الأطباء المصريون في ساحات الجدل والتقاضي مجدداً

«النقابة» تتهم لاعب كرم قدم شهيراً بـ«الإساءة»

الأطباء المصريون في ساحات الجدل والتقاضي مجدداً
TT

الأطباء المصريون في ساحات الجدل والتقاضي مجدداً

الأطباء المصريون في ساحات الجدل والتقاضي مجدداً

مرة أخرى يعود أطباء مصر ونقاباتهم إلى ساحة الجدل والتقاضي، في أعقاب اتهام جديد من لاعب كرة قديم سابق شهير لأعضائها بـ«تقاعسهم عن أداء عملهم»، وهو ما رفضته النقابة، معتبرة إياه «إساءة» للجيش الأبيض المصري.
وأعلنت «نقابة أطباء» مصر، الأحد، عن تقدمها ببلاغ إلى النائب العام المصري، ضد لاعب كرة القدم أحمد حسام، الشهير بـ«ميدو»، بتهمة «التحريض ضد الأطباء، وتوجيه ألفاظ السب والقذف ضد جموع أطباء مصر، ونشر أخبار كاذبة أدت إلى تكدير السلم العام وتوجيه الإهانة لمؤسسات الدولة».

https://www.facebook.com/Egyptian.Medical.Syndicate/posts/pfbid02fvTrKssobjYpGuesAtu4oZSk9vXuXhwRSHEQExYTmTKeqwoxgfmer1mSNKjNjwhRl
بدوره أوضح الدكتور أيمن سالم، أمين عام نقابة الأطباء، أن «أعضاء مجلس النقابة قرروا من خلال التصويت عبر الواتس آب، على تقديم بلاغ ضد ميدو»، مشيرا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما قاله ميدو رد فعل انفعالي غير محسوب من شخصية عامة، وما كان يجب أن يتحدث بهذه الطريقة العشوائية، خاصةً أنه لا يصح اتهام جميع الأطباء بانعدام الضمير، لأن هذا يؤدي إلى تشويه صورة الأطباء، وينتج عن ذلك ما نشاهده من حوادث متكررة للاعتداء عليهم في المستشفيات».
وبدأ الجدل في أعقاب فيديو نشره ميدو على حسابه الشخصي على إنستغرام، وصف فيه القطاع الطبي في مصر بـ«المهزلة»، وقال إن «القطاع الطبي في مصر فاشل، ومعظم الأطباء بلا ضمير».

وردا على البلاغ قال ميدو، في بيان على حسابه على إنستغرام، قال فيه إنه «لم يتلق إخطاراً رسمياً بشأن البلاغ حتى الآن» وأضاف: «هذا البلاغ وسام على صدره، وسأخرج من هذه المعركة منتصرا».

تصريحات ميدو جددت الحديث عن هجرة الأطباء المصريين للخارج، وظروف عملهم الصعبة في مصر، وهو ما حذرت منه نقابة الأطباء مؤخراً، مشيرة إلى «استقالة آلاف الأطباء المصريين في السنوات الثلاث الماضية».
وقال سالم إنه «ليس مع تصعيد الأمور للنيابة، فهي ليست الطريقة المناسبة لتحسين صورة الأطباء، كما أن مبدأ الأطباء هو السلام، والأفضل شرح الأمور لميدو مثلا، حتى يخرج ويتحدث بالشكل الصحيح»، مشيرا إلى أن «ما يحدث من تشويه للأطباء هو نتاج سنوات من حملات إعلامية وغيرها أدت لما نراه حاليا، وتتطلب معالجتها سنوات من العمل».
هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها نقابة الأطباء للنيابة للرد على انتقادات أعضائها، ففي بداية العام الجاري، واجهت النقابة موجة من الانتقادات في أعقاب اتهام زوجة الإعلامي المصري الراحل وائل الإبراشي لأحد الأطباء، في التسبب في وفاة زوجها، بخطأ طبي في علاجه من فيروس كورونا، وهو الاتهام الذي كرره الإعلامي والطبيب خالد منتصر، إن «الإبراشي راح ضحية جريمة طبية مكتملة الأركان»، وتداولت وسائل الإعلام في حينها تصريحات أرملة الإبراشي، ومنتصر، ووصل الأمر إلى النيابة العامة التي بدأت التحقيق في ملابسات الوفاة.
https://www.facebook.com/Elhekayashow/videos/508452443827869/
كما تقدمت نقابة الأطباء، بداية العام الجاري أيضاً، ببلاغ ضد صحيفة مصرية، اتهمتها فيه «بنشر أخبار كاذبة تسيء إلى الطب والأطباء المصريين»، وذلك في أعقاب نشر الجريدة مقاطع فيديو «حملت إدانة للأطباء عن أضرار لبعض المرضى دون وجود ثمة دليل أو صدور أي أحكام من الجهات المختصة في تلك الوقائع»، وفقاً للبلاغ.
الاتهامات للأطباء في مصر تكن قاصرة على المواطنين والشخصيات العامة، بل امتدت للحكومة وفي يونيو (حزيران) عام 2020 أثارت تصريحات للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، غضب الأطباء، حيث قال مدبولي، خلال مؤتمر صحافي أعقب اجتماع اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا، إن «عدم انتظام بعض الأطباء بالمستشفيات كان سبباً في زيادة عدد الوفيات بكورونا»، لتحتج النقابة بإصدار بيان صحافي طالبت فيه بـ«اعتذار رسمي».

https://www.facebook.com/Egyptian.Medical.Syndicate/posts/pfbid02mrNCn5Y736P7WdoXgtBFL7DqxxXinoJY8AdNcfKQHcRZYafTQzPVybwEUc8eM89Tl



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.