سنوات السينما

وورن بايتي وفاي داناواي في «بوني وكلايد»
وورن بايتي وفاي داناواي في «بوني وكلايد»
TT

سنوات السينما

وورن بايتي وفاي داناواي في «بوني وكلايد»
وورن بايتي وفاي داناواي في «بوني وكلايد»

- Bonnie and Clyde
- (1967)
- ★★★★
حسب مصادر عليمة، كتب روبرت بنتون وديفيد نيومان سيناريو هذا الفيلم وفي البال قيام الفرنسي فرنسوا تروفو بإخراجه كعمل يتميّز بلمسته الفنية. لكن تروفو لم يكن مستعداً لتحقيق فيلم عن عصابة «بوني وكلايد» في فترة الكساد الأميركية في العشرينات فاعتذر وحسناً فعل. لكنه أوعز إلى الكاتبين بالتوجه إلى زميله جان - لوك غودار. حين مقابلته، وافق غودار بشرط نقل الأحداث إلى اليابان بشخصيات يابانية.
شرط إعجازي عاد بعده الكاتبان إلى قناعة مختلفة وتوجها بالمشروع إلى الممثل وورن بيتي الذي قرر إنتاجه واختار للمهمّة المخرج آرثر بن الذي كان تعامل وإياه على فيلم سابق بعنوان Micky One.
يسرد الفيلم بواقعية لا تخلو من مصادر شعرية حكاية الخارج عن القانون كلايد بارو (وورن بيتي) وصديقته بوني باركر (فاي داناواي) التي التحقت به متخلية عن حياة الفقر والدعة والبيئة الريفية. معاً، وبالاشتراك مع شاب استخدماه لقيادة سيارة الهروب (مايكل ج. بولارد) وشقيق كلايد (جين هاكمان) يقومان بسلسلة ناجحة من سرقات المصارف. في مفهوم كلايد أن المصارف هي التي تستغل الوضع الاقتصادي البائس وتسرق الأميركيين. نراه ينفّذ المهام ويوزع بعض الحصيلة على المحتاجين. كل هذا والـ«إف بي آي» تحاول الإيقاع بكلايد وعصابته من دون جدوى إلى أن يتمكن منه أحد عملائها (دنفر بايل) بعد وشاية والد سائقهما (دَب تايلور) فيمطران سيّارته بالرصاص في مشهد اتخذ نموذجاً لموت شعري يوعز بأسف الفيلم لنهاية بوني وكلايد.
لم يكن هذا الفيلم أول عمل سينمائي عن حياة هذا الثنائي الشهير. ففي سنة 1958 قام المخرج المخضرم ويليام وتني (آت من عمق الفترة الصعبة ذاتها) بتحقيق «قصة بوني باركر» مركزاً على حياة بوني كما أدتها دوروثي بروفين. استفاد ذلك الفيلم من الهالة الإعلامية التي هرعت إليها الصحافة الأميركية لرفع مبيعاتها، فبوني، على سبيل المثال، تقتل كالرجال، بينما لم يسجل التاريخ أنها قتلت أحداً، وتدخن السيغار وهي التي لم تدخنه مطلقاً.
الصورة المرتسمة في فيلم آرثر بن أكثر اكتمالاً وواقعية وتشمل العلاقة العاطفية بين بوني وكلايد وعجز الأخير عن ممارسة الحب واستعاضة ذلك بكتابة الشعر. بوني أحبّته رغم كل ذلك وأخلصت له. الفيلم هو أكثر سعة في الموضوع وعناصر إنتاجه معاً وهو يحتوي على توفير صورة واضحة لوضع ما سُمّي بـ«سنوات اليأس» الأميركية في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي.
«هل تريد أن تنتقم؟» يسأل كلايد المزارع العجوز الذي سلب المصرف أرضه بسبب عدم قدرته على دفع ديونه، ثم يعطيه مسدسه ويطلب منه إطلاق النار على اللوحة الخشبية التي علّقها المصرف على واجهة المنزل تشفياً. يفعل المزارع ذلك بلذة مبررة ثم يسأل عامله الأسود: «هل تريد أن تفعل الشيء نفسه؟». يتشجع العامل ويطلق بضع رصاصات على اللوحة ذاتها. هذا لن يعيد للمزارع أرضه، لكن المشهد رمزي وإيحاء بمرجعية كلايد السياسية الذي قام، خلال فترة حياته، بتمثيل أفلام سياسية أكثر مما فعل المخرج الفرنسي كوستا - غافراس.
«بوني وكلايد» ليس فيلم العصابات الوحيد ذي المرجعية الواقعية بالطبع. الفترة ذاتها شهدت آخرين عديدين ممن خرجوا عن القانون مثل ماشين غن كَلي وبايبي فايس نلسن ودلنجر. هذا الأخير كان موضوع فيلم رائع آخر قام به جون ميليوس سنة 1973، على عكس الآخرين لم يقتل كلايد مواطنين أبرياء بل اكتفى بسرقة المصارف فقط.

- ضعيف ★ I وسط ★★ I جيد ★★★ I ممتاز ★★★★ I تحفة ★★★★★


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».