أوكرانيا: القصف حوّل دونباس إلى «جحيم»

أوكرانيا: القصف حوّل دونباس إلى «جحيم»
TT

أوكرانيا: القصف حوّل دونباس إلى «جحيم»

أوكرانيا: القصف حوّل دونباس إلى «جحيم»

كثفت القوات الروسية هجومها في منطقة دونباس، وفق ما أكدت الجمعة هيئة الأركان العامة الأوكرانية، باستخدام المدفعية وقاذفات الصواريخ والطائرات لتدمير الدفاعات حول دونيتسك. وأضافت في بيان أن روسيا شنت قصفاً مدفعياً مكثفاً على البنية التحتية المدنية، «شمل استخدام قاذفات صواريخ متعددة».
ومنذ إطلاقها المرحلة الثانية من «عمليتها العسكرية الخاصة»، تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها.
وتسعى موسكو خصوصاً إلى السيطرة بشكل كامل على دونباس التي تخضع جزئياً لسيطرة انفصاليين روس منذ 2014. وأكد وزير الدفاع الروسي، الجمعة، أن السيطرة الكاملة على لوغانسك (شرق) التي تشكل مع دونيتسك منطقة دونباس، باتت شبه منجزة.
وفيما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن منطقة دونباس تحولت إلى «جحيم»، أكدت وزارة الدفاع أن الجيش الروسي «كثف هجماته ومحاولات الهجوم» في المنطقة، وقصف «كامل خط الجبهة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. بدورها، رجحت المخابرات العسكرية البريطانية أن تعزز روسيا عملياتها في منطقة دونباس بمجرد أن تضمن السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، التي كانت مسرحاً لحصار دام أسابيع.
وتسببت ضربات روسية بسقوط 12 قتيلاً و40 جريحاً الخميس في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق)، وفقاً للحاكم المحلي سيرغيه غايداي الذي قال إن القسم الأكبر من القصف أصاب مباني سكنية، وإن الحصيلة قد ترتفع.
وبحسب السلطات الأوكرانية، لا يزال 15 ألف شخص يعيشون في ملاجئ في سيفيرودونيتسك التي دمرتها القنابل.

- أزمة آزوفستال
أعلن قائد كتيبة آزوف الأوكرانية، الذي لا يزال متحصناً مع عدد غير معلوم من الجنود في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، الجمعة أنهم تلقوا أمراً من كييف بإلقاء الأسلحة «لإنقاذ حياة» العسكريين. وقال القائد دينيس بروكوبينكو، في فيديو عبر «تلغرام»، من مكان يبدو أنه ملجأ تحت الأرض، إن «القيادة العسكرية العليا أعطت أمراً بإنقاذ حياة الجنود... والتوقف عن الدفاع عن المدينة».
وبعد عملية إجلاء مدنيين ثم مئات الجنود الأوكرانيين أصبحوا أسرى لدى الروس، أشار بروكوبينكو إلى أن «العملية مستمرة» لإجلاء جثث عسكريين.
وكان المجمع الصناعي الضخم المحاط بدهاليز تحت الأرض حُفرت في الحقبة السوفياتية، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المطلة على بحر آزوف والتي تعرضت لقصف روسي مركز.
ونشرت موسكو خلال الأيام الماضية صوراً تُظهر مجموعات رجال يرتدون زياً قتالياً، بعضهم على عكازات وبعضهم مضمد، يخرجون من المصنع، بعد معركة طويلة أصبحت رمزاً للمقاومة الأوكرانية. وبحسب كييف، دُمر 90 في المائة من هذه المدينة وقُتِل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص. وقال الرئيس الأوكراني مساء الخميس: «أقوم بكل ما يمكن لكي تكون القوات الدولية الأكثر تأثيراً على علم (بما يجري)، ومنخرطة قدر الإمكان في إنقاذ أبطالنا». وترغب أوكرانيا في تنظيم عملية تبادل أسرى، غير أن روسيا أبلغت أنها تعتبر قسماً منهم على الأقل مقاتلين من «النازيين الجدد» وليس جنوداً.
- محاكمة جندي روسي
قال جندي روسي يُحاكم في كييف بتهمة ارتكاب جريمة حرب في أوكرانيا، الجمعة: «أنا آسف جداً». ويمثل الجندي الروسي فاديم شيشيمارين البالغ 21 عاماً، منذ الأربعاء أمام محكمة أوكرانية، بتهمة قتل أليكسندر شيليبوف وهو مدني يبلغ 62 عاماً في 28 فبراير (شباط) في شمال شرقي أوكرانيا. وقد أقر شيشيمارين بجريمته. وطلب وكيل الدفاع عنه، المحامي فيكتور أفسيانيكوف، الجمعة تبرئة موكله، مؤكداً أنه «ليس مذنباً». وكان الادعاء قد طلب الخميس إنزال عقوبة السجن المؤبد على الجندي. وقال الجندي: «كنت متوتراً، لم أكن أريد القتل»، مؤكداً أنه نفذ أمراً عسكرياً آخر للتخلص من شاهد على هروبهم في وقت تعرض رتل من المدرعات لهجوم من جانب الجيش الأوكراني. ويُنتظر صدور الحكم الاثنين.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: روسيا تنشر المزيد من القوات الكورية الشمالية في كورسك

أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر المزيد من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إن موسكو بدأت في إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.