«ذي قار» تنفي وجود مفاوضات لتسليم جثمان الناشط سجاد العراقي

الناشط المختطف سجاد العراقي
الناشط المختطف سجاد العراقي
TT

«ذي قار» تنفي وجود مفاوضات لتسليم جثمان الناشط سجاد العراقي

الناشط المختطف سجاد العراقي
الناشط المختطف سجاد العراقي

تتضارب الأنباء الرسمية من جهة، وأخبار الناشطين من جهة أخرى، بشأن مصير الناشط سجاد العراقي الذي اختفى نهاية سبتمبر (أيلول) 2020. بمحافظة ذي قار الجنوبية، وكان بارزاً في الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 واستمر لأكثر من عام.
ورغم اللجان العديدة التي شكلتها الحكومة العراقية بشأن ملف المغيبين والمختطفين بشكل عام، ورغم اللجان والوفود الخاصة التي أرسلتها إلى محافظة الناصرية للتحقيق بشأن عملية الاختطاف التي تعرض لها سجاد العراقي، فإن مصيره ما زال مجهولاً. ويوم أمس، تناقل عديد من الناشطين والمدونين خبر يتعلق بـ«تأكيد مقتله ومفاوضات مع قاتليه لتسليم جثمانه مقابل إغلاق القضية»، وتتحدث منصات خبرية يتبع بعضها تيار الصدر، عن معلومات وتقارير مؤكدة وصلت إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عن مقتل العراقي وأن اللجنة المكلفة في التحقيق تسعى للعثور على جثمان الضحية.
وفي مقابل التأكيدات غير الرسمية بمقتل العراقي على يد عناصر مسلحة غادرت العراق إلى إيران منتصف عام 2021. أصدر محافظ ذي قار محمد هادي حسين، وتحت ضغط الأخبار المتواترة بياناً نفى فيه مقتل العراقي. وقال حسين وهو رئيس اللجنة الأمنية العليا في المحافظة: «بعد التواصل مع الدوائر الأمنية المختصة بموضوع الناشط سجاد العراقي لم يصدر أي تقرير عن مصيره من أي جهة كانت... وننفي ما ذكر حول مقتله أو مصيره حالياً وندعو من الله تعالى عودته سالماً إلى ذويه».
وأضاف: «نرجو أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية والابتعاد عن الإشاعات والأخبار الكاذبة».
وحتى مع نفي عباس العراقي شقيق سجاد العراقي خبر مقتله والعثور على جثمانه استناداً على أقوال الجهات الحكومية، واصل ناشطون في الناصرية أمس، تشكيكهم في معلومات الجهات الرسمية ويرون أنها تسعى لتجاوز الانتقادات التي توجه لها نتيجة إخفاقها في الكشف عن مصير العراقي بعد مرور سنتين على اختطافه. كانت عائلة المختفي العراقي، عقدت في بغداد، الجمعة قبل الماضي، مؤتمراً للتذكير بقضيته ومطالب السلطات بالكشف عن مصيره، وطالبت كذلك، الأمم المتحدة والمفوضية العليا لحقوق الإنسان والمنظمات المحلية والدولية ومجلس النواب والمهتمين والناشطين المدنيين بـ«التفاعل مع قضية سجاد العراقي وبقية المغيبين ومتابعتها بشكلٍ جدي».
وعلى هامش المؤتمر قال شقيقه عباس العراقي «الشرق الأوسط»: «لقد التقينا بمعظم الجهات الرسمية، وضمنها رئيس الوزراء ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ولم نحصل على أي نتيجة، لقد جزعنا ومللنا من هذا الروتين القاتل، مضى على اختطافه نحو سنة وتسعة أشهر ولم نعرف حتى الآن، إن كان حياً أو ميتاً، نريد فقط أن نعرف مصيره ومن المشترك في عملية تغييبه».
ويتابع العراقي: «نعلم أن جهة سياسية معروفة وراء قضية اختطافه وتغييبه، لكننا لا نعرف على وجه التحديد، إن قامت بالفعل وحدها أم بمشاركة جهات أخرى، لقد تعبنا من روتين المحاكم والشكاوى التي رفعناها من دون أي نتيجة، سمعت قبل شهرين أن المتهمين، إدريس وأحمد من آل إبراهيم، قاما بتهريب عوائلهما إلى إيران».
من جهة أخرى، أعلن القضاء العراقي، أمس السبت، تصديق اعترافات المتهم بحادث مقتل الأستاذ المدرس في جامعة بابل الدكتور علاء عباس مهدي.
وذكر القضاء في بيان أن «المجني عليه فقد في مدينة الحلة الخميس، وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم بأقل من أربع وعشرين ساعة من الحادث وتم الاستدلال على جثة المجني عليه بدلالة المتهم الذي أقدم على ارتكاب الجريمة بدافع سرقة سيارة المجني عليه».
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أول من أمس (الجمعة)، أن القاتل طلب من عائلة الأستاذ المغدور الذي يسكن محافظة ديالى فدية قدرها 200 مليون دينار مقابل إطلاق سراحه قبل أن تتمكن القوات الأمنية من القبض على الجاني.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«حزب الله» يستهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين بقذائف المدفعية‏

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يستهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين بقذائف المدفعية‏

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم الخميس، أنه استهدف بقذائف مدفعية تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب.

ولم يذكر بيان الحزب موقع القصف بالتحديد ولا نتائجه، ولم يصدر على الفور إعلان إسرائيلي عن القصف.


فيتو أميركي يحبط طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار
المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار
TT

فيتو أميركي يحبط طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار
المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار

استخدمت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وبلغ عدد الأعضاء الذين صوتوا لصالح منح فلسطين العضوية الكاملة في جلسة عقدها مجلس الأمن اليوم، 12 دولة، في حين امتنعت دولتان عن التصويت هما بريطانيا وسويسرا، واعترضت الولايات المتحدة على المشروع.

وقالت فانيسا فريزيير، مندوبة مالطا ورئيسة الجلسة، إن مشروع قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة «لم يُعتمد نظراً للصوت السلبي لعضو دائم في المجلس».

وأدانت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عبّاس استخدام الولايات المتحدة حق النقض، وقالت في بيان إن الفيتو الأميركي «غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر»، ورأت فيه «عدواناً صارخاً» يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية».

وقال مكتب عبّاس في بيان إنّ «هذه السياسة الأميركية العدوانيّة تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثّل عدواناً صارخا على القانون الدولي، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الإسرائيليّة ضدّ شعبنا (...) وتزيد في دفع المنطقة إلى شفا الهاوية».

وأضاف أن هذا الفيتو «يكشف تناقضات السياسة الأميركيّة التي تدّعي من جانب أنها تدعم حلّ الدولتين، فيما هي تمنع المؤسّسة الدوليّة من تنفيذ هذا الحلّ»، شاكراً في المقابل الدول الأعضاء التي صوّتت لمصلحة حصول دولة فلسطين على العضويّة الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابعت السلطة الفلسطينيّة أنّ «العالم موحّد خلف قيَم الحق والعدل والحرّية والسلام التي تمثّلها القضية الفلسطينيّة».

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه يشيد بالولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض لحرمان السلطة الفلسطينية من العضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وأضاف «تم رفض الاقتراح المخزي. ولن تتم مكافأة الإرهاب».


مقتل 20 عنصراً من قوات موالية للنظام السوري في هجومين لـ«داعش»

جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل 20 عنصراً من قوات موالية للنظام السوري في هجومين لـ«داعش»

جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)

قَتل تنظيم «داعش» 20 جندياً ومقاتلاً في قوّات موالية للنظام السوري خلال هجومين في مناطق خاضعة لسيطرة دمشق، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.

وأفاد المرصد بـ«مقتل 16 عنصراً من قوّات النظام وفصائل موالية لها جرّاء هجوم نفّذته خلايا تابعة لتنظيم داعش، استهدف حافلة نقل عسكريّة في ريف حمص الشرقي»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وبين القتلى تسعة مقاتلين من «لواء القدس»، وهو فصيل يضمّ مقاتلين فلسطينيّين موالين لدمشق، ويتلقّى خلال السنوات الأخيرة دعماً روسيّاً، حسب المرصد.

كذلك، قُتل «أربعة عناصر من قوّات النظام في هجوم آخَر للتنظيم على مقرّ عسكري في ريف البوكمال» في شرق سوريا، وفق المرصد.

وفي أواخر مارس (آذار)، قتل تنظيم «داعش» ثمانية جنود سوريّين بعد وقوعهم في مكمن في الصحراء، استناداً إلى المرصد.

ومنذ بداية العام، أحصى المرصد مقتل أكثر من 200 جندي من قوّات النظام، ومقاتلين موالين لها أو لإيران، في كمائن وهجمات متفرّقة شنّها التنظيم المتطرّف في الصحراء السوريّة الممتدّة ضمن محافظات دير الزور وحمص والرقة وحماة وحلب.

وأسفرت الهجمات أيضاً عن مقتل 37 مدنياً على الأقلّ خلال الفترة نفسها، في حين قتلت قوّات النظام والمجموعات الموالية لها 24 إرهابياً، حسب المرصد.

وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مُني تنظيم «داعش» بهزائم متتالية. وأعلنت قوّات سوريا الديمقراطيّة في مارس (آذار) 2019 هزيمته إثر معارك استمرّت بضعة أشهر.


الصفدي: لن نسمح لإيران أو إسرائيل تحويل الأردن إلى ساحة حرب

من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني
من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني
TT

الصفدي: لن نسمح لإيران أو إسرائيل تحويل الأردن إلى ساحة حرب

من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني
من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده لن تسمح لإيران او لإسرائيل أن تحيل الأردن ساحة حرب، وسيتصدى لأي خرق لأجوائه وتهديد لأمن وسلامة مواطنيه.

وخلال لقاء الصفدي، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، الخميس، شدد الصفدي على ضرورة وقف الإساءات لمواقف الأردن ورموزه في الإعلام الرسمي الإيراني، وأن لا أحد يستطيع أن يزاود على الأردن ومواقفه التاريخية الثابتة في دعم الحق الفلسطيني.

وأكد الصفدي ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، بدءاً بوقف العدوان على غزة. وبين الصفدي لنظيره الإيراني أن "الأردن يريد علاقات طبية مع إيران، لكن الوصل لهذا العلاقات الطيبة يتطلب إزالة أسباب التوتر ووقف التدخل في شؤون الأردن".

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني احترام إيران للأردن ودوره ومواقفه، وشدد أن الإساءات في بعض وسائل الإعلام الإيرانية لا تمثل الموقف الرسمي الذي يثمن علاقاته مع الأردن وقال إن بلاده "ردت على استهداف قنصليتها في دمشق، وأنها لن تصعد أكثر". وأكد وزير الخارجية الإيراني حرصه على "إدامة التواصل من أجل بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية".


شكوى ضد جندي فرنسي-إسرائيلي بتهمة التعذيب والتواطؤ في حرب غزة

دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)
دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)
TT

شكوى ضد جندي فرنسي-إسرائيلي بتهمة التعذيب والتواطؤ في حرب غزة

دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)
دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)

قدّمت 3 جمعيات شكوى في فرنسا، الخميس، ضدّ مجهول بتهمة التعذيب والتواطؤ استناداً إلى مقطع فيديو يظهر فيه جندي فرنسي - إسرائيلي، وهو يهين رجالاً قُدّموا على أنهم معتقلون فلسطينيون، بحسب وثائق اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورُفعت هذه الشكوى في باريس أمام النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب، المختصة بالنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بحسب الشكوى.

والجهات التي قدّمت الشكوى هي جمعية «حركة 30 مارس» البلجيكية، و«عدالة وحقوق بلا حدود» الفرنسية، و«جمعية فلسطينيي فرنسا، اتحاد الجمعيات الفلسطينية في فرنسا».

وأوردت الشكوى تهمة «التعذيب» و«التواطؤ في التعذيب باعتباره جريمة حرب» في «سياق نزاع مسلح دولي».

وقدّمت الشكوى بناء على مقطع فيديو تمّ بثّه على شبكات التواصل الاجتماعي «التقطه جندي فرنسي - إسرائيلي مفترض، وهو يصوّر معتقلين فلسطينيين في وضع مهين، ويتحدث عن أعمال تعذيب».

والتقط مقطع الفيديو في يناير (كانون الثاني) في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً بين إسرائيل و«حماس»، وفقاً لعناصر الشكوى.

ونشر المقطع الناشط الفلسطيني يونس تيواري، في 19 مارس (آذار)، على موقع «إكس»، ويسمع فيه شخص يتكلم الفرنسية، ويقول: «هل رأيت هؤلاء اللعينين يا صديقي؟ (...) لقد تبوّل على نفسه. سأريك ظهره، وستضحك، لقد عذّبوه ليتكلّم».

ويضيف الشخص نفسه: «كنتم مسرورين في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أيها الحقراء»، في إشارة إلى هجوم «حماس» غير المسبوق على جنوب إسرائيل، الذي أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة لـ«فرانس برس» استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وردّاً على الهجوم، شنّت إسرائيل عملية عسكرية لا تزال مستمرة في غزة، ما أسفر عن مقتل 33970 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة نشرتها الخميس وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وأعلن جيل دوفير، أحد محامي الجمعيات، لـ«فرانس برس»، أنّ «هذه الحادثة المعزولة تندرج في إطار أوسع من ممارسة التعذيب على يد الجنود الإسرائيليين».

ولدى تسلّمها الشكوى، ستدرس النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب ما إذا كانت يمكن قبولها ومدى اختصاص المحاكم الفرنسية للنظر فيها، قبل أن تقرر فتح تحقيق فيها من عدمه.


كيف هندست إدارة بايدن ضغوطها لحجب العضوية الكاملة في «الأمم المتحدة» عن فلسطين؟

شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)
شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)
TT

كيف هندست إدارة بايدن ضغوطها لحجب العضوية الكاملة في «الأمم المتحدة» عن فلسطين؟

شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)
شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)

سعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل محموم، الخميس، إلى عرقلة مشروع قرار قدّمته الجزائر بدعم عربي في مجلس الأمن للاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في «الأمم المتحدة»، من خلال الضغط حيث يمكنها، على بقية الدول الـ15، إما للتصويت ضده أو الامتناع عن التصويت، لئلا تجهضه باستخدام حق النقض «الفيتو». بينما حذّر الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش من ارتكاب «أي غلطة» يمكن أن تعود بعواقب مدمرة على الشرق الأوسط والعالم.

وفي ضوء التعطيل المحتمل للجهد العربي الذي اكتسب كثيراً من الزخم خلال الآونة الأخيرة، خصوصاً في ظل استمرار حرب غزة، التي بدأت قبل 6 أشهر ونصف الشهر بعد هجمات «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتسات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عملت الدبلوماسية الفلسطينية والعربية على خط موازٍ من أجل انتزاع مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، التي بلغت حتى الآن 138 من الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة للمنظمة الدولية. ويحتمل أن تتوجه المجموعة العربية إلى الجمعية العامة تأكيداً لهذا التوجه.

وتكثفت الاعتراضات الأميركية والإسرائيلية على إصدار توصية من مجلس الأمن بخصوص الطلب الفلسطيني المتجدد، الذي ورد في رسالة بعثها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، في 2 أبريل (نيسان) الماضي، لتجديد النظر في الطلب المقدم في 23 سبتمبر (أيلول) 2011 إلى الأمين العام السابق بان كي - مون للحصول على العضوية الكاملة في «الأمم المتحدة».

وأحيل الطلب إلى رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي، المندوبة المالطية الدائمة، فانيسا فرازير، التي أحالته بدورها إلى لجنة قبول الأعضاء الجدد في المجلس. ولم تتمكن هذه اللجنة من الوصول إلى الإجماع الضروري من أجل دفع هذه العملية إلى الأمام.

سفير إسرائيل لدى «الأمم المتحدة» جلعاد إردان يصافح الممثل المناوب للولايات المتحدة روبرت وود في جلسة مجلس الأمن الخميس (رويترز)

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة ضغطت منذ الأربعاء، لإرجاء موعد التصويت على مشروع القرار الجزائري الذي وضع بالحبر الأزرق، ما يعني أنه صار جاهزاً للتصويت عليه. وشارك في هذه الجهود الأميركية وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال محادثات أجراها مطلع الأسبوع مع نظيره المالطي إيان بورغ، الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، وكذلك في اتصالات أخرى أجراها نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، بما في ذلك مع رئيس غويانا، عرفان علي، الذي تحتل بلاده مقعداً في مجلس الأمن.

وشملت الضغوط أيضاً كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية وسويسرا، التي لم تفصح ما إذا كانت ستؤيد مشروع القرار الذي ينص على الآتي: «إن مجلس الأمن، بعد درس طلب دولة فلسطين للقبول في (الأمم المتحدة)، يوصي الجمعية العامة بقبول عضوية دولة فلسطين في (الأمم المتحدة)».

جلسة الصباح

وكان غوتيريش يتحدث في مستهل جلسة على مستوى وزاري عقدها مجلس الأمن، الخميس، في شأن «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، فركّز على «الأخطار التي تشتد»، قائلاً إنه «يتعين ممارسة أقصى درجات ضبط النفس». وإذ كرر التنديد بـ«التصعيد الخطير» المتمثل في الهجوم الواسع من إيران ضد إسرائيل، وقبله الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق. ورأى أن «إنهاء الأعمال العدائية في غزة سيقلص بشكل كبير التوترات بأنحاء المنطقة»، جدّد مطالبته بالوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة. وأكد أن «تجنب تفشي المجاعة في غزة، ومنع حدوث وفيات يمكن تجنبها بسبب الأمراض، يتطلبان قفزة نوعية في المساعدات الإنسانية».

فلسطينيون يتجمهرون لتلقي مساعدات من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة مارس الماضي (رويترز)

وإذ وصف الوضع بأنه «جحيم» في غزة، كرر أن عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى (الأونروا) هو «العمود الفقري للعمليات الإنسانية» في القطاع. وشدّد أيضاً على أن المستوطنات في الضفة الغربية «غير قانونية»، مندداً بأعمال العنف ضد المدنيين هناك، داعياً إسرائيل إلى «القيام بخطوات فورية لإنهاء المستويات غير المسبوقة لعنف المستوطنين ومحاسبة الجناة».

وضع «الأونروا»

ووسط ترقب كبير لتقرير اللجنة المستقلة حول «الأونروا»، خلال الساعات القليلة المقبلة، عقد مجلس الأمن جلسة أخرى، مساء الأربعاء، للتركيز على عمل الوكالة، تحدث خلالها مفوضها العام فيليب لازاريني، الذي أشار إلى «مجاعة وشيكة من صنع البشر»، موضحاً أنه في شمال غزة «بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف».

وتطرق إلى ما تواجهه الوكالة من حملة لإبعادها عن الأرض الفلسطينية المحتلة، موضحاً أنه «في غزة، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء نشاطات الوكالة». وأكد أن «موظفينا ممنوعون من المشاركة في اجتماعات التنسيق بين إسرائيل والجهات الإنسانية. والأسوأ من ذلك، استهدفت منشآت الأونروا وموظفيها منذ بدء الحرب»، ما أدى إلى مقتل 178 موظفاً لدى «الأونروا» في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وذكر أن الموظفين الأمميين الذي احتجزتهم اسرائيل «تحدثوا عن شهادات مروعة لسوء المعاملة والتعذيب في الاحتجاز».

مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)

ووجّه لازاريني نداء لأعضاء مجلس الأمن بأن «يعملوا أولاً بما يتوافق مع قرار الجمعية العامة رقم 302، الذي يُنشئ الأونروا»، وحضّ ثانياً على «التزام عملية سياسية حقيقية تكتمل بالتوصل إلى حل يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين»، وأكد ثالثاً «الإقرار بأن العملية السياسية وحدها لن تضمن السلام المستدام» لأن «الجروح العميقة في المنطقة لا يمكن أن تُداوى إلا بغرس التعاطف ورفض نزع الإنسانية».

تشييع جثمان شاب فلسطيني قُتل في هجوم المستوطنين على قرية المغير بالضفة الغربية 13 أبريل الحالي (رويترز)

وقال وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إن «الأونروا» تتعرض «لهجوم سافر واستهداف مشين من الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني»، عادّاً أن هذا الاستهداف «جزء لا يتجزأ من المخطط الإسرائيلي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وإفراغ المشروع الوطني الفلسطيني من محتواه، وهدم أركان ومقومات الدولة الفلسطينية».

وقال المندوب البديل للبعثة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة»، روبرت وود، إن الكونغرس الأميركي أوقف تقديم مساهمات إضافية للوكالة في أعقاب «الادعاءات الخطيرة» بشأن المشاركة المزعومة لعدد من موظفيها في هجمات «حماس» ضد إسرائيل، وحضّ «الأونروا ومنظومة (الأمم المتحدة) الأوسع على اتخاذ الخطوات اللازمة كافة لتعزيز حياد المنظمة وتحسين استدامة الأونروا». إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة تعترف بـ«الدور الذي لا غنى عنه» للوكالة في غزة.

وأشار إلى أن واشنطن تتطلع إلى التوصيات النهائية لمجموعة المراجعة المستقلة بشأن «الأونروا»، وستواصل العمل مع الوكالة وغيرها «لتنفيذ إصلاحات لـ(الأونروا) لتبقى عاملة طالما كانت هناك حاجة إليها».

الموقف الفلسطيني

وقال الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني، زياد أبو عمر، إن الأونروا «ليست مجرد مشروع إنساني، إنما هي شاهد تاريخي على التزام المجتمع الدولي، بل واجبه تجاه اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم بسبب نكبة عام 1948».

طفلة فلسطينية نازحة تتناول الطعام من علبة في مخيم للنازحين برفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وذكر بأن الحملات الإسرائيلية على «الأونروا ليست جديدة»، داعياً إلى الضغط على إسرائيل لكي «تتوقف فوراً عن عرقلة عمليات (الأونروا) وانتهاك ولايتها».

أما المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان فعدّ أن «الأمم المتحدة» «مسؤولة بشكل مباشر عن إدامة» الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عادّاً أن «أحد الأسلحة التي صنعتها لإطالة أمد هذا الصراع هي (الأونروا)».

وخاطب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أعضاء المجلس بأن «(الأونروا) تستحق دعمكم، لأنها الوحيدة القادرة على تقديم المساعدة الحقيقية للفلسطينيين الجائعين في غزة، وتوفير الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس» في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والأردن، ولبنان، وسوريا.

وأكد دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» أن الطلب الفلسطيني سيحصل للمرة الأولى على الأصوات التسعة المطلوبة لإحالة الطلب على الجمعية العامة. غير أن الفيتو الأميركي سيعطل هذه المحاولة على الأرجح.


أطفال غزة يتوقون إلى أيام الدراسة التي حرمهم منها الصراع

طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
TT

أطفال غزة يتوقون إلى أيام الدراسة التي حرمهم منها الصراع

طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)

ينظر تلاميذ في العاشرة من العمر إلى مدارسهم المدمَّرة في غزة ويتألمون بينما يتذكرون ما فقدوه من التعليم والوقت الذي قضوه مع الأصدقاء في أفنيتها بعد اندلاع الحرب قبل أكثر من ستة أشهر، والتي أصابتهم بصدمة.

يشعر طلاب في العاشرة من العمر بصدمة وهم يحدقون إلى مدارسهم التي لحقها الدمار في قطاع غزة، وسط ذكريات مؤلمة عن الدراسة والوقت الذي كانوا يمضونه مع أصدقائهم في الملعب قبل اندلاع الحرب الدائرة منذ أكثر من ستة أشهر.

وقال عابد القرا، التلميذ بالصف الخامس، بينما كان يتفقد الأضرار مع صديقه محمد الفجم في بني سهيلا بشرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة: «كنا ندرس في هادول المدارس، كنا نلعب في الساحة وينزلولنا اللعب والكور، وكنا نطلع على الصفوف نلفلف ويجي علينا المدير يلفلف على الصفوف ويوزع علينا الكتب. كنا ننزل هناك ونشوف البني آدمين اللي رايحين ونقف على بوابة المدرسة. كنا عايشين يعني».

أحدثَ الرصاص ثقوباً في المباني، وتناثرت الأوراق في الفصول الدراسية المدمَّرة، وتمزقت الملصقات على الجدران، وتلفت الكتب.

وكل هذا تذكير قاسٍ بما فقده أولئك الذين يمثلون مستقبل غزة من تعليم وأحلام، منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في القطاع المكتظ بالسكان الذي يعاني نقصاً حاداً في المياه والغذاء والدواء والرعاية الصحية.

مئات الفلسطينيين يحتمون في مدرسة جنوب قطاع غزة (رويترز)

وشنّ مسلّحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» هجوماً على إسرائيل، تشير الإحصائيات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز 253 رهينة، في عملية مباغتة أشارت إلى إخفاقات كبيرة في الاستخبارات الإسرائيلية.

وردّت إسرائيل بهجوم جوي وبري تقول السلطات الصحية في غزة إنه أسفر عن مقتل ما يربو على 33 ألف فلسطيني، وسوَّى جزءاً كبيراً من مباني غزة بالأرض، بما في ذلك المدارس التي لها مكانة كبيرة في مجتمع يشكل فيه الأطفال نحو نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون في غزة.

وصار تلاميذ صغار متعطشون للتعلم يتساءلون عما إذا كانوا سيستطيعون حَزْم كتبهم والعودة إلى المدرسة مجدداً. وسكان غزة، كباراً وصغاراً، بحاجة ماسّة لرؤية أي مؤشر على أن القتال سينتهي، لكن لا يوجد شيء.

لم يفلح وسطاء في تضييق فجوة الخلافات بين الطرفين بما يكفي للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وسط تمرير للمقترحات ذهاباً وإياباً.

وجلس المدرس محمد الخضري على الأنقاض، وكتب على قطعة من الورق ما عبّر فيه عن الخراب الهائل الذي أصاب منظومة التعليم بجميع مراحلها؛ من رياض الأطفال إلى الجامعات.

وقال: «نحن نهيب بالجميع الاهتمام بالعملية التعليمية (في غزة)، وإعادة التعليم إلى ما قبل الحرب».

ومع ذلك فإن البعض لم يفقد الأمل، مثل محمد الفجم، التلميذ بالصف الخامس.

وقال: «أنا من الأوائل... أجيب 98 أجيب 100... كنت من الأوائل».

وأضاف: «بدنا نعمل خيام وندرس فيها، وبدنا ندرس فيها الخيام إيش ما كان التمن هندرس فيها. شوف صفنا يا الله كيف انحرق، شوف غرفة المدير اللي كان يجي منها الكتب وهالحلويات كان يوزع علينا كل حاجة وكان يوزع علينا ألعاب».


واشنطن: أي عمليات عسكرية كبرى في رفح ستكون خطأ فادحاً وخطيراً

فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)
TT

واشنطن: أي عمليات عسكرية كبرى في رفح ستكون خطأ فادحاً وخطيراً

فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)

أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني اليوم الخميس أن شن عمليات عسكرية «كبرى» في رفح بجنوب قطاع غزة سيشكل «خطأ فادحاً وخطيراً للغاية»، وذلك رداً على تقارير تحدثت عن سماح أميركا لإسرائيل باجتياح رفح مقابل تقليص الرد الإسرائيلي على هجوم إيران.

ورداً على سؤال بشأن الموقف الأميركي، قالت ستكني: «لا نزال على اقتناعنا بأن عمليات عسكرية كبرى في رفح ستشكل خطأ فادحاً وخطيراً للغاية على حياة المدنيين الذين قد يتعرضون للأذى... كانت الولايات المتحدة واضحة في أننا لا ندعم أي عملية برية في رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين».

كانت «هيئة البث الإسرائيلية» قد نقلت اليوم عن مصادر أمنية قولها إن الجيش ينتظر الضوء الأخضر لبدء عملياته في رفح بجنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أن خطة اجتياح رفح تحظى بموافقة أميركية.

لكن المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية قالت إن هناك طرقاً أخرى للتعامل مع الوضع الراهن في قطاع غزة، وأضافت: «بينما نشاطر إسرائيل الالتزام بالتعامل مع المشكلة التي تفرضها (حماس)، نعتقد أن هناك طرقاً أكثر فعالية للقيام بذلك».

وشددت ستكني على أن بلادها ستستمر بمناقشة هذا الموضوع مع الجانب الإسرائيلي، وقالت: «سنواصل متابعة النقاشات مع إسرائيل على مختلف المستويات حول هذه المسألة».

وفي وقت سابق من اليوم، طالب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة واشنطن، في حديثه مع «وكالة أنباء العالم العربي»، بإيضاح موقفها من التقارير التي أفادت بسماحها لإسرائيل باجتياح رفح مقابل عدم دخولها في حرب مع إيران، واصفاً هذا الأمر بأنه «كلام خطير».

ونزح غالبية أهالي قطاع غزة فراراً من القصف الإسرائيلي، ويتكدس ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني حالياً في رفح الواقعة على الحدود مع مصر.

وتسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في مقتل ما يقرب من 34 ألف فلسطيني وإصابة نحو 80 ألفاً، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ويُعتقد أن آلاف الجثث ما زالت تحت أنقاض المنازل المدمرة والركام في قطاع غزة الذي سوَّت إسرائيل غالبية مناطقه بالأرض.


القلق اللبناني من توسيع إسرائيل للحرب يتصدر لقاء ماكرون وميقاتي

من لقاء سابق بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)
من لقاء سابق بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)
TT

القلق اللبناني من توسيع إسرائيل للحرب يتصدر لقاء ماكرون وميقاتي

من لقاء سابق بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)
من لقاء سابق بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)

يتصدر القلق اللبناني حيال قيام إسرائيل في ردّها على الهجوم الإيراني الذي استهدفها، بتوسعته ليشمل جنوب لبنان، جدول أعمال اللقاء المقرر اليوم في باريس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ضوء ارتفاع منسوب المخاوف لدى عدد من الدول الأوروبية، التي حذّرت بلسان سفرائها في لبنان من اتساع رقعة المواجهة التي تصاعدت بين «حزب الله» وإسرائيل في الساعات الأخيرة، بشكل غير مسبوق، يمكن أن يصعب السيطرة عليه في حال شمول الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.

وكشفت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجب أن يوضع في الحسبان احتمال توسيع إسرائيل ردّها على إيران ليشمل جنوب لبنان، وقالت إن هذا الاحتمال لم يأتِ من فراغ، وإن مصدره أكثر من سفير أوروبي في لبنان يواكبون المواجهة المشتعلة بين إسرائيل و«حزب الله»، التي أخذت تتجاوز حدود إسناده لحركة «حماس» في غزة إلى فتح الباب أمام التهديد بالخروج عن قواعد الاشتباك، ويمكن أن تكون عيّنة مما ستؤول إليه المواجهة امتداداً لرد تل أبيب على الهجوم الإيراني.

ميقاتي يسعى إلى شبكة أمان أميركية - أوروبية

ولفتت المصادر إلى أن المخاوف من اتساع الحرب جنوباً ستكون حاضرة بامتياز في لقاء ميقاتي بماكرون، في محاولة لاستقدام الضغوط الأوروبية لمنع تفلت الوضع العسكري بشكل تصعب السيطرة عليه. وقالت إن لبنان يراهن حالياً على التدخل الأميركي لدى تل أبيب لمنعها من الرد على طهران بلا ضوابط، بخلاف الهجوم الإيراني الذي بقي محدوداً ومكّن إسرائيل من استيعابه بمساعدة واشنطن وعدد من الدول الأوروبية التي أسقطت معظم المسيرات والصواريخ وهي في طريقها إلى هدفها.

وأكدت المصادر أن ما يتطلع إليه ميقاتي في اجتماعه بماكرون يكمن في تأمين شبكة أمان أوروبية - أميركية للبنان، تضمن له عدم تطاير شظايا الهجوم الإسرائيلي على إيران لتطال جنوب لبنان، وقالت إن لا مصلحة لـ«حزب الله» بأن يُستدرج إلى توسيع الحرب، وأن هناك ضرورة إلى التجاوب مع النصائح الغربية التي أُسديت له مباشرة أو من خلال الحكومة، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي جو بايدن هو من يشرف شخصياً على «هندسة» الرد الإسرائيلي ليأتي محدوداً، أسوة بالهجوم الإيراني الذي أُعلم به بواسطة سفير سويسرا لدى طهران؛ كون بلاده تتولى إدارة الشؤون والمصالح الأميركية في غياب التمثيل الدبلوماسي بين واشنطن وطهران.

ورأت أن لا مصلحة لبايدن في لجوء إسرائيل إلى شنّ هجوم على طهران يمكن أن يؤدي إلى توسعة المواجهة العسكرية في المنطقة، وأن هناك ضرورة إلى ضبطه ليبقى محدوداً وتحت السيطرة، وأن انقطاع التواصل بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية لا يعني، مهما كانت الاعتبارات، أنهما على أهبة الدخول في مواجهة عسكرية، طالما أن السفارة السويسرية هي من تتولى التواصل بينهما إلى جانب الدور الذي تتولاه سلطنة عمان.

طهران تحرص على استمرار التواصل مع واشنطن

وقالت المصادر نفسها إن إيران، لا تسقِط من حسابها أن يتمكن بايدن من الضغط على إسرائيل للتعامل معها بالمثل في ردّها على الهجوم الذي استهدفها، أي أن يبقى محدوداً تحت سقف التعادل في تبادلهما للهجوم. وأكدت أن إيران ليست في وارد الانقطاع عن التواصل بالواسطة مع الإدارة الأميركية الحالية، وهي تتعاطى في ملف العلاقات الشائكة بينهما من زاوية قراءتها للمسار العام للتحضيرات للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

ولم تستبعد مصادر سياسية محسوبة على محور الممانعة وجود رغبة لدى بايدن في الدخول في مهادنة مع إيران، وهذا ما يفسّر، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، جنوحه نحو تدوير الزوايا ودعوته إسرائيل إلى ضرورة الاكتفاء برد محدود يمكنه توظيفه في استرداد تأييده من قبل الجاليات العربية والإسلامية في معركته الرئاسية ضد ترمب.

وبكلام آخر، فإن إيران، كما تقول المصادر السياسية، تواكب تصاعد المنافسة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والحالي بايدن، ولن تجد حرجاً مع تصاعد المواجهة بينهما في تفضيلها التجديد للأخير لولاية رئاسية ثانية، انطلاقاً من تقويمها بأن علاقتها معه تبقى أقل سوءاً مما هي مع ترمب.

سعي أميركي لتفادي مواجهة شاملة

وفي هذا السياق، تصنّف المصادر نفسها تشدُّد بايدن في الضغط على إسرائيل لمنعها من التفلُّت بلا قيود في ردّها على إيران، في خانة استمالتها لانتزاع تأييدها له ضد منافسه ترمب، لكنها لا تسقِط من حسابها إمكانية قيام إسرائيل باستهداف مواقع لإيران و«حزب الله» في سورية لاختبار رد فعلها؛ استباقاً للرد الذي تعد له في عقر دارها، على ألا تترتب عليه تداعيات تدفع باتجاه تصعيد المواجهة لتشمل المنطقة، وهذا يبقى الشغل الشاغل لدى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في ضغطها على إسرائيل لضبط إيقاع ردها بما يضمن استيعابه.

وعليه، تبقى الأنظار شاخصة إلى لقاء ميقاتي - ماكرون لعله يؤدي إلى تحييد جنوب لبنان عن الرد الإسرائيلي على إيران، رغم أن تصاعد المواجهة في الساعات الأخيرة يأتي في إطار تبادل الرسائل النارية بين «حزب الله» وإسرائيل، المحكومة حتى إشعار آخر بتوازن الرعب، على ألا تخرج عن السيطرة، وهذا ما يُقلق اللبنانيين الذين يواكبون الضغط الأميركي لمنع توسعة الحرب، وهذا ما تنقله المصادر السياسية عن السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، التي غادرت بيروت أمس لقضاء إجازة قصيرة، على أمل تجاوب الحزب مع ضبط النفس وعدم استدراجه لتوسعة الحرب، وهي تراهن على الدور الذي يضطلع به رئيس المجلس النيابي نبيه بري لدى الحزب الذي كان أوكل إليه التفاوض لتطبيق القرار 1701.


إجراءات متلاحقة لضبط الانفلاش النقدي في لبنان

هل ينجح مصرف لبنان في الحد من اقتصاد الكاش لمكافحة تبييض الأموال؟ (رويترز)
هل ينجح مصرف لبنان في الحد من اقتصاد الكاش لمكافحة تبييض الأموال؟ (رويترز)
TT

إجراءات متلاحقة لضبط الانفلاش النقدي في لبنان

هل ينجح مصرف لبنان في الحد من اقتصاد الكاش لمكافحة تبييض الأموال؟ (رويترز)
هل ينجح مصرف لبنان في الحد من اقتصاد الكاش لمكافحة تبييض الأموال؟ (رويترز)

عزّز البنك المركزي اللبناني إشعاراته الموجهة إلى الهيئات الرقابية الإقليمية والعالمية ووزارة الخزانة الأميركية، بالتزامه مواصلة اتخاذ التدابير الآيلة إلى معالجة أوجه القصور وتطوير آليات مكافحة الجرائم المالية، طبقاً للمعايير الدولية، والتعامل بجدية مع الملاحظات الواردة التي تحدد الثغرات القانونية والإجرائية.

وأكد مصرف لبنان أن الإجراءات المتخذة بدأت تنتج مفاعيل حسيّة باستهدافها تخفيف التعامل النقدي في الأسواق بشكل جيد وتدريجي، وهو يعمل منذ فترة من أجل إعادة تشجيع استعمال وسائل الدفع الإلكترونية، وتخفيف استعمال الدفع النقدي في السوق اللبنانية، وذلك بالتوافق مع المعايير الدولية، ولا سيما تلك المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

إجراءات لتشجيع استعمال بطاقات الدفع

وفي هذا المجال، بادر البنك المركزي، حسب بيان رسمي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى إعادة تشجيع استعمال بطاقات الدفع، وذلك بالتنسيق مع المعنيين، ولا سيما شركتي «ماستركرد» (MasterCard) و«فيزا» (VISA) والمصارف والمؤسسات المالية المعنية بإدارة وإصدار البطاقات. ومن بين هذه الإجراءات العمل على تخفيض تكلفة استعمال بطاقات الدفع محلياً، خاصة البطاقات الصادرة خارج لبنان، والمستعملة في السوق اللبنانية. ويتوقع أن يبدأ ظهور نتائج هذه المبادرات قريباً.

ودعا مصرف لبنان المصارف والمؤسسات المالية لاعتماد التسهيلات كافة لتأمين خدمات الدفع الإلكتروني، ولا سيما تلك المتعلقة ببطاقات الدفع، بأقل تكلفة ممكنة، كما يأمل من التجار كافة عدم وضع أي رسوم أو أعباء إضافية على المستهلك عند استعماله بطاقات الدفع، كون ذلك مخالفاً للقانون ويلحق ضرراً بالاقتصاد الوطني.

إضافة إلى ذلك، يعمل البنك المركزي، بالتعاون والتنسيق مع وزارة المالية، على مشروع اعتماد بطاقات الدفع كوسيلة لتسديد الضرائب والرسوم لدى جميع صناديق وزارة المالية الأساسية المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة، وذلك بعد تركيب أجهزة إلكترونية لنقاط البيع لدى هذه المراكز.

تجدر الإشارة إلى أن مصرف لبنان أصدر منذ عدة أشهر التعميم 165 المتعلق بمقاصة وتسوية الشيكات والتحويلات النقدية بالدولار «الفريش» والليرة اللبنانية. وقد بدأ استعمال التحويلات والشيكات «الفريش» بالارتفاع، وأصبحت الشيكات «الفريش» وسيلة دفع أساسية وآمنة وبديلة عن الدفع النقدي (الكاش).

وفي العام الماضي، عدّل مصرف لبنان التعميم رقم 69 المتعلق بالمدفوعات الإلكترونية، وأعطى تراخيص لعدد من المحافظ الإلكترونية (Mobile Wallets) المستوفية للشروط. وتسمح هذه المحافظ الإلكترونية لمستخدميها بتحويل الأموال في ما بينهم، تجاراً وأفراداً، بشكل فوري وآمن، وفقاً للقوانين والأنظمة ذات الصلة.

التعاون مع القضاء لكشف العمليات المشبوهة

أما في البعد القضائي المتصل بعمليات مالية ومحاسبية مشبوهة، فقد سبق لحاكمية مصرف لبنان أن أرسلت، مباشرة وبواسطة هيئة التحقيق الخاصة، المعلومات والمستندات والحسابات التي من شأنها أن تنير التحقيق الجاري والناتج عن تقرير التدقيق الجنائي لشركة «ألفاريز ومرسال»، وذلك فور طلبها، وتشكل العمليات التي تمت مع الشركة المعنية جزءاً منها، وبدأ القضاء في العمل عليها منذ مدة.

أيضاً، وفي ما يتعلق بالمعلومات عن عمليات قام بها «المركزي» مع إحدى الشركات المالية خلال الفترة ما بين 2015 و2018، أوضح مصرف لبنان أنه عملاً بسياسته المتبعة منذ الأول من أغسطس (آب) من العام الماضي (تاريخ تسلم وسيم منصوري لمهام الحاكمية)، يجري التعاون بشكل وثيق مع الجهات القضائية، وصولاً لإظهار الحقائق كاملة.

كذلك، برز تشديد «المركزي» على ضرورة البدء بتطبيق القانون الصادر منتصف عام 2021، الرامي إلى «إخضاع كل المستفيدين من دعم الحكومة للدولار الأميركي، أو ما يوازيه بالعملات الأجنبية، للتدقيق الجنائي الخارجي».