جسم سياسي سوري جديد بديل لـ«الائتلاف» المعارض في مؤتمر القاهرة الشهر المقبل

هشام مروة: لم نُدع.. وغير معنيين به وبالقرارات الصادرة عنه

مقاتلون من بعض فصائل المعارضة الإسلامية السورية يقودون دبابة غنموها من جيش النظام في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
مقاتلون من بعض فصائل المعارضة الإسلامية السورية يقودون دبابة غنموها من جيش النظام في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
TT

جسم سياسي سوري جديد بديل لـ«الائتلاف» المعارض في مؤتمر القاهرة الشهر المقبل

مقاتلون من بعض فصائل المعارضة الإسلامية السورية يقودون دبابة غنموها من جيش النظام في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
مقاتلون من بعض فصائل المعارضة الإسلامية السورية يقودون دبابة غنموها من جيش النظام في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق (أ.ف.ب)

أعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس، أنه غير معني بالمؤتمر الذي تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة للمعارضة السورية والقرارات الصادرة عنه، لأن الدعوة لم تصله. ومن جهة أخرى، قال المعارض السوري هيثم منّاع إن «مجموعة من المعارضين يعدون لإطلاق تجمع جديد يطرحونه كبديل عن (الائتلاف) خلال المؤتمر المزمع عقده في الثامن والتاسع من شهر يونيو (حزيران) المقبل في القاهرة، ويحمل اسم (المعارضة الوطنية السورية)».
هشام مروة، نائب رئيس «الائتلاف» أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الائتلاف» لم يُدعّ إلى مؤتمر القاهرة، مشيرًا إلى قرار سابق اتخذته الهيئة العامة للائتلاف، بأنه لا يمكن أن نشارك في مؤتمر يمكن أن يستبعد أيا من مكوّنات الشعب السوري، متمنيًا في الوقت نفسه على أي مؤتمر للمعارضة، أن تكون قرارات المشاركين فيه وجهودهم تصبّ في خدمة الثورة والشعب السوري. وأوضح مروة أن «إقصاء أي جهة أو مكوّن من مكوّنات الشعب السوري من أي مؤتمر أصلاً، لا يشجّعنا على حضوره»، مشدّدًا على أنه «حتى لو اتخذ قرارا مشابها، فإن القرار لا يمثلنا ولا يعنينا»، ولفت إلى أن أي حضور لمؤتمر القاهرة «سيكون خلافًا لقرارات الهيئة العامة التي قررت عدم المشاركة».
وفي حين يأتي هذا التطور في ظل تراجع ميداني للقوات الحكومية بشمال سوريا وشرقها، أوضح مروة لـ«الشرق الأوسط» أن «تطوير اللقاءات لتشكيل جسم جديد غير مطروح بتاتًا»، وأنه في الظروف الحالية «لا يمكن أن ينشأ جسم بديل، يحتاج إلى وقت طويل كي ينال الشرعية»، وطالب بما سماها «عاصفة دعم لتساعد الثورة وإجبار (الرئيس السوري بشار) الأسد على القبول بالحل السياسي». وتابع مروة «في ظل التطورات الميدانية وتزايد الدعوات لمؤتمرات من أجل الحل السياسي، يمكن أن تكون هناك انهيارات دراماتيكية للسلطة، لذلك نسعى لتشكيل هيئة تفاوضية تبحث خارطة طريق للتسوية السياسية، وتشمل كل مكونات الشعب السوري، استعدادا لجولة مفاوضات جديدة أو تسلم السلطة في حال حدوث انهيار دراماتيكي للسلطة النظامية الحالية، وهي محتملة».
جدير بالذكر، أن السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أعلن في بيان أمس، أن «القاهرة سوف تستضيف يومي 8 و9 يونيو المقبل المؤتمر الموسّع للمعارضة والقوى الوطنية السورية (...)، والذي يهدف إلى التعبير عن رؤية أوسع من طيف المعارضة السورية إزاء كيفية التحرك في المرحلة القادمة للعمل على إنهاء الأزمة السورية».
ووفق مناع، الذي برز قياديًا في «هيئة التنسيق» التي تنشط في الداخل السوري، في حديث أدلى به لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن أكثر من مائتي شخصية من المعارضة السياسية والعسكرية من عرب وأكراد ومن الطوائف كافة سيشاركون في الاجتماع على أن ينتخبوا هيئة سياسية ويتبنوا خارطة طريق وميثاقا وطنيا. وأردف أنه من المقرر أن يطلق التجمع الجديد على نفسه تسمية «المعارضة الوطنية السورية». ويأتي عقد هذا الاجتماع بعد لقاء استضافته القاهرة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بمشاركة معارضين سوريين من الداخل والخارج، وانتهى بإعلان وثيقة من عشر نقاط تنص بالخصوص على حل سياسي للحرب في سوريا.
وبحسب مناع، فإن هذا التجمع «مختلف كليا» عن «الائتلاف» السوري الذي يلقى دعما غربيا ودعم دول عربية كالمملكة العربية السعودية وقطر بالإضافة إلى تركيا. وأضاف: «سيكون اجتماعا سوريًا مائة في المائة، نموله بأنفسنا ولا يتحكم أحد به وجدول أعماله سوري بحت». وأردف أن القاهرة تستضيف المؤتمر من «دون تدخل». واستطرد «نحن مستعدون للتفاوض مع وفد من الحكومة السورية على أساس بيان جنيف، أي على أساس نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء إلى حكومة انتقالية». ومن المقرر أن يلتقي ممثلون عن التجمع المعارض الجديد الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وفق مناع الذي أشار إلى اجتماع مماثل عقد أخيرا بين الطرفين.
ما يستحق الذكر أن بيان جنيف المشار إليه صدر في يونيو 2012 إثر اجتماع ضم ممثلين عن الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ونص على تشكيل حكومة من فريقي الحكومة والمعارضة بصلاحيات كاملة تشرف على المرحلة الانتقالية. غير أن البيان لم يأت على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الأسد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.