لا يختلف اثنان على قوة الـ16 فريقاً الموجودة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، ولا يوجد محلل أو ناقد قادر على توقع نتيجة أي مباراة مهما بدت قوة أحد الطرفين أكبر وإنجازاته أكثر ومحترفوه أغلى ومدربوه أفخم.
لهذا فالبعض الذي توقع فوز الهلال على الفيحاء بالثلاثة والأربعة والخمسة لم يقرأ جيداً لا في أوراق رازوفيتش مدرب الفيحاء الخبير في مباريات الكؤوس، ولا في سجل حارسه الصربي فلاديمير ستويكوفيتش صاحب الـ38 عاماً والذي لعب في الصرب والبوسنة والبرتغال وفرنسا وإسبانيا واليونان وكان السبب الأول في الحفاظ على شباك الفيحاء نظيفة في 11 مباراة، وهو رقم قياسي، فيما اهتزت شباك الفيحاء ثلاث مرات في مباراة واحدة أمام الحزم المهدَّد بالهبوط يوم غاب. ولكن ستوكوفيتش وحده ليس سبباً في تتويج الفيحاء بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين، وهو أول لقب كبير للنادي بعد سبعين عاماً على تأسيسه، بل منظومة الفيحاء كلها، بدءاً برئيسه وانتهاءً بأصغر موظف، هي التي صنعت الفرح لجماهير المجمعة. ومن كان يقول إن المدرب ليس محظوظاً في النهائيات ثبت له العكس. ومن قال إن طريق الفيحاء للنهائي كان سهلاً ثبت له العكس أيضاً. فإن كان الفوز على أبها والباطن منطقياً إلا أن تجاوز الاتحاد ثم الهلال يضحد كل نظريات الحظ التي استند إليها البعض.
الفيحاء تمكّن من مد رجليه على قدر بساطه، واشترى ما يحتاج إليه من المحترفون بما لا يوازي ثمن محترف واحد في الأندية المليئة مالياً، وعرف كيف يركز على أولوياته، وعمل بصمت ومن دون ضجيج فوصل للمجد بتتويجه بأغلى الكؤوس وبمركزٍ جيد جداً في الدوري ووصولٍ لدوري أبطال آسيا مثلما فعل قبله الفيصلي والتعاون. ويبقى إنجاز الفتح الأكثر إبهاراً عندما تُوِّج بطلاً للدوري والسوبر بكل إمكانياته المالية المتواضعة في بطولة نَفَسِ طويل وأمام عمالقة في المال والمحترفين والجماهيرية والإعلام.
دروس كثيرة يمكن استخلاصها من نتائج مثل هذه الأندية المجتهدة وأولها أن كل غالٍ ثمنه فيه، وأن سمعة المحترفين وحدها ليست كافية، وأن لكل مجتهد نصيباً مهما كانت كل التوقعات ليست في صالحه، وأن العمل الهادئ يمكن أن يأتي بنتائج ذات صوت عالٍ بل حتى مدوٍّ.
ألف مبروك للفيحاء دخول التاريخ وكتابة اسمه بين الكبار التقليديين في الوقت الذي يعاني فيه بعضهم وما زالوا رغم توفر كل شيء لهم.
8:2 دقيقه
كيف يُصنع الفرح؟
https://aawsat.com/home/article/3656551/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%8F%D8%B5%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AD%D8%9F
كيف يُصنع الفرح؟
كيف يُصنع الفرح؟
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة