طائرة مسيرة تعمل بالطاقة الشمسية تبقى في الجو 42 يوما

محطمة الرقم القياسي

طائرة مسيرة تعمل بالطاقة الشمسية تبقى في الجو 42 يوما
TT

طائرة مسيرة تعمل بالطاقة الشمسية تبقى في الجو 42 يوما

طائرة مسيرة تعمل بالطاقة الشمسية تبقى في الجو 42 يوما

ظلت طائرة تجريبية تم اختبارها بالاشتراك مع جيش الولايات المتحدة في الهواء فوق صحراء سونوران لمدة 42 يومًا، محطمة بذلك الرقم القياسي لأطول رحلة بدون طاقم.
فقد أقلعت الطائرة من طراز «Airbus Zephyr S» التي تعمل بالطاقة الشمسية من أرض «يوما برفنغ غراوند» التابعة للجيش الأميركي في 15 يونيو(حزيران) 2022، ومنذ ذلك الحين كانت تحلق فوق ميدان اختبار «يوما» وملجأ «كوفا» الوطني للحياة البرية. ولقد حطمت الرحلة الآن الرقم القياسي السابق لشركة «Zephyr» البالغ 25 يومًا و 23 ساعة في أغسطس (آب) 2018، وذلك حسبما نشر موقع «space.com» المختص بعلوم الفضاء.
ووفق الموقع، شهدت الرحلة الأخيرة وصول «Zephyr» إلى عدد من المعالم الإضافية بما في ذلك أول رحلة لها فوق الماء، وأول رحلة إلى المجال الجوي الدولي، وأطول رحلة مستمرة أثناء السيطرة عليها من خلال اتصالات الأقمار الصناعية، وأبعد رحلة طيران من نقطة إطلاقها، وفقًا لبيان للجيش الأميركي.
وتتميز «Zephyr» بهيكل ضيق يشبه الهيكل العظمي تقريبًا وأجنحة تتميز بطول يبلغ 82 قدمًا (25 مترًا).
وعلى الرغم من حجمها الكبير، إلا أن الطائرة بدون طيار مصنوعة من مركبات خفيفة الوزن من ألياف الكربون، ما خفض وزنها الإجمالي إلى 165 رطلاً فقط (75 كيلوغرامًا).
بدورها، تصف شركة «إيرباص» «زفير» بأنها «أول نظام UAS في الستراتوسفير من نوعه قادر على الطيران بشكل مستمر لفترات تمتد لشهور في كل مرة».
وتُعرف الطائرة باسم «محطة المنصات عالية الارتفاع» أو HAPS، والتي يشار إليها أحيانًا باسم «القمر الصناعي الزائف».
وقد تم تصميم هذه الفئة من الطائرات لتظل عالياً لفترات طويلة أثناء استخدام الطاقة الشمسية لشحن البطاريات الموجودة على متنها؛ والتي تُستخدم بعد ذلك لإبقاء الطائرة تحلق ليلاً بفضل نظام تخزين الطاقة الخاص بها، فيما تدعي شركة «إيرباص» أن «Zephyr» محايدة تمامًا للكربون.
جدير بالذكر، يمكن أن تحمل «Zephyr» مجموعة واسعة من الحمولات تصل لـ 50 رطلاً (22.5 كلغم) بما في ذلك المستشعرات الضوئية والأشعة تحت الحمراء و LIDAR والمستشعرات الفائقة الطيفية والرادار والرادار ذي الفتحة الصناعية (SAR) وحتى أنظمة الإنذار المبكر.
ونظرًا لأن الطائرة بدون طيار تعمل على ارتفاعات تبلغ حوالى 70000 قدم (21340 مترًا)، فهي قادرة على مراقبة منطقة على الأرض تبلغ مساحتها 12 × 18 ميلًا (20 × 30 كيلومترًا).
هذه القدرات، إلى جانب قدرات التحمل الفريدة لـ «Zephyr»، تجعلها مناسبة تمامًا لعمليات مثل الأمن البحري أو مراقبة الحدود، حيث يمكنها الوقوف باستمرار على موقع معين لمدة تصل إلى أسابيع في كل مرة.
ونظرًا لأن «Zephyr» تطير على ارتفاعات عالية لفترات طويلة، يمكن استخدامها أيضًا كمنصة ترحيل اتصالات، وإرسال إشارات بين الطائرات الأخرى والمحطات الأرضية؛ على سبيل المثال، التي تكون بعيدة جدًا عن بعضها البعض لإنشاء خط رؤية الارتباط من تلقاء نفسها.
وفي هذا الاطار، قالت شركة «إيرباص» في بيان لها «ستوفر خدمات الاتصال لدينا بديلاً قابلاً للتطبيق ومكملًا لحلول الاتصال الأرضي والقائم على الأقمار الصناعية، مما يسمح لأول مرة بالاتصال بزمن انتقال منخفض ومباشر إلى الجهاز عبر مناطق جغرافية شاسعة».
وبعد انتهاء رحلتها الحالية التي حطمت الرقم القياسي، سيتم اختبار «Zephyr» بعد ذلك فوق المحيط الهادئ في الأسابيع المقبلة.


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».