«الفيدرالي» الأميركي يعلن أكبر زيادة للفائدة منذ 1994

بايدن يتهم شركات الطاقة الأميركية بالضلوع في التضخم

أعلن «الفيدرالي» الأربعاء أكبر زيادة في أسعار الفائدة الرئيسية منذ عام 1994 (أ.ب)
أعلن «الفيدرالي» الأربعاء أكبر زيادة في أسعار الفائدة الرئيسية منذ عام 1994 (أ.ب)
TT

«الفيدرالي» الأميركي يعلن أكبر زيادة للفائدة منذ 1994

أعلن «الفيدرالي» الأربعاء أكبر زيادة في أسعار الفائدة الرئيسية منذ عام 1994 (أ.ب)
أعلن «الفيدرالي» الأربعاء أكبر زيادة في أسعار الفائدة الرئيسية منذ عام 1994 (أ.ب)

أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، الأربعاء، عن أكبر زيادة في أسعار الفائدة الرئيسية منذ عام 1994، وذلك بمقدار 75 نقطة أساس إلى نطاق بين 1.50 و1.75 في المائة، من أجل مكافحة التضخم الآخذ في الارتفاع، مشدداً على أنه «ملتزم بقوة» بإعادة التضخم إلى مستوى 2 في المائة المستهدف.
وقبل أيام، بدا أن رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، أو 50 نقطة أساس، أمر مؤكد، لكن أرقام التضخم الخاصة بشهر مايو (أيار) التي صدرت الجمعة، كانت بمثابة جرس إنذار للعودة إلى أرض الواقع، مع معاودة الارتفاع بشكل سريع مسجلاً رقماً قياسياً منذ 40 عاماً، مع 8.4 في المائة على أساس سنوي، و1 في المائة على أساس شهري، وفقاً لمؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك. وبعدها صارت فرضية زيادة أكبر بمقدار 75 نقطة أساس، هي الأقرب للتطلعات.
كما انخفضت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة على غير المتوقع في مايو، مع تراجع مشتريات السيارات، وسط نقص كبير في المعروض، في حين أدت أسعار قياسية مرتفعة للبنزين إلى إبعاد الإنفاق عن سلع أخرى.
وأول هبوط في مبيعات التجزئة في خمسة أشهر الذي أعلنته وزارة التجارة الأميركية يوم الأربعاء، يشير أيضاً إلى أن التضخم المرتفع بدأ يلحق ضرراً بالطلب. وجاء في أعقاب تخفيض شركات كبرى للتجزئة مثل «وول مارت» و«تارغت» توقعاتها للأرباح بسبب ضغوط التكاليف.
وقال تقرير الوزارة إن مبيعات التجزئة انخفضت 0.3 في المائة الشهر الماضي، وعدلت الوزارة الأرقام لشهر أبريل (نيسان) بالخفض، لتظهر أن المبيعات ارتفعت 0.7 في المائة بدلاً من 0.9 في المائة في القراءة السابقة. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن ترتفع مبيعات التجزئة 0.2 في المائة. وعلى أساس سنوي، قفزت المبيعات 8.1 في المائة في مايو.
من جهة أخرى، ارتفعت أسعار الاستيراد في الولايات المتحدة بقوة في مايو، وسط زيادة في أسعار المنتجات البترولية، لكن كانت هناك علامات مبدئية على بعض الاعتدال في ضغوط التضخم الأساسي المستورد.
وفي سياق ذي صلة، تهجّم الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، على القطاع النفطي في الولايات المتحدة، على خلفية رفع أسعار موارد الطاقة في ظلّ التضخّم البالغ، ملقياً اللوم على القطاع النفطي في تأجيج زيادات الأسعار، ومحذراً من إجراءات طوارئ لم يحددها بعد.
ويبلغ متوسط أسعار الوقود الآن 5 دولارات للغالون الواحد في الولايات المتحدة، أي أعلى بثلاثة دولارات من سعر العام الماضي، فيما انعكس ارتفاع هذه الأسعار على الاقتصاد بجميع جوانبه، ما أدى إلى انخفاض معدل التأييد لسياسة بايدن إلى أقل من 40 في المائة.
وكتب بايدن في رسالة إلى مسؤولين في شركات «شل» و«ماراثون بيتروليوم كورب» و«فاليرو إنرجي كورب» و«إكسون موبيل» و«فيليبس 66» و«شيفرون» و«بي بي»، أن «من غير المقبول أن تكون هوامش ربح المصفاة أعلى بكثير من المعتاد بالنسبة للعائلات الأميركية». وقال إن الاقتصاد «في حالة حرب»، مشيراً إلى حالة التدهور التي يشهدها العالم على شتّى الأصعدة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بالإضافة إلى العقوبات التي فُرضت على روسيا المصدّرة للنفط.
وأضاف بايدن، دون إعطاء تفاصيل عن أنواع الإجراءات التي قد يتّخذها: «إدارتي مستعدّة لاستخدام جميع أدوات الحكومة الفيدرالية المعقولة والمناسبة وخدمات الطوارئ لزيادة قدرة المصفاة الاستيعابية والإنتاج على المدى القريب، ولضمان تزويد كل منطقة في هذا البلد بشكل مناسب».


مقالات ذات صلة

انتعاش قطاع التصنيع الأميركي في ديسمبر رغم تحديات الأسعار

الاقتصاد روبوتات مستقلة تقوم بتجميع سيارة «إس يو في» بمصنع «بي إم دبليو» في ساوث كارولاينا (رويترز)

انتعاش قطاع التصنيع الأميركي في ديسمبر رغم تحديات الأسعار

اقترب قطاع التصنيع في الولايات المتحدة من التعافي في ديسمبر؛ إذ شهد انتعاشاً في الإنتاج وزيادة في الطلبات الجديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك في المنطقة المالية في مانهاتن (رويترز)

من الرسوم الجمركية إلى التضخم: ما الذي ينتظر الاقتصاد الأميركي في 2025؟

يدخل الاقتصاد الأميركي عام 2025 في حالة مستقرة وجيدة نسبياً؛ حيث شهدت البلاد انخفاضاً ملحوظاً في معدلات التضخم التي كانت قد أثَّرت على القوة الشرائية للمستهلكين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك خلال أول يوم تداول من العام الجديد في 2 يناير 2025 (أ.ف.ب)

تحديات جديدة تواجه صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة

تستعد صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة لمواجهة تحديات جديدة قد تؤثر في استمرار نموها الهائل في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لافتة خارج بورصة نيويورك تشير إلى تقاطع شارعي وول ستريت وبرود ستريت (أ.ب)

بداية متواضعة للأسواق الأميركية في 2025 مع تفاؤل حذر

بدأت مؤشرات الأسهم الأميركية عام 2025 بتحركات متواضعة الخميس وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 % في التعاملات المبكرة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد المشاة يسيرون عبر ساحة تايمز سكوير في مدينة نيويورك (رويترز)

تراجُع غير متوقع في طلبات إعانات البطالة الأميركية

انخفض عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى تراجع وتيرة التسريحات مع نهاية عام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)
مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)
TT

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)
مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

كلام مدبولي جاء خلال عقده اجتماعاً، يوم الأحد؛ لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» التابعتين للقوات المسلحة، في إطار خطة الحكومة لطرح 10 شركات حكومية خلال العام الحالي، سواء من خلال البورصة أو لمستثمرين استراتيجيين.

حضر الاجتماع وزير المالية أحمد كجوك، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، ومدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة اللواء مجدي أنور، بالإضافة إلى ممثلي صندوق مصر السيادي والجهات المعنية.

في مستهل الاجتماع، أشار مدبولي إلى ما تم الإعلان عنه الشهر الماضي بشأن اعتزام الحكومة طرح 10 شركات حكومية سواء من خلال البورصة أو لمستثمرين استراتيجيين، مؤكداً أن هذه الطروحات تأتي في إطار تنفيذ «وثيقة سياسة ملكية الدولة» والجهود المبذولة من قِبل الحكومة المصرية لدعم دور القطاع الخاص، وزيادة مساهمته في النشاط الاقتصادي.

وأشار إلى أن خطة الطرح تشمل 4 شركات تابعة للقوات المسلحة، وهي «وطنية»، و«صافي»، و«سايلو»، و«شيل أوت»، موضحاً أن الحكومة تعتزم متابعة إجراءات طرح الشركات المُشار إليها خلال العام الحالي، وتحديد البرنامج الزمني لعملية الطرح.

من جانبه، أوضح وزير المالية أن طرح الشركات يأتي في إطار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، ويعكس التزام الحكومة بدعم القطاع الخاص، وتحسين مناخ الاستثمار.

وقال إن شركتَي «صافي» و«وطنية» تمثلان خطوةً مهمةً في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأشار وزير الاستثمار، من جهته، إلى أن الوزارة، بالتعاون مع صندوق مصر السيادي، تتابع إجراءات الطرح من كثب؛ لضمان سير العملية بسلاسة، مشدداً على أهمية التنسيق مع جميع الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المرجوة.

في السياق ذاته، استعرض اللواء مجدي أنور جهود جهاز مشروعات الخدمة الوطنية في تجهيز الشركات لعملية الطرح وفق الجداول الزمنية المحددة، مع التركيز على تحقيق أقصى درجات الشفافية.

يُذكر أن الحكومة كانت قد أعلنت، الشهر الماضي، خطتها لطرح 10 شركات حكومية في إطار استراتيجية تهدف إلى تنشيط الاقتصاد الوطني، وجذب استثمارات محلية وأجنبية جديدة.