جسم مضاد لـ«كورونا» ينبئ بفاعلية مع المتغيرات المستقبلية

حدده فريق بحثي بقيادة معهد سكريبس بأميركا

جسم مضاد لـ«كورونا» ينبئ بفاعلية مع المتغيرات المستقبلية
TT

جسم مضاد لـ«كورونا» ينبئ بفاعلية مع المتغيرات المستقبلية

جسم مضاد لـ«كورونا» ينبئ بفاعلية مع المتغيرات المستقبلية

في العام الماضي، فحص العلماء في معهد سكريبس للأبحاث بأميركا، ومعهد علوم الحياة في توسكانا بإيطاليا، دم 14 ناجيا من «كوفيد - 19»، للعثور على الأجسام المضادة الأكثر فاعلية ضد فيروس «كورونا» المستجد، وكان من الجزيئات الرائدة، جسم مضاد يُطلق عليه اسم «J08»، والذي بدا أنه قادر على منع وعلاج «كوفيد - 19».
الآن، قامت نفس المجموعة البحثية، بتصور كيف يرتبط الجسم المضاد «J08» بمتغيرات مختلفة من «كورونا» المستجد، ويشير بحثهم الجديد المنشور في 13 مايو (أيار) الجاري بدورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، إلى أنه يتمتع بمرونة ستجعله على الأرجح فعالا ضد المتغيرات المستقبلية من الفيروس.
يقول أندرو وارد أستاذ البيولوجيا الهيكلية والحاسوبية التكاملية في معهد سكريبس للأبحاث، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد، بالتزامن مع الدراسة «رغم أننا لا نستطيع التنبؤ بمتغيرات الفيروس التي ستظهر بعد ذلك، فإن فهم تفاصيل الجسم المضاد (J08)، يكشف ما الذي يعمل ضد الفيروس».
وعندما يتعرض شخص ما لفيروس مثل «كورونا» المستجد، يولد جسمه مجموعة متنوعة من الأجسام المضادة التي ترتبط بأقسام مختلفة من الفيروس لتزيله من الجسم، ويهتم العلماء الذين يصممون اللقاحات والعلاجات ضد «كوفيد - 19»، بما يجعل بعض هذه الأجسام المضادة المنتجة بشكل طبيعي أكثر فاعلية من غيرها.
وفي الأشهر التي أعقبت تحديد وارد ومعاونيه لأول مرة للجسم المضاد (J08)، أصبح من الواضح أنه على عكس العديد من الأجسام الأخرى، كان قوياً ضد مجموعة متنوعة من متغيرات «كوفيد - 19».
وفي العمل الجديد، وجد الباحثون أنه تم ربطه بنجاح بمتغيرات ألفا وبيتا وجاما ودلتا، وقام بتحييد الفيروسات، مما منعها من التكاثر.
ومع ذلك، فإن الجسم المضاد (J08)، تعلق على متغير أوميكرون حوالي 7 مرات أبطأ، وكانت هناك حاجة إلى وجود عدد كبير منه لتحييد متغير أوميكرون تماماً.
يقول المؤلف المشارك الأول غابرييل أوزوروفسكي، كبير العلماء في مختبر وارد في أبحاث سكريبس: «مع المتغيرات الأخرى يرتبط هذا الجسم المضاد بسرعة، لكننا حددنا التغيرين الهيكليين اللذين يجعلان فاعليته أقل مع أوميكرون».
وأظهر الفريق البحثي أنه بالنسبة لجميع المتغيرات، يرتبط الجسم المضاد (J08) بجزء صغير جداً من الفيروس، وهو القسم الذي يظل بشكل عام كما هو، حتى مع تحور الفيروس، علاوة على ذلك، يمكن إرفاق الجسم المضاد (J08) في اتجاهين مختلفين تماما، مثل المفتاح الذي يتمكن من فتح الباب سواء كان الجانب الأيمن لأعلى أو رأسا على عقب.
ويقول جوناثان توريس، من معهد سكريبس للأبحاث، والباحث المشارك بالدراسة: «هذه البصمة الصغيرة والمرنة، هي جزء من سبب قدرة الجسم المضاد على تحمل العديد من الطفرات، فهي لا تؤثر على ارتباط الجسم المضاد ما لم تصادف وجودها في هذا الجزء الصغير جدا من الفيروس».
ومع ذلك، فإن متغير أوميكرون يحتوي على طفرتين (تعرفان باسم E484A وQ493H) غيرت المنطقة الصغيرة من الفيروس التي تتفاعل مباشرة مع الجسم المضاد، ووجد الباحثون أنه في حالة وجود طفرة واحدة فقط من هذه الطفرات، فإن الجسم المضاد لا يزال قادرا على ربط الفيروس وتحييده بقوة، لكن الطفرات في كليهما تجعله أقل فاعلية ضد متغير أوميكرون.
يقول أوزوروفسكي: «واثقون تماما من أن المتغيرات المستقبلية لن تحتوي بالضرورة على هاتين الطفرتين الحرجتين في نفس الوقت مثل أوميكرون، وهذا يجعلنا نأمل أن الجسم المضاد (J08) سيكون فعالا مع أي منها».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.