بعد ثلاث سنوات من الخسارة أمام ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يسعى عدد من لاعبي ليفربول الإنجليزي إلى الثأر لأنفسهم وفريقهم عندما يلتقي الفريقان السبت في نهائي البطولة نفسها للموسم الحالي 2021 - 2022.
ويصطدم ليفربول والريال على ملعب «استاد دو فرانس» بالعاصمة الفرنسية باريس في نهائي النسخة الـ67 من البطولة والـ30 بمسماها الحالي.
ويخوض ليفربول النهائي للمرة العاشرة في تاريخه علماً بأنه توج باللقب ستاً من المرات التسع السابقة، كما هو الظهور الثالث له في النهائي خلال آخر خمسة مواسم.
وكان الفريق خسر نهائي موسم 2017 - 2018 أمام الريال بالذات ثم فاز بلقب النسخة التالية بموسم 2018 - 2019 على حساب مواطنه الإنجليزي توتنهام. وما زال هناك لاعبون كثر ممن شاركوا أمام الريال في نهائي 2018 في التشكيلة الأساسية لليفربول حتى الآن وهم المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والهولندي فيرجيل فان دايك والاسكوتلندي أندرو روبرتسون والبرازيلي روبرتو فيرمينو وجيمس ميلنر وجوردان هيندرسون وترينت ألكسندر أرنولد. وشارك هؤلاء أيضاً في نهائي 2019 حيث أحرز كل من صلاح وأوريجي هدفي ليفربول في مرمى توتنهام. وإذا نجح أي منهما في هز الشباك خلال نهائي هذا الموسم السبت، سينضم إلى قائمة تضم سبعة لاعبين فقط سبق لهم هز الشباك في مباراتين نهائيتين لدوري الأبطال وهم الويلزي غاريث بيل والكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني ليونيل ميسي والإسباني سيرخيو راموس ومواطنه راؤول غونزاليس، والكرواتي ماريو ماندزوكيتش والبرتغالي كريستيانو رونالدو. ووحده رونالدو الذي هز الشباك في ثلاث مباريات نهائية للبطولة. ويستطيع ماني الانضمام للقائمة نفسها حال هز الشباك بعد غد نظراً لكونه سجل هدفاً لليفربول في نهائي البطولة عام 2018 أمام الريال.
ويخوض ليفربول السبت المباراة الـ23 الفاصلة على لقب إحدى البطولات التي ينظمها اليويفا للأندية. وبخلاف المباريات النهائية العشر لدوري الأبطال، سبق للفريق أن فاز بلقب بطولة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي) ثلاث مرات وخسر النهائي في 2016، كما فاز بلقب كأس السوبر الأوروبي أربع مرات وخسر مرتين، وخسر نهائي بطولة كأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس 1966، بينما فاز بلقب كأس إنتركونتينتال (بين بطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية) مرتين في عامي 1981 و1984.
وإذا كان ليفربول يرفع شعار الثأر لخسارته من ريال مدريد في 2018، فإن مهاجمه صلاح يشعر بثأر شخصي أيضاً، حيث لا يزال مشهد خروج المهاجم المصري مصاباً وباكياً عالقاً في الأذهان.
وفي نهائي تلك النسخة على استاد «أولمبيسكي» بالعاصمة الأوكرانية كييف، خرج صلاح بعد نصف ساعة فقط من بداية المباراة إثر لعبة خشنة متعمدة من راموس مدافع الريال، ليفقد ليفربول الذي كان الأخطر أبرز أوراقه الهجومية ما سهل المهمة على منافسه ريال مدريد لتحقيق الفوز والتتويج باللقب الثالث عشر له في تاريخ البطولة.
وكان صلاح على موعد مع الحلم في أول مشاركة له بنهائي دوري الأبطال، لكن الحلم تبخر مبكراً إثر التحام قوي للغاية من راموس ليخرج باكياً.
ولم يكن زملاء صلاح في ليفربول فقط هم من حاولوا مواساة اللاعب، وإنما حرص البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم الريال على التوجه نحوه لحظة خروجه من المستطيل الأخضر للشد من أزره. وكان ذلك الموسم هو الأول لصلاح مع ليفربول والأفضل له مع الفريق من حيث الأرقام والإحصائيات حيث سجل 44 هدفا في مختلف البطولات ليفوق رصيده في أي موسم تال له مع الفريق بما في ذلك موسم 2018 - 2019 الذي توج فيه بلقب دوري الأبطال الأوروبي وكذلك الموسم التالي 2019 - 2020 الذي توج فيه بلقب الدوري الإنجليزي.
ولذا، كانت حسرة صلاح وجماهير ليفربول كبيرة بمشاهدة نجمها الأول يودع الملعب مبكرا، واكتملت الحسرة بفوز الريال 3 - 1 في المباراة. وقال صلاح: «أتذكر خروجي من المباراة بعد 30 دقيقة أو نحو ذلك. كانت أسوأ لحظة خلال مسيرتي الكروية. شعرت بإحباط شديد بعد ذلك. بعد المباراة علمت بالنتيجة لأنني كنت في المستشفى. لم أتقبل الهزيمة بهذه الصورة. لم يسبق لي الشعور بمثل هذا الإحساس المرير في كرة القدم».
وفي العام التالي (2019) توج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا بعد الفوز على توتنهام هوتسبير في المباراة النهائية لكن صلاح يؤكد أنه لم يتجاوز بعد ما حدث أمام بطل إسبانيا.
وقال المهاجم المصري الذي أحرز ثمانية أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم: «بالنظر لما حدث أمام ريال مدريد في المرة السابقة وما حدث أيضا الأحد الماضي فإن الكل (في ليفربول) يرغب بقوة في الفوز بدوري الأبطال». بالطبع نهائي السبت على ملعب «استاد دو فرانس» بالعاصمة الفرنسية، سيعيد ذكريات المشهد الحزين للنجم المصري وجماهير ليفربول أمام الريال.
ولا يزال صلاح من أبرز العناصر التي يعول عليها ليفربول ومديره الفني الألماني يورغن كلوب كثيرا في مثل هذه المباريات الصعبة لما يمتلكه من موهبة وقدرات تهديفية عالية وصنع الفارق في مواجهة أقوى المنافسين.
والآن، أصبح صلاح وليفربول على بعد 90 دقيقة، وربما 120 دقيقة للتتويج باللقب الثاني في دوري الأبطال في غضون أربعة مواسم والسابع في تاريخ النادي.
وتأثر صلاح سلبيا برحلتيه إلى أفريقيا مطلع هذا العام حيث حصل على المركز الثاني مع منتخب بلاده (أحفاد الفراعنة) في بطولة كأس الأمم إثر الخسارة بركلات الترجيح أمام المنتخب السنغالي في النهائي، ثم خسارته أمام الفريق نفسه بركلات الترجيح في الدور النهائي الحاسم بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022. ولكن اللاعب حافظ على تصدره لقائمة هدافي الفريق في الدوري الإنجليزي هذا الموسم وكذلك على تصدر قائمة البطولة المحلية برصيد 23 هدفاً رغم غيابه عن عدد من مباريات فريقه بسبب مشاركته مع المنتخب المصري لعدة أسابيع.
ويأمل صلاح في ضرب عصفورين بحجر واحد أولها التتويج بدوري الأبطال والثأر من الريال، وثانيها وضع اسمه كمرشح قوي لانتزاع الكرة الذهبية لأفضل لاعب بالعالم هذا الموسم لا سيما أنه وزميله ماني والفرنسي كريم بنزيمة مهاجم الريال يتصدرون في الآونة الأخيرة.
وكان صلاح كشف قبل جولة الإياب في المربع الذهبي للبطولة، أنه يفضل مواجهة الريال في النهائي وهو ما حدث بالفعل من خلال فوز بطل إسبانيا على مانشستر سيتي 3 – 1 إياباً رغم خسارته ذهابا 4 – 3، والآن بات على النجم المصري إثبات جدارته في النهائي الكبير.
ليفربول يرفع شعار «الثأر» في مواجهة الريال... وصلاح للانتقام
الفريق الإنجليزي يخوض النهائي العاشر... والبطل الإسباني يتطلع للقبه الرابع عشر
ليفربول يرفع شعار «الثأر» في مواجهة الريال... وصلاح للانتقام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة