مظاهرة أمام مقر الـ«فيفا» تؤيد طلب فلسطين بإقصاء إسرائيل من الجمعية

مظاهرة أمام مقر الـ«فيفا» تؤيد طلب فلسطين بإقصاء إسرائيل من الجمعية
TT

مظاهرة أمام مقر الـ«فيفا» تؤيد طلب فلسطين بإقصاء إسرائيل من الجمعية

مظاهرة أمام مقر الـ«فيفا» تؤيد طلب فلسطين بإقصاء إسرائيل من الجمعية

احتشد عشرات المتظاهرين اليوم (الجمعة)، خارج مقر اجتماع الجمعية العمومية الـ65 (الكونغرس) للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لتأييد طلب فلسطين إقصاء إسرائيل من الـ«فيفا».
ورفع المتظاهرون، الذين احتشدوا أيضا بأعداد أكبر مساء أمس الخميس خلال الافتتاح الرسمي للكونغرس، اللافتات والأعلام خارج مجمع «هالنستاديون» في مدينة زيوريخ السويسرية، مرددين هتافات التأييد لطلب فلسطين.
وقال جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قبل افتتاح كونغرس الـ«فيفا»: «أريد إنهاء محنة شعبنا. إنني مسؤول عن الرياضة، ولا أمارس
السياسة. والمشكلة أن حقوق الشعب الفلسطيني ليس معترفا بها». مطالبًا الاتحاد الفلسطيني للّعبة بإقصاء نظيره الإسرائيلي من الـ«فيفا»، بسبب القيود الأمنية القاسية المفروضة على تحركات اللاعبين ونقل المعدات الرياضية عبر المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة الأمن الإسرائيلي.
كذلك يرى الاتحاد الفلسطيني أنه لا يجب السماح لأندية كرة القدم في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالاشتراك في الدوري الإسرائيلي.
من جهته حاول السويسري جوزيف بلاتر رئيس الـ«فيفا»، إيجاد حل للقضية وإلغاء التصويت على طلب فلسطين من جدول أعمال الكونغرس؛ لكن من دون جدوى، على الرغم من أنه أجرى محادثات والتقى خلال زيارته للمنطقة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلى صعيد متصل، أخرج رجال الأمن متظاهرتين مؤيدتين للفلسطينيين، رفعتا علم فلسطين ودعتا إلى تعليق عضوية إسرائيل داخل القاعة التي كانت تعقد فيها الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم، حسبما ذكر صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية.
ويفترض أن تبت الجمعية العمومية صباح اليوم، في القرار الفلسطيني بطلب منع إسرائيل من خوض المسابقات الدولية، وخصوصًا معاقبتها بسبب القيود التي تفرضها على سفر اللاعبين الفلسطينيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».