معادن ملتوية وخرسانة تالفة... آخر ما تبقّى من مصنع آزوفستال في ماريوبول

جندي روسي في مصنع آزوفستال للصلب (أ.ف.ب)
جندي روسي في مصنع آزوفستال للصلب (أ.ف.ب)
TT
20

معادن ملتوية وخرسانة تالفة... آخر ما تبقّى من مصنع آزوفستال في ماريوبول

جندي روسي في مصنع آزوفستال للصلب (أ.ف.ب)
جندي روسي في مصنع آزوفستال للصلب (أ.ف.ب)

لم يتبقَّ إلّا أكوام من المعدن الملتوي والخرسانة التالفة من مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، الذي احتلته القوات الروسية في منتصف مايو (أيار) بعدما أصبح رمزاً للمقاومة الأوكرانية في هذه المدينة الساحلية المدمَّرة.
ويُجري الجنود الروس والانفصاليون دوريات في ما بقي من آزوفستال، وعلى أذرعهم شارات بيضاء. لم يعد مصنع الصلب السابق الذي كان يوظّف أكثر من 12 ألف شخص قبل الحرب، إلّا حقل خراب لم يُطهَّر تماماً بعد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتُدوّي أصوات انفجارات بشكل منتظم. ويحرس المهندسون الروس الموقع، فيما تفحّ رائحة نتنة، قد تكون رائحة جثث متحللة، حول بعض المباني.
وتمكّنت وكالة الصحافة الفرنسية من زيارة مصنع آزوفستال للمرة الأولى مع صحافيين آخرين، في إطار زيارة نظّمتها وزارة الدفاع الروسية.
ومن أهم الحواجز التي تعترض زائري آزوفستال متاهة الأنفاق التي بُنيت على عدة مستويات وعلى مسافة كيلومترات في الحقبة السوفياتية، والتي سهّلت للمدافعين الأوكرانيين عن آزوفستال -بعضهم أعضاء في كتيبة آزوف أو جنود مشاة البحرية- الصمود أمام الحصار الروسي لعدة أسابيع.
وكان مقاتلو كتيبة آزوف يعيشون في المساكن التي كانت القوات الروسية تُجري الجولة للصحافيين فيها. وتتهم روسيا كتيبة آزوف بأنها من النازيين الجدد مما يشكّل جزءاً مهماً من السردية الروسية لعمليتها العسكرية في أوكرانيا.

ولا تزال بعض الكتابات على الجدران موجودة، بما فيها رسم يشبه «الشمس السوداء» التي تعدّ رمزاً للنازية والنازية الجديدة واليمين المتطرّف وكانت جزءاً من شعار كتيبة آزوف بين 2014 و2015، وتُحيي بعض الملصقات «أبطالاً» من كتيبة آزوف ربما سقطوا في القتال. وعلى طاولة في عيادة ميدانية، مخزون من الأدوية وضمادات.
قاوم مصنع آزوفستال الذي اختبأ فيه آخر المدافعين الأوكرانيين عن ماريوبول حتى منتصف مايو، بعد أكثر من شهر على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت كانت قد سقطت الأجزاء الباقية من المدينة بعد التدمير الكبير الذي أصابها. وأصبح أكثر من ألفي مقاتل أوكراني أسرى، حسب موسكو.
ويقول رسلان (34 عاماً) الذي يعتمد اسم «ذئب» الحركي إن «الطيران لعب دوراً كبيراً. أعتقد أن هذا هو سبب استسلامهم».
ورسلان متحدّر من منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا، ويقاتل منذ 2014 وشارك في معارك للاستيلاء على ماريوبول.
كانوا «مدرّبين وكانوا يشعرون بأنهم بحالة جيدة هنا. كان الأمر صعباً بالنسبة إلينا لأن الأرض كانت غير معروفة لنا، وهم كانوا متحكمين بكل شيء. في كل غرفة، كانت هناك مخابئ للأسلحة وللذخيرة»، حسب رسلان.

من جهته يقول أندري (43 عاماً) المتحدّر من منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا إن «الناس في آزوف كان 70 في المائة منهم من ماريوبول، أي محليين»، ما يناقض الخطاب الروسي القائل إن غالبية المقاتلين «القوميين» أتوا من مناطق أخرى.
عدة شوارع مقفرة، لكن تتجمّع مجموعات من عشرات الأشخاص في بعض الأماكن لا سيما حيث يمكن الحصول على الإمدادات بينما لا يزال السكان يشعرون بنقص الكهرباء وبإمدادات منتظمة من المياه، حسب سكان من ماريوبول تحدثت معهم وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: الاقتراح الأوكراني بوقف الهجمات على البنية التحتية ما زال مطروحاً

أوروبا صورة التقطتها ونشرتها الخدمة الصحافية الرئاسية الأوكرانية في 20 أبريل 2025 تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مناسبة احتفالات عيد الفصح في كييف وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

زيلينسكي: الاقتراح الأوكراني بوقف الهجمات على البنية التحتية ما زال مطروحاً

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن مقترح بلاده لوقف الهجمات على البنية التحتية المدنية ما زال مطروحاً.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عند وصوله إلى قصر الإليزيه في باريس 17 أبريل 2025 (أ.ب)

مستشار بوتين: المبعوث الأميركي ويتكوف يزور موسكو هذا الأسبوع

أعلن مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوري أوشاكوف، اليوم (الثلاثاء)، أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يخطط لزيارة موسكو هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (رويترز) play-circle

الكرملين: بوتين مستعد لمناقشة دعوة زيلينسكي لوقف الهجمات على أهداف مدنية

كشف الكرملين اليوم الثلاثاء أن روسيا مستعدة لدراسة اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لوقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية المدنية في كلا البلدين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

مسؤول أوكراني: محادثات وقف إطلاق النار في لندن تعقد الأربعاء

قال مسؤول أوكراني، الثلاثاء، إن الجولة الثانية من المحادثات بين أوكرانيا وشركائها الغربيين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا «ستُعقَد الأربعاء» في لندن.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا حطام بجوار مبنى سكني مُدمّر إثر هجوم بطائرة مُسيّرة أوكرانية في كورسك (رويترز)

روسيا تستعيد السيطرة على دير في كورسك

ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية اليوم الثلاثاء أن القوات الروسية استعادت السيطرة على دير في منطقة كورسك الروسية كان يتحصن فيه جنود أوكرانيون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

فانس: بإمكان أميركا توفير طاقة ومعدات دفاعية موثوقة للهند وبأسعار رخيصة

نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يلقي كلمة في مركز راجستان الدولي في جايبور بالهند اليوم (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يلقي كلمة في مركز راجستان الدولي في جايبور بالهند اليوم (رويترز)
TT
20

فانس: بإمكان أميركا توفير طاقة ومعدات دفاعية موثوقة للهند وبأسعار رخيصة

نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يلقي كلمة في مركز راجستان الدولي في جايبور بالهند اليوم (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يلقي كلمة في مركز راجستان الدولي في جايبور بالهند اليوم (رويترز)

قال نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، أمام حشد من النخبة، اليوم (الثلاثاء)، في مدينة جايبور الهندية، إنه من الممكن أن توفر الولايات المتحدة للهند طاقة ومعدات دفاعية موثوقة وبأسعار رخيصة، كما يمكن للطرفين التعاون بشكل وثيق في التكنولوجيا وجوانب أخرى من التجارة.

وأوضح فانس أن «العلاقات الأميركية الهندية ستحدد مستقبل القرن الحادي والعشرين»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.

نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يلقي كلمة في مركز راجستان الدولي في جايبور بالهند اليوم (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس يلقي كلمة في مركز راجستان الدولي في جايبور بالهند اليوم (رويترز)

وأضاف: «إذا عملت الهند والولايات المتحدة معاً بنجاح، فإننا سنشهد ازدهاراً وسلاماً في القرن الحادي والعشرين... وإذا فشلنا في العمل معاً بنجاح، فإنه من الممكن أن يكون القرن الحادي والعشرون فترة عصيبة للغاية على البشرية جمعاء».

وقال فانس بعد يوم واحد من المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في نيودلهي، إن البلدين وضعا اللمسات الأخيرة على بنود مرجعية المفاوضات التجارية.

ومن المتوقع أن يجري التفاوض على الجزء الأول من الاتفاقية بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حسبما قاله مسؤولون هنود رفيعو المستوى.