«الإرهاب» و«الهجرة» يعززان علاقة تونس بالاتحاد الأوروبي

قناعة مشتركة بدور التنمية في حل المشكلتين

«الإرهاب» و«الهجرة» يعززان علاقة تونس بالاتحاد الأوروبي
TT

«الإرهاب» و«الهجرة» يعززان علاقة تونس بالاتحاد الأوروبي

«الإرهاب» و«الهجرة» يعززان علاقة تونس بالاتحاد الأوروبي

في إطار زيارة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، هي الأولى له لبروكسل منذ توليه مهام منصبه، بحث رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد مع عدد من نواب البرلمان الأوروبي، أمس (الخميس)، عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، وعلى رأسها ملفا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث أكد البرلمان الأوروبي دعمه الشديد لتونس في مواجهة هاتين المشكلتين.
وقال البرلمان الأوروبي في بيان إن الصيد التقى أعضاء لجنة الشؤون الخارجية واللجنتين الفرعيتين لحقوق الإنسان والأمن والدفاع لمناقشة آخر التطورات في بلاده، إضافة إلى التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وسبل معالجة تدفقات الهجرة غير الشرعية.
من جانبه قال الصيد إن «انتقال تونس إلى الديمقراطية كان صعبا، واستغرق أكثر من 3 سنوات لاستكماله»، مشيرا إلى أن التحدي السياسي الرئيسي يتمثل الآن في أن يصبح الدستور الذي أقر حديثا واقعا عمليا.
وأكد أنه «لا يمكن تحقيق التنمية من دون أمن»، لافتا إلى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب تأتي على رأس الأولويات في تونس. وشدد على أن الاستراتيجية الجديدة التي تستمر 5 سنوات ستدعم أيضا الاقتصاد وبرامج ومشاريع التنمية في مختلف أنحاء البلاد.
وبشأن تدفقات الهجرة، أكد الصيد أن هناك دائما حاجة للتصدي لها، موضحا أن السبيل الوحيدة لتحقيق ذلك تأتي من خلال إيجاد حلول مستدامة محليا، من أجل إدماج هؤلاء الأشخاص في بلادهم، ومنعهم من الهروب والتسلل إلى الخارج.
ومن جانبهم، رحب أعضاء البرلمان الأوروبي بالتقدم الذي أحرزته تونس، مع الاعتراف بوجود صعوبات مع مجالي الهجرة والإرهاب.
ويتقاسم الاتحاد الأوروبي والسلطات التونسية القناعة بأن تحقيق التنمية وخلق فرص العمل والعدالة الاجتماعية، تلعب دورًا مهما في خفض مخاطر التطرف والعنف في المجتمع.
وفي السياق ذاته، جدد الوزير الأول البلجيكي، شارل ميشال، عزم بلاده دعم تونس في جهودها للحد من الهجرة غير الشرعية.
وأضاف خلال ندوة صحافية مشتركة مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد عقب لقاء جمعهما أمس: «بلجيكا ستعمل مع تونس، اليد في اليد، للتحكم في تدفق الهجرة في المتوسط»، وأشار ميشال إلى ضرورة وضع حد للمآسي الإنسانية التي أضحت تتكرر في البحر الأبيض المتوسط، مبرزا التزام بلاده بوضع على ذمة تونس كل الوسائل المادية والمالية التي تحتاجها.
وأكد ميشال أن بلجيكا تقف إلى جانب تونس في حربها على الإرهاب، وتدعم جهودها في مقاومة الأصولية والتطرف.
وأضاف أنه لا يمكن اعتبار الحرب على الإرهاب شأن تونس بمفردها، خصوصا أن أوروبا قد ذاقت ويلاته.
ومنذ انتخاباتها الديمقراطية التي رحب بها شركاؤها الدوليون، تواجه تونس دوامة من العنف المسلح أودت بالعشرات من عناصر قوات الأمن.
وتزداد المخاوف من زعزعة استقرار تونس بسبب الفوضى في ليبيا، وخصوصا بعد الهجوم الذي استهدف في مارس (آذار) الماضي متحف باردو، مخلفا 22 قتيلا، وتبناه تنظيم داعش.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.