادرة ونهب منظم من قبل جماعات وعصابات مسلحة، عملنا بجد لاسترجاع معظمها، أستطيع القول إن الوضع اليوم أفضل بكثير من سنوات مضت، معظم الأملاك تمت استعادتها».
وتشغل قضية أملاك وعقارات المسيحيين وبقية الأقليات الرأي العام العراقي منذ سنوات، غير أن هذه القضية المهمة افتقرت دائماً للإحصائيات الدقيقة، سواء المتعلقة بعدد المنازل والأراضي التي تمت مصادرتها أو الاستيلاء عليها من قبل بعض العصابات وفي مختلف محافظات البلاد، أو تلك التي تم استرداده واعادتها لأصحابها الأصليين.
بدوره، أكد اللواء فارس عبد الأحد زاكي، منسق ديوان محافظة نينوى للأبرشيات المسيحية والمنسق الخاص بلجنة إعادة بيوت واملاك المسيحين، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن «حل مشاكل جميع المواطنين المسيحين في نينوى وإعادة ممتلكاتهم، سواء من تبقى منهم داخل العراق ومن هاجر إلى خارجه».
وكان تنظيم «داعش» صادر معظم منازل المسيحيين في الموصل وبقية المناطق التي يتواجد فيها المسيحيون بمحافظة نينوى بعد احتلاله معظم مناطقها في يونيو (حزيران) 2014.
ويقول اللواء زاكي، إن «رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي شكّل لجنة خاصة لإعادة أملاك المسيحيين وبقية المكونات في نينوى عام 2017، وكنت أحد أعضائها، وأحصت اللجنة وقتذاك، مصادرة نحو 250 منزلاً في الموصل وأكثر من 400 منزل في قضاء تلكيف من قِبل عناصر (داعش) تابعة لمواطنين مسيحيين».
ويضيف، أن «أمراً ديوانياً حكومياً آخر يتعلق بإعادة أملاك المسيحين صدر في عام 2019، تلافى المشاكل التي كانت قائمة في لجنة الاسترداد الأولى؛ ما سهل عملية إعادة المنازل وبقية الأملاك إلى أصحابها».
وعن دور لجنة الصدر في عمليات الاسترداد في نينوى، يؤكد اللواء زاكي «عدم اشتراك الصدريين أو غيرهم من ممثلي التيارات والأحزاب في جهود الاسترداد، وكان اللجنة المشرفة على هذه العملية تابعة جميعها إلى جهات أمنية ورسمية حكومية».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».