لماذا تذهب تذاكر المباريات إلى غير مستحقيها؟

كلما اقترب فريق من المجد قلّت فرص أنصاره في متابعته في الملعب

إينتراخت فرانكفورت وكأس الدوري الأوروبي بعد الفوز على غلاسكو رينجرز في  النهائي (أ.ب)
إينتراخت فرانكفورت وكأس الدوري الأوروبي بعد الفوز على غلاسكو رينجرز في النهائي (أ.ب)
TT

لماذا تذهب تذاكر المباريات إلى غير مستحقيها؟

إينتراخت فرانكفورت وكأس الدوري الأوروبي بعد الفوز على غلاسكو رينجرز في  النهائي (أ.ب)
إينتراخت فرانكفورت وكأس الدوري الأوروبي بعد الفوز على غلاسكو رينجرز في النهائي (أ.ب)

لم أغفر لنفسي أبداً حضور المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1991 والتي جمعت توتنهام ونوتنغهام فورست. كنت قد تعرضت لكسر قوي في الساق وأنا ألعب كرة القدم قبل عام، وأرسل لي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تذكرة لحضور المباراة لتشجيعي والرفع من معنوياتي. أنا لست من مشجعي توتنهام أو نوتنغهام فورست، لكنني كنت متحمساً للغاية لحضور تلك المباراة، نظراً لأنني لم أحضر أي مباراة نهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي أبداً. حسناً، لقد كنت متحمساً حتى اللحظة التي جلست فيها على مقعدي، وعندئذ تحولت مشاعري إلى شيء أشبه بالشعور بالذنب أو العار.
كنت جالساً بين مشجع متحمس لنوتنغهام فورست ومشجع آخر متحمس لتوتنهام، وأخبرني كل منهما بالمعاناة الكبيرة التي تحملاها من أجل الحصول على تذكرة المباراة، في الوقت الذي فشل فيه عدد كبير من زملائهما في الحصول على تذكرة. وعندئذ، انتابني شعور سيئ، خصوصاً أنني لست من مشجعي أي من الفريقين، ولم تكن لديَّ أي مصلحة في التواجد هناك. كرة القدم ليست مكاناً للحياد، فإما أن تكون مشجعاً لهذا الفريق أو ذاك. فإذا وصل الفريق الذي أشجعه إلى نهائي بطولة كبرى، فسأشعر بغضب شديد لو اضطررت إلى مشاركة هذه التجربة مع شخص لا يهتم بنتيجة المباراة ولا يشجع أياً من الفريقين! وفي الحقيقة، لم أكن أشعر بالراحة لكوني هذا الشخص غير المتحمس لما يحدث خلال اللقاء. لقد فاز توتنهام بهدفين مقابل هدف وحيد، وشعرت كأنني كنت في حفل زفاف لغرباء، أو في حالة نوتنغهام فورست كأنني في جنازة شخص لم أكن أعرفه!
ومؤخراً، شاهد 43.883 شخصاً مباراة غلاسكو رينجرز وإينتراخت فرانكفورت في نهائي الدوري الأوروبي على ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» بإشبيلية، لكن تم تخصيص 19.000 تذكرة فقط من هذه التذاكر لمشجعي الفريقين، أما التذاكر الـ24.883 الأخرى فقد ذهبت للضيوف من الشركات والمحايدين الذين يشجعون العديد من الأندية الأخرى. في الحقيقة، يتعين على هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 24.883 شخصاً إلقاء نظرة فاحصة على أنفسهم، لأنهم حصلوا على تذاكر لمشاهدة مباراة بين ناديين لا يشجعون أياً منهما، وبالتالي حرموا المشجعين الحقيقيين لهذين الناديين من فرصة ثمينة لمشاهدة هذه المباراة التاريخية.
إن هؤلاء المشجعين المحايدين، أو بالأحرى الأشخاص الذين يسعون لمجرد قضاء وقت جيد في الخارج ولا يهتمون بهوية الفريق الذي يلعب، يقتلون كرة القدم منذ فترة طويلة. كما أن الأمر يزداد سوءاً كلما تقدم فريقك في البطولات ومسابقات الكأس. فأثناء عملي في المباراة النهائية لكأس العالم 2006 في برلين، ركبت حافلة مليئة بمسؤولين تنفيذيين من شركة سامسونغ، وكانوا جميعاً يرتدون بدلات وحصلوا على تذاكر ذهبية للإقامة في أجنحة سيجدون بها طاولات ضخمة مليئة بأشهى أنواع الطعام والشراب الفاخر، ثم سيحضرون المباراة النهائية.
وخارج الأرض، اصطدمت بشاب كنت قد التقيت به أثناء تصوير عمل عن منصة غاز في بحر الشمال قبل عامين. لقد أخبرني في ذلك اليوم بأنه لم يكن يهتم بكرة القدم على الإطلاق. وعندما سألته عما يفعله هناك، أخبرني بأن والد صديقة ابنه قد حصل على بعض التذاكر ثم منحه تذكرة لحضور المباراة. أما داخل الملعب، فقد كان المشجعون الحقيقيون لمنتخبي فرنسا وإيطاليا يحتشدون في مناطق صغيرة بشكل مخزٍ خلف المرميين. لقد شعرت بأن كل شيء يسير بشكل سيئ للغاية.
لقد كان الأمر خاطئاً تماماً – بل وأسوأ بكثير في الواقع - عندما ذهبت مرة أخرى إلى نهائي كأس العالم: فرنسا ضد كرواتيا في موسكو في عام 2018، هذه المرة كان الأمر يعنيني بسبب أصولي الكرواتية، فقد كنت مشجعاً لمنتخب كرواتيا، وكنت متحمساً للغاية لذلك. لكن بجواري كان يجلس رجل في منتصف العمر يرتدي ملابس أنيقة ولم يحضر أي مباراة لكرة قدم من قبل. عرفت من شريط بطاقة العمل الذي يرتديه حول رقبته أنه مكسيكي. لقد كان يحتفل بالأهداف التي كان يحرزها كلا الفريقين بنفس الحماس، وهو ما يعني أنه لا يشجع أياً من المنتخبين!
لقد كان يحتفل بالأهداف من خلال الوقوف والرقص وهو يلتقط صور سيلفي! وبعد نهاية المباراة، كان يحتفل بفوز فرنسا بنفس الطريقة، وإن كان بقوة أكبر. لقد كنت أحدق إليه بشكل قاتم وقاتل. إن ما شعرت به آنذاك ربما كان أكثر إهانة مما كنت سأشعر به لو قام مشجع فرنسي مبتهج بالانتصار بالرقص أمامي وهو يعزف على الأكورديون وينفخ دخان سجائره في وجهي!


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.