خادم الحرمين الشريفين يستقبل رؤساء وأعضاء مؤسسات حكومية وخاصة

أكد أن نظام البلاد الاقتصادي حر.. والفرص متاحة للجميع

خادم الحرمين الشريفين يستقبل رؤساء وأعضاء مؤسسات حكومية وخاصة
TT

خادم الحرمين الشريفين يستقبل رؤساء وأعضاء مؤسسات حكومية وخاصة

خادم الحرمين الشريفين يستقبل رؤساء وأعضاء مؤسسات حكومية وخاصة

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر السلام اليوم (الأربعاء)، رؤساء وأعضاء مجالس الغرف السعودية، وإدارات البنوك والمديرين التنفيذيين في البنوك، ورجال الأعمال وكبار المسؤولين في وزارتي التجارة والصناعة والعمل، وهيئة الاستثمار، ومؤسسة النقد العربي السعودي.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع لتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، كلمة تقدم فيها لمقام خادم الحرمين الشريفين باسمه واسم منسوبي وزارة التجارة والصناعة ونيابة عن منسوبي وزارة العمل ومؤسسة النقد والهيئة العامة للاستثمار وهيئة السوق المالية ورجال الأعمال، بالشكر الجزيل على تشريفهم بهذا اللقاء بصحبة رؤساء وأعضاء مجلس الغرف التجارية والبنوك ونخبة من رجال الأعمال، وهذه البلاد تحت قيادته الحكيمة تظهر أجمل صورة التلاحم والتضامن والتأييد بين القيادة وأبناء هذا الوطن العزيز. وأعرب عن خالص العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين، ولذوي أهالي ضحايا الحادث الإرهابي في بلدة القديح، سائلا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يحفظ لهذا البلد أمنه واستقراره وقادته وأهله وأن يديم عليه عزه وخيره. وأوضح أن السعودية تحظى منذ أن وحدها قائدها الملك عبد العزيز بمكانة مرموقة على المستوى العربي والإسلامي والدولي، مشيرا إلى أن من مصادر العزة أن عهده الميمون وبفضل من الله قد ابتدأ بتعزيز وتأكيد لهذه الثوابت الإسلامية والعربية والدولية في ظل أوضاع إقليمية ودولية متسارعة.
وقال الدكتور الربيعة "إن القرارات الحاسمة لنجدة إخواننا في اليمن وأمركم بانطلاق عاصفة الحزم والحراك الدبلوماسي في العواصم والمحافل الدولية وما وجهتم به وعملتم على إنجازه بالاهتمام بمصالح الأمة وتحقيق أهدافها والذود عنها، كان له الأثر العظيم في إعادة الأمل وتعزيز مكانة المملكة ودعم استقرارها".
وأضاف الربيعة قائلا "نفتخر جميعا من مسؤولين ورجال أعمال باهتمامكم وتقديركم وكريم عنايتكم الذي له بالغ الأثر في أن نسهم في انجاح ما تصبون إليه من تحقيق تطلعات أبناء هذا البلد العظيم من عيش كريم ورفاهية ومستقبل زاهر"، مبينا أن الشراكة بين القطاع العام والخاص بدعم ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين قد حققت نتائج ومنجزات تدعو للفخر وللتفاؤل من أهمها رفع مستوى الشفافية بين التاجر والمستهلك وتوضيح الحقوق والواجبات وتطوير الأنظمة والتشريعات والاستخدام الأمثل للتقنية للمستفيدين والعمل معاً على تنفيذ المشاريع والمبادرات الداعمة للصناعة ذات القيمة المضافة كصناعات الكهرباء، وتحلية المياه، والنقل، والطاقة، والصناعات العسكرية، والطبية، والصناعات التقنية والهندسية وتنمية برامج الصادرات من المنتجات السعودية.
عقب ذلك ألقى الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس مجلس الغرف السعودية، كلمة عد فيها القطاع الخاص الشريك الاستراتيجي للحكومة الرشيدة في تحقيق التنمية التي تنعم بها في ظل القيادة الرشيدة، مشيراً إلى أن هذه المشاركة أنتجت اقتصاداً متميزاً، وقال "يكفي أن أذكر بكل فخر أن صادراتنا غير النفطية للعالم تعدت هذا العام مبلغ 300 مليار ريال، والصناعة البتروكيماوية التي أصبحت بلادنا في المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجها وتصديرها".
وأوضح الزامل أن القطاع الخاص يقدر لخادم الحرمين الشريفين ويشكره على تشكيل مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتشكيل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث بدأت نتائج عملهما واضحة للجميع، فأصبحت همومنا تطرح بوضوح بين الوزراء المختصين، وأصبحت القرارات تتخذ أسبوعياً وتعلن وتلزم كل الوزراء بالتنفيذ.
ونوه الدكتور الزامل "بزيادة الصندوق الصناعي نسبة تمويل المشاريع من 50 في المائة إلى 70 في المائة، من تكلفة المشاريع في المناطق النائية لدفع المستثمرين السعوديين والأجانب للانتقال بمشاريعهم للمناطق النائية، مما أدى لإيجاد فرص عمل جيدة في هذه المناطق".
وقال الزامل "إن هذا الإنجاز يأتي بعد الإنجاز الأكبر الذي تحقق في المناطق كافة، وهو إنشاء الجامعات وكذلك مراكز التدريب وكليات التدريب التقني التي بدأت بوادرها الإيجابية في كل المناطق"، لافتا النظر إلى أن القطاع الخاص يأمل بأن تستمر حركة إنشاء وتطوير هذه الكليات المتميزة التي تديرها مشاركة مع القطاع الخاص مؤسسات تعليمية تطبيقية عالمية ونتائجها أصبحت واضحة، فالخريجون انتقلوا من الكليات النظرية بالجامعات إلى هذه الكليات المتميزة، لأنها توفر لهم فرص عمل بعد التخرج برواتب جيدة في أنشطة يتطلع لها القطاع الخاص.
وقال رئيس مجلس الغرف السعودية "لقد بادرت حكومتنا الرشيدة بطرح العديد من المبادرات الإيجابية في إطار فتح آفاق جديدة لإيجاد فرص عمل للمواطنين، وهذه المبادرات بحاجة لمتابعة، وعلى سبيل المثال أولاً متابعة تنفيذ أمركم الكريم المتعلق بوجوب توظيف أكبر عدد من السعوديين والسعوديات في عقود الصيانة والتشغيل في الحكومة، خاصة إذا علمنا أن هذه العقود الحكومية حالياً يعمل بها (1270000 مليون ومائتان وسبعون ألف عامل وفني وإداري أجنبي وبخاصة في المناطق النائية، حيث المستشفيات والجامعات ومشاريع الكهرباء وغيرها من المؤسسات العسكرية.
أما ثانياً فمتابعة التوجيهات الصادرة بإلزام كل الجهات الحكومية وشركاتها باستخدام المنتجات المحلية وخدماتها المطلوبة في تنفيذ مشاريعها وإعطائها الأولوية، مع اشتراط نسب سعودة واضحة للجميع، فبمجرد معرفة المورد الأجنبي أن هناك تفضيلاً للمنتج المحلي سينتقل بسرعة للإنتاج في السعودية لضمان حصة واضحة في سوق يعد من أكبر الأسواق التنموية في العالم.
وأضاف الزامل قائلا "إننا فخورون بإنجازات وطننا، وإننا ولله الحمد ننعم باقتصاد قوي ومؤسسات خاصة ومالية متميزة تحت قيادتكم ونسأل الله أن يعينكم على أن تحققوا تطلعاتكم نحو تنمية أفضل لهذا الوطن العزيز".
عقب ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الكلمة التالية:
أيها الأخوة والأبناء أنا سعيد أن أكون معكم هذا اليوم وأن نلتقي لما فيه الخير لبلادنا وشعبنا، الحمد لله نحن في أمن واستقرار وهذا ما يجعل رأس المال يعمل بحريته، وكما تعلمون والحمد لله أن نظامنا الاقتصادي حر، نفس الوقت الفرص متروكة للجميع كلهم، في كل مناطق المملكة، همنا الأساسي كما قلت لكم الاهتمام بشعبنا وبلادنا، وأنتم منهم على كل حال، فلذلك أقول لكم يجب أن ننظر للأمور في كل زواياها، وننظر في ما يستطاع عمله وما يمكن أن يدرس أو يصاحبه خطط مستقبلية لعمله.
وكما قلت لكم أنتم الحمد لله كل إنسان منكم ضامن نفسه لا في تدخل في أموره الخاصة ولا في استثماراته، هنا بطبيعة الحال أنظمة أولها النظام الإسلامي الذي قامت هذه البلد عليه وما حرف على الإسلام لا نقبله، وكتاب الله وسنة رسوله خير هدى لنا، لأن هذه الدولة الحمد لله قامت على الكتاب والسنة، ونحن أهم منطقة عندنا كما قلت وأكرر قبلة المسلمين ومهجر رسول الله، والحمد لله كلنا خدام للحرمين.
وأقول لكم يا إخوان أبوابنا مفتوحة، وآذاننا صاغية، لكم في أي وقت، وحتى نصل وندرس الموضوع كله، كما قال الأخ عبدالرحمن وتختارون مجموعة منكم مع الوزراء المسؤولين من الدولة وتدرس كل الأمور بهدوء وعمق ونشوف، المثاليات أو المطالب هذه سهلة أي واحد منا لو في بيته شيء يشوف الممكن يسوى وتصلح فيه، يهمنا دعمكم وتهمنا مساندتكم وكما قلت لكم اختاروا مجموعة منكم مع الوزراء المسؤولين عندنا يدرسون الأمور كلها وكل أمر يشجعكم على الاستثمار في بلدكم والتعاون بينكم هذا مطلب عندنا، الحمد لله الآن بلدنا يأتيها من العالم كله مستثمرون لأنهم يربحون فيها الحمد لله وهذه نعمة من الله.
أكرر مره أخرى اقتصادنا حر اقتصادنا نخدم به بلادنا وشعبنا وديننا قبل كل شيء، ومن منكم في أي يوم من الأيام عنده رأي غير الذي قلناه الآن يتفضل أبوابنا مفتوحة كما كان إخواني ووالدنا قبلنا.
وأرجو لكم التوفيق وأخذ ما عندكم ويدرس في تشكيل خاص من الوزراء المسؤولين ويدرس دراسة وافية ويجتمع فيكم، وأنا سعيد أن اجتمع بأبناء بلادنا وهذا ما تعودناه منذ القدم وأسأل الله التوفيق للجميع.
ثم تشرف الحضور بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.
حضر الاستقبال الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سعود بن خالد الفيصل الرئيس التنفيذي للأنظمة وإجراءات الاستثمار بهيئة الاستثمار، وعدد من الوزراء، وكبار المسؤولين.



السعودية وقطر... نحو تعاون أعمق وأوسع

الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الشيخ تميم في مطار الملك خالد الدولي أمس (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الشيخ تميم في مطار الملك خالد الدولي أمس (واس)
TT

السعودية وقطر... نحو تعاون أعمق وأوسع

الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الشيخ تميم في مطار الملك خالد الدولي أمس (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الشيخ تميم في مطار الملك خالد الدولي أمس (واس)

اتخذت السعودية وقطر خطوة استراتيجية نحو تعزيز التعاون والتكامل التنموي، وترسيخ التنمية المستدامة، والالتزام المشترك بآفاق أوسع من التنمية والازدهار في المنطقة.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، خلال ترؤسهما، في الرياض أمس، الاجتماع الثامن لـ«مجلس التنسيق السعودي - القطري»، أهمية استمرار دعم وتطوير التنسيق المشترك في المجالات ذات الأولوية، بما فيها السياسية والأمنية والعسكرية والطاقة والصناعة والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتقنية والبنى التحتية، والثقافة، والسياحة والتعليم.

وأبرم الجانبان مذكرات تفاهم واتفاقيات، بينها اتفاقية لتنفيذ مشروع «قطار كهربائي سريع» لنقل الركاب بين الرياض والدوحة.

وفي الشأن الدولي، جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق بينهما وتكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.

وكان ولي العهد السعودي استقبل أمير قطر بقصر اليمامة في وقت سابق أمس، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية، شهدت استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وبحث آفاق التعاون المشترك وسبل تطوير العلاقات في مختلف المجالات. وأشاد الطرفان بما حققته الزيارات المتبادلة من نتائج إيجابية أسهمت في الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين.

وفي الوقت الذي أكد الجانبان عزمهما على تعزيز وتطوير الشراكة الدفاعية بين البلدين، أشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بينهما في المجالات الأمنية كافة، وأهمية تعزيز العمل المشترك لتنويع وزيادة التبادل التجاري، وتذليل أي تحديات قد تواجهها.


السعودية وقطر لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي

TT

السعودية وقطر لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي والشيخ تميم بن حمد أمير قطر يترأسان مجلس التنسيق السعودي - القطري (واس)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي والشيخ تميم بن حمد أمير قطر يترأسان مجلس التنسيق السعودي - القطري (واس)

أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، الاثنين، أهمية استمرار دعم وتطوير التنسيق المشترك في المجالات ذات الأولوية، بما فيها السياسية والأمنية والعسكرية والطاقة والصناعة والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتقنية والبنى التحتية، والثقافة، والسياحة والتعليم.

جاءت تأكيدات الأمير محمد بن سلمان والشيخ تميم بن حمد في بيان مشترك صادر عقب ترؤسهما الاجتماع الثامن لمجلس التنسيق السعودي - القطري في الرياض، حيث استعرضا خلاله العلاقات الثنائية المتميزة، وأشادا بما تحقق من إنجازات في إطار المجلس.

ولي العهد السعودي وأمير قطر خلال جلسة المباحثات في قصر اليمامة بالرياض (واس)

واستقبل ولي العهد السعودي، أمير قطر، بقصر اليمامة في الرياض، الاثنين، وعقدا جلسة مباحثات رسمية، شهدت استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وبحث آفاق التعاون المشترك وسبل تطوير العلاقات بمختلف المجالات، والإشادة بما حققته الزيارات المتبادلة بين الجانبين من نتائج إيجابية أسهمت في الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين.

وقال بيان مشترك في ختام زيارة الشيخ تميم بن حمد للرياض، إنها جاءت انطلاقاً من الروابط التاريخية الراسخة، والعلاقات الأخوية التي تجمع بين قيادتي السعودية وقطر وشعبيهما، وتعزيزاً لها، وبناءً على دعوة من ولي العهد السعودي.

وشهد الأمير محمد بن سلمان، والشيخ تميم بن حمد، توقيع اتفاقية لتنفيذ مشروع قطار كهربائي سريع لنقل الركاب بين الرياض والدوحة، في خطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين.

وقع الاتفاقية المهندس صالح الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني وزير المواصلات بقطر، وذلك ضمن أعمال المجلس التنسيقي السعودي القطري.

ويُعد مشروع القطار السريع بين البلدين خطوة استراتيجية ضمن جهودهما لتعزيز التعاون والتكامل التنموي، وترسيخ التنمية المستدامة، والالتزام المشترك نحو آفاق أوسع من التنمية والازدهار في المنطقة.

ويمتد القطار السريع على مسافة 785 كيلومتراً، حيث يربط الرياض والدوحة، مروراً بمحطات رئيسة تشمل مدينتي الهفوف والدمام، وتربط مطارَي «الملك سلمان» و«حمد» الدوليين؛ ليشكل شرياناً جديداً للتنقل السريع والمستدام، وتحسين تجربة السفر الإقليمي، بسرعة تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، ليسهم في تقليص زمن الرحلات إلى ساعتين تقريباً بين العاصمتين؛ مما يدعم حركة التنقل، ويعزز الحراك التجاري والسياحي، ويدعم النمو الاقتصادي ويعزز من جودة الحياة.

شهد اجتماع المجلس التنسيقي السعودي - القطري توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين (واس)

وسيخدم القطار السريع أكثر من 10 ملايين راكب سنوياً، ويُمكّن المسافرين من اكتشاف معالم السعودية وقطر بكل يسر وسهولة، كما سيسهم المشروع في توفير أكثر من 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

ومن المقدّر أن يحقق المشروع بعد اكتماله أثراً اقتصادياً بنحو 115 مليار ريال للناتج المحلي الإجمالي للبلدين؛ مما يجعله أحد أهم المشروعات الاستراتيجية التي تدعم التنمية الإقليمية، وترسخ الترابط والتكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي عبر شبكة سكك حديد متطورة.

ومن المقرر الانتهاء من المشروع بعد ست سنوات، وفق أعلى المعايير العالمية للجودة والسلامة، وباستخدام أحدث تقنيات السكك الحديدية والهندسة الذكية لضمان تشغيل آمن وسلس؛ بما يحقق الاستدامة البيئية، ويقلل من انبعاثات الكربون، ويعزز الجهود الرامية إلى دعم التحول نحو أنماط نقل أكثر كفاءة وابتكاراً للتنقل الذكي والمستدام في المنطقة.

كما رحب الجانبان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة في مجالات النقل السككي، وتشجيع الاستثمار، والأمن الغذائي، والإعلامي، والتعاون بمجال القطاع غير الربحي.

ولي العهد السعودي في مقدمة مستقبلي أمير قطر لدى وصوله إلى الرياض (واس)

وفي الشأن الدولي، جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق بينهما، وتكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين، كما تبادلا وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.

وثمن الجانب السعودي مصادقة قطر على ميثاق المنظمة العالمية للمياه، التي تهدف إلى توحيد وتعزيز الجهود الدولية في معالجة تحديات المياه وإيجاد الحلول الشاملة.

وفي الجانبين الدفاعي والأمني، أكد الجانبان عزمهما على تعزيز وتطوير الشراكة الدفاعية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة، ويدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وتنسيق المواقف في مواجهة التحديات الإقليمية، بما يسهم في حماية أمن المنطقة وتعزيز جاهزيتها.

وأشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بينهما في جميع المجالات الأمنية، بما فيها تبادل الخبرات والزيارات الأمنية على المستويات كافة، وتبادل المعلومات في مجال أمن المسافرين في البلدين، وعقد دورات تدريبية، والمشاركة في مؤتمرات الأمن السيبراني التي استضافها البلدين، وأمن الحدود، ومكافحة المخدرات، والتطرف والإرهاب وتمويلهما، ومكافحة الجرائم بجميع أشكالها، وعبَّرا عن سعيهما لتعزيز ذلك بما يحقق الأمن والاستقرار في البلدين الشقيقين.

كما أشاد ولي العهد السعودي وأمير قطر، بمتانة الروابط الاقتصادية بين البلدين، وحجم التجارة البينية، حيث شهد تبادلهما التجاري نمواً ملحوظاً ليصل إلى 930.3 مليون دولار في عام 2024 (غير شاملة قيمة السلع المعاد تصديرها)، محققاً نسبة نمو بلغت 634 في المائة مقارنة بعام 2021.

وأكدا أهمية تعزيز العمل المشترك لتنويع وزيادة التبادل التجاري، وتسهيل تدفق الحركة التجارية، وتذليل أي تحديات قد تواجهها، واستثمار الفرص المتاحة في القطاعات ذات الأولوية في إطار «رؤية المملكة 2030»، و«رؤية قطر الوطنية 2030»، وتحويلها إلى شراكات ملموسة تدعم مفهوم التكامل الاقتصادي والتجاري بما يعود بالمنفعة على البلدين وشعبيهما.

ورحب الجانبان بالتعاون الاستثماري الثنائي المستدام، من خلال الشراكة بين صناديق الاستثمار والشركات الاستثمارية، وأكدا أهمية تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، وعقد اللقاءات الاستثمارية وملتقيات الأعمال.

وأشار الجانبان إلى أهمية تعزيز موثوقية أسواق الطاقة العالمية واستقرارها، والحاجة إلى ضمان أمن الإمدادات لجميع مصادر الطاقة في الأسواق العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي، وأعرب الجانبان عن رغبتهما في بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة بما فيها الكهرباء، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وتطوير مشاريعهما بما يعود بالمنفعة المشتركة على اقتصادي البلدين.

كما أكدا أهمية تعزيز تعاونهما في تطوير سلاسل الإمداد واستدامتها لقطاعات الطاقة، وتمكين التعاون بين الشركات لتعظيم الاستفادة من الموارد المحلية في البلدين بما يسهم في تحقيق مرونة إمدادات الطاقة وفاعليتها. واتفقا على ضرورة تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ في الاتفاقيات الدولية، والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، والعمل على أن تركز تلك السياسات على الانبعاثات وليس المصادر.

واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي، والابتكار والصناعة والتعدين، ورفع وتيرة العمل المشترك على مسارات التكامل الصناعي، وكذلك تعزيز التعاون في البرامج والأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية، والتعليم، وإيجاد برامج أكاديمية نوعية مشتركة، والإعلام، ورفع مستوى موثوقية المحتوى الإعلامي، والإنتاج الإعلامي المشترك، والمواكبة الإعلامية للمناسبات والفعاليات التي يستضيفها البلدان إلى جانب تعزيز التعاون في الأمن السيبراني والصحة.


أسبوع من النشاط الدبلوماسي في تعزيز العلاقات السعودية - القطرية

TT

أسبوع من النشاط الدبلوماسي في تعزيز العلاقات السعودية - القطرية

ولي العهد السعودي وأمير قطر خلال جلسة المباحثات في قصر اليمامة بالرياض (واس)
ولي العهد السعودي وأمير قطر خلال جلسة المباحثات في قصر اليمامة بالرياض (واس)

سجّلت العلاقات السعودية - القطرية نشاطاً لافتاً مؤخّراً، وتعزّز خلال أقل من الأسبوع عبر مجموعة من المجريات التي تُوّجت عبر جلسة المباحثات الرسمية، واجتماع مجلس التنسيق السعودي - القطري في العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وما صدر عنه من بيان مشترك «في جو سادته المودة والإخاء والثقة المتبادلة»، حسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

ولي العهد السعودي وأمير قطر خلال جلسة المباحثات في قصر اليمامة بالرياض (واس)

في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، تلقى الأمير محمد بن سلمان رسالة خطية من الشيخ تميم تتصل بالعلاقات الثنائية. وفي اليوم ذاته أدَّى القسم أمام الأمير محمد بن سلمان السفراء المعينون حديثاً لدى 15 دولة، بقصر الخليج في الدمام، وتقدّمهم الأمير سعد بن منصور بن سعد، السفير السعودي المُعيّن لدى قطر، وفي اليوم التالي وصل السفير السعودي الجديد إلى الدوحة، قبل أن يسلِّم إلى الجانب القطري نسخة من أوراق اعتماده سفيراً للسعودية لدى دولة قطر.

وزيرا الخارجية

واستقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض الخميس، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، وجرى خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون المشترك، وسبل تنميتها بما يلبي تطلعات قيادتَي وشعبَي البلدين.

كما ترأَّس الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد آل ثاني، اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - القطري، بحضور الدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، ومحمد الجدعان وزير المالية، واستعرضا العلاقات الأخوية المتينة، وسبل تطويرها، وتكثيف التعاون المشترك، مشيدين بالتعاون والتنسيق القائم بين لجان مجلس التنسيق المنبثقة وفرق عملها، وشدَّدا على أهمية استمرارها بهذه الوتيرة؛ بهدف تحقيق المصالح النوعية المشتركة للبلدين وشعبيهما.

الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد آل ثاني يرأسان اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - القطري (واس)

والسبت، التقى وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، بالدكتور محمد الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، على هامش «منتدى الدوحة 2025»، وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون الأخوية المتينة وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، ومناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم، الأمير تركي بن محمد بن فهد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، وجرى خلال الاستقبال، تبادل الأحاديث الأخوية وبحث العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تطويرها، حسب وكالة الأنباء السعودية (واس).