كاميلا تتألق بالدقلة السعودية في احتفالات اليوبيل البلاتيني

المصمم يحيى البشري يتحدث لـ عن تفاصيل الزي

الأمير تشارلز في السعودية مرتدياً الدقلة (الشرق الأوسط)
الأمير تشارلز في السعودية مرتدياً الدقلة (الشرق الأوسط)
TT

كاميلا تتألق بالدقلة السعودية في احتفالات اليوبيل البلاتيني

الأمير تشارلز في السعودية مرتدياً الدقلة (الشرق الأوسط)
الأمير تشارلز في السعودية مرتدياً الدقلة (الشرق الأوسط)

أثارت دوقة كورموال الأميرة باركر بولز، تساؤلات عديدة حول إطلالتها في احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة، حيث ارتدت «دقلة» مستوحاة من الطراز السعودي كانت مهداة إلى زوجها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز من مصمم الأزياء السعودي يحيى البشري.
ولفت زي الأميرة كاميلا باركر بولز، جميع الحضور في مراسم الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث، حيث تحدثت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية عن الإطلالة التي اختارتها الأميرة كاميلا برفقة زوجها الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني.

                                                                       كاميلا مرتدية الدقلة (الشرق الأوسط)
وتسببت هذه الإطلالة اللافتة للأنظار والإعجاب في تساؤل العديد من وسائل الإعلام عن مصمم هذا الزي الفريد من نوعه، ليخرج المصمم السعودي يحيى البشري بصورة له مع الأمير تشارلز وهو يساعده على ارتداء الدقلة التي صممها خصيصاً للأمير، لينهي الجدل الذي يدور حول الموضوع.
وقال البشري لـ«الشرق الأوسط»، إن تاريخ الدقلة يعود إلى عام 1999 عندما زار الأمير تشارلز مدينة أبها جنوب السعودية، حيث طلبت منه اللجنة المسؤولة عن استقبال الأمير تصميم زي من التراث السعودي، ليعمل على دقلة «بطريقة متطورة»، حيث دمج ما بين التصميم العصري والتراث ليهديه إلى الأمير الذي أبدى إعجابه بالقطعة. وأضاف البشري أن العائلة المالكة البريطانية دائماً يحافظون على القطع النادرة، ويحرصون على الاهتمام بها، وهذه الدقلة أحد الأمثلة على ذلك، حيث ارتداها الأمير تشارلز في أكثر من مناسبة، والآن ترتديها زوجته دوقة كورنوال في هذا المحفل الذي يعد الأكبر في تاريخ البلاد.

                                              كاميلا وتشارلز في حفل اليوبيل بقصر باكنغهام (غيتي)
وعن تفاصيل الدقلة، ذكر البشري أنه استخدم الصوف والكشمير والقصب الفضي في تصميمها، حيث استغرق العمل عليها أكثر من شهر ونصف الشهر، نظراً لأنها نسجت باليد، وحرص في تصميمها على تغيير بعض التفاصيل بها لتكون مزيجاً من التصاميم العصرية والبيئة السعودية.
وتعود علاقة البشري بالعائلة البريطانية المالكة عندما طلب من الراحلة ديانا أميرة ويلز أن يصمم لها أحد أزيائها قبل زيارتها للسعودية، لتوافق على طلبه ليصمم لها زياً معاصراً مستوحى من نقوش القط العسيري الموجودة في جنوب السعودية، ليبدأ بعدها اسمه في الانتشار بين الأوساط العالمية في مجال الموضة والأزياء.
وتعد «الدقلة» من عناصر الزي السعودي الرسمي، وهي لباس يتم ارتداؤه في المناسبات فوق الثوب شبيه بـ«البشت»، لكنه مليء بالزخارف، وتلبس في الغالب في المناسبات، لا سيما حفلات الزواج.
وتعرف «الدقلة» السعودية في غالبية مناطق البلاد، ويعود تاريخها إلى زمن بعيد في شبه الجزيرة العربية، حيث اعتاد الناس على ارتدائها في الشتاء، لا سيما أنها تصنع في الغالب من القطن أو الصوف.

                                             يحيى البشري أثناء عرض أزياء في باريس عام 1999 (غيتي)
وعمل البشري في الموضة والأزياء لم يأتِ صدفة، إذ حرص على صقل هوايته بالدراسة، إذ درس التصميم في إحدى المدارس الأكاديمية في إيطاليا، لينتقل بعدها إلى عاصمة الموضة والأزياء باريس، ودرس في الأكاديمية الفرنسية - الأميركية لفنون الأزياء لينال لقب مصمم أزياء.
وبدأت انطلاقته الأولى في القاهرة، ثم إلى الأردن، عمان، ثم إلى السعودية في مدينتي الرياض وجدة، وأصبح من أشهر مصممي الأزياء في أواخر القرن الماضي، كما أصبح من المصممين الأساسيين الذين يشاركون في أسبوع الموضة العالمي في باريس سنوياً.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«كأس العرب»: الجزائر تُقصي البحرين بخماسية

فرحة لاعبي الجزائر بالفوز الساحق على البحرين (رويترز)
فرحة لاعبي الجزائر بالفوز الساحق على البحرين (رويترز)
TT

«كأس العرب»: الجزائر تُقصي البحرين بخماسية

فرحة لاعبي الجزائر بالفوز الساحق على البحرين (رويترز)
فرحة لاعبي الجزائر بالفوز الساحق على البحرين (رويترز)

تألق عادل بولبينة ورضوان بركان بهدفين وتمريرة حاسمة لكل منهما ليقودا منتخب الجزائر للفوز 5-1 على البحرين، السبت، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الرابعة في كأس العرب لكرة القدم في قطر.

ورفع منتخب الجزائر، حامل اللقب، رصيده إلى أربع نقاط في صدارة المجموعة من مباراتين، بفارق نقطة واحدة عن العراق وثلاث نقاط عن السودان، اللذين سيلتقيان في وقت لاحق ضمن منافسات الجولة ذاتها، فيما ظل منتخب البحرين دون نقاط في المركز الأخير ليودّع البطولة.

ومنح بركان الجزائر التقدم في الدقيقة 24 بتسديدة من مسافة قريبة بعد تمريرة عرضية من يوسف عطال، قبل أن يدرك مهدي عبد الجبار التعادل للبحرين بعد ثلاث دقائق بتسديدة بيمناه عقب تمريرة منخفضة من علي مدن.

لكن منتخب الجزائر استعاد تقدمه سريعاً بعد تمريرة منخفضة من بركان، أسكنها بولبينة في الشباك بتسديدة بيسراه من داخل منطقة الجزاء.

وأطلق محمد مرهون تسديدة قوية من على حافة منطقة الجزاء في الدقيقة 43، لكن حارس الجزائر فريد شعال تألق وتصدى لها ببراعة.

واحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لصالح الجزائر قبل الاستراحة إثر تدخل أمين بنعدي مدافع البحرين على بركان، وتقدم ياسين بنزية لتنفيذها بنجاح.

وفي الشوط الثاني واصل منتخب الجزائر ضغطه، لينجح بركان في تسجيل الهدف الرابع والثاني له في الدقيقة 48 بضربة رأس مستغلاً تسديدة هائلة من بولبينة من خارج منطقة الجزاء.

وجعل بولبينة النتيجة 5-1 في الدقيقة 80 عقب تمريرة منخفضة من المخضرم ياسين براهيمي، أودعها في الشباك بتسديدة على يمين حارس البحرين، مسجلاً هدفه الشخصي الثاني.

ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة إلى أدوار خروج المغلوب.

وتختتم الجزائر مشوارها في دور المجموعات يوم الثلاثاء المقبل بمواجهة العراق.


«جائزة أبوظبي»: فيرستابن ينطلق أولاً أمام نوريس

الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول (أ.ف.ب)
الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول (أ.ف.ب)
TT

«جائزة أبوظبي»: فيرستابن ينطلق أولاً أمام نوريس

الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول (أ.ف.ب)
الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول (أ.ف.ب)

أحرز الهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول وبطل العالم في المواسم الأربعة الماضية، السبت، مركز الانطلاق الأول لسباق جائزة أبوظبي الكبرى في ختام فعاليات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1.

وسجّل السائق الهولندي أسرع زمن في محاولته الأولى ضمن الجولة الثالثة من التجربة الرسمية للسباق الإمارات، ثم نجح في تحسين هذا الزمن، مسجلاً دقيقة واحدة و22.207 ثانية.

وتفوق فيرستابن بفارق 0.201 ثانية على البريطاني لاندو نوريس، سائق مكلارين ومتصدر الترتيب العام لفئة السائقين.

وجاء الأسترالي أوسكار بياستري، سائق مكلارين، في المركز الثالث بفارق 0.230 ثانية عن فيرستابن.

ويتأخر فيرستابن عن نوريس بفارق 12 نقطة فقط في صدارة الترتيب العام لفئة السائقين، فيما يبتعد بياستري عن زميله البريطاني بفارق أربع نقاط أخرى.

وإذا تمكن نوريس من إنهاء السباق على منصة التتويج بين الثلاثة الأوائل في حلبة ياس مارينا، فإنه سيضمن لقب بطل العالم، بغض النظر عن المركزين اللذين يحتلهما منافساه.


واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

إطفائي يتعامل مع نيران أشعلها هجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (أ.ف.ب)
إطفائي يتعامل مع نيران أشعلها هجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (أ.ف.ب)
TT

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

إطفائي يتعامل مع نيران أشعلها هجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (أ.ف.ب)
إطفائي يتعامل مع نيران أشعلها هجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (أ.ف.ب)

تتواصل في فلوريدا لليوم الثالث على التوالي المحادثات الأميركية – الأوكرانية حول خطة واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا، في وقت تواصل فيه القوات الروسية توسيع مكاسبها الميدانية على عدة جبهات، وتكثّف عمليات القصف بالطائرات المسيّرة والصواريخ ضد منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية في أوكرانيا، ما يلقي بظلال ثقيلة على آفاق التوصل إلى تسوية سياسية ويزيد من تعقيد حسابات الطرفين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف يتصافحان خلال اجتماعهما في الكرملين بموسكو 6 أغسطس 2025 (أ.ب)

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الجانبين «اتفقا على أن التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل»، وأن كبير المفاوضين رستم عميروف أكد مجدداً أن أولوية أوكرانيا هي التوصل إلى اتفاق «يحمي استقلالها وسيادتها».

وأشار البيان إلى توافق على «إطار للترتيبات الأمنية وقدرات الردع الضرورية للحفاظ على سلام دائم»، من دون الإفصاح عن طبيعة هذه الضمانات، التي تبقى جوهر الخلاف بين كييف وواشنطن من جهة، وموسكو من جهة أخرى.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتوسط جاريد كوشنر إلى يساره وستيف ويتكوف خلال لقائهم وفدا أوكرانيا في فلوريدا الأحد الماضي (أ.ب)

ويقود المحادثات في الجانب الأميركي المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، ويرافقه جاريد كوشنر، في مؤشر إلى رغبة الإدارة الأميركية في دمج قنوات سياسية غير تقليدية في مسار الوساطة. وتمثل كييف في المفاوضات شخصيات بارزة، بينها كبير المفاوضين رستم عميروف والجنرال أندريه هناتوف. وجاءت جلسات فلوريدا بعد سلسلة اجتماعات في جنيف وميامي، وفي أعقاب زيارة قام بها ويتكوف وكوشنر إلى موسكو حيث عرضا النسخة المعدلة من الخطة على الرئيس فلاديمير بوتين.

ومنذ عرض الخطة الأميركية قبل نحو ثلاثة أسابيع، جرت جلسات محادثات عدة مع الأوكرانيين في جنيف وميامي بهدف تعديل النص لمراعاة مصالح كييف. كما عُرضت الوثيقة الأربعاء على الرئيس الروسي خلال زيارة لموسكو أجراها ويتكوف وكوشنر.

الجمعة، أشار المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف، إلى أنّ اجتماع الثلاثاء في موسكو جرى في جو ودي، مرحّباً بمشاركة جاريد كوشنر في المناقشات. وصرح أوشاكوف للتلفزيون الرسمي بأن الرئيس الروسي وويتكوف أجريا «محادثة ودية حقيقية ويفهم كل منهما الآخر». وفي إشارة إلى جاريد كوشنر، وأضاف: «انضمّ إلينا شخص جديد وأود القول إنّه كان مفيداً للغاية».

ولم يعلن عن تفاصيل كثيرة على صلة بالخطة المعدلة، في حين عُدّت النسخة الأولية منها مراعية إلى حد كبير لمصالح روسيا.

بوتين ومستشاره للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف (يسار) والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف (يمين) (أ.ب)

وقد تضمنت المسودة الأولى لخطة واشنطن تنازل أوكرانيا عن أراض بعضها لم تتمكن روسيا من احتلالها حتى الآن، مقابل وعود أمنية لا ترقى إلى مستوى تطلعات كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورغم أن التفاصيل لا تزال محاطة بالغموض، فإن النسخة الأولية من الخطة وُصفت بأنها «مائلة لمصلحة موسكو»، إذ تضمّنت تنازلات إقليمية من جانب أوكرانيا، بعضها في مناطق لم تحتلها روسيا بعد، مقابل ضمانات أمنية دون مستوى الانضمام إلى «الناتو». وفي حين تطالب كييف بضمانات صارمة تمنع تجدد العدوان الروسي، تبدي واشنطن حذراً في التعهد بخطوات قد تثير مواجهة مباشرة مع موسكو. وبين هذين الموقفين، تواصل روسيا توظيف مكاسبها العسكرية في المفاوضات، وفق مراقبين.

تقدّم روسي يفرض منطقه

على الأرض، كانت موسكو تُرسل إشارات واضحة إلى أنها ماضية في خيار الحسم الميداني. وأعلن الجيش الروسي سيطرته على بلدة بيزيمينيه في دونيتسك، فيما تتواصل محاولات التقدم باتجاه محاور أخرى في باخموت وسيفرسك وكوبينسك. وبحسب خرائط معارك نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» لـ«معهد دراسات الحرب في واشنطن»، ومحللين في منصات مراقبة مستقلة، فإن القوات الروسية تحقق مكاسب بطيئة، ولكن ثابتة، بعدما كثّفت خلال الأسابيع الماضية اعتمادها على الطائرات المسيّرة الهجومية، والمسيّرات الانتحارية الصغيرة التي تصعّب مهمة الدفاع الأوكراني.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف يتصافحان خلال اجتماعهما في الكرملين بموسكو 6 أغسطس 2025 (أ.ب)

ويشير التقرير إلى أن روسيا استولت خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) على نحو 505 كيلومترات مربعة من الأراضي، أي ضعف ما حققته في أكتوبر (تشرين الأول). ويرى محللون أن هذه المكاسب تُغري الكرملين بتشديد شروطه السياسية، وتمنحه شعوراً بأنه قادر على فرض إملاءاته في المفاوضات.

وبعد مناقشاته مع الوفد الأميركي، قال بوتين في تصريحات للتلفزيون الروسي إن اللقاءات جرت «في جو ودي»، لكنه شدد على أن روسيا «لن تغيّر مطالبها الأساسية»، وهو ما فُسر بأنه رفض غير معلن لأي تنازل كبير في الخطة الأميركية.

تصعيد واسع على البنية التحتية

وفي موازاة مسار المفاوضات، شنّت روسيا واحدة من أعنف موجات القصف منذ أشهر، مستخدمة أكثر من 650 طائرة مسيّرة و51 صاروخاً، وفق الجيش الأوكراني الذي أعلن إسقاط الغالبية منها، لكنه أقر بوقوع أضرار جسيمة في منشآت الطاقة ومحطات التدفئة والسكك الحديدية.

وأفاد حاكم العاصمة كييف بأن هجوماً واسعاً بالصواريخ والمسيّرات استهدف ضواحي المدينة ومنطقة فاستيف، حيث تعرض مركز رئيسي للسكك الحديدية للقصف، ما أدى إلى تدمير عربات ومحطات شحن وإلغاء عدد من الرحلات. كما تعرّضت البنية التحتية في تشيرنيهيف، وزابوريجيا، وأوديسا، ودنيبروبتروفسك لضربات تسببت في انقطاع الكهرباء والمياه عن عشرات الآلاف.

جنود روس يقومون بدورية بمنطقة سودجا بإقليم كورسك (أرشيفية - أ.ب)

وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «منشآت الطاقة كانت الهدف الرئيس للهجمات» التي وصفها بأنها محاولة لـ«إلحاق المعاناة بملايين الأوكرانيين، وانحدروا إلى حد إطلاق الصواريخ على مدن مسالمة في يوم القديس نيكولاس»، في إشارة إلى بداية فترة عيد الميلاد في السادس من ديسمبر (كانون الأول)، ويصادف هذا التاريخ أيضاً يوم القوات المسلحة الأوكرانية، حسب «وكالة الأنباء الألمانية»، اليوم السبت. وجدّد دعوته لزيادة الضغط على موسكو وتعزيز الدعم العسكري لكييف، مشدداً على أن «روسيا لا تسعى للسلام، بل لفرض الاستسلام بالقوة».

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «ضربة كبيرة» نُفذت رداً على ما قالت إنه «هجمات أوكرانية على أهداف مدنية داخل روسيا»، مؤكدة استهداف «منشآت عسكرية وصناعية وموانٍ وبنية طاقة» في مختلف أنحاء أوكرانيا.

أوكرانيا تردّ بقدرات محدودة

جندي روسي يرفع علم بلاده في إحدى البلدات بإقليم دونيستك الأوكراني الثلاثاء (إ.ب.أ)

ورغم تراجع قدراتها الهجومية، قالت القوات الأوكرانية إنها قصفت مصفاة ريازان الروسية لتكرير النفط ومنشأة لصناعة أغلفة القذائف في منطقة لوهانسك، في محاولة لتهديد القدرات اللوجيستية الروسية. غير أن حجم هذه الضربات يبقى أقل بكثير من تأثير الهجمات الروسية واسعة النطاق، وفق محللين عسكريين.

وتشير شهادات جنود أوكرانيين إلى حالة «إرهاق» في الخطوط الأمامية، وخصوصاً في محيط مدينة بوكروفسك التي تشهد معارك ضارية منذ 18 شهراً. وتصف قوات أوكرانية الوضع هناك بأنه «انهيار تدريجي» ناجم عن تفوق روسي في الطائرات المسيّرة والذخيرة والاستطلاع الليلي، وبسبب نقص الاحتياطيات البشرية في الجيش الأوكراني.

يرى مراقبون أن المفاوضات الجارية في فلوريدا تتأثر مباشرة بالتطورات الميدانية. إذ تدخل كييف المفاوضات من موقع أضعف نسبياً مقارنة بفترات سابقة، بينما يسعى بوتين إلى استثمار التقدم العسكري لفرض خطوط تماس جديدة كأساس لأي تسوية، وربما لانتزاع تنازلات سياسية من واشنطن نفسها.

ورغم تأكيد الجانب الأميركي أن المناقشات «بنّاءة»، فإن طبيعة الوفد الأميركي، الذي يضم شخصيات قريبة من ترمب، تثير تساؤلات حول الاتجاه المستقبلي للسياسة الأميركية تجاه الحرب، خصوصاً في ظل تراجع الحماسة في الكونغرس لتمويل دعم واسع لأوكرانيا. أما كييف، التي تصر على ضمانات أمنية راسخة واستعادة سيادتها، فتبدو في سباق مع الزمن لمنع روسيا من تحقيق مكاسب إضافية قد تفرض واقعاً تفاوضياً أكثر قسوة.