قمتا «السبع» و«الناتو» للحفاظ على وحدة الغرب في مواجهة روسيا

قمتا «السبع» و«الناتو» للحفاظ على وحدة الغرب في مواجهة روسيا
TT

قمتا «السبع» و«الناتو» للحفاظ على وحدة الغرب في مواجهة روسيا

قمتا «السبع» و«الناتو» للحفاظ على وحدة الغرب في مواجهة روسيا

يلتقي قادة دول مجموعة السبع غدا في ألمانيا، وقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الثلاثاء المقبل في مدريد، لمحاولة الحفاظ على وحدة مواقفهم في مواجهة موسكو بعد أن أظهرت التطورات الأخيرة عدم التوافق الكامل في كيفية إدارة الأزمة التي تسببت بها الحرب الأوكرانية، فيما يخص الطاقة ونقص الإمدادات الغذائية على الصعيدين المحلي والعالمي. ويقول الباحث في المجلس الألماني للعلاقات الدولية ستيفان ميستر «الهجوم الروسي جعل الدول السبع تدرك أنها تحتاج إلى بعضها البعض، خصوصاً في مـــواجهة التضخم والتهديدات بأزمات في موارد الطاقة والغذاء. كل ذلك يختبر مقاومة المجتمع الدولي».
وتلتقي مجموعة (جي 7)، ألمانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، اعتباراً من الأحد في جبال الألب البافارية، لعقد اجتماعهم السنوي. وستكون مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا في صلب هذا الاجتماع.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الذي تستضيف بلاده قمة المجموعة هذا العام، «ما زالنا بعيدين عن المفاوضات... لأن بوتين لا يزال يؤمن بإمكانية إملاء السلام»، داعياً حلفاءه إلى «الاستمرار» في دعم كييف من خلال العقوبات و«تسليم الأسلحة» لأوكرانيـــــا.
وسيقدم الرئيس الأميركي جو بايدن مجموعة من المقترحات لزيادة الضغوط على روسيا وإظهار الدعم الجماعي لأوكرانيا. وقال مسؤول في البيت الأبيض «سيتم طرح مجموعة مقترحات لمعالجة تأثير حرب بوتين فيما يتعلق بأمن الطاقة والأمن الغذائي، وســـــــــيكون هناك نقاشات حول تعزيز التعاون في القضايا الاقتصادية والأمن السيبراني وما يتعلق بالتحديات التي تطرحها الصين».

ويقول خبراء إن هناك القليل الذي يمكن لقادة مجموعة السبع القيام به لمواجهة هذه الضغوط التضخمية في المدى القريب، لأنه حتى وإن توصلت الدول إلى تخفيف الإجراءات العقابية ضد روسيا، فإن ذلك لن يخفف على الفور من ارتفاعات الأسعار ومن أزمتي الطاقة والغذاء.
ويقول مـوريس اوبستفيلد المستشار الاقتصادي السابق للرئيس أوباما إن دول مجموعة السبع تواجه نفس التحديات في ارتفاعات أسعار الطاقة وارتفاعات معدلات التضخم وتحاول جميعا اتخاذ إجراءات لتخفيف هــــــــــــذه الضربة على اقتصاداتها وقد تحاول إدارة بايدن إلغــــاء القيود على استيراد الصلب والألمنيـــــوم من أوروبا وإعفاءها من الرسوم الجمركية وتسريع الاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجـــــددة، «لكن ذلك لن يقلل معدلات التضخم بشكل كبير لكنه ســـــــيظهر أن الولايات المتحدة تحارب الأسعار بكل السبل وتساعد في بناء تعاون وثيق مع حلفائها».
ومن المتوقع أن يتحدث المسؤولون الغربيون عن الدعوة التي أطلقها المستشار الألماني والتي تطالب بوضع «خطة مارشال لإعادة إعمار» أوكرانيا، أي خطة مساعدات كتلك التي قدمتها واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية وساعدت أوروبا المنكوبة على الوقوف على قدميها. لكن المشروع الطويل سيكلف «المليارات» وستنخرط فيه «عدة أجيال».
ومن المتوقع أن يطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المزيد من الأسلحة لبلاده وضغطاً إضافياً على موسكو، خلال لقاء عبر الفيديو الاثنين مع قادة مجموعة السبع المجتمعين في قصر إلماو.
يتبع قمة المجموعة، لقاء التكتل العسكري الغربي لحلف الناتو التي ستمتد على مدار يومين في مدريد اعتباراً من 28 يونيو (حزيران).
وفي تقييم قاتم للوضع، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر «سنوات».
ويشارك بايدن في القمة، وهي الرابعة التي يشــــارك فيها منذ توليه منصبه، والتي تبحث ملفا هاما هو انضماما فنلندا والسويد للحلف وما يتعلق بزيادة الإنفـــــاق الدفاعي حيث تسعى الدول الأعضاء في الحلف إظهار التضامن في الرد على الحرب الروسية وتبديد أي شكوك حول وجود خلافات بين أعضاء الحلف.
وسيلقي زيلينسكي كلمة أيضاً أمام الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف في آخر مرحلة من نشاطات دبلوماسية مكثفة بدأت الخميس خلال قمة للقادة الأوروبيين في بروكسل حيث منحت أوكرانيــــــا صفة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يكشف الناتو عن خططه لحماية قسمه الشرقي القريب من روسيا. وسيترافق الإعلان عن هذه الخطط الدفاعية مع «مفهوم استراتيجي» جديد قد يعزز موقف الحلف في مواجهة روسيا ويطرح، للمرة الأولى، التحديات التي تفرضها الصين. وتلقي معارضة أنقرة لطلب السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بظلها على الوحدة التي كان سيظهرها أعضاء الحلف.


مقالات ذات صلة

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.


روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».