وصول التعزيزات لريف حلب.. والمعارضة تخوض حرب بقاء ضد «داعش»

الائتلاف يدعو دول الجوار للتدخل لأن سوريا اليوم «تقع بين إرهابين متوحشين»

مركبة تابعة لـ«داعش» في معارك التنظيم ضد المعارضة شمال سوريا (روسيا اليوم)
مركبة تابعة لـ«داعش» في معارك التنظيم ضد المعارضة شمال سوريا (روسيا اليوم)
TT

وصول التعزيزات لريف حلب.. والمعارضة تخوض حرب بقاء ضد «داعش»

مركبة تابعة لـ«داعش» في معارك التنظيم ضد المعارضة شمال سوريا (روسيا اليوم)
مركبة تابعة لـ«داعش» في معارك التنظيم ضد المعارضة شمال سوريا (روسيا اليوم)

دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، دول الجوار «للتنسيق فيما بينها بعد تخاذل المجتمع الدولي، والعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سوريا إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب»، مجددًا مطالبته «بتأمين منطقة آمنة لهم، كي لا يتحول طيران النظام إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي». في وقت أفادت فيه مصادر أن المعارضة تمكنت من قتل «أبي عبد الله التونسي»، قائد الهجوم الذي يشنه تنظيم «الدولة» على ريف حلب الشمالي.
وجاءت دعوة الائتلاف غداة إحراز تنظيم داعش تقدمًا في المنطقة القريبة من الحدود التركية شمال البلاد؛ حيت حاول التنظيم التقدم نحو بلدة مارع، مما يهدد خطوط الإمداد والمساعدات الإنسانية من الحدود التركية باتجاه ريف حلب الشمالي؛ إذ بات مقاتلو التنظيم على بعد عشرة كيلومترات تقريبًا من معبر باب السلامة على الحدود التركية، في حين استقدمت «جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة تعزيزات إلى المنطقة.
ورأى رئيس الائتلاف خالد خوجة في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، أمس، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يرد على هزائمه بالإرهاب والقتل المضاعف، وبالتحالف غير المعلن مع قوى الإرهاب الأسود»، معتبرًا أن سوريا اليوم «تقع بين إرهابين متوحشين، حيث تتقدم (داعش) على طول المنطقة الشرقية للبلاد نحو السويداء ودمشق وحمص وحلب، لتضع شعبنا وثوارنا ومقاتلينا بين فكي كماشة، والعالم يتفرج ولا يتحرك كما فعل طوال 4 سنوات». وقال إن الصمت اليوم «له معنى آخر، يعني تسليم كل سوريا نهائيًا لتصبح مرتعًا لقوتين من أبشع قوى الإرهاب». وأضاف: «لم يعد من المعقول ولا المقبول أن يترك شعب سوريا في مواجهة الإرهاب المتعدد الأوجه، بدءًا من إرهاب النظام وميليشيات إيران وانتهاء بـ(داعش)».
وعزز تنظيم داعش من جهته مواقعه في منطقة واسعة ممتدة من تدمر في محافظة حمص، وصولا إلى محافظة الأنبار العراقية في الجانب الآخر من الحدود. وبات بذلك يسيطر على مساحة تقارب 300 ألف كيلومتر مربع من الأراضي بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، أعلن خوجة أن الائتلاف يواصل لقاءاته مع الفصائل المقاتلة لإعادة هيكلة القيادة العسكرية، داعيًا «جميع الفصائل لمزيد من التوحد، ورص الصفوف وتقديم كل ما يستطيعون من دعم لجبهة حلب وجبهة القلمون».
وجاءت تلك الدعوة في ظل الحديث عن «تحييد» بعض الفصائل نفسها عن الصراع بين «داعش» وكتائب المعارضة في ريف حلب الشمالي. لكن القيادي المعارض في ريف حلب أبو جاد الحلبي، نفى أن تكون فصائل المعارضة حيدت نفسها عن الصراع، «لإدراكهم، جميعًا أن المعركة معركة وجود». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «(داعش) يعتمد على عنصر المباغتة، ودخل مناطق لا تتضمن وجودًا كثيفًا لقوات المعارضة؛ مما اضطرها للانسحاب قبل وصول الإمدادات».
وكان «اتحاد ثوار حلب» طالب الفصائل العسكرية في محافظة حلب بـ«إرسال مؤازرات فورية إلى جبهات القتال ضد تنظيم الدولة بالريف الشمالي»، إضافة إلى دعوة «الفصائل التي لا تزال تقف على الحياد ضد تنظيم الدولة بالتبرؤ منه وقتاله فورًا».
وقال الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: «ما يدور في الريف الشمالي هو معركة بقاء؛ حيث سيثأر (داعش) ممن أخرجوه قبل أكثر من عام في مارع وتل رفعت، علمًا بأن التنظيم اتهم آنذاك فصائل تل رفعت بسبي النساء بعد اعتقال زوجة حجي بكر، أحد قيادييه في المنطقة»، مشيرًا إلى أن الفصائل «تدرك أن التنظيم إذا دخل مارع وتل رفعت، سيقوم بتصفية الأهالي». إضافة إلى ذلك، «سيحاول التنظيم إثبات وجوده في المنطقة، في مقابل تقدم الثوار في ريف إدلب، وهو البعد الثاني للهجوم»، لافتًا إلى أن التنظيم «يطمع بالسيطرة على معبر باب السلامة، لأنه مورد هام ماديًا، ويقطع طريق إمداد جيش الفتح مع تركيا». وقال، إنه بات بعيدًا عنه مسافة تقارب العشرة كيلومترات.
وإذ أشار الحلبي إلى أن قوات المعارضة أعلنت تشكيل غرفة عمليات جديدة لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، أكد أن قوات المعارضة و«جبهة النصرة» ولواء «أحرار الشام»، «دفعت بتعزيزات إلى المنطقة، بعد سحبها من قواعد الإسناد الخلفية من ريف حلب الشمالي التي كانت موكلة مهمة إسناد الثوار في معركة حلب»، نافيًا في الوقت نفسه أن يخلق الانسحاب ثغرة في معركة المدينة.
وكان التنظيم المتشدد سيطر الأحد على بلدة صوران ومحيطها بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة، وبينهم «جبهة النصرة». وتواصلت المعارك، أمس، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، و«داعش» الذي سيطر على قرية غزل شمال بلدة صوران إعزاز بريف حلب الشمالي من طرف آخر. وأشار إلى أن التنظيم قصف مناطق في مدينة مارع، ومناطق أخرى من بلدة تل رفعت وقرية تلالين، بينما ردت المعارضة باستهداف مناطق في قرية أسنبل، التي يسيطر عليها «داعش» قرب مارع.
وتزامنت تلك المعارك مع معارك أخرى اندلعت في القلمون بريف دمشق الشمالي بين «داعش» و«جبهة النصرة»؛ إذ أفاد «مكتب أخبار سوريا» بتركز المعارك في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي، في حين توقفت الاشتباكات في جرود القلمون الغربي، وأسفرت عن مقتل وإصابة 10 من مقاتلي «النصرة» خلال اليومين الماضيين.
وبالموازاة، أفاد «المرصد» بوقوع اشتباكات في ريف درعا الغربي بين «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية من طرف، ولواء «شهداء اليرموك» الموالي لـ«داعش» من طرف آخر، قرب القنيطرة، وأفيد بسيطرة «النصرة» على حاجز العلاّن العسكري التابع للتنظيم في ريف درعا الغربي.
وتعزز التطورات الميدانية الخشية من حصول «تقسيم بحكم الأمر الواقع» في سوريا؛ حيث يتقلص وجود النظام إلى المنطقة الممتدة من دمشق في اتجاه الشمال نحو الوسط السوري (الجزء الأكبر من محافظتي حمص وحماة)، وصولاً إلى الساحل غربًا (طرطوس واللاذقية)، بينما يتفرد تنظيم داعش بالسيطرة على المنطقة الشرقية صعودًا نحو الشمال (جزء من محافظة الحسكة وكل محافظة الرقة وبعض حلب). في حين يسيطر مقاتلو المعارضة مع «جبهة النصرة»، على الجزء الآخر من الشمال (حلب وإدلب). ويتنازع النظام والمعارضة المنطقة الجنوبية، مع أرجحية للمعارضة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.