12705 رؤوس حربية نووية تثير قلق العالم

معهد ستوكهولم أشار إلى تراجع عددها عالمياً... لكن تحديثها مستمر

جانب من تجربة نووية للبحرية الأميركية عام 1946 في جزر مارشال (أرشيفية - رويترز)
جانب من تجربة نووية للبحرية الأميركية عام 1946 في جزر مارشال (أرشيفية - رويترز)
TT

12705 رؤوس حربية نووية تثير قلق العالم

جانب من تجربة نووية للبحرية الأميركية عام 1946 في جزر مارشال (أرشيفية - رويترز)
جانب من تجربة نووية للبحرية الأميركية عام 1946 في جزر مارشال (أرشيفية - رويترز)

أظهر تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري)، نُشر اليوم الاثنين، أن عدد الأسلحة النووية في العالم سيرتفع في العقد المقبل بعد 35 عاماً من التراجع، وسط تفاقم التوترات العالمية والحرب الروسية في أوكرانيا.
كانت لدى القوى النووية التسع؛ بريطانيا والصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان والولايات المتحدة وروسيا، 12705 رؤوس حربية نووية في أوائل 2022، أي 375 رأساً أقل مما كانت عليه أوائل 2021. وفقاً لتقديرات معهد سيبري. وقد انخفض العدد من أكثر من 70 ألفاً في عام 1986. إذ خفضت الولايات المتحدة وروسيا تدريجياً ترساناتيهما الهائلتين اللتين تراكمتا خلال الحرب الباردة.
لكنّ باحثين من معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام قالوا إنه يبدو أن عصر نزع الأسلحة يقترب من نهايته وإن خطر حدوث تصعيد نووي هو الآن في أعلى مستوياته في فترة ما بعد الحرب الباردة.
وقال مات كوردا أحد المشاركين في إعداد التقرير: «قريباً سنصل إلى النقطة التي يمكن أن يبدأ فيها العدد العالمي للأسلحة النووية بالارتفاع للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة». وقال معهد سيبري إنه بعد انخفاض «هامشي» العام الماضي، فإن «من المتوقع أن تنمو الترسانات النووية خلال العقد المقبل».
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مناسبات عدة عن إمكان اللجوء إلى الأسلحة النووية، في إطار الحرب في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، قال معهد الأبحاث إن دولاً عدة بينها الصين وبريطانيا، تقوم إما رسمياً أو بشكل غير رسمي بتحديث ترساناتها أو تعزيزها.
وقال كوردا: «سيكون من الصعب جداً إحراز تقدم في نزع السلاح خلال السنوات المقبلة بسبب هذه الحرب وبسبب الطريقة التي يتحدث بها بوتين عن أسلحته النووية». وأضاف أن تلك التصريحات المقلقة تدفع «الكثير من الدول الأخرى المسلحة نووياً إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها النووية».
ورغم دخول معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ أوائل 2021 وتمديد معاهدة «ستارت الجديدة» (نيو ستارت) الأميركية الروسية لمدة خمس سنوات، فإن الوضع يتدهور منذ بعض الوقت، وفقاً لمعهد ستوكهولم. وما يثير القلق أيضاً من بين أمور أخرى هو برنامج إيران النووي وتطوير صواريخ فرط صوتية بشكل متزايد.
وأشار المعهد إلى أن الانخفاض في العدد الإجمالي للأسلحة يرجع إلى قيام الولايات المتحدة وروسيا «بتفكيك الرؤوس الحربية» التي باتت خارج الخدمة، في حين أن عدد الأسلحة العاملة لا يزال «مستقراً نسبياً». وتمثل موسكو وواشنطن وحدهما 90 في المائة من الترسانة النووية في العالم.
ولا تزال روسيا أكبر قوة نووية مع 5977 رأساً حربياً في أوائل عام 2022. بانخفاض 280 عن العام الماضي، سواء كانت منتشرة أو مخزنة أو تنتظر التفكيك، وفقاً للمعهد الذي قال إن أكثر من 1600 من رؤوسها الحربية يُعتقَد أنها جاهزة للاستعمال. من جهتها تمتلك الولايات المتحدة 5428 رأساً حربياً، أي أقل بـ120 من العام الماضي، لكن لديها رؤوساً منتشرة أكثر من روسيا، ويبلغ عددها 1750.
من ناحية الأرقام الإجمالية، تأتي الصين في المرتبة الثالثة (350)، تليها فرنسا (290)، وبريطانيا (225)، وباكستان (165)، والهند (160)، وإسرائيل (90). وإسرائيل هي الوحيدة من بين الدول التسع التي لا تعترف رسمياً بامتلاكها أسلحة نووية.
أما بالنسبة لكوريا الشمالية، فقال المعهد إن نظام كيم جونغ أون الشيوعي يمتلك للمرة الأولى الآن 20 رأساً نووياً. ويُعتقد أن بيونغ يانغ لديها ما يكفي من المواد لإنتاج نحو 50 رأساً.
في أوائل 2022، أصدرت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمسلحة نووياً؛ بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، بياناً مفاده بأنه «لا يمكن كسب الحرب النووية ويجب عدم خوضها أبداً».
ورغم ذلك، أشار المعهد الدولي لبحوث السلام إلى أن الدول الخمس «تواصل توسيع أو تحديث ترساناتها النووية ويبدو أنها تزيد من أهمية الأسلحة النووية في استراتيجياتها العسكرية». وأضاف أن «الصين في خضم عملية توسيع كبيرة لترسانتها من الأسلحة النووية، والتي تشير صور الأقمار الصناعية إلى أنها تشمل بناء أكثر من 300 صومعة صواريخ جديدة».
وفقاً للبنتاغون، يمكن أن يكون لدى بكين 700 رأس حربي بحلول عام 2027.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم في ذكرى كارثة «تشرنوبيل»... أوكرانيا تحذّر من «ابتزاز» نووي روسي

في ذكرى كارثة «تشرنوبيل»... أوكرانيا تحذّر من «ابتزاز» نووي روسي

في الذكرى السنوية الـ37 لكارثة «تشرنوبيل» النووية، حثت أوكرانيا اليوم (الأربعاء)، العالم على ألا يستسلم لـ«ابتزاز» روسيا بخصوص المنشآت النووية التي استولت عليها خلال غزوها لأوكرانيا. وبدأ العاملون السابقون فعاليات إحياء الذكرى في الموقع الذي كان يطلق عليه «محطة تشرنوبيل للطاقة النووية». ووقف العاملون السابقون ليلاً في بلدة سلافوتيتش بشمال البلاد، لإحياء ذكرى ضحايا أسوأ كارثة نووية في العالم والتي وقعت في 26 أبريل (نيسان) 1986. وأسفر انفجار في المحطة، التي كانت تقع في أوكرانيا السوفياتية آنذاك، عن إرسال مواد إشعاعية عبر أوروبا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم «الطاقة الذرية» تحذر من تجدد القتال حول محطة زابوريجيا النووية

«الطاقة الذرية» تحذر من تجدد القتال حول محطة زابوريجيا النووية

حذر رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، من أن الأعمال العدائية المتزايدة حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية الواقعة جنوبي أوكرانيا تزيد مرة أخرى من خطر وقوع كارثة، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال غروسي إنه شاهد بنفسه «مؤشرات واضحة على تجهيزات عسكرية» حول محطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا عندما زارها قبل ثلاثة أسابيع. وتابع غروسي في بيان يوم الجمعة، أنه «ومنذ ذلك الحين، أبلغ خبراؤنا في المحطة بشكل متكرر عن سماع دوي انفجارات، مما يشير في بعض الأحيان إلى وقوع قصف مكثف ليس بعيدا عن الموقع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم روسيا تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً «متقدماً»

روسيا تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً «متقدماً»

أعلنت روسيا أنها أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي «متقدم» عابر للقارات، بعد أسابيع على تعليق مشاركتها في آخر اتفاق للحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «طاقماً قتالياً أطلق بنجاح صاروخاً باليستياً عابراً للقارات (آي سي بي إم) من نظام صاروخي أرضي متحرك» من موقع التجارب في كابوستين يار (الثلاثاء). وأضاف البيان أن «الرأس الحربي للصاروخ ضرب هدفاً وهمياً في ميدان التدريب ساري شاجان (كازاخستان) بدقة محددة». ومنذ إرسال قوات إلى أوكرانيا العام الماضي، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحذيرات مبطنة بأنه قد يستخدم أسلحة

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم (الخميس)، تحذيرا قويا بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».