مستوطنون يستخدمون القضاء لاحتلال المزيد من المنازل في سلوان

الشرطة الإسرائيلية تقتل فلسطينيًا في القدس بدعوى محاولته الدهس.. والفلسطينيون يشككون

أقارب السائق الفلسطيني عمران أبو دهيم الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في منزلهم في جبل المكبر أمس (رويترز)
أقارب السائق الفلسطيني عمران أبو دهيم الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في منزلهم في جبل المكبر أمس (رويترز)
TT

مستوطنون يستخدمون القضاء لاحتلال المزيد من المنازل في سلوان

أقارب السائق الفلسطيني عمران أبو دهيم الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في منزلهم في جبل المكبر أمس (رويترز)
أقارب السائق الفلسطيني عمران أبو دهيم الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في منزلهم في جبل المكبر أمس (رويترز)

قتلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيا في القدس، بدعوى محاولته دهس عنصرين من الشرطة قرب حي الطور. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، إن «عناصرها قتلت بالرصاص، سائق سيارة في أحد أحياء القدس الشرقية، بعد أن حاول دهسهم بسيارته مما أدى إلى إصابة اثنين منهم».
ووصف المتحدث الإسرائيلي قائد السيارة بأنه «إرهابي عربي»، وأن الحادث أسفر عن إصابة اثنين من أفراد الشرطة.
وهنأت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف، قوات الأمن على «تمكنها من قتل منفذ اعتداء الدهس» قائلة «إنه حان الوقت لأن يدرك الفلسطينيون أن هذه ليست الطريقة للوصول إلى السلام».
لكن الفلسطينيين شككوا بالرواية الإسرائيلية، واتهموا الشرطة الإسرائيلية بإعدام عمران أبو دهيم (41 عامًا)، بإطلاق النار عليه عن قرب.
وأدت الحادثة إلى مواجهات عنيفة في القدس، استخدم فيها الشبان الحجارة والزجاجات الفارغة، ورد الجنود بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع.
وقال الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي، إن «إسرائيل تقوم بأبشع الجرائم بحق الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا في القدس، حيث تمارس أبشع السياسات العنصرية والتطهير العرقي والتمييز العنصري، كان آخرها قتل الشاب الشهيد عمران أبو دهيم».
وأضاف «كل هذه الإجراءات العنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، تحدث على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الأمر الذي يشكل وصمة عار في جبين كل المؤسسات الدولية التي تقف عاجزة أمام خروقات إسرائيل للقانون الدولي والإنساني منه، وأمام إصرار هذه الحكومة العنصرية على الاستمرار في نهجها الملتزم تماما بإبادة الشعب الفلسطيني».
وعد الناطق الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري، ما حدث في القدس مثالاً للإعدامات الميدانية التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأبلغت الشرطة الإسرائيلية، عائلة أبو دهيم، أنها ستسلمهم جثمان ابنهم بشرط وجود 20 شخصا فقط من عائلته.
ويفترض أن تكون العائلة تسلمته منتصف الليلة عند مقر شرطة عوز في بلدة جبل المكبر.
وتتعمد إسرائيل تسليم جثامين الفلسطينيين العرب في القدس لذويهم بعد منتصف الليل تجنبا لوجود جماهيري، لأسباب مختلفة، منها إذلال الأهل، وضمان عدم اندلاع مواجهات أيضا.
وفي هذا الوقت، استخدمت جماعات استيطانية القضاء الإسرائيلي لتعزيز وجودها في منطقة سلوان في القدس، وهي منطقة متوترة تشهد وجودا استيطانيا متزايدا في محاولة للسيطرة على البلدة.
وقام مستوطنون بحماية الشرطة بتسليم عائلة الرجبي، بلاغات تطالبها بالأرض المقامة عليها منازل العائلة بحي بطن الهوى في سلوان.
وقالت نورا الرجبي للوكالة الرسمية، إن «العائلة تسلمت أوراقا من محكمة الاحتلال مُحرّرة بتاريخ يوم الثلاثاء، تمهلها خمسة أيام للرد على قبول هذه الدعوى المرفوعة من مستوطنين حول ملكية الأرض المقام عليها مباني العائلة».
ويقع منزل عائلة الرجبي بالقرب من البؤرتين الاستيطانيتين بيت يوناتان وبيت العسل، وبمحاذاة منزل عائلة أبو ناب الذي تم الاستيلاء عليه قبل أيام لصالح المستوطنين.
ويسعى المستوطنون للتوسع شيئا فشيئا في سلوان. وعادة ما يهاجم مستوطنون منازل فلسطينية ويستولون عليها ثم يبرزون وثائق ملكية يتضح لاحقا أن بعضها يكون مزورا. لكن آخرين يذهبون إلى المحاكم للسيطرة على منازل أخرى.
وتدعم الحكومة الإسرائيلية الاستيطان في القدس، بينما تتخذ إجراءات مختلفة لتخفيف الوجود العربي في المدينة، مثل سحب الهويات وهدم المنازل وزيادة الضرائب.
وهدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس أمس، مبنى قيد الإنشاء يتكون من طابقين، وعدد من المحال تعود لعائلة أبو سنينة في حي واد قدوم ببلدة ‏سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص.
وكانت جرافات الاحتلال قد هدمت فجر الثلاثاء ثلاثة محال تجارية ومنزلا قيد الإنشاء في البلدة نفسها.
وفي المقابل، صادقت اللجنة المحلية للبناء والتخطيط الإسرائيلية أمس، على مخطط لبناء 90 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم، هار حوماه جنوب القدس المحتلة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.