رداً على قرار السلطات الجزائرية منع عمليات التصدير والاستيراد من وإلى إسبانيا الذي دخل حيز التنفيذ منذ يوم أمس، والتعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، التي أبرمت منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2002، صرح وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس للصحافيين، أمس، بأن الحكومة الإسبانية «ستدافع بقوة» عن مصالحها الوطنية، في ضوء قرار الجزائر إلغاء حظر كل التجارة مع إسبانيا، ما عدا الغاز.
وجاء هذا القرار بعد أن توترت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا مطلع مارس (آذار) الماضي، على خلفية الموقف الإسباني المستجد من أزمة الصحراء، الذي أثار غضب الجزائر، بعد أن أظهرت إسبانيا ميلها للطرح المغربي، ما دفع الجزائر لتحميل إسبانيا مسؤولية توتر العلاقات، بسبب ما وصفته بتنصل سياسي وأخلاقي من المسؤوليات التاريخية لإسبانيا، بصفتها المستعمر السابق للمنطقة. كما عبرت الجزائر عن غضبها من تعليق وُصف بـ«غير المقبول» من قبل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي يعد مساساً بشخص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وقال ألباريس للصحافيين إن إسبانيا تراقب تدفقات الغاز من الجزائر، التي تعد أكبر مورد لها، حيث تمثل نحو نصف إجمالي وارداتها، وأكد أنها لم تتأثر حتى الآن بالخلاف الدبلوماسي بين البلدين. مضيفاً: «نحن نحلل نطاق وعواقب ذلك الإجراء على الصعيدين الوطني والأوروبي، بطريقة هادئة وبناءة، ولكن أيضاً بحزم في الدفاع عن إسبانيا، ومصالح المواطنين الإسبان والشركات الإسبانية».
من جانبها، قالت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا، أمس، إنها واثقة من أن شركة الغاز الجزائرية المملوكة للدولة «سوناطراك»، «ستحترم عقودها التجارية لتوريد الغاز الطبيعي إلى المرافق الإسبانية رغم الخلاف الدبلوماسي».
وأضافت ريبيرا، في مقابلة مع محطة الإذاعة الإسبانية أوندا سيرو: «لا نعتقد أنه يمكن مخالفة العقود بشكل أحادي بقرار من الحكومة الجزائرية»، مبرزة أن الخلاف «يأتي في توقيت دقيق»، إذ تخضع عقود إمدادات الغاز حالياً لعملية مراجعة أسعار.
وكانت الجزائر قد قررت، العام الماضي، أيضاً عدم تمديد اتفاق لتصدير الغاز عبر خط أنابيب يمر عبر المغرب لإسبانيا، الذي كان يشكل كل الإمدادات المغربية من الغاز تقريباً. كما أن البلدين وقعا معاهدة تلزم الطرفين بالتعاون في السيطرة على تدفقات الهجرة، ولذلك يتخوف مراقبون من أن تعليقها قد يطرح مشكلة محتملة لإسبانيا في هذا الملف، وربما يمثل مشكلة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أيضاً.
ورداً على هذه التطورات المتسارعة، دعا الاتحاد الأوروبي، أمس، السلطات الجزائرية إلى «إعادة النظر في قرارها» تعليق معاهدة تعاون مع إسبانيا، واعتبر أن القرار «مقلق للغاية»، لا سيما أن الجزائر «شريك مهم» للاستقرار الإقليمي.
وقالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن «قرار الجزائر مقلق للغاية»، ودعت الجزائر إلى «إعادة النظر في قرارها»، واستئناف الحوار بينها وبين إسبانيا «لتجاوز الخلافات الحالية»، مضيفة: «نجري تقييماً لتأثير هذا القرار» على المعاهدة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
من جهة ثانية، أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس، لقاء في الجزائر العاصمة مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، وفق ما أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، وذلك غداة زيارة مادورو إلى تركيا.
ولم ترد تفاصيل بشأن فحوى المحادثات بين زعيمي البلدين، العضوين في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن مادورو سيبحث في العاصمة الجزائر تعزيز علاقات التعاون متعدد الأوجه، إلى جانب واقع ومستقبل أسواق الطاقة، إضافة إلى الملف الفلسطيني والصحراء والعلاقات بين البلدين.
ووصل مادورو إلى العاصمة الجزائرية، ليلة أول من أمس، قادماً من أنقرة، حيث دعا المستثمرين الأتراك للاستثمار في بلاده، مشيراً إلى ثرواتها العديدة، بما في ذلك النفط والغاز والذهب. وترتبط الجزائر وفنزويلا بعلاقات مميزة، حيث تتوافق وجهات نظرهما في أغلبية الملفات والمسائل الإقليمية والدولية.
الجزائر تجمّد التجارة مع إسبانيا... ومدريد تتعهد الدفاع عن مصالحها
بروكسل تدعو لإعادة النظر في تعليق معاهدة التعاون مع حكومة بيدرو سانشيز
الجزائر تجمّد التجارة مع إسبانيا... ومدريد تتعهد الدفاع عن مصالحها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة