مأساة بيئية لبنانية... حريق يلتهم أكبر غابة صنوبر في الشرق الأوسط (صور وفيديو)

طائرة هليكوبتر لمكافحة الحرائق تحاول إخماد حريق بطرماز شمال لبنان (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر لمكافحة الحرائق تحاول إخماد حريق بطرماز شمال لبنان (أ.ف.ب)
TT

مأساة بيئية لبنانية... حريق يلتهم أكبر غابة صنوبر في الشرق الأوسط (صور وفيديو)

طائرة هليكوبتر لمكافحة الحرائق تحاول إخماد حريق بطرماز شمال لبنان (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر لمكافحة الحرائق تحاول إخماد حريق بطرماز شمال لبنان (أ.ف.ب)

مأساة بيئية جديدة يعيشها لبنان بعدما اندلع حريق في غابات بطرماز - الضنية (شمال لبنان)، أمس (الثلاثاء)، ليتوسع بشكل كبير اليوم الأربعاء ويخرج عن السيطرة.
ويؤازر متطوعون وعناصر من الدفاع المدني مروحيات من الجيش بجهود مضنية لإخماد الحريق في أكبر غابة للصنوبر البري في منطقة الشرق الأوسط، من دون التمكن من ذلك حتى اللحظة.
وأعلنت قيادة الجيش في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «طوافات تابعة للجيش اللبناني تؤازرها وحدات عسكرية تساهم في عمليات إخماد الحريق الذي اندلع الليلة الماضية في غابات بطرماز - الضنية للحؤول دون تمدده».
https://twitter.com/LebarmyOfficial/status/1534416341934931968
وكان الناشط البيئي بول أبي راشد قد أعلن عن وقوع الكارثة البيئية أمس، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وقال: «أكبر غابة صنوبر بري في الشرق الأوسط تحترق الآن. غابة بطرماز/ السفيري - قضاء الضنية اندلعت فيها النيران بعد ظهر اليوم (أمس الثلاثاء) ولم تستطع طوافات الجيش اللبناني الإطفاء بسبب الضباب».
وأضاف: «قلبنا مع أهالي المنطقة ومع الناشطين المتطوعين والدفاع المدني».
https://www.facebook.com/PaulTerreLiban/posts/560270052118781
واستمر الحريق اليوم، بعدما تعذر وصول آليات الدفاع المدني إلى مكانه لإخماده أمس، وقامت عناصر الدفاع المدني و«مركز أحراج الضنية» والجيش اللبناني ومتطوعون بجهود شخصية في محاولة للحد من توسعه.
كما تعذرت أمس الاستعانة بطوافات تابعة للجيش اللبناني بسبب ضباب كثيف غطى المنطقة، مما سبب مخاوف كبيرة لدى أهالي المنطقة والمعنيين من اتساع رقعة الحريق واقترابها من المناطق السكنية والأراضي الزراعية، وقضائها على مساحة أكبر من الحرج، مناشدين المعنيين التدخل السريع.

وأفادت وزارتا الزراعة والبيئة، في بيان أمس، بأنه «بعد تبلغ مصلحة الزراعة في الشمال عن حدوث حريق عصر اليوم في حرج بطرماز ضمن غابة السفيرة، التي تقع ضمن النطاق الجغرافي لمصلحة أحراج سير، وبناءً لتوجيهات الوزيرين (في حكومة تصريف الأعمال) عباس الحاج حسن وناصر ياسين، توجهت مجموعة من المصلحة بالتنسيق مع وزارة البيئة إلى مكان الحريق؛ حيث تم رفع تقارير لتقدير الموقف، وتم الطلب من قيادة الجيش لتحريك طوافات من أجل السيطرة على الحريق الذي يتعذر الوصول إليه عبر آليات الإطفاء العاملة على الأرض».
وبحسب البيان، أجرى الحاج حسن وياسين «سلسلة من الاتصالات، من أجل التحرك سريعاً للسيطرة على الحريق وتبريده كي لا تعاود النار الاشتعال لاحقاً».
وصباح اليوم، توجه ياسين إلى موقع الحريق، ولم يستبعد، في تصريح صحافي، أن يكون الحريق مفتعلاً، مشيراً إلى تحقيقات تجريها القوى الأمنية بهذا الصدد.
وأوضح أن لبنان سيبلغ الحكومة القبرصية إمكانية طلب مساندتها في حال تطور الحريق أكثر.
وأظهرت صور نشرها ياسين وناشطون بيئيون على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد سحب الدخان بعد ظهر أمس من 3 نقاط داخل الغابة، قبل اندلاع النيران بكثافة.
https://twitter.com/nasseryassin/status/1534439854767058944
وبحسب تحليل ياسين، فإنه «من غير المستبعد أن يكون الحريق مفتعلاً كما يظهر في الصورة التي التقطت قبل غروب الشمس»، مطالباً «القوى الأمنية بالتحرك، والقضاء بالتشدد بعقوبة من يفتعل الحرائق».
https://twitter.com/nasseryassin/status/1534277527866335233
ويشهد لبنان سنوياً اندلاع حرائق في غاباته، يكافح المعنيون لإخمادها مع تضاؤل الإمكانات البشرية والتقنية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم وسط عجز السلطات التي تلقت دعماً من دول عدة لإخمادها، ما عدّه اللبنانيون حينذاك، دليلاً إضافياً على إهمال وعدم كفاءة السلطات.
وأثارت تلك الحرائق غضباً واسعاً حتى إنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 أكتوبر 2019 والمعروفة بـ«ثورة تشرين» ضد الطبقة السياسية.
https://www.facebook.com/PaulTerreLiban/posts/560270052118781



اتصالات مصرية مكثفة تبحث «تهدئة» في لبنان

اتصالات مصرية مكثفة تبحث «تهدئة» في لبنان
TT

اتصالات مصرية مكثفة تبحث «تهدئة» في لبنان

اتصالات مصرية مكثفة تبحث «تهدئة» في لبنان

كثّفت مصر من مشاوراتها بهدف احتواء التصعيد الراهن في المنطقة، خصوصاً باتجاه تحقيق تهدئة في لبنان؛ إذ أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أعقبه اتصال آخر، اليوم (الثلاثاء)، مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي.

ووفق «الخارجية المصرية»، فإن الوزير عبد العاطي تناول خلال اتصاله مع بلينكن التطورات الإقليمية المتلاحقة في كل من لبنان وقطاع غزة، وما «تفرضه مستجدات الأحداث من ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور لاحتواء التصعيد الراهن في المنطقة».

وزير الخارجية المصري يُجري اتصالاً مع نظيره الأميركي (الخارجية المصرية)

وحذّر الوزير المصري من أن وتيرة التصعيد الحالية في المنطقة «تستوجب تكاتف الجهود للتدخل السريع في هذه المرحلة الدقيقة لاحتواء الموقف... وبذل جهود حثيثة لخفض التصعيد وحثّ الأطراف كافّة على ضبط النفس، تجنباً لانزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية ذات عواقب مدمرة لأطرافها كافّة».

وجدّد عبد العاطي «رفض مصر الكامل أي مساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه»، مؤكداً أهمية التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار، مع العمل على تكثيف إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للشعب اللبناني في ظل نزوح أكثر من مليون مواطن لبناني، فضلاً عن أهمية دعم المؤسسات اللبنانية وتمكينها، وعلى رأسها الجيش اللبناني، من الاضطلاع بواجباتها، مشدداً على ضرورة التزام الأطراف كافّة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1701» بعناصره كافّة.

وطالب وزير الخارجية المصري المجتمع الدولي بـ«الاضطلاع بمسؤولياته للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة»، عقب مرور عام كامل على «الاعتداءات الإسرائيلية»، مشدداً على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كامل وغير مشروط، والتعامل مع جذور الصراع من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي اتصاله مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، أكد وزير الخارجية المصري «استمرار تقديم مصر كل أشكال الدعم السياسي والإنساني إلى لبنان، في ظل ما يواجهه من ظرف دقيق»، وضرورة تكاتف جميع الأطراف المعنية في هذه المرحلة الحرجة لانتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي في لبنان.

اتصال هاتفي بين عبد العاطي وميقاتي (الخارجية المصرية)

كما شدد على «ضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر المتصاعد الناجم عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة؛ لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية ستُلقي بظلال وخيمة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين».

وتأتي الاتصالات المصرية في إطار المتابعة التي يجريها وزير الخارجية مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، والتي شملت وزراء خارجية إيران وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول على مدار اليومين الماضيين.