الرئيس هادي يعين محافظًا في الجنوب وقائدًا للواء عسكري مهم

المقاومة في محافظة الضالع تأسر 12 عسكريًا بينهم عقيدان في الحرس الجمهوري

الرئيس هادي يعين محافظًا في الجنوب وقائدًا للواء عسكري مهم
TT

الرئيس هادي يعين محافظًا في الجنوب وقائدًا للواء عسكري مهم

الرئيس هادي يعين محافظًا في الجنوب وقائدًا للواء عسكري مهم

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارين رئاسيين، قضى الأول بتعيين فضل محمد حسين الجعدي محافظا لمحافظة الضالع، والثاني بتعيين العميد علي مقبل صالح قائدا للواء 33 مدرع.
وجاء إصدار القرارين بعد قرابة أسبوعين من سيطرة المقاومة على مدينة الضالع واستيلائها على مقاليد السلطة السياسية والعسكرية فيها، وذلك عقب تمكن المقاومة من دحر الميليشيات والقوات المتمردة الموالية للحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وإخراجها من معسكراتها وثكناتها.
وينتمي كل من المحافظ والقائد العسكري إلى محافظة الضالع، وكانا قد تبوآ وظائف عدة مدنية وعسكرية، فالمحافظ الجعدي المولود في قرية الكبار الملاصقة لمدينة الضالع من الناحية الشمالية الشرقية اشتغل في التربية والتعليم، قبل أن يتفرغ كليا للنشاط الحزبي الذي تدرج فيه إلى أن تولى مسؤولية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة الضالع، وعضو اللجنة المركزية للحزب، ومن ثم تم انتخابه مؤخرا في مؤتمر الحزب نائبا مساعدا لرئيس الأمانة العامة للحزب الاشتراكي مع احتفاظه بمنصبه كسكرتير أول لمنظمة الحزب في محافظة الضالع. كما شارك الجعدي في مؤتمر الحوار الوطني.
أما العميد علي مقبل فهو من مواليد قرية الأغوال بمنطقة زبيد المتاخمة أيضا لمدينة الضالع من ناحية الجنوب، وكان قد تدرج في الرتب والمناصب العسكرية التي كان آخرها شغله لمنصب القائد للقاعدة الإدارية العسكرية في عدن قبل حرب 1994، وبعد الحرب انخرط في أنشطة مناوئة لنظام الرئيس المخلوع، إذ يعد من مؤسسي جمعيات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، وكان نائبا لرئيس مجلس تنسيق الجمعيات بالجنوب.
في غضون ذلك، أقدمت الميليشيات الحوثية وقوات صالح على إطلاق قذائف مدفعية على حي إنما السكني شمال المنصورة في مدينة عدن. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه القذائف الثلاث استهدفت الحي السكني الذي بات في الآونة الأخيرة ملجأ للآلاف من النازحين. وأضافوا أن سقوط هذه القذائف في المنطقة ليس الأول، إذ سبقه سقوط قذائف مماثلة أول من أمس ودون أن تسجل حالات إصابات أو وفاة.
وشهد يوم أمس أيضا مواجهات عنيفة شمال مدينة المنصورة. وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة خاضت معركة شرسة كبدت خلالها الميليشيات وقوات صالح خسائر في الأرواح والسلاح. وأضافوا أنهم شاهدوا من بقوا من هذه الميليشيات والقوات وهم ينسحبون إلى خلف شرطة كابوتا. وبدوره، قال مصدر طبي في مكتب الصحة والسكان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم يوم الجمعة (أول من أمس) تسجيل 7 حالات وفاة ناجمة عن المواجهات و71 حالة إصابة.
من جهة أخرى، قامت الفرق الهندسية التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء بمحافظة عدن بإصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية بمنطقة المنصورة والتي كانت قد تعرضت لأضرار بالغة بفعل المواجهات العسكرية التي وقعت يوم الأربعاء الماضي في مدينة التقنية التي حاولت الميليشيات الحوثية وقوات صالح التسلل إليها. وقال مسؤول في المؤسسة العامة للكهرباء، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، إن الفرق الهندسية تمكنت من إصلاح أجزاء من الأضرار في خطوط نقل الطاقة الكهربائية خلف المدينة التقنية بمنطقة المنصورة. وأشار المسؤول إلى عودة التيار الكهربائي إلى مناطق الشيخ عثمان، ودار سعد، والمنصورة، فيما لا تزال الأعمال جارية لإصلاح بقية الخطوط التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء - فرع عدن.
ويشكل انقطاع الكهرباء في عدن في مثل هذا الوقت كارثة إنسانية، ذلك أن درجة الحرارة تصل في فصل الصيف إلى ما بين 38 و40 درجة مئوية.
وفي محافظة الضالع شمال عدن، قال مصدر في المقاومة، لـ«الشرق الأوسط»، إن رجال المقاومة الجنوبية في جبهة لكمة صلاح أسروا أمس 12 جنديا وضابطا بينهم عقيدان بالحرس الجمهوري. وأضاف المصدر أن الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح شوهدت عصر أمس وهي تنسحب من قرية لكمة صلاح غرب الخط العام باتجاه سوق سناح، وذلك تحت تأثير ضربات أسلحة المقاومة، وبمساندة من طيران التحالف الذي شوهد وهو يحلق في سماء المنطقة مجبرا الميليشيات وقوات صالح على الانسحاب. ولفت إلى أن المقاومة تمكنت أول من أمس من صد هجوم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، نفذ وقت خطبة صلاة الجمعة. وأضاف أن الميليشيات وقوات صالح حاولت التسلل إلى قرى الوبح ولكمة صلاح والقبة وخوبر جنوب منطقة سناح شمال مدينة الضالع، مستغلة وقت صلاة الجمعة، إلا أن المقاومة «كانت مستعدة لهكذا هجوم».
وحسب المصدر نفسه فإن مواجهات شديدة وقعت خلال اليومين الماضيين، بين المقاومة والميليشيات المسنودة بقوات واتباع الرئيس المخلوع، إذ تمكنت أسلحة المقاومة من دك تحصينات وأسلحة وتجمعات الميليشيات الموجودة في الشريط الحدودي السابق، وكذا مبنى السلطة المحلية لمحافظة الضالع والكائن شرق سوق سناح، فضلا عن ضرب معسكر القوات الخاصة المتاخم لمدينة قعطبة. ولدى سؤاله حول أصوات الأسلحة الثقيلة التي سمعت خلال الليلتين الماضيتين في مدينة الضالع، أكد المتحدث أنها لمدفعية المقاومة الجنوبية التي قامت بضرب أهداف في سناح وقعطبة وجوارهما.
وفي محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، استحدثت قيادة المنطقة العسكرية الأولى عددا من النقاط العسكرية في مديريات وادي وصحراء حضرموت. وقال مصدر عسكري، لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادة المنطقة قامت باستحداث النقاط العسكرية، لمنع التجوال بالأسلحة، وإن قوات الجيش حظرت التجوال بالسلاح باستثناء العسكريين. وأشار المصدر إلى أن نشر الجنود بتلك المديريات هدفه حماية السكان والمنشآت وضبط حركة السير وتنظيمها خاصة في ظل غياب شرطة المرور، علاوة على قيام جنود المنطقة العسكرية بتنظيم مسألة الإغاثة وتوزيع المشتقات النفطية في محطات الوقود، وغيرها من المهام التي فرضتها الأوضاع الراهنة واستوجبت من قيادة المنطقة العسكرية التعامل معها بمسؤولية وواقعية.
وفي محافظة أبين شرق عدن، قال منصور سالم العلهي، الناطق باسم المقاومة في المنطقة العسكرية الوسطى، لـ«الشرق الأوسط»، إن رجال المقاومة بالمنطقة الوسطى تمكنوا أمس من استهداف ناقلة جنود تابعة لميليشيات الحوثي، وذلك بزرع عبوة ناسفة بالقرب من منطقة الصرة، وهو ما أدى إلى تدمير الناقلة ومقتل جميع من كانوا على متنها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.