جماعات الضغط على البساط الأحمر

بولانسكي المغيّب... وتوم كروز المحتفى به بحرارة

«3000 سنة من الشوق»: ألبا وسونتن
«3000 سنة من الشوق»: ألبا وسونتن
TT

جماعات الضغط على البساط الأحمر

«3000 سنة من الشوق»: ألبا وسونتن
«3000 سنة من الشوق»: ألبا وسونتن

إذا ما سُلّمت الأمور لجماعات الضغط المدنية والاجتماعية، فالنتيجة قد تكون وبالاً على مدعي السينما والأسواق التجارية والمهرجانات على حد سواء.
قائمة الممنوعات ترتفع: هنا توجد نغمة معادية للتاريخ، هنا تشخيص رأي يناهض المثلية. هناك عدد غير كافٍ من الأفلام النسائية، وماذا عن التموضع السياسي؟ هل نسمح للمهرجان بعرض كل فيلم جيد بمنأى عن مصدره ورسالته لأنه خير وسيلة لتبادل الأفكار والتعريف بأساليب التعبير؟ أم نقيم حواجز ونمارس الرقابة من حيث نرفضها عند سوانا؟ رومان بولانسكي يجد نفسه في صورة سلبية بسبب سلوكه الجنسي والقضايا العالقة حالياً في بعض المحاكم الفرنسية. جماعات الضغط نجحت في إقصائه عن الفوز بجائزة سيزار الفرنسية، التي تمنحها «أكاديمية الفنون الرفيعة». في العام الماضي عندما تقدّم بفيلمه «ضابط وجاسوس» للمنافسة في سباق جوائزها (تعادل الأوسكار فرنسياً). والخوف من الإخفاق التجاري حرم الجمهور خارج فرنسا وبلجيكا وبضع أسواق أوروبية أخرى، من التمتع بفيلم ذكي وجيد التنفيذ حول قضية درايفوس الشهيرة.
في أي زمن آخر، كان يمكن لهذا الفيلم أن ينجز عشرة أضعاف ما أنجزه تجارياً (10 ملايين - 11 مليون دولار فقط في فرنسا)، لكن كيف والفيلم لم يتمتّع بما تمتّعت به أفلام أخرى لبولانسكي، بل ولم يُعرض في أي سوق ناطقة بالإنجليزية (بريطانيا، والولايات المتحدة، ونيوزيلاندا، وأستراليا... إلخ).

لقطة من فيلم «ولد من الجنة»

- مظاهرات
مهرجان «كان» في ورطة الرغبة على استحواذ كل جديد لمخرج كبير، وعدم قدرته على قبول ما قرر الفرنسيون مقاطعته. لذلك، وحسب المنتج الفرنسي لوكا بارباريشي، لم يتم اختيار فيلم بولانسكي الجديد «القصر»، في عداد الأفلام المشتركة رسمياً لا داخل المسابقة ولا خارجها.
ما سيحدث تبعاً لذلك، هو أن هذا الإنتاج التي وصلت تكلفته إلى نحو 18 مليون دولار، قد يواجه ما واجهه الفيلم السابق من عزلة وصد. يقول بارباريشي لـ«الشرق الأوسط»: «إنه أمر محزن ألا يُفرق بين الإبداع والسلوك الشخصي. لا أنفي أن لبولانسكي مشاكل سابقة ولم أسمعه ينفي ذلك بنفسه، لكن أن يحمل البعض كل تلك النيّة المبيّتة لمنعه من العمل، هذا أكثر مما يمكن تحمّله. لا يجوز».
يرفض بارباريشي التأكيد على أن فيلم «القصر» سيتوجه إلى مهرجان «فينيسيا»، كما حدث سابقاً مع «ضابط وجنتلمان» قبل عامين.
هناك قامت مظاهرة ضد الفيلم مطالبة بسحبه، لكن مدير المهرجان الإيطالي لم يذعن، وعرض الفيلم رغم الاحتجاجات. هذه المرة يجد البعض أن بولانسكي سيتوجه بفيلمه إلى «فينيسيا» مرة أخرى، ولو أن منتجه لا يود نفي أو تأكيد ذلك.
والحال في «كان» لا يتوقف عند حد. السجادة الحمراء التي يهوى كل صناع السينما السير فوقها (بعضهم كان يأخذ الصور ويدّعي أن فيلمه شهد عرضاً رسمياً إلى أن تدخلت الإدارة ووضعت حداً لذلك)، باتت منصّة سياسية. قبل يومين دهنت فتاة أوكرانية جسدها العاري بالعلم الأوكراني لتعلن موقفها من الحرب الدائرة.

الممثل والمخرج رومان بولانسكي

يوم أول من أمس، عرضت مجموعة من النساء بياناً طويلاً مطبوعاً بلفافة طولها نحو 30 متراً، تنتقد ما سمته «انتحار أنثوي» وموقع، حسب ما أتت عليه الصحافة الفرنسية، من 129 امرأة وجدن أن المناسبة قد تعزز فيلماً سيعرض في الليلة نفسها بعنوان Riposte، الذي يعرض نضال الناشطات الفرنسيات في مجال انتزاع حقوقهن.
كلا الحادثتين، الفتاة المحتجة ضد «اغتصاب الروس للأوكرانيات» حسب وصفها، وهذه المظاهرة التي لم تستمر طويلاً لكنها، كسابقتها جمعت حولها عشرات الكاميرات الجائعة لتصوير أي حدث على تلك السجادة الحمراء، تستوحيان من حقيقة أن «كان» حدث عالمي لإيصال رسالتهما، وهي تنجح في هذه الغاية، لكن لفترة قصيرة تلغيها فترة أخرى لأن الأحداث لا تتوقف عن حالة معيّنة إلا لتستبدل بها أخرى.
- بلا أقنعة
والأكثر وقعاً بالتأكيد، هو الاستقبال الكبير الذي حظي به الممثل والمنتج توم كروز. لم يسجل التاريخ قيام الحكومة الفرنسية بتخصيص ثماني طائرات لتطير فوق المدينة، تحية لممثل بألوان العلمين الفرنسي والأميركي. وعلى السجادة نفسها، وقف المندوب العام للمهرجان تييري فريمو على بعد خطوتين أو ثلاث من توم كروز وكلاهما، ومن معهما، ينظران إلى السماء حيث مرّت تلك التحية العسكرية تاركة الدهشة على الوجوه وابتسامة عريضة على وجه كروز.
بعده أم توم كروز «ماستر كلاس»، حيث عُرضت مشاهد من أفلامه المختلفة (بما فيها فيلمه الوحيد مع ستانلي كوبريك Eyes Wide Shut)؛ ومن ثَمّ عرض مشهد واحد من فيلمه الجديد «Top Gun‪:‬ Maverick»، تمهيداً للعرض في السادس والعشرين من الشهر الحالي.‬
خلال مواجهته جمهور الصالة تحدّث عن كيف أن فيلمه الجديد هذا، تأخر عن الوصول بسبب «كورونا» وقال ملاحظاً: «هنا ليس من أقنعة. أريد رؤية كل الوجوه. أشكركم. لقد صنعتم حياتي».
لكن «كان» ليس فقط ما يقع في الشارع والردهات وعلى السجادة الحمراء. أهم ما فيه ما يقع على الشاشات. وإذ تتوالى الأفلام، يتبلور حرص المهرجان الفرنسي على أن يكون قائداً في كل ما يهدف إليه وهو كثير. من السوق العاجقة إلى الإعلام الذي يجول في أنحائها، ومن الصفقات المعقودة إلى الأفلام نفسها، وهي تنتشر في كل صالة ممكنة.
- صراع مؤسسات
كثيرة هي الأفلام التي شهدت عروضها بنجاح واهتمام إلى الآن، ومنذ أن انطلقت الدورة الـ75 قبل ثمانية أيام؛ من «زمن القيامة» لجميس غراي، إلى الدراما المدروسة من المخرجة ميا هانن - لوف «صباح يوم ممتاز»، ومن «الليلة الثالثة عشرة» للفرنسي دومينيك مول، إلى فيلم «3000 سنة من الشوق» للأسترالي جورج ميلر، تتبدّل الصور وتبقى الحكايات. وكل حكاية تعكس عملاً مهمّاً أو خلاّقاً.
وسط ما شوهد من أفلام، يبرز عمل رُصد من عدد كبير من الحضور. مخرجه مصري وإنتاجه سويدي - دنماركي - ألماني وموضوعه الإسلام والدولة. صُور في تركيا (باستثناء لقطات مسجلة ومستخدمة في حدود) لأن تصويره في أماكنه الطبيعية بالقاهرة أمر مستحيل.
المخرج هو طارق صالح الذي كان لفت الانتباه قبل أربعة أعوام، عندما أخرج «The Nile Hilton». الفيلم الجديد هو «ولد من الجنة»، «Boy From Heaven»، وهو فيلم شائك على صعيد الموضوع، تماماً كما كان حال الفيلم السابق، بل أكثر.
يبحر المخرج هذه المرّة في موضوع كتبه بنفسه عن العلاقة ما بين الأمن الوطني وبالتالي الدولة المصرية، وبين الأزهر ويدفع باتجاه تصوير، أن الأول هو من يقرر من سيقود الأزهر الشريف مؤسسة دينية. بل يقترح أنها مستعدة للتضحية بالإمام قتلاً لأجل تعيين إمام تثق به، إلى جانب ارتكاب حالات قتل بالتعاون مع شراذم مسلّحة للغاية.

الممثل توم كروز

الطريق التي يختارها المخرج لطرح حبكته متعرّجة. هناك الصراع حول الخلافة بين الحكومة والإخوان المسلمين داخل الأزهر. ومن ثَمّ هناك جريمة قتل تقع داخل الأزهر نفسه، حيث يُصفّى جاسوس أول، عيّنته الحكومة، وتوكيل شاب آخر بأن يكون الجاسوس الذي يعيل الأمن، لكي ينقل أخبار الأزهر وما يموج فيه.
لا يكيل الفيلم ضد الحكومة فقط، بل ضد الأزهر كذلك، متحدثاً عن فساد مستشرٍ. يكفي أنه مصوّر على أنه مقر مؤامرات وجرائم وتنافس قوى شرسة. نتيجة كل ذلك أن الفيلم لديه حنكة الفيلم التشويقي منفّذة بدرجة لا بأس بها، لكنه قائم على تبسيط قضايا هي بالقدر ذاته صعوبة الطرح. ما يحاول المخرج طرحه هو إعلان موقف من الحكومة المصرية ومن الأزهر في الوقت نفسه، كوجهين لعملة واحدة. لكن الفيلم يفلت من يدي صاحبه ليتحوّل إلى عمل يأمل في جذب الانتباه كفيلم تشويقي. هذا يذكر بفيلمي رون هوارد «ذا دافينشي كود» (2006)، و«ملائكة وشياطين» (2009). ما وراء هذا الفشل عاملان: كثرة المتعرّجات والمسائل المطروحة من جهة، وعدم دخول المخرج صلب القضايا بل توقفه عند ظواهرها ما يجعل الفيلم سرداً حكائياً مصنوعاً باعتدال لا أكثر.


مقالات ذات صلة

المخرجة هالة خليل: المنتجون لا يتحمسون للبطولة النسائية

يوميات الشرق خليل بين وزيرة التضامن ورئيس المهرجان خلال تكريمها بأسوان (أسوان السينمائي لأفلام المرأة)

المخرجة هالة خليل: المنتجون لا يتحمسون للبطولة النسائية

3 أفلام فقط أخرجتها المصرية هالة خليل خلال أكثر من 20 عاماً منذ تخرجها في معهد السينما عام 1992 لكنها حازت على جوائز عدة.

انتصار دردير (أسوان (مصر))
يوميات الشرق 
طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)

صدارة سعودية في جوائز «هوليوود للفيلم العربي»

كان للسينما السعودية النصيب الأكبر من جوائز الدورة الثالثة لمهرجان «هوليوود للفيلم العربي» بفيلمي «إلى ابني» لظافر العابدين و«هجان» لأبو بكر شوقي.

أحمد عدلي (هوليوود)
يوميات الشرق لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)

فنانون مصريون يتبرعون بملابس فنية ومقتنيات شهيرة للعمل الخيري

شارك عدد من الفنانين المصريين وأسر بعض النجوم الراحلين في دعم العمل الخيري من خلال التبرع بجزء من مقتنياتهم الخاصة التي ظهروا بها في أعمالهم الفنية.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)

السينما السعودية تسيطر على جوائز مهرجان «هوليوود للفيلم العربي»

حصدت السينما السعودية النصيب الأكبر من جوائز الدورة الثالثة لمهرجان «هوليوود للفيلم العربي» بفيلمي «إلى ابني» لظافر العابدين و«هجان» لأبو بكر شوقي.

أحمد عدلي (هوليوود)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «مندوب الليل» (الشرق الأوسط)

3 أفلام سعودية تشارك في «مهرجان مالمو للسينما العربية»

تشارك هيئة الأفلام السعودية في «مهرجان مالمو للسينما العربية» الذي سينطلق الاثنين ويمتد إلى الأحد المقبل بـ3 أفلام سعودية هي «مندوب الليل» و«سليق» و«ترياق».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

200 يوم... غزة تنتظر «هدنة بعيدة المنال»


فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

200 يوم... غزة تنتظر «هدنة بعيدة المنال»


فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

مر، أمس، مائتا يوم على اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» على أرض غزة، لكنّ النيران اتسعت بأكثر مما توقع الجميع في بدايتها، فأظهرت الإفادات أنها حصدت أكثر من 34 ألف قتيل. ورغم تلك الأيام والدماء ظلت الحرب من دون حسم؛ لا إسرائيل محت «حماس» كما روّجت، ولا الحركة أجبرتها على الانسحاب من «مستنقع» ينتظرها كما تصورت، وباتت الهدنة «بعيدة المنال».

ميدانياً كثفت إسرائيل، أمس، ضرباتها بأنحاء غزة في بعض من أعنف عمليات القصف منذ أسابيع، وطال القصف شمال القطاع الذي كان الجيش قد سحب قواته منه في السابق. وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن «دبابات الجيش توغلت مجدداً شرق بيت حانون على الطرف الشمالي لقطاع غزة (ليل الثلاثاء)، لكنها لم تتوغل كثيراً في المدينة. ووصل إطلاق النار إلى بعض المدارس التي يحتمي بها نازحون هناك».

وفي إسرائيل، أغلقت المكاتب الحكومية والشركات أبوابها للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، ودوت صفارات الإنذار محذرةً من سقوط صواريخ في البلدات الحدودية الجنوبية.

وعبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، عن شعوره «بالذعر» لتدمير مستشفيي «ناصر» و«الشفاء» في قطاع غزة والتقارير عن وجود «مقابر جماعية» هناك فيها مئات الجثث. وطالب «مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، أمس، بتحقيق دولي في «المقابر الجماعية» التي عُثرعليها في القطاع.

كما أعربت السعودية عن إدانتها لاستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في «ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة في قطاع غزة من دون رادع، وآخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع».

وأكدت السعودية، في بيان لوزارة خارجيتها، أن «إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار». وجددت الخارجية السعودية المطالبة بـ«اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها».


العراق: تحقيق حكومي يُخمد تداعيات «تفجير كالسو»


لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
TT

العراق: تحقيق حكومي يُخمد تداعيات «تفجير كالسو»


لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)

خلص تحقيق عسكري إجرته السلطات العراقية بشأن تفجير غامض استهدف قاعدةً تابعةً لـ«الحشد الشعبي»، جنوب بغداد، إلى «عدم تسجيل حركة لطائرات مقاتلة أو مُسيّرة في الأجواء وقت الانفجار». وبذلك بدا التحقيق بمثابة إخماد لتداعيات التفجير الذي وقع السبت الماضي وأسفر عن مقتل أحد أفراد «الحشد» وإصابة 8 آخرين.

وقالت لجنة تحقيق إن موقع التفجير في قاعدة «كالسو» بمحافظة بابل (جنوب) كان يضم 3 مواد تستخدم في صناعة المتفجرات.

وذكر تقرير لقيادة العمليات المشتركة، أمس (الثلاثاء)، إن لجنة التحقيق عثرت على «بقايا متناثرة لخمسة صواريخ تبعد 150 متراً عن مكان الحادث»، وذكر أن تقارير قيادة الدفاع الجوي أكدت عدم وجود حركة لطائرات مقاتلة أو مُسيّرة في أجواء المحافظة قبل الانفجار وأثناءه وبعده.

وتزامن استهداف «كالسو» مع تقارير أشارت إلى أن إسرائيل وجّهت صاروخين نحو القاعدة الجوية في أصفهان الإيرانية.

وقالت مصادر سياسية موثوقة إن قادةً في «الإطار التنسيقي»، أبرزهم نوري المالكي، يدفعون باتجاه تثبيت التهدئة، على خلاف قادة فصائل مثل «النجباء» و«كتائب حزب الله».

وأوضح مصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «نتائج التحقيق بشأن ضربة (كالسو) تعكس الرغبة الحكومية، وطرف وازن داخل (الإطار)، في تكريس الهدنة».

وبدت صياغة تقرير لجنة التحقيق، وفقاً للمصادر، محاولة للتمسك بأجواء الهدنة بين الفصائل المسلحة والأميركيين، خصوصاً بعد زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لواشنطن.


مواجهات إسرائيل و«حزب الله» تتسع... ولا تنفجر


مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)
مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)
TT

مواجهات إسرائيل و«حزب الله» تتسع... ولا تنفجر


مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)
مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)

اتسعت مواجهات «حزب الله» وإسرائيل إلى نطاق جغرافي أعمق من السابق، حيث قصف الحزب صفد وعكا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، بينما لاحق الجيش الإسرائيلي قياديين في الوحدات الجوية بالحزب إلى عمق جديد في الزهراني وشمال مدينة صور بجنوب لبنان، من غير أن يؤدي هذا «التعمّق» إلى انفجار الوضع الأمني.gf

وأعاد كل من «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، تحديث قواعد الاشتباكات التي استقرّت على ملاحقة إسرائيل مهندسي القوات الجوية بالحزب رداً على إسقاط المسيّرات، في مقابل استهداف الحزب عمقاً جديداً في شمال إسرائيل رداً على اغتيال قيادييه.

وقال الحزب، أمس (الثلاثاء)، إنه نفذ هجوماً بمسيّرات استهدف قواعد عسكرية شمال مدينة عكا، وهي أبعد نقطة تصل إليها هجمات الحزب داخل إسرائيل منذ اندلاع الحرب، وجاءت بعد ساعات على استهداف مدينة صفد بالجليل الأعلى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت حسين عزقول، وهو مسؤول في قوة الدفاع الجوي التابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، في إشارة إلى اغتياله في بلدته عدلون الواقعة بقضاء الزهراني. كما أعلن اغتيال ساجد صرفند في أرزون (شمال صور)، قائلاً إنه مسؤول في الوحدة الجوية التابعة لـ«قوة الرضوان» في «حزب الله».

ومساءً، تصاعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدات عدة، وأدت غارة جوية إلى إصابة 7 مدنيين في بلدة حانين، وقُتلت امرأة وطفلة بالغارة التي أدت إلى تدمير منزل من طبقتين.


مسيّرات تستهدف قاعدة للجيش شمال السودان


قادة عسكريون خلال تجمع مؤيد للجيش بالقضارف شرق السودان في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)
قادة عسكريون خلال تجمع مؤيد للجيش بالقضارف شرق السودان في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

مسيّرات تستهدف قاعدة للجيش شمال السودان


قادة عسكريون خلال تجمع مؤيد للجيش بالقضارف شرق السودان في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)
قادة عسكريون خلال تجمع مؤيد للجيش بالقضارف شرق السودان في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، تدخل مدينة واقعة في الولاية الشمالية، دائرة الحرب، حيث استهدفت مسيّرات انتحارية قاعدة عسكرية للجيش في مدينة شندي (شمال البلاد)، تصدت لها الدفاعات الأرضية، وأسقطت ثلاثاً منها، بينما لم تتبنَّ «قوات الدعم السريع» الهجوم.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش بخصوص الهجمات التي تعد اختراقاً لافتاً لمناطق تقع تحت نفوذه وسيطرته في شمال البلاد. وقال شهود إنهم شاهدوا اشتعال النيران في إحدى المسيّرات التي كانت تحلق في محيط «الفرقة الثالثة - مشاة»، لكن مصدراً في الجيش السوداني تحدث لـ«وكالة أنباء العالم العربي» مؤكداً وقوع الحادث.

وقال المصدر إن طائرة مسيّرة مجهولة قصفت مقر الجيش في مدينة شندي في ولاية نهر النيل (شمال). وأضاف أن المسيّرة الانتحارية قصفت جزءاً من المهبط الجوي في «الفرقة الثالثة - مشاة»، مقر رئاسة الجيش في شندي، مؤكداً أن الضربة لم تتسبب في وقوع خسائر بالمهبط أو إدارة الفرقة.

وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة شندي لهجوم عسكري، حيث ظلت خارج نطاق القتال الذي يدور منذ منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي. وقال صحافيون من قلب المدينة إن «الهجوم كان يستهدف المطار العسكري داخل الفرقة، وإن المسيّرة الأولى سقطت بالقرب من مستودع، والثانية والثالثة جرى إسقاطهما عبر المضادات من الجهة الجنوبية الغربية لمقر الفرقة».


إيران «على بُعد أسابيع» من مواد قنبلة نووية


عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد الإيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)
عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد الإيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)
TT

إيران «على بُعد أسابيع» من مواد قنبلة نووية


عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد الإيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)
عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد الإيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)

أفاد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بأن إيران باتت «على بعد أسابيع وليس أشهراً» عن امتلاك المواد الكافية لتطوير قنبلة نووية.

وأعرب غروسي عن قلقه من اقتراب طهران لهذا المستوى، لكنه قال إن «هذا لا يعني أن إيران تملك أو ستملك سلاحاً نووياً في غضون تلك الفترة الزمنية»، لافتاً إلى أن «الرأس الحربي النووي الفعال يتطلب أشياء إضافية كثيرة بمعزل عن امتلاك المواد الانشطارية الكافية».

وجدّد غروسي في حديث لقناة «دويتشه فيله»، دعوة طهران لرفع مستوى التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية، بما يتناسب مع متطلبات الوكالة، محذراً من تزايد الشكوك بشأن شفافية البرنامج الإيراني. وقال إنه ينوي زيارة طهران، الشهر المقبل، لمناقشة القضايا العالقة بين الطرفين، قبل أن يصدر تقريراً فصلياً حول الأنشطة الإيرانية.

وطالبت القوى الغربية غروسي بتقديم تقرير فصلي في توقيت مبكر على الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين في الوكالة الدولية المقرر مطلع يونيو (حزيران) في فيينا، وذلك لتمكينها من مناقشة قرارات حول إيران.

في الأثناء، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، جواد كريمي قدوسي، إن إيران قادرة على إجراء أول اختبار نووي خلال أسبوع إذا صدر إذن بذلك. وقالت مواقع إيرانية إنه كان يشير إلى فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن تحريم الأسلحة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قال الاثنين إن «الأسلحة لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية»، وذلك بعدما هدد مسؤول إيراني بمراجعة السياسة النووية إذا تعرضت المنشآت لقصف إسرائيلي.


انطلاق العمل الأوبرالي السعودي الأكبر في الرياض

العمل استثنائي جديد على مسرح «مركز الملك فهد الثقافي» بالرياض (هيئة المسرح)
العمل استثنائي جديد على مسرح «مركز الملك فهد الثقافي» بالرياض (هيئة المسرح)
TT

انطلاق العمل الأوبرالي السعودي الأكبر في الرياض

العمل استثنائي جديد على مسرح «مركز الملك فهد الثقافي» بالرياض (هيئة المسرح)
العمل استثنائي جديد على مسرح «مركز الملك فهد الثقافي» بالرياض (هيئة المسرح)

نافذة تعبُر بالزمن إلى عُمق التاريخ، أتاحها العرض الأوبرالي السعودي الأكبر، «زرقاء اليمامة»، الذي أعاد رسم الأسطورة العربية وتشكيلها، وكان جزءاً من حكاية صراع درامي يعكس آلام الإنسان وآماله.

بأداء مُتقَن، وعرض باللغة العربية، قدّمت أوبرا «زرقاء اليمامة»، أمس (الثلاثاء)، أول عروضها الخاصة على مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، بسردية مدهشة تخلّلتها صور فنّية مستوحاة من جماليات القصة الأصلية.

بدأ العرض بظهور الشخصية العربية «زرقاء اليمامة» التي تجسّدها الأوبرالية العالمية سارة كونولي، البارعة في الغناء بلغات عدّة، إلى جانب الإنجليزية؛ لغتها الأم. وفي تلك الأمسية، أضافت إليها اللغة العربية بعد استثمار كثير من الوقت في التمارين. تقود فريقاً من المغنّين الرئيسيين لسرد الحكاية أمام الجمهور بهدوء، فتُصوّر أحوال الإنسان في غضبه وأسفه، وفي مواجهة التحدّيات والعقد.

وتقود المرأة الحكيمة المتحدّرة من قبيلة جديس، مهمَّة للنجاة بقومها من مخاطر الثأر، وتُواجِه في طريقها كراهية وأحداثاً ملحمية تُنذر بأخطار عظيمة.

يردّد الكورال في كل مقطع من العرض الأوبرالي «الحب يحييكم... الحب ينقذكم»، للوعي بطريق النجاة من مخاطر بطش «الملك عمليق»، إحدى الشخصيات الرئيسية؛ وقد ظهر بجبروته وأُبّهته السلطانية وحاشيته الهائلة وأوامره النافذة للبطش ببني جديس. هنا؛ يصوّر العرض أرض اليمامة التي كانت المسرح التاريخي لأسطورة «زرقاء اليمامة»، وامتازت وقتذاك بأنها من أخصب البلاد وأعمرها.


ترمب يتحدى القاضي والمحكمة


الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)
TT

ترمب يتحدى القاضي والمحكمة


الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)

عاد دونالد ترمب، أمس (الثلاثاء)-، إلى مهاجمة القاضي خوان ميرشان الذي يشرف على أول محاكمة جنائية ضد رئيس أميركي سابق، وإلى تحدي المحكمة في نيويورك بعدما شهدت يوماً إضافياً لبحث قضية «أموال الصمت» المتهم بدفعها للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016.

جاء ذلك خلال جلسة عقد فيها القاضي ميرشان جلسة استماع بطلب من المدعين العامين الذين يتهمون ترمب بـ«ازدراء» المحكمة بسبب تغريدات نشرها في حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي وموقع حملته للانتخابات المقبلة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لمهاجمة محاميه السابق مايكل كوهين وكذلك دانيالز.

ورد وكيل الدفاع عن ترمب، المحامي تود بلانش، بأن منشوراته كانت رداً على الهجمات السياسية التي يتعرض لها، من دون أن يقدم دليلاً ملموساً على ذلك. وقال ميرشان لبلانش: «طلبت منك ثماني أو تسع مرات، فأرني المنشور الذي كان يرد عليه بالضبط. لم تتمكن حتى من القيام بذلك مرة واحدة»، مضيفاً: «السيد بلانش، أنت تفقد كل صدقيتك».

وبعيد الجلسة، سارع ترمب إلى الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي أن «هذه محكمة الكنغر (أي فاسدة) وعلى القاضي أن يتنحى!».

وسبق جلسة الاستماع هذه، استئناف الجلسة الرئيسية للشهود في قضية «أموال الصمت»، وأبرزهم حالياً الناشر السابق لمجلة «ناشونال أنكوايرير» ديفيد بيكر، الذي يقول المدعون إنه عمل مع ترمب وكوهين على استراتيجية تسمى «القبض والقتل» لطمس القصص السلبية عن ترمب في أوج حملته لانتخابات الرئاسة عام 2016.


شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)

أكدت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن بلادها ستواصل بناء قوة عسكرية هائلة لحماية سيادتها والسلام الإقليمي.

وقالت كيم بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، اليوم (الثلاثاء)، إن سلسلة من المناورات العسكرية التي أجراها الجيش الأميركي في المنطقة هذا العام، بداية بتدريبات بالذخيرة الحية مع «عصابة كوريا الجنوبية العسكرية الألعوبة (في يد الولايات المتحدة) »، تدفع البيئة الأمنية الإقليمية إلى اضطراب خطير.

وأضافت: «سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة لحماية سيادتنا وأمننا وسلامنا الإقليميين».

وشارك الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي في مناورات أوسع نطاقاً وأكثر تواتراً في الأشهر القليلة الماضية بموجب تعهد زعيمي البلدين برفع مستوى الاستعداد العسكري في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية العسكرية.

وأفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن نحو 100 طائرة عسكرية أجرت تدريبات جوية لمدة أسبوعين هذا الشهر.

وتقول كوريا الشمالية إن المناورات العسكرية الأميركية هي استعدادات لحرب نووية ضدها. أما واشنطن وسول فتقولان إن المناورات دفاعية الطابع وتجري بانتظام للحفاظ على الجاهزية العسكرية.


كيف توضّب شنطة «السفر الخفيف»؟

لفّ الملابس من أفضل طرق حزم الحقائب (شاترستوك)
لفّ الملابس من أفضل طرق حزم الحقائب (شاترستوك)
TT

كيف توضّب شنطة «السفر الخفيف»؟

لفّ الملابس من أفضل طرق حزم الحقائب (شاترستوك)
لفّ الملابس من أفضل طرق حزم الحقائب (شاترستوك)

بالنسبة لبعض المسافرين، مجرد التفكير في ترتيب الحقيبة المحمولة يمكنه أن يحطم حتى أكثر توقعات العطلة قوة. لكن يمكن للترتيب الخفيف أن يكون مسعى إبداعياً يساعد على تعزيز الإثارة في رحلتك القادمة. ومع ارتفاع رسوم الحقائب المسجلة، فمن المنطقي اقتصادياً أن نتقن فن ترتيب الحقائب. فيما يلي بعض النصائح حول كيفية توفير المساحة - والاحتفاظ بحالتك العقلية!

توضيب الحقائب يعتمد على الطريقة والعملية في تنسيق الملابس (شاترستوك)

الدخول في عقلية الحد الأدنى

إذا كنت تميل إلى الإفراط في ترتيب الأشياء، فابدأ بالتفكير في سبب سفرك بالمقام الأول. قد يساعدك ذلك على الكثير من المشاهد والأصوات والروائح والأذواق التي سوف تجرّبها بدلاً من الملابس الكثيرة التي لا يمكنك وضعها في حقيبتك.

تقول بولين فرومر، الرئيسة المشاركة لدليل كتب السفر (Frommers.com) الصادر عن مؤسسة «فرومر»، والتي لم تُسجل حقيبة سفر واحدة منذ أكثر من 20 عاماً: «الأمر كله يتعلق بطريقة التفكير» وأوضحت قائلة: «عندما تسافرون، فإن الأمر يتعلق برؤيتكم للعالم أكثر من رؤية العالم لكم».

خذ الملابس ذات الألوان المتناسقة بحيث يمكنك إحضار عدد أقل من العناصر، ولكن لا يزال لديك خيارات، مثل إعادة ارتداء نفس السراويل مع قمصان مختلفة. تعني الألوان الداكنة أن البقعة لن تجعل شيئاً غير قابل للارتداء. ثم استثمر في بعض الملابس التقنية. مثل أن هذه القطع تبقيك دافئاً من دون أن تكون ضخمة الحجم، ويسهل التحرك بها، ولديها جيوب للعناصر الضرورية مثل النظارات والهواتف المحمولة، وكذلك مقاومة للماء والروائح؛ حتى يمكن ارتداؤها أكثر من مرة. تصنع الكثير من الماركات الملابس المخصصة للخروج والمشي.

اختر حقيبتك

لا توجد حقيبة سفر واحدة تصلح للجميع. لتحديد الحقيبة الأنسب لك، اسأل نفسك عن كيفية استخدامها. هل ستحملها لمسافات طويلة، عبر عربات قطار الأنفاق وشوارع المدينة؟ أم أنك سوف تنزل من الطائرة إلى ركوب السيارة؟ تميل الحقائب ذات العجلات لأن تكون أقل ضغطاً على جسمك، رغم أنك إذا كنت ستركب وسائل النقل العام أو ما بين مختلف السلالم، فإن حقيبة الظهر أو الكتف خفيفة الوزن تجعلك حر اليدين، وقد تجعل الانتقال أكثر سلاسة. فكر أيضاً في الأشياء التي سوف تجلبها. غالباً ما تكون الأمتعة المنظمة والحقائب الصلبة هي الأفضل في الحفاظ على الملابس خالية من الثنيات وتنظيم الأشياء غير العملية مثل الكعب العالي. ومع ذلك، فإن حقيبة القماش الخشن من دون العجلات لديها فرصة أفضل لوضعها في مقصورة الحقائب العلوية.

كتبت نيريسا سيتي، التي تقوم، بصفتها الرئيسة التنفيذية لفندق «رافلز» الدوحة في قطر، بتدريب فريق العمل والإشراف على العمليات اليومية، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «كل خيار يوفر فائدة مختلفة»، الحقائب القماشية توفر المزيد من العمق، والحقائب ذات العجلات توفر المزيد من المساحة والإجهاد الأقل على الأكتاف. وإذا اخترت الخيار الثاني، فاشترِ حقيبة ذات أربع عجلات، كما نصحت سيتي؛ إذ يسهل التحرك بها على طول ممر الطائرة.

لفّ الملابس من أفضل طرق حزم الحقائب (شاترستوك)

أياً كانت الحقيبة التي تختارها، تعرّف على القواعد. تختلف أبعاد حقيبة السفر باختلاف شركة الطيران؛ لذلك تأكد من التحقق من متطلبات الحجم والوزن الخاصة بشركة الطيران التي تستخدمها، بما في ذلك تلك المتطلبات الخاصة بأي شركة طيران متصلة.

انتبه أيضاً إلى الطريق وفئة السعر، والتي يمكن أن تؤثر على عدد الحقائب التي يُسمح لك بحملها، وكذلك وزنها. وتذكر: في حين أن حقيبتك قد تتفق مع سياسة النقل، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سوف يُسمح لك بإحضارها. على سبيل المثال، إذا كنت في مجموعة استقلال (صعود) منخفضة، فمن المرجح أن تضطر إلى تسجيل حقيبتك عند البوابة. مع وضع ذلك في الاعتبار، ضع الأشياء الأساسية مثل الأدوية في حقيبة صغيرة يمكن وضعها بسهولة تحت المقعد الموجود أمامك. إذا لم تكن متأكداً مما إذا كان مسموحاً لك بحزم صِنف معين، فراجع المواقع الإلكترونية الحكومية الخاصة بالأماكن التي تخطط للسفر عبرها، مثل صفحة «ما الذي يمكنني جلبه؟» التابعة لإدارة أمن النقل، وصفحة «معلومات للمسافرين جواً» التابعة للمفوضية الأوروبية.

اعرف متى تطويها

عندما يتعلق الأمر بتعبئة ملابسك، فالسؤال هو: هل يجب أن تطويها بشكل مسطح أم أن تلفها؟ توصي سيتي بلفّ الملابس لأنها تشغل مساحة أقل وتؤدي إلى ظهور عدد أقل من الثنيات. هذا سهل بما فيه الكفاية مع القمصان، ولكن ماذا عن سترة البدلة؟ يستخدم العمال في فندق «رافلز» الدوحة تقنية تنطوي على تدوير كتف واحد من السترة من الداخل إلى الخارج ثم وضع الكتف الآخر بداخلها، ومحاذاة الأكمام ثم طي السترة إلى النصف من الداخل للخارج؛ مما يقلل من الثنيات ويساعد على حماية الطبقة الخارجية من السترة، أو ببساطة ارتداء السترة على متن الطائرة، وهو أمر تقترحه سيتي؛ لأن السترات والجينز تشغل مساحة كبيرة ووزن أكبر. إضافة إلى ذلك، كما قالت: «إن فعل ذلك يمنحك (فائدة إضافية من السفر بأناقة)».

عندما تضع الأغراض في حقيبتك، فكّر في التوازن. ضع الأغراض الأثقل وزناً، مثل الأحذية، في الأسفل (بالقرب من العجلات، إذا كانت حقيبتك تحتوي عليها). تقول فرومر إنها عادة ما تحمل زوجين من الملابس على الأكثر وتضع أشياء مثل الجوارب والمجوهرات فيهما.

قالت سيتي: يجب أن تتجه الملابس نحو الجزء العلوي من حقيبتك لتقليل الطويات الناتجة من الوزن، مع كون السترات هي الأخيرة. يمكنك أيضاً إضافة طبقة من الحماية من الثنيات عن طريق وضع التنانير والبلوزات في أكياس التنظيف البلاستيكية الجافة قبل طيها بإحكام ثم وضعها في أعلى الحقيبة.

الاقتراض والشراء

يمكن القليل من البحث المسبق أن يوفر الكثير من المساحة. اتصل بالفندق أو مكان إيجار الإجازات لمعرفة ما إذا كان يتم توفير أشياء مثل مجففات الشعر وواقي الشمس؛ حتى لا تضطر إلى تعبئة ما لديك، واسأل عما إذا كان لديهم غسالات أو يقدمون التنظيف بأسعار معقولة.

لا تقلق بشأن الترتيب لكل احتمال ممكن. قد يكون شراء أشياء عملية أثناء سفرك أمراً ممتعاً للغاية. إنها فرصة لتجربة المنتجات المحلية (مثل مستحضرات التجميل بأسعار معقولة الموجودة في الصيدليات الباريسية)، وبطبيعة الحال، إحضار بعض الكنوز والتذكارات إلى المنزل، بفضل كل تلك المساحة المتبقية في حقيبتك.

* خدمة «نيويورك تايمز»


«بيت طراد» منزل تاريخي يعبق بفن الضيافة والذوق الرفيع

جلسة في باحة البيت الخارجية (فيسبوك)
جلسة في باحة البيت الخارجية (فيسبوك)
TT

«بيت طراد» منزل تاريخي يعبق بفن الضيافة والذوق الرفيع

جلسة في باحة البيت الخارجية (فيسبوك)
جلسة في باحة البيت الخارجية (فيسبوك)

منزل ضيافة لا يشبه غيره من البيوت التي باتت كل قرية وبلدة ومدينة لبنانية تستحدثها لتحريك عجلة السياحة في منطقتها. فـ«بيت طراد» الذي يقع في منطقة فتوح كسروان، وبالتحديد في بلدة الكفور، يعد فسحة لبنانية بامتياز.

هندسته العمرانية كما حدائقه الغناء وغرفه تعبق بذكريات أجيال من النساء مرت عليه. أما ديكوراته وأثاثه وكل زاوية من زواياه فتحمل حب الوطن والأرض والذوق الرفيع.

يعود تاريخ بناء هذا المنزل إلى أوائل القرن الثامن عشر. وكما القناطر وغرف العقد والسقوف العالية، تحضر فيه العمارة التراثية الأصيلة. بني بالحجر الصخري، ويفترش أرضه الرخام من أنواع مختلفة، وبينها الـ«تراكوتا». كما يعبق بذكريات آل طراد، الذين كانوا يتخذون منه إقامة صيفية لأكثر من 30 عاماً.

مدخل البيت الجميل (فيسبوك)

وتعلق سارة طراد، صاحبة البيت، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد جلت العالم وبلداناً عدة، ولم أرَ كجمال طبيعة لبنان وناسه. وهو ما جعلني أتمسك أكثر فأكثر بإرث تركه لي والدي، وبأرض أحب ترابها وأحفظ لها كل وفاء».

4 نساء توالين على «بيت طراد» عبر التاريخ

توالت على هذا البيت 4 نساء، وكل منهن تركت بصمتها عليه. فازدان بجلسات وقعدات تعكس ما يفيض من روحهن وقلبهن.

بدأ مشوار هذا البيت مع أول امرأة امتلكته في الستينات حتى السبعينات، هي سيمون كاتوني. ومن بعدها، أي بين أعوام 1982 و1985، سكنته نايلة شمعون، الزوجة الأولى لنجل رئيس الجمهورية الراحل دوري كميل شمعون. وتكمل الحكاية سارة طراد لـ«الشرق الأوسط» لتستعيد شريط ذكرياتها عن هذا البيت.

جلسة في باحة البيت الخارجية (فيسبوك)

«لقد اشتراه والدي في منتصف الثمانينات من نايلة شمعون. ورحل بعدها بسنتين، ومنذ ذلك الحين قررت والدتي دانييلا معوض السكن فيه في موسم الصيف».

والد سارة رمّم بعض أقسام البيت، واكتفت زوجته بعد رحيله بإجراء تحديثات خجولة عليه. رحلت الوالدة دانييلا معوض في عام 2013، وبقي البيت شبه مهجور. وتماهى إلى سمع ابنتها سارة أن البيوت حينما تهجر تواجه الموت البطيء. فهرعت تتفقده، واسترجعت شريط ذكرياتها الطويل فيه، واتخذت قرارها: «قلت في نفسي إني لن أدعه يفقد روحه وطاقته، وسأعيد نبض الحياة إليه من جديد. وبدأت العمل فيه منذ عام 2015، وفي عام 2018 افتتحناه بيت ضيافة».

تشير سارة إلى أن ترميمه جرى على عدة مراحل. وأضافت إليه غرف إقامة في حديقته. كما بنت بركة سباحة كي توفر لزواره كل متطلبات الرفاهية والراحة.

مائدة خاصة بالمناسبات (فيسبوك)

الفريق العامل فيه، وعلى رأسه صاحبة البيت سارة طراد، أخذ على عاتقه توفير كل الخدمات لزواره والمقيمين فيه. تنطبع كل غرفة من غرفه بخلطة من التاريخ الحديث والقديم، فتترك عند مشاهدها إحساساً بالراحة. ويشكل البيت عنواناً للهروب من ضغوطات الحياة اليومية. فيعثر فيه زائره على واحة من الهدوء والطمأنينة، يبحث عنها باستمرار كي يزخر بجرعات إيجابية يحتاجها.

قطع أثاثه تعود إلى خيارات من بلاد الشام وأوروبا

يتألف «بيت طراد» من طابقين، تتوزع على أرجائهما 11 غرفة لاستقبال كل من يرغب في إقامة يسكنها الجمال بكل أبعاده. جمال الطبيعة كما جمال الضيافة وبهجة لحظات يمضيها فيه كما في الخيال.

أثاثه يحمل أذواق عدة نساء مررن عليه، وتروي سارة لـ«الشرق الأوسط»: «تسلّمت تصميم ديكوراته صديقة لي تدعى ماريا عصيمي. جمعت فيها مشهدية رائعة من الشرق والغرب».

أحد أركان «بيت طراد» (فيسبوك)

لم تُفقد ماريا عصيمي المنزل هويته التراثية، وتركت صبغة الأصالة فيه نافرة وملحوظة. في الماضي اختارت له ناديا خوري، صاحبة المحترف اللبناني، بعض قطع أثاث قديمة لا تزال موجودة فيه حتى اليوم. ومن ثم ترافقت والدتها مع شقيقتها نايلة معوض في شراء قطع أخرى. واشترتا قطع أنتيكا وسجاداً من الشام وحلب وباريس وغيرها. وهي اليوم تنتشر على حيطان البيت أو تأخذ ركناً من أركانه ومساحته التي تفوق 2000 متر مربع. كما تتدلى من سقوفه الثريات القديمة. وتوضح سارة: «بعضها يعود إلى مساجد وكنائس قديمة. وأخرى تأخذ أحجاماً صغيرة، لتتوزع على شكل قناديل إنارة في غرف البيت. فلكل زاوية منه حكايتها، فتستوقف مشاهدها بتصاميمها، وبإتقان كل تفصيل فيها».

أكلات لبنانية «شغل بيت»

من يقيم في «بيت طراد» لن يشعر بالغربة، بل بدفء يحتضنه، وغروب شمس يعلن بداية ليلة عامرة مع نجوم سماء مضاءة بوضوح. وتبلغ الإقامة فيه رونقها عندما يحين وقت الطعام. أيادي نساء بلدة كفور حيث يقع تحضر الأطباق اللبنانية بامتياز. وضمن برنامج طعام، يبدأ بالفطور والغداء، وصولاً إلى العشاء، يمكن لمن يرتاده أن يتذوق أكلات عالبال.

أطيب الأكلات اللبنانية (فيسبوك)

وتوضح سارة طراد: «يحضر المطبخ اللبناني بامتياز في (بيت طراد) للضيافة. ولديّ فريق عمل كبير، يتألف من شبان ونساء قرية الكفور. فقد أردنا بذلك أن يؤلفوا اليد العاملة، بحيث تكون محلية وتؤمن لقمة عيشها من نفس بلدتها. ونساء البلدة يحضرن كل الأطباق على أنواعها. فنشتم منها الحب وشغف استقبال الضيف كي تصبح زيارته للبيت ذكرى لا تنسى».

تطول لائحة الأطباق التي يمكن تناولها في «بيت طراد» الذي يقيم الحفلات الصغيرة حسب الطلب وللأشخاص المقربين من هذا البيت. ومن الأكلات التي يمكن تناولها؛ «الكبة اللبنية» و«الفريكة باللحم» و«المشاوي» و«الصيادية» و«المغربية» وغيرها. وكذلك السلطات والمتبلات على أنواعها، من فتوش وتبولة وبابا غنوج وحمص بطحينة ورقائق جبن وغيرها.