أجل صناع القرار بالنادي الأهلي أي قرارات تتعلق بالفريق الأول بالنادي لحين تجاوز صدمة الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وبحسب المعلومات الواردة لـ«الشرق الأوسط» فإن هناك نقاشات مستمرة حيال الأوضاع الحالية بالنادي والترتيب لعقد اجتماع ينتظر أن يشهد العديد من القرارات الهامة.
وبحسب المعلومات الواردة ورغم شح المتوفرة منها في ظل عدم رغبة أي إداري ولاعبي الأهلي الحديث إعلامياً فإن هناك توجهاً لعدم التفريط بأي لاعب يرغب في خدمة الكيان سواء كان محلياً أو أجنبياً مرتبطاً بعقد النادي، وسط أنباء تناولت إلى تقدم المقدوني ازغيان اليوسكي أولى الراحلين عن الفريق بعد التوصل لحل مرضٍ مع صناع القرار بالنادي.
وانضم اليوسكي خلال فترة الانتقالات الصيفية للموسم الرياضي الماضي لصفوف الفريق الأهلاوي بعقد يمتد لثلاث سنوات وسط أنباء متداولة لراتب سنوي يتقاضاه اللاعب يقارب 2.7 مليون يورو.
وسيدخل الأهلي مواجهات دوري الدرجة الأولى السعودي (يلو) بـ6 لاعبين غير سعوديين عقب قرار اتحاد الكرة الأخيرة بزيادة عدد اللاعبين غير السعوديين، مع ترك الحرية للأندية بتحديد هوية أحدهم (غير سعودي أو مواليد).
ويوجد خلاف اليوسكي في قائمة الأهلي 5 محترفين أجانب يتقدمهم البرازيليان دانكلير بيريرا وكارلوس أدواردو والكرواتي فيليب براداريتش والسوري عمر السومة والكاميروني فرانك كوم وجميعهم مرتبطون بعقود سارية مع النادي.
ورغم أن المبدأ يذهب إلى عدم التفريط بالنجوم فإن المصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن أندية سعودية وخليجية منافسة تعمل على جس نبض بعض النجوم مثل عبد الرحمن غريب وهيثم عسيري، وكذلك أجانبه مثل عمر السومة واليوسكي ودانكلير حول إمكانية الانتقال بعد الاتفاق مع إدارة النادي الأهلي التي ستعمل أيضاً على تخفيض فاتورة الفريق العالية، سيما وأن ميزانية الدعم من وزارة الرياضة في دوري الأولى ستنخفض إلى أكثر من 75 في المائة.
الأمر أيضاً لا يتعلق بإدارة النادي في الأهلي التي يبدو أنها تواجه ضغطاً عنيفاً وهجوماً لاذعاً من مشجعي الفريق بعد فشلها في إدارة الأزمة التي أدت إلى هبوط الأهلي لأول مرة في تاريخه إلى الدرجة الأولى في سابقة اعتبرها كثيرون «معيبة» في حق النادي.
ويعمل مسؤولون سابقون في النادي الأهلي إلى محاولات إقناع لماجد النفيعي رئيس النادي والمدير التنفيذي موسى المحياني بتقديم استقالتهما وترك الأهلي، لكن المسؤولين حتى اللحظة لم يتقدما بأي بادرة توحي برغبتهما في ذلك ويعملان على أن يكونا مختفيين عن الأنظار نظير الغضب الكبير تجاههما.
وتعاقدت إدارة الأهلي مع دانكلير وفيليب خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية لموسمين فيما تعاقدت مع إدواردو وفرانك خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية لموسم ونصف، في الوقت يرتبط السومة بعقد مع النادي يمتد إلى 2024.
وينتظر أن يتجه صناع القرار بالنادي الأهلي للجلوس مع المحترفين الموجودين في قائمة الفريق للتوصل مع بعض الأسماء لتسويات مالية تتيح لهم إنهاء العلاقة التعاقدية بالتراضي، والسعي لتخفيض رواتب بقية اللاعبين الآخرين.
وبات نجوم الأهلي في موقف صعب، بين الوفاء للكيان أو الرحيل لمواصلة مسيرتهم الاحترافية في أندية أخرى، في الوقت الذي أبدت عدد من الأسماء بحسب مقربين رغبتهم في الاستمرار مع الفريق وفي مقدمتهم ياسر المسيليم وسلمان المؤشر وعبد الله حسون.
وودع الأهلي الذي يعد أحد الأندية الكبار في الدوري السعودي للمحترفين في سابقة تاريخية أشعلت فتيل غضب جماهير النادي، إلى جانب لاعبين سابقين بالفريق عدوا ذلك الهبوط نتاج فشل إداري وفني ذريع لن يغتفر لكل من ساهم فيه، مطالبين وزارة الرياضة بالتدخل وإنقاذ ما يمكن من تاريخ النادي العريق.
وأكد عبد الهادي الحداد لاعب فريق الأهلي السابق في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن أسباب هبوط فريقه لدوري «يلو» نتيجة فشل في كل جوانب العمل بالنادي في مقدمتهم القرارات المتخبطة لإدارة النادي والتي ظهر جلياً في تخبطات التعاقدات الأجنبية لدعم صفوف الفريق وكانت نتيجتها فشل اللاعبين في صناعة الفارق مع الفريق واستمرار المدرب البلجيكي بيسينك هاسي، رغم المعطيات الكبيرة التي كانت تتطلب إقالته من وقت مبكر، خصوصاً مع الانطلاقة السيئة للفريق بالدوري وعدم الاستماع للنصائح بجلب مدرب على معرفة ودراية بفرق الدوري وقادر لتغيير من رتم النتائج السلبية التي يحققها الفريق، إلى جانب اللاعبين الذين لم يظهر أحد منهم للحديث عن معاناتهم.
وأضاف: «كان من الممكن تدارك الوضع بإقالة هاسي المبكرة وتم تجاهل كافة الأصوات التي نادت في وقت مبكر بضرورة تغيير الجهاز الفني، إلى جانب عدم وجود مسألة لإدارة النادي عن الأخطاء الفنية أو التنظيمية للفريق من قبل الجهات المعنية بالرياضة كونه يترتب عليها هدر مالي كبير جداً مثل الذي حصل مع الأهلي الآن واقتصار المسألة فقط في حال وجود أخطاء مالية فقط».
واستطرد حداد: «الآن فريق مثل الأهلي هبط كيف سيتم التعامل مع اللاعبين الأجانب المحترفين بالفريق وبمبالغ مالية كبيرة وإنهاء عقودهم سيحمل خزينة المالي مبالغ مالية كبيرة واستمرارهم كذلك، ودخل النادي في دوري (يلو) يختلف تماماً عما كان عليه في دوري المحترفين فكيف ستتم تغطية المديونيات التي ستترتب على النادي». واصفاً ما جرى لناديه بالكارثة بهبوط نادي كبير ذي تاريخ عريق حقق العديد بالإنجازات.
من يتحمل الهبوط، قال حداد: «الجهاز الإداري بشكل أساسي وكذلك اللاعبين الذي كان الأمر يتطلب منهم الظهور والحديث عن حجم المعاناة الذي هم فيها ولكن أن تترك الحبل على الغارب وأنت خائف على عقدك... أعتقد أن هذا الأمر ليس به ولاء مطلقاً للنادي».
وطالب لاعب الأهلي السابق بمحاسبة إدارة النادي الحالية، مشيراً إلى أن بقاءها عبارة عن استمرار للحزن الأهلاوي كون العديد لا يرغبون في وجود أي شخص منهم سواء على الصعيد إدارة النادي أو الجهازين الإداري أو الفني إلى جانب بعض اللاعبين، مشيراً إلى أن ما وقع للأهلي ليس صدمة فقط لأنصار النادي بل لجميع الرياضيين في الوسط الرياضي.
وأضاف: «كرة القدم بالنسبة لأشخاص كثر هي حياة ونتنفسها نحن مع الأهلي، وثق تماماً ليس هناك من سيكون سعيداً بهبوط أحد الفرق الكبيرة سواء الاتحاد أو الهلال أو النصر، فهم منبع كرة القدم ولهم جماهيريتهم الكبيرة ومصدر سعادة في مدرجات الملاعب السعودية».
وأكد حداد: «لو أملك قراراً بالنادي سأعمل على عدم بقاء أي لاعب بالفريق الحالي مع النادي باستثناء لاعبين محددين، وعلى صعيد اللاعبين الأجانب جميعهم لا بد من تغييرهم، واللاعبون السعوديون لن يبقى منهم سوى لاعبين إلى ثلاثة فقط ما حصل هو عدم احترام لتاريخ النادي العريق وهناك من يقول إن عمر السومة حقق بطولات مع النادي ولكن هذا كله لا يقارن بهبوط الفريق ولا يشفع له».
وشدد على أن الحل يكمن بإجماع مشجعي الأهلي على تعيين مجلس إدارة جديد، مكون من أبناء النادي المعروفين بخبرتهم لإعادة ترتيب أوضاع النادي.