بلاتر «مصدوم» من القضاء الأميركي وينتقد حملة «الكراهية» الأوروبية

نائب رئيس الاتحاد الإنجليزي يرفض عضوية «فيفا» بعد إعادة انتخاب السويسري.. ومزيد من الاتهامات تنتظر المسؤولين

بلاتر يواجه التحدي الأكبر للإصلاح في «فيفا» (أ.ف.ب)
بلاتر يواجه التحدي الأكبر للإصلاح في «فيفا» (أ.ف.ب)
TT

بلاتر «مصدوم» من القضاء الأميركي وينتقد حملة «الكراهية» الأوروبية

بلاتر يواجه التحدي الأكبر للإصلاح في «فيفا» (أ.ف.ب)
بلاتر يواجه التحدي الأكبر للإصلاح في «فيفا» (أ.ف.ب)

أعرب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر، أمس، عن «صدمته» للطريقة التي استهدف بها القضاء الأميركي المنظمة الرياضية العالمية، وندد بما اعتبره حملة «كراهية» ضده من قبل مسؤولي كرة القدم الأوروبيين.
وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري، قال بلاتر، أمس، إنه يشتبه في أن اعتقال 7 من كبار مسؤولي «فيفا»، الأربعاء الماضي، في زيوريخ، بموجب مذكرة توقيف أميركية لمكافحة الفساد كان محاولة «للتدخل في أعمال مؤتمر الاتحاد الدولي»، الذي أعاد انتخابه لولاية خامسة متتالية، أول من أمس. وفاز بلاتر برئاسة «فيفا» بعد انسحاب الأمير الأردني علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله، قبل الجولة الثانية من التصويت. وحصل بلاتر على 133 صوتا، مقابل 73 للأمير علي في الجولة الأولى. وفي الوقت الذي أشار فيه مسؤولون أميركيون إلى إمكان توجيه إدانات جديدة ضمن التحقيق، علق بلاتر بالقول إن هناك حملة متعمدة ضد «فيفا»، شملت القيام بعمليات توقيف، قبل يومين فقط على التصويت. وقال بلاتر لقناة «آر تي إس» السويسرية: «هناك مؤشرات لا تكذب. الأميركيون كانوا مرشحين لمونديال 2022 وخسروا». وأضاف: «لست متأكدا، لكن الأمور غير مطمئنة». واستشعر بلاتر وجود علاقة بين أميركا والأردن، بلد الأمير علي. وأكد بلاتر أنه «لا ينبغي نسيان أن الولايات المتحدة الأميركية الراعي الرئيسي للمملكة الهاشمية، بلد منافسي، الأمور لا تبدو جيدة».
وحتى الآن وجه القضاء الأميركي اتهامات إلى 14 شخصا من بينهم 7 في زيوريخ في قضية رشى بقيمة 150 مليون دولار. وعبر ريتشارد ويبر رئيس وحدة التحقيق الجنائي لدى هيئة الضرائب الأميركية عن ثقته في «توجيه اتهامات أخرى في إطار فضيحة الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم». وقال ويبر لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «أنا واثق من حصول موجة اتهامات أخرى. نعتقد بقوة بوجود أشخاص وشركات أخرى متورطة في أعمال إجرامية»، من دون أن يوضح أسماء المستهدفين بالتحقيقات. وتابع: «لم يكن هناك أي قرار باستهداف كرة القدم، نحن نكافح الفساد.. خبرتنا تسمح لنا بمتابعة الأموال في قضية فساد دولية مماثلة».
وكان كيلي كوري النائب العام المؤقت في بروكلين نبه عالم كرة القدم بأن هذه «بداية جهودنا وليست النهاية». ووجهت اتهامات لأبرز أركان الاتحاد الدولي نجا منها بلات.
ورد بلاتر على الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي طالبه بالتنحي قائلا: «الكراهية لا تأتي فقط من شخص في الاتحاد الأوروبي بل من منظمة الاتحاد الأوروبي التي لم تتقبل أني أصبحت رئيسا لـ(فيفا) في 1998 (فاز في الانتخابات على السويدي لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبي آنذاك)». وعما إذا كان يسامح بلاتيني لمطالباته المتكررة بالاستقالة، قال بلاتر: «أسامح الجميع لكن لا أنسى». وأضاف: «لا يمكننا العيش من دون الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن للاتحاد الأوروبي العيش من دوننا».
وختم بلاتر (79 عاما) بالقول إنه لن يترشح لولاية سادسة في عام 2019. وكان بلاتر رأى في تصريح لموقع الاتحاد الدولي أنه مستعد لتحمل المسؤولية، بعد زلزال الفساد الذي ضرب أروقة اتحاده، وسيبدأ بذلك في الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي، أمس السبت: «سأوجه له بعض الرسائل، والبعض منهم سيتفاجأ منها». وأضاف: «لم يكن الأمر سهلا في خطابي خلال الكونغرس، فقد تحدثت من قلبي، وأعتقد أن الجميع فهم أنني جاد في رسالتي وأريد البقاء لتحمل المسؤولية واستعادة المصداقية، وإلا لكان تحول الكونغرس من جهة إلى أخرى».
وأعرب عدد من مسؤولي كرة القدم الأوروبيين عن قلقهم بعد إعادة انتخاب بلاتر، ولمحوا إلى إمكان اتخاذ إجراءات ضد «فيفا». وأعلن رئيس الاتحاد البريطاني لكرة القدم غريغ دايك أن بريطانيا ستكون مستعدة لدعم مقاطعة أوروبية للمونديال. كما أشار ديفيد جيل ممثل بريطانيا في اللجنة التنفيذية إلى أنه يرفض تولي أي مناصب في «فيفا»، بعد إعادة انتخاب بلاتر. وأكد جيل نائب رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أمس أنه لن ينضم لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للعبة بعد إعادة انتخاب بلاتر رئيسا لـ«فيفا» لولاية خامسة.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن جيل قوله: «هذا الأمر لا أتعامل معه باستخفاف، لكن الأحداث المسيئة والرهيبة التي وقعت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أقنعتني بأنه من غير اللائق لي الانضمام لعضوية اللجنة التنفيذية لـ(فيفا) مع القيادة الحالية». وأضاف المسؤول الإنجليزي قوله: «أقر تماما بأن السيد بلاتر انتخب بصورة ديمقراطية، وأتمنى لـ(فيفا) كل نجاح في مواجهة الكثير من القضايا المزعجة التي تواجهها».
وأردف جيل قائلا: «لكن سمعتي المهنية مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لي، وببساطة فأنا لا أعرف كيف ستتغير الأمور لصالح كرة القدم العالمية، بينما يظل السيد بلاتر في المنصب». كما غاب عن اجتماع اللجنة التنفيذية جيفري ويب من جزر كايمان، نائب رئيس «فيفا» عن الاجتماع بعد القبض عليه الأربعاء الماضي لادعاءات حول تورطه في التحقيقات الأميركية بشأن الفساد، كما غاب البرازيلي ماركو بولو دل نيرو، عقب سفره المفاجئ إلى بلاده بعد اعتقال مواطنه خوسيه ماريا مارين.
من جهته، صرح بلاتيني: «أنا فخور لأن الاتحاد الأوروبي دافع ودعم تحركا من أجل التغيير في فيفا. وهو تغيير حاسم برأيي إذا أرادت هذه المنظمة استعادة مصداقيتها». كما أضاف أن الاتحاد الأوروبي سيتباحث في اتخاذ إجراءات ضد «فيفا» في السادس من يونيو (حزيران). وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعرب عن تأييده للدعوات من أجل استقالة بلاتر بينما أشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى أن المنظمات الرياضية العالمية «فوق أي شبهات». في المقابل، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«حرفية» بلاتر، وهنأه على إعادة انتخابه، مبديا «استعداد روسيا للتعاون مع (فيفا) خصوصا فيما يتعلق بالتحضيرات لمونديال 2018»، التي تستضيفها بلاده.
وشن القضاء الأميركي عبر نظيره السويسري حملة اعتقالات الأربعاء الماضي طالت أبرز أركان الاتحاد الدولي بتهم فساد وابتزاز واحتيال وتبييض أموال، فاعتُقل 7 واتهم آخرون، فيما فتح القضاء السويسري تحقيقا بشأن فساد طال ملفي ترشح روسيا وقطر لاستضافة مونديالي 2018 و2022.
من جانبه، أعرب الاتحاد الأسترالي لكرة القدم أمس عن خيبة أمله إزاء إعادة انتخاب بلاتر رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم. وقال رئيس اتحاد الكرة الأسترالي فرانك لوي إنه يأمل أن يفي بلاتر بوعده باستعادة سمعة «فيفا». وتابع: «إنها ديمقراطية وانتخب بلاتر وفقا للقواعد».
واستطرد: «لقد كان (بلاتر) واضحا جدا في الاعتراف بأن (فيفا) يواجه تحديا حقيقيا لاستعادة مكانته، وستلعب أستراليا دورها مع غيرها من الاتحادات في محاولة لتحقيق ذلك». وكان الاتحاد الأسترالي قد ساند الأمير علي بن الحسين منافس بلاتر في الانتخابات. وأضاف: «الأصوات التي حصل عليها الأمير علي لم تكن قليلة، وتعكس اعتقادا داخل (فيفا) ومجتمع كرة القدم الدولية بأن هناك حاجة إلى الحكم الرشيد، وأن إصلاحات أخرى يتعين تنفيذها في أقرب وقت ممكن».
وأكد فولفغانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم أمس أن المقاعد القارية في مونديال روسيا 2018 وقطر 2022 ستبقى دون تغيير، حيث ستواصل أوروبا امتلاك أكبر عدد من المقاعد بإجمالي 13 مقعدا. وقال نيرسباخ عقب نهاية اجتماع اللجنة التنفيذية لفيفا في زيوريخ إن التغيير المحتمل لن يتم تطبيقه إلا مع حلول مونديال 2026، وهي البطولة التي قد تشهد زيادة عدد الفرق المشاركة من 32 إلى 40 فريقا. ولن يحدث أي تغيير في مونديال روسيا وقطر، حيث سيكون لأوروبا 13 مقعدا بالإضافة إلى روسيا الدولة المنظمة لمونديال 2018، ولأفريقيا 5 مقاعد، وأربعة ونصف مقعد لكل من آسيا وأميركا الجنوبية، مقابل ثلاثة مقاعد ونصف للكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ونصف مقعد لأوقيانوسيا على أن تتأهل الدولة المضيفة مباشرة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».