متطرف «داعش» الأكبر سنًا

يبلغ من العمر 80 عامًا وينتمي للإيغور المسلمين في الصين

متطرف «داعش» الأكبر سنًا
TT

متطرف «داعش» الأكبر سنًا

متطرف «داعش» الأكبر سنًا

كشف مقاتلو تنظيم داعش في سوريا عن أحدث أسلحتهم، وهو رجل من الصين يبلغ من العمر 80 عاما، ويعتقد بأنه واحد من المتطرفين الأكبر سنا ضمن صفوف التنظيم. ففي فيديو دعائي نشره «داعش»، يقول محمد أمين، إنه غادر بلده مع أسرته بعدما شاهد فيديو يظهر ابنه المتشدد وهو يتعرض إلى القتل في سوريا. كما تم التقاط صور صادمة داخل مدرسة يديرها تنظيم داعش، وتظهر طفلا ينشد عن «الشهادة» وآخر يوجه تحذيرا إلى الصينيين. وثمة اعتقاد بأن أمين وأسرته ينتمون للإيغور المسلمين في إحدى مناطق الصين الخاضعة للحكم الذاتي وكانت تعرف سابقا بـ«تركستان». وقال الجد لمحاوره، وهو زميل له في «داعش»: «لقد تعرضت للظلم في تركستان على يد الصينيين.. على مدى ستين عاما». ويضيف: «قمت بهجرة بصحبة أحفادي الأربعة، وابنتي وزوجتي».
ويقول الرجل الطاعن في السن، الذي تم تصويره وهو يحمل بندقية من طراز إيه كيه - 47 في بعض المشاهد، وفي مشاهد أخرى وهو في مواقع التحكم بالمدفعية الثقيلة، وتبدو عليه إمارات التعب، يقول إنه حصل على التدريب ولكنه لا يشارك في القتال حاليا.
ويواصل حديثه: «جئت إلى (داعش) وذهبت لمعسكر تدريب على رغم سني المتقدمة.. توجهت إلى التدريب وزحفت، وركضت وتدحرجت. فعلت كل شيء تقريبا وأتممت معسكر التدريب على نحو جيد. وبعد حصولي على سلاح طلبت الإذن بالمشاركة في المعارك، ولكنه لم يمنحني الإذن ولذا فأنا حاليا في رباط». ويقول المتطرف الذي أشار إلى أنه كان إماما في الصين، إن المسلمين يتعرضون إلى الظلم هناك في وطنه الصين. ويقطع الفيديو، الذي يعتقد أنه قد تم تصويره في سوريا، على مشاهد داخل إحدى مدارس التنظيم الإرهابي، حيث يجلس الأطفال بداخل حجرة دراسية ويرتدون القبعات التي تحمل شعار «داعش» المعروف. وأوضحت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن فيديو المقاتل العجوز أنتج في إحدى المدارس التي يديرها التنظيم، مشيرةً إلى غناء طفل عن الشهادة في سبيل الله، وآخر يتوعد الصينيين.
وأوضح محمد أمين، في فيديو دعائي للتنظيم، انتشر على الإنترنت أنه ترك الصين مع عائلته بعد رؤيته مقطع فيديو لمقتل ابنه في سوريا. وما من شك أن هذا سيثير قلق السلطات الأمنية الصينية؛ فهم يقولون إن لديهم تهديدا إرهابيا حقيقيا جدا، وإن أي شيء يؤجج مشاعر الإيغور سوف يتسبب بمخاوف عظيمة. يتوجه أحد الأطفال، الذي يبدو في نحو العاشرة من العمر، بحديثه إلى الكاميرا: «أيها الصينيون الكفار، اعلموا أننا نستعد في أرض الخلافة وسنأتيكم ونرفع هذا العلم في تركستان بإذن الله».
من جهته، يقول أنطوني غليس، مدير مركز الدراسات الأمنية والاستخبارية في جامعة بوكنغهام، إن هذه الصور يبدو أنها دعاية موجهة إلى الإيغور.. «من الواضح أنها نداء لحشد جميع المسلمين في كل مكان»، مضيفا أنه «رغم أن صور هذا وهو يشق طريقه عبر مساحات شاسعة من القفر للوصول إلى (داعش)، هذه الصور غير مواكبة للعصر على نحو يبعث الفضول. لا نتحدث عن حرب تقنيات متطورة هنا».
وفي مطلع هذا العام، زعم مسؤولون صينيون أن مسلمين من شنغيانغ يسافرون إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش ليعودوا بعدها إلى بلادهم للضلوع في مؤامرات ضد الحكم الشيوعي. وتقول السلطات في الإقليم الغربي إنها تعتزم تعزيز الإجراءات المشددة ضد الإرهاب والتطرف بالمنطقة، التي يقطنها الإيغور المسلمون، والذين من بينهم من يطالبون بدولة مستقلة. وقد سبق للصين أن أبدت مخاوف بشأن صعود تنظيم داعش، حيث تخشى أنه سيشحذ الاضطرابات والعنف في شينغيانغ، حيث تسعى مجموعة من السكان إلى تأسيس دولة مستقلة تسمى كردستان الشرقية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.