حمود أمام المحكمة الدولية: الحريري لم ينوِ استخدام العنف ضد حزب الله أو أي تشكيل آخر

رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة يستكمل شهادته في 27 و28 من الشهر الحالي

حمود أمام المحكمة الدولية: الحريري لم ينوِ استخدام العنف ضد حزب الله أو أي تشكيل آخر
TT

حمود أمام المحكمة الدولية: الحريري لم ينوِ استخدام العنف ضد حزب الله أو أي تشكيل آخر

حمود أمام المحكمة الدولية: الحريري لم ينوِ استخدام العنف ضد حزب الله أو أي تشكيل آخر

أكد مستشار رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري هاني حمود، أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن الحريري «لم ينو في أي لحظة استخدام العنف لا ضد حزب الله ولا ضد أي تشكيل آخر»، لافتًا إلى أنه لم يقل بأن حزب الله هو من قتل الحريري، مضيفًا: «ولا علم لم بعثت قيادات في الحزب رسائل إلى الحريري لتغيير موقفه». وجاءت تصريحات حمود، أثناء شهادته أمام المحكمة الدولية التي استكملها أمس في لاهاي، فيما ينتظر أن يستكمل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، في 27 و28 من الشهر الحالي إفادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ويقدم آخر الشهادات السياسية المعلن عنها حتى الآن في المحكمة.
وأكد حمود: «حقيقة ما قاله علي جابر عن أن السوريين سيقومون بأمر غير منطقي، أشبه بالجنون». وقال: «بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده حسام حسام في سوريا وتناولني فيه وفارس خشان، اتصلت بخشان الذي قال لي إنه تلقى اتصالا من حسام ونصحه بالاتصال بقوى الأمن الداخلي»، لافتا إلى أن «خشان كان من الحلقة الصحافية التي كانت تجتمع بشكل منتظم بالرئيس الحريري وكان الأخير يكن له الود والاحترام». وأشار حمود إلى أن ما يتعلق بالمنافسة بين غازي كنعان ورستم غزالة «من تحليلي ولم أسمعه من الحريري». وقال: «الرئيس الحريري لم يقل لي إن غزالة يؤيد التمديد وكنعان ضده»، مشيرا إلى أنه «لم يكن على اطلاع بما يجري في دمشق حيال صراع القوى». وكان حمود قال في الجلسة الصباحية، إنه «في 5 يونيو (حزيران) 2003 حصل اعتداء على تلفزيون (المستقبل)، وبعد يوم أو يومين من الاعتداء، أتى فارس خشان إلى مكتبي وأخبرني أنه متأسف لأنه كان قد سمع شيئا من الوزير إلياس المر ولم يطلعني عليه آنذاك، وبعدما حصل الاعتداء أصبح لذلك معنى مختلف كليا».
وقال حمود: إن «الجماعة الإسلامية» في لبنان حزب سياسي ومن أعضائها النائب عماد الحوت، لافتا إلى أنها «انبثقت عن حركة الإخوان المسلمين»، وقال: «الشيخ إبراهيم المصري كان مسؤولا في الحزب ولا معرفة خاصة بيننا، وهو كان شخصا مهما في الجماعة». وأوضح أن «معظم الأحزاب اللبنانية ممثلة في الحركات الطلابية في الجامعات، ولا أعرف تحديدا ما هو تمثيل الجماعة الإسلامية في الجامعات أو النقابات».
وقال حمود: «لم يكن هناك تحالف سياسي بين الجماعة الإسلامية والحريري ولكن بعد استشهاده تقدم الحوت إلى الانتخابات متحالفا مع (المستقبل) في بيروت». وأعلن أن «اللقاءات بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كانت تتم في حضور الحاج حسين خليل ومصطفى ناصر»، مشيرا إلى أن «ناصر مطلع أكثر مني بكثير على فحوى ما دار في الاجتماعات».
وفيما يتعلق بالقرار الدولي 1559، قال حمود إن الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والأميركي جورج بوش «كانا شريكين متساويين في الدينامية الجديدة التي أدت إلى سحب التفويض الدولي من النظام السوري في حكم لبنان»، وقال: «النظام السوري كان يعلم أن القرار 1559 لم يكن من فعل شخص واحد، فالسوريون كانوا يعرفون أن الحريري لم يكن وراء هذا القرار وتفسير موقفي هو لأنهم كانوا يعرفون حتما أن هذا القرار لا يمكنه أن يكون من فعل شخص واحد». وأضاف: «أعتقد أن رسالة نصير الأسعد للحريري ربما كانت صادرة عن شخص يريد الخير للحريري هدفها تفادي خطر أن يقتل على يد النظام السوري. وفي أسوأ الحالات كان طلب تغيير موقفه السياسي وفك التحالف مع المعارضة المسيحية، ورد الحريري على الأسعد قائلا: «شو عم بخوفوني ما رح تمشي».
وأعلن حمود أن «الرئيس الحريري لم ينو في أي لحظة استخدام العنف لا ضد حزب الله ولا ضد أي تشكيل آخر»، مشيرًا إلى أنه قابل السيد حسن نصر الله في لقاء سريع جدا، وقد حصل ذلك عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.